انتظر كثيرا جدا.. لماذا تأخر بايدن في دعوة نتنياهو للبيت الأبيض؟
قالت صحيفة برتغالية إن هناك خلافا بين الإدارة الأميركية برئاسة، جو بايدن، و"الجمهوريين" في الكونغرس، الذي يترأسه كيفين مكارثي، حيال التعامل مع الحكومة الإسرائيلية.
وأوضحت صحيفة "جورنال إيكونوميكو" أن "مكارثي أكد دعمه للحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، خلال زيارته الأخيرة لتل أبيب، وهذا يخالف نهج الرئيس الأميركي في التعامل معها".
وفي 1 مايو/ أيار 2023، زار مكارثي إسرائيل برفقة وفد مكون من 17 نائبا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، واستمرت زيارته يومين، التقى فيها بالرئيس، إسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء نتنياهو.
كما ألقى مكارثي خطابا أمام الكنيست (البرلمان)، ليكون بذلك ثاني رئيس لمجلس النواب الأميركي يلقي كلمة أمام الكنيست، بعد نيوت غينغريتش، الذي ينتمي للحزب الجمهوري كذلك، والذي ألقى خطابه عام 1998.
إرضاء نتنياهو
وقالت الصحيفة البرتغالية إن مكارثي ألقى "خطابا حارا" أمام الكنيست، كان بمثابة هدية لإرضاء حكومة نتنياهو، الذي يتحالف مع اليمين المتطرف.
وأضاف "رغم أن الخطاب قد أثار إعجاب الحكومة الإسرائيلية، فإنه كان يخالف بشدة موقف الإدارة الديمقراطية الحالية بقيادة بايدن، الذي امتنعت إدارته عن دعم العديد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية الحالية".
ومن هذه الإجراءات، ما يُعرف بـ"خطة الإصلاح القضائي"، التي تحد من صلاحيات السلطة القضائية، لصالح السلطة التنفيذية، هذا فضلا عن العودة إلى بناء المستوطنات.
وتتضمن هذه الخطة تشريعا يسمح للكنيست بإلغاء قرارات المحكمة العليا بأغلبية 61 عضوا، خلافا للتشريع الحالي الذي يسمح للمحكمة بإلغاء أي تشريع يتناقض مع قوانين الأساس (الدستور).
وتعهد مكارثي – خلال زيارته- بأن "الولايات المتحدة ستواصل تمويل احتياجات إسرائيل الأمنية بالكامل"، كما شجب السياسات العدوانية لإيران في الشرق الأوسط، وجهود نظام طهران لعزل إسرائيل دوليا"، حسب الصحيفة.
وفي خطاب مليء بالثناء على إسرائيل واقتباسات النصوص المقدسة التوراتية، تماشيا مع ذوق الأحزاب الدينية الموجودة في الكنيست والحكومة، وصف مكارثي إسرائيل بأنها "معجزة حديثة"، زاعما "حقها في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات".
وتابع مكارثي: "نحن الدولتان الوحيدتان في التاريخ اللتان نشأتا من الحرية وعلى أساس أن جميع البشر متساوون، قيمنا هي قيمكم، أحلامنا هي أحلامكم، أميركا ممتنة لصداقتها مع إسرائيل".
كما تحدث عن "أهمية دعم الحزبين (الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء) لإسرائيل، باعتباره ذلك أمرا جوهريا في العلاقات بين الطرفين".
وشددت الصحيفة على أن "عدم دعوة نتنياهو لزيارة واشنطن لما يقرب من نصف عام حتى الآن هو، في الواقع، أحد الموضوعات المفضلة لدى المحللين السياسيين لإثبات أن أهمية إسرائيل لدى البيت الأبيض في تراجع خلال هذه الآونة".
وحسب التقرير، فإن مكارثي نفسه قال – خلال زيارته لإسرائيل- إنه سيدعو نتنياهو لزيارة واشنطن، إذا ما استمر بايدن في رفض القيام بذلك، لكنه أكد على أن مثل هذه الزيارة ستتم بالتوافق بين الجمهوريين والديمقراطيين.
وقال مكارثي: "إذا لم تحدث (دعوة إلى البيت الأبيض)، فسأقوم بدعوة رئيس الوزراء للقاء مجلس النواب، إنه صديق عزيز، كرئيس وزراء لدولة تربطنا بها أوثق العلاقات".
وانتقد مكارثي تأخر الرئيس الأميركي في دعوة نتنياهو للبيت الأبيض، قائلا إن "بايدن انتظر طويلا جدا، يجب أن يدعوه قريبا".
"الإصلاح القضائي"
كما ألقى رئيس مجلس النواب بثقله في خطة الإصلاح القضائي المثيرة للجدل، التي تتبناها حكومة نتنياهو، قائلا إن "قبضة السلطة التنفيذية على السلطة أمر حاسم في الديمقراطية".
ويعتقد الموقع البرتغالي أن "مكارثي ورغم تصريحه بأن الإصلاح القضائي في إسرائيل مسألة داخلية، إلا أن دعمه الضمني للخطة في تصريحاته كان واضحا".
لكن في المقابل، كان بايدن قد أبدى اعتراضه ضمنا على خطة نتنياهو للإصلاح القضائي، مطالبا إياه بالتراجع عنها.
وكشف زعيم حزب الوحدة الوطنية الإسرائيلي، بيني غانتس، في مارس/ آذار 2023، أن بايدن أرسل لحكومة نتنياهو "دعوة عاجلة للصحوة".
وأردف: "الضرر الذي يلحق بعلاقاتنا مع الولايات المتحدة – التي هي أقرب صديق لنا وأهم حليف لنا- ضربة إستراتيجية".
كما أوضح الموقع أنه على العكس من بايدن، الذي لم تكن إسرائيل أول جهة يزورها بعد توليه المنصب، فإن هذه كانت أول زيارة خارجية لمكارثي منذ توليه منصبه منذ يناير/ كانون الثاني 2023.
وحسب الموقع، فإن الزعيم الجمهوري ذهب إلى إسرائيل ليقطع وعدا بالدعم الكامل في الحرب ضد إيران، في موقف مختلف تماما عن موقف بايدن.
وأفاد مكارثي بأن "معظم العنف وعدم الاستقرار مصدره النظام الإيراني الذي يزرع الإرهاب والعنف ويحاول الحصول على أسلحة نووية".
وأضاف: "طهران تريد تقويض الوضع في المنطقة، ولن نسمح لشر النظام الإيراني بالانتصار. إننا نقف هنا كتفا بكتف ونعارض عدوان إيران الإقليمي. ويجب أن نظل ملتزمين بعدم حصول إيران أبدا على سلاح نووي".
موجة عنف
وأشار الموقع إلى أنه "في ظل الخلافات بين بايدن ونتنياهو، فإن إسرائيل قد تُترك لتواجه موجة من العنف، بعد مقتل المتحدث السابق باسم حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، خضر عدنان، والذي أصبح رمزا للمقاومة الفلسطينية".
فبعد 86 يوما من الإضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية، أعلنت السلطات الفلسطينية، في 2 مايو/ أيار 2023، استشهاد عدنان، عن عمر يناهز 44 عاما.
وأثارت وفاة عدنان غضبا واسعا في الأوساط الفلسطينية، وقد وجّه رئيس الوزراء، محمد اشتية، اتهامات لإسرائيل بتصفيته عن عمد؛ بسبب رفضها الإفراج عنه، وإهمال علاجه، واحتجازه في زنزانته رغم خطورة حالته الصحية.
ونقلت الصحيفة البرتغالية ما قالته حركة الجهاد من أن إسرائيل ستدرك أن "جرائمها لن تمر دون رد وأن قتال الحركة ماض ولن يتوقف".
وأضافت الحركة أن "عدنان ارتقى شهيدا في جريمة ارتكبها العدو أمام مرأى العالم الذي يوافق على الظلم والإرهاب ويوفر له الغطاء".
وأكدت أن "المقاومة ستواصل قتالها بكل قوة وإصرار وثبات".
وحسب التقرير، فكما هو متوقع، وقعت عدة حوادث عنف بعد مقتل عدنان بين القوات الإسرائيلية والحركات الفلسطينية المسلحة، حيث استهدف الإسرائيليون عدة أماكن معلوم أنها تابعة لفصائل المقاومة.
في المقابل، أطلقت الفصائل سلسلة صواريخ باتجاه المناطق المحاذية لقطاع غزة، ما أدى إلى قصف من الجيش الإسرائيلي بالمدفعية الثقيلة على الأجزاء الشرقية من المدينة وخان يونس، حسب التقرير.
وأكدت الصحيفة البرتغالية أن "زيارة مكارثي لإسرائيل، وما قام به خلال الزيارة، من شأنه أن يفسد إستراتيجية بايدن تجاه حكومة نتنياهو".