زاد الأجور ورفع أسعار البنزين.. هكذا يبيع نظام السيسي الوهم للمصريين

12

طباعة

مشاركة

رغم تحريك النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي لجانه الإلكترونية وآلته الإعلامية للترويج لقرارات زيادة الأجور والمعاشات على أنها إدراك لمعاناة الشعب، إلا أن منصات التواصل الاجتماعي كان لها رد مغاير.

فالسيسي أعلن في 2 مارس/ آذار 2023، عن رفع الحد الأدنى لأجور العاملين في الجهاز الإداري للدولة من 3000 إلى 3500 جنيه (الدولار= 30 جنيها(، وزيادة دخولهم إجمالاً بحد أدنى 1000 جنيه شهرياً، وتقديم موعد زيادة المعاشات من يوليو/تموز إلى أبريل/نيسان من نفس العام، وزيادتها بنسبة 15 بالمئة.

وجاء إعلان السيسي بعد ساعات من رفع وزارة البترول، أسعار بيع البنزين، بأنواعه الثلاثة في السوق المحلية، بنسبة تتراوح ما بين 7 و11 بالمئة، ما سيؤثر سلبا على جميع أنواع السلع والخدمات الأساسية بالبلاد.

وهو الأمر الذي دفع ناشطين على تويتر، للتأكيد على أن قرارت السيسي المتعلقة بزيادة الرواتب والمعاشات ما هي إلا محاولة لامتصاص الغضب الشعبي المتصاعد على خلفية إقرار الأسعار الجديدة للبنزين، خاصة أن الزيادات المعلنة لا تتماشى مع التضخم.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #ارحل_يا_سيسي، أعربوا عن غضبهم من سياسات رئيس النظام الاقتصادية والاجتماعية، واتهموه بتجويع المصريين وإفقارهم بخطة ممنهجة وجلب البلاء بكل أشكاله على مصر ونهب خيراتها لصالح رجاله.

وسخر ناشطون من تصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، أثناء مرافقته السيسي في جولة المنيا، بأن الاستطلاعات التى أجرتها الحكومة كشفت زيادة نسبة الرضا لدى المواطنين، مؤكدين أن غضب الشعب قادم لا محالة ولا حل إلا برحيل النظام.

وأشار ناشطون إلى أن الزيادة المعلنة مجرد تكميم لأفواه الشعب بعد خيبات الحكومة وفشلها الاقتصادي، وانهيار سعر الجنيه المصري في عهد السيسي، لافتين إلى أن النظام سيأخذ الزيادة التي منحها للشعب من باب آخر في زيادة الأسعار والتعويم المرتقب.

يشار إلى أن جهات إعلامية نقلت عن مصادر توقعاتها تخفيض البنك المركزي قيمة الجنيه مقابل العملات الأجنبية، للمرة الرابعة في أقل من عام، في ظل استمرار أزمة شح الدولار في البلاد، مرجحين ارتفاع سعر صرف الدولار إلى حدود 34 جنيها قبل نهاية مارس 2023.

وتوقعت بنوك عالمية، هي كريدي سويس السويسري، وبنك أوف أميركا، وسوسيتيه جنرال الفرنسي، في تقارير منفصلة، هبوطا قياسيا جديدا للجنيه المصري مقابل الدولار خلال مارس 2023.

علما أن "تعويم الجنيه، على رأس  شروط صندوق النقد الدولي للموافقة على القرض البالغ قيمته 3 مليارات دولار، والمقرر إرسال الشريحة الثانية منه إلى مصر منتصف مارس 2023 وتقدر بنحو 347 مليون دولار.

تخدير للشعب

وتفاعلا مع قرارت رئيس النظام المصري، قال الإعلامي محمد ناصر: "السيسي دبح قبل ما يسلخ زي ما عمل محمد سعد في الفيلم، قبل ما يدي الناس العلاوة راح ضارب قرار الفجر بزيادة أسعار البنزين،  يعني العلاوة اللى لسة مدهاش للناس خد أضعافها منهم بأثر رجعي بزيادة أسعار كل حاجة من المواصلات للأكل والشرب".

ورأى أشرف الشربيني، أن زيادة الأسعار ليست هي الداء، مذّكرا بأن أصل البلاء انقلاب فاجر تجرأ على الله فاستباح الحرمات وسفك الدم الحرام فى الشوارع، واعتدى على النساء الحرائر.

ولفت أحد المغردين، إلى أن زيادة المرتبات قابلها زيادة أسعار سلع غذائية وبنزين وسعر اللحمة وصل إلى 300 جنيه وغيره، مؤكدا أن البلد فاض بها.

وقال أحمد المصري: "لازم نفهم أن عمر الحداية ما هتحدف كتاكيت.. رفع الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات بداية من شهر أبريل القادم دي خطوة استباقية وتخدير للقادم، معناه إن فيه موجة غلاء وارتفاع أسعار رهيب قادم، ومعظم الشعب هيطحن حرفيا في الخلاط".

وأشار مغرد آخر إلى أن السيسي يتبع سياسة "العصاية والجزرة في التعامل مع الشعب المصري"، معلقا على تصريحه بزيادة أجور الموظفين بدءا من أول أبريل بالقول: "طبعا الشعب هينسى الزيادات وأسعار كل حاجه وهيفرح بالاف جنيه اللى هتصفى فى الآخر على 200 جنيه".

وألمحت عزة راضي إلى أن ما فعله السيسي "لعبة"، قائلة: "ايه رأيك رغم كل الموارد المتاحة عندك أعجزك واداينك، وبعدها أرفع عليك الأسعار والضرائب، ثم بكل شياكة أعمل فيها بريء فازودك كام مليم عشان تحس قد ايه أنا كريم معاك".

ونشر عماد الطوخي، مقطعا ساخرا، مشيرا إلى أن السيسي مثل كل مرة يرفع الأسعار أو يعوم الجنيه، يزود المعاشات والأجور. وأضاف: "بيديهم باليمين وياخد ضعفهم بالشمال".

تعويم جديد

وأعرب ناشطون عن كراهيتهم المتزايدة للسيسي، معلنين عن توقعاتهم للتعويم الجديد. وأكد أحد المغردين، أن الواقع الحقيقي، أن 99,9 من المصريين يبغضون السيسي دون مبالغة.

وعبرت آية مجدي، عن يأسها من رحيل السيسي وتركه الكرسي، أو حتى فتح مجال للحريات، مطالبة بفتح وظائف وإعطاء أمل ولو زائف للشعب.

كما أعربت المغردة فاطمة، عن خيبة أملها من أن يتغير الحال، قائلة: "كل يوم الأسعار بتغلى لأساسيات المعيشة اللي مفيش غنى عنها مش رفاهيات يعنى والنظام لا يفعل أي شيء لمواجهة عجزه وفشله إلا الجباية من الناس ومفيش أمل إن الحال يتغير لأن مفيش خطط أصلا".

وتوقع المغرد علي أن تشهد مصر تعويما جديدا للجنيه، ولذلك استبقه السيسي بزيادة المرتبات ليدفع المواطن أضعافها بعد زيادة الأسعار.

وتكهن هاشم محمد، بتعويم جديدة الفترة القادمة بنسبة كبيرة، وأن يتخطى الدولار 40 جنيها، محذرا من أن حدوث ذلك سيسبب موت المصريين من الجوع بسبب ارتفاع الأسعار.

عالم افتراضي

واستنكر ناشطون تصريحات رئيس الوزراء بشأن استطلاعات الحكومة التي قال إنها كشفت زيادة نسبة الرضا لدى المواطنين، واتهموه بالعيش في عالم افتراضي بعيدا عن معاناة المصريين.

وسخر الروائي والمفكر المصري عمار علي حسن، من تصريحات مدبولي قائلا: "يبدو أن معالي رئيس الوزراء قد أدرك بفطنته أن  المصريين يعانون من اكتئاب بسبب سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. إلخ، فقرر، بارك الله فيه، أن يخفف عنهم بتصريح مضحك كل يوم". 

وذكرت الكاتبة مي عزام، مدبولي، بأن مركز بصيرة (لبحوث الرأي العام)، خرج على المصريين في ديسمبر 2010 بنتيجة استطلاع يقول إن  80 بالمئة من المصريين راضيين عن حكومة أحمد نظيف وبعد شهر اندلعت ثورة يناير نتيجة الغضب الشعبي.

ونشر المغرد زكريا صورة ساخرة، سائلا مدبولي، عن أي مواطن يشعر بالرضا: "المواطن مين؟؟ المواطن بتاعنا؟".

وتهكمت شيرين هيلة، على حديث مدبولي، قائلة: "التصريحات دي مش طالعة عن جهل أو رغبة في تلميع السلطة إطلاقا - بالعكس المقصود استفزاز الشعب للتعبير عن الغضب بصوت عال!".

وكتب أحد المغردين: "تخيل يا سيد مدبولي أننا بس راضيين بقضاء الله ومستنينه علشان نخلص من الحياة اللي سودتها علينا انت وحكومتك".

وخاطب آخر، رئيس الوزراء قائلا: "ربما يكون هذا الإعلان مزورا والغرض منه استفزاز الناس - بغض الرضا من عدمه- الناس تعبانة ومجهدة إلى حد الإعياء، فلو التصريح دا مش لسيادتك، آمل أن يقوم المكتب الإعلامي بالنفي، أو إذا كان صحيحا، أرجو إقالة المسؤول عن هذا الاستطلاع".

ثورة شعب

واستنهض ناشطون همم الشعب المصري للتكاتف والوحد والقيام بثورة تصحيح مسار مناهضة السيسي للخلاص منه ومن حكمه وانقلابه، والإطاحة بحكم العسكر.

وحثت نور يوسف، الشعب على الاستيقاظ والتكلم والصراخ والدفاع عن البلد، بدلا من ترك السيسي يقطع في لحم المصريين ويبيعه.

ورأى المغرد أحمد، أن رحيل السيسى أصبح مؤكدا ليس بثورة أو فوضى بل بانهيار اقتصادي اجتماعي ينال البلد بأكملها.

وطالب عوف الأصيل السيسي بالرحيل، لأنه خرب بيت الشعب المصري كله ودمره برفع الأسعار وسرقتهم، برفع رواتب الجيش والشرطة والقضاة وترك باقي الشعب المصر يأكل أرجل الفراخ وأجازت الافتاء له أكل لحم الكلاب، وفق تعبيره.

وأكد المغرد أمين، أن الثروات الموجودة لدى الجيش وجنرالاته تعود للشعب المصري وتكفي لإصلاح الاقتصاد ورفع مستوى المعيشة.

وأوضح أحد المغردين، أن مشكلة شعب مصر أنه يعاني من الظلم والفقر والجوع والذل بهذا الحد العنيف لأنه يدفع ثمن الصمت ويترك سنة من سنن الله وهى التدافع.

وقال: "محدش هيحررك من الذل والفقر والمرض لا الغرب ولا الأمريكان، الشعب هو من يكتب مصيره".

 وتمنى صاحب حساب "فلسطين قضيتي"، ثورة شعبية جارفة "تطيح بكل الخونة من الجيش والشرطة والقضاء وإعلاميين ورجال أعمال وكفيلهم الخليجي الساعد والممول".