يوتيوبرز مونديال قطر.. هكذا أحرزوا أهدافا مليونية في الترند العالمي

12

طباعة

مشاركة

استثمر عدد ليس بالقليل من صانعي المحتوى العرب والأجانب بالسفر إلى قطر لحضور بطولة كأس العالم 2022 المقامة في أول دولة عربية وفي الشرق الأوسط، لتوثيق أروع اللقطات في أجواء العرس الكروي.

وبدا واضحا، أن هؤلاء رسموا خططهم بشكل مسبق، لكسب ملايين المشاهدات وزيادة التفاعل على محتواهم الإبداعي في قنواتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي وتصدر قائمة الترند العالمي (الأكثر مشاهدة)، في ملتقى يجمع كل ثقافات العالم على أرض عربية.

استغلال الحدث

وما إن حط صانعو المحتوى من مختلف الجنسيات رحالهم في قطر، حتى بدأوا في بث محتوى جديد مستوحى من روح الأجواء الرياضية المليئة بالشغف.

ويمنح حماس الأجواء وحيويتها في بطولة كرة القدم على مدى 29 يوما، وبواقع 64 مباراة، صناع المحتوى فرصة مثالية لزيادة أعداد المتابعين بفضل كمية المواد الجذابة.

ولا سيما أن المنتخبات المشاركة في كأس العالم جاء مشجعوها للاستمتاع بالمنافسات المقررة من 20 نوفمبر/تشرين الثاني حتى 18 ديسمبر/كانون الأول 2022، حاملين معهم إرثهم التراثي وثقافتهم المتجذرة.

وعلى تطبيقات مثل "تيك توك" و"يوتيوب" و"إنستغرام"، ومن داخل قطر، ظهرت آلاف المقاطع التي لا حدود لمحتواها من قصص تفاعلية نشرها صانعو المحتوى وحصدت ملايين المشاهدات.

التدوين اليومي للأحداث واقتناص أبهر اللقطات، أظهر مدى دراية صانعي المحتوى بأن المونديال حدث كاف لجعل محتواهم ينتشر كالنار في الهشيم ويجعل منه رائجا على التطبيقات المذكور.

الممتع، أن المحتوى كان متنوعا وغير محدد بقالب معين، فقد يكفي صانعه أن يجول بين المشجعين في محيط الملاعب التي تحتضن المباريات كي يسأل عشاق الكرة "أين ميسي؟ (النجم الأرجنتيني)"، ويحصد بذلك مشاهدات بعشرات الآلاف.

وهذا ما حدث عقب فوز المنتخب السعودي على الأرجنتين (2 - 1)، إذ لم يستطع النجم المخضرم ليونيل ميسي في تلك المباراة دفع منتخب بلاده للفوز في المواجهة الكروية.

"لورنس عميان" وهو "يوتيوبر" يحمل الجنسية السورية ومشهور على مواقع التواصل الاجتماعي، قدم من أوروبا إلى قطر لصناعة محتوى من داخل الملاعب وخارجها عبر إجراء لقاءات مع مشجعي المنتخبات حول توقعاتهم لنتيجة المباريات قبل انطلاقها.

كما أن صانع محتوى لبنانيا مشهورا يدعى "كيمو"، حصد مئات الآلاف من المشاهدات على حسابه في "تيك توك" عبر تقديم محتوى بتفاعله مع جمهور المنتخبات القادمة لقطر.

استثمار المونديال

إلى جانب الملاعب الثمانية ومحيطها المخصصة لمباريات كأس العالم، كان كورنيش الدوحة الممتد على مساحة 3 كيلو مترات، وسوق واقف، ساحة لصناعة المحتوى العفوي والملفت للأنظار.

في سوق واقف تشكل تجربة طعام المطبخ العربي الشرقي الذي تمتاز به محلات السوق التراثي بالدوحة، نقطة لالتقاء الثقافات والحضارات.

إذ بات السوق مقصدا يتهافت عليه المشجعون العرب والأجانب الذين يرتدي بعضهم الزي العربي التقليدي حتى صار من الصعب تفريقهم عن المشجعين العرب.

وتحول السوق إلى أشبه بصالة عرض تعبر فيه الجماهير عن ثقافة بلدانهم من خلال الأغاني والأزياء.

وهذا ما يجعل صناع المحتوى يترصدون اللقطات والمشاهد التي تسر المتابعين لهذا العرس الكروي.

وفي هذا السياق، قال عامر الفرحان وهو صحفي سافر لحضور المونديال بقطر: "رأينا فرقا صغيرة حولت ساحات الدوحة إلى مسارح لها لتقديم عروض راقصة ومحتوى فني من كوريا الجنوبية والصين واليابان وهولندا والمكسيك والبرازيل وكرواتيا وغيرها، بقصد إنتاج محتوى ونشره على وسائل التواصل".

وأضاف الفرحان لـ"الاستقلال" أن "أجواء المونديال تضج باللحظات التوثيقية بأدق التفاصيل وخاصة تصوير المشجعين الأجانب بالزي الشعبي العربي ولبس الغترة والعقال والكلابيات".

ولفت الصحفي، إلى أن "هناك من جاء فقط لهذا الغرض كون الباب مفتوحا على الرياضة والفن والفكاهة، وتصوير التقنيات واللوجستيات التي جرى ابتكارها ببراعة".

واستدرك قائلا: هناك فرق فنية جاءت لتقدم عروض فنية وجلبت معها كامل معداتها لقطر، وهذا أكبر دليل على استثمار المونديال بقصد الربح المالي من عوائد المشاهدات".

وبين الفرحان أن "العفوية وطابع الأجواء الرياضية الاحتفالية هي بحد ذاتها تمنح اليوتيوبر مشاهد دسمة، وما عليه سوى التقاط وتوثيق اللحظة ومنها على سبيل المثال التقاط صانع محتوى لشخص يشبه نيمار أسطورة المنتخب البرازيلي داخل الملعب والتي لاقت رواجا عقب نشرها".

وختم الفرحان بالقول إن "مونديال قطر شكل أكبر تجمع لصناع المحتوى في مكان واحد من عرب وأجانب".

حصد الملايين

اللافت أن عددا كبيرا من المؤثرين العالميين، أو المعروفين في دولهم على نطاق واسع، توجهوا أيضا إلى قطر بتوقيت المونديال، للاستفادة من العرس الكروي في صناعة المحتوى المرتبط به.

ومن أمثال هؤلاء الأميركي من أصل كوستاريكي "دونالد دي لا هاي جونيور"، المعروف أيضا على الإنترنت باسم "ديستروينج"، وهو من مستخدمي يوتيوب.

"ديستروينج" جمع ما يقرب من 5 ملايين متابع على "يوتيوب"، فقط عندما وثق ردة فعل والده عندما أخبره أنهم ذاهبون لحضور كأس العالم في قطر.

ونشر "ديستروينج" كذلك، مقطع فيديو من داخل قطر على حسابه في "تيك توك" وهو يلبس اللباس العربي (الثوب والغترة والعقال).

@deestroying

It’s not “deestroying” anymore, it’s brother Tadmir to you

♬ JALENREKT BAD HABIT DRILL REMIX - Jalen

كما أن الأمر لم يقتصر على صناع المحتوى، حتى أن الشيف التركي الشهير بوراك أوزدمير، استثمر المونديال.

وحصد بوراك ملايين المشاهدات على حسابه في "تيوك توك" عبر إعداد وجبات طعام عند مواقع حيوية في الدوحة "كمترو" المدينة الذي يستخدمه المشجعون للتنقل بين الملاعب والفنادق.

ولم يقتصر استثمار مونديال قطر من قبل صانعي المحتوى على شرط الوجود في قطر، إذ أن هناك من ابتكر أساليب لجذب المتابعين وإبقائهم في دائرة التشويق.

إذ عمد البعض إلى التفاعل من بيته مع الحدث المونديالي مثل حساب "عائلة تالين تيوب" التي تمتلك نحو 4.65 مليون مشترك على يوتيوب.

ونقلت العائلة التي تهتم بصناعة محتوى اجتماعي، أجواء كأس العالم إلى بيتها عبر التفاعل مع أجواء المباريات، وحصدت بذلك أكثر من مليون مشاهدة.

شهرة غير متوقعة

لكن هناك من ابتسم له الحظ وأصبح نجما على مواقع التواصل الاجتماعي، كالعامل الكيني أبو بكر عباس الذي يعمل ضمن فريق المرشدين الذين يوجهون الجمهور إلى اتجاه المترو في الدوحة.

إذ يجلس على كرسي مرتفع ويحمل مكبرا للصوت وينادي (مترو..this way) بطريقة طريفة لاقت استحسان الجماهير.

وخطف أسلوب عباس الأنظار، وأكسبه شهرة واسعة دفعت المشجعين إلى التقاط صور وفيديوهات معه، قبل أن تدفعه الشهرة العريضة لإنشاء حساب له على منصة "تيك توك".

وبلغ عدد متابعي عباس في فترة وجيزة أكثر من 100 ألف متابع. كما حققت بعض المقاطع المنشورة 5 ملايين مشاهدة.

ورغم ذلك، فإن مونديال قطر أنعش سوق المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة من ناحية إعادة تداول المقاطع الأكثر تداولا القادمة من أجواء المونديال.

إذ اعتمدت كبرى وسائل الإعلام العربية والعالمية على التسجيلات المصورة التي يلتقطها صدفة المشجعون وينشرونها على حساباتهم الشخصية، لتتحول إلى "ترند" في غضون ساعات.

ولا سيما تلك التي يقوم بها رجال الأمن القطريين وهم يساعدون المشجعين على لبس "الغترة".

كما تحول شاب قطري يدعى عبد الرحمن فهد بن جاسم، إلى ظاهرة في مواقع التواصل الاجتماعي، عندما ظهر بإشارة عفوية كتعبير عن خيبة أمله من أداء المنتخب القطري مع الإكوادور في مباراة افتتاح مونديال.

وتحول الشاب إلى أيقونة في الصين، خصوصا بسبب تشابهه مع "لعيب"، تميمة المونديال، ليجري تداول مقطعه في هناك ويصبح حديث وسائل الإعلام.

وعقب ذلك قرر الشاب فتح حساب على "تيك توك" وحصد 10 ملايين متابع في أقل من يوم واحد، وفق ما قال الشاب في لقاء مع قناة الكأس الرياضية بتاريخ 28 نوفمبر 2022.