ذكرى وعد بلفور.. تأكيد فلسطيني باستمرار المقاومة عبر عملية فدائية في الضفة

12

طباعة

مشاركة

تتصاعد يوما بعد يوم عمليات مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وتتوسع جغرافيا في خضم تحديات كبرى وتزامنا مع انتخابات البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) التي عقدت في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

إذ انضمت مدينة رام الله إلى نابلس وجنين والخليل بعملية دهس وطعن بالفأس نفذها حابس عبد الحفيظ يوسف ريان عند حاجز بيت عور العسكري وأصيب بها ضابط بجروح خطيرة.

ووقعت العملية في الثاني من نوفمبر، واستشهد منفذها ريان (54 عاما) من بلدة بيت دقو شمال غرب القدس المحتلة، بعدما أحدث إصابات خطيرة بأحد الجنود الإسرائيليين.

ولاقت العملية حفاوة وترحيبا بين الناشطين على تويتر، إذ تتزامن مع الذكرى الـ105 لوعد بلفور الذي كان بداية مأساة الشعب الفلسطيني، ومنحت بموجبه الحكومة البريطانية الأرض الفلسطينية التي لا تملكها لتكون وطنا لليهود الذين لا يستحقونها.

واستندت بريطانيا في إعلانها لوعد بلفور في الثاني نوفمبر 1917، على مقولة مزيفة أن فلسطين "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وكانت تلك الخطوة الأولى لإقامة كيان لليهود.

وجاء الوعد على شكل تصريح موجه من آرثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا آنذاك في حكومة ديفيد لويد جورج، إلى أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية اللورد روتشيلد، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات.

ودارت المفاوضات بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى، واستطاع خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف المملكة المتحدة، والحفاظ على مصالحها في المنطقة.

وعد ناشطون عملية الدهس والطعن في بيت عور بالتزامن مع ذكرى وعد بلفور بمثابة إصرار فلسطيني على الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي وما أسفر عنه، والعزيمة على مواصلة المسيرات البطولية رغم شراسة القمع ومحاولات حصارها.

وأشاروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #وعد_بلفور، #وعد_بلفور105، #BalfourDeclaration، إلى أن المقاومة المتصاعدة في أرجاء الضفة الغربية كافة ترعب المحتل الإسرائيلي، وتطمئن الفلسطينيين، وتعلن للعالم رفض الكيان.

وسلط ناشطون الضوء على نتائج وعد بلفور وما خلفه من أزمات وجرائم ومجازر بحق الشعب الفلسطيني، وطالبوا بالعدالة له، متوعدين بمواصلة النضال المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي لأن المقاومة هي وحدها القادرة على دحر الكيان.

نذير ووعيد

وتعقيبا على العملية البطولية في رام الله، قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، إن الشباب الثائر في الضفة الغربية يضرب من جديد في عملية فدائية غرب رام الله ضد جنود جيش الاحتلال، والثورة المتصاعدة في الضفة، توسع جغرافيا عملها وأهدافها، والاحتلال يعيش حالة ارتباك حقيقية، ويعجز عن احتوائها.

وتوعد بأن يواصل الشباب الثائر نضاله حتى طرد الاحتلال عن كامل أرضنا الفلسطينية.

وكتب عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق: "نؤمن فقط بوعد الله، ولذلك لن يطول الزمن حتى يتحول وعد بلفور إلى ورقة بلا قيمة في الأرشيف". 

وأكد المحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن مسيرة البطولة والشهادة لا تتوقّف، رغم شراسة القمع ورغم جهود السلطة التابعة للجمها بكل وسيلة، مؤكدا أن جنازات الشهداء ومواقف الجماهير تمنحها المزيد من الزخم.

وأشار الناشط محمد رضوان العويني، إلى أن الشعب الفلسطيني يأبى في ذكرى وعد بلفور، أن يمر هذا اليوم بدون أن يثبت بأنه ما زال يقاوم هذا الاحتلال.

وأضاف: "مُنذ وعد بلفور لم نرفع الراية ولم نستسلم ولن نسلم، لا يزال الشعب الفلسطيني الوحيد في الكون الذي يعاند المخرز، ألمانيا بعظمتها أعلنت استسلامها وهزيمتها ونحن لم نعلن، لا يزال الكيان بجبروته غير قادر على إخماد ثورة هذا الشعب، والأيام دول".

ولفت الكاتب ماجد الزبدة، إلى أن الأحداث اليوم تؤكد أن الضفة تسير على نهج المقاومة في غزة وأن مرور 105 أعوام على وعد بلفور والاحتلال البريطاني ومن ثَمَّ اليهودي لفلسطين لم يفت في عضد الفلسطينيين أو ينال من عزمهم على نيل الحرية.

وقال خبير العلوم السياسية طارق خوري، إن إسقاط وعد بلفور لا يجري إلا من خلال اعتماد المقاومة نهجا وخيارا، لأنها السبيل الوحيد لتثبيت الحق، وطرد الاحتلال.

وأشار الإعلامي راجي الهمص، إلى أن مرور السنوات العجاف منذ وعد بلفور على شعب فلسطين الحر لم يزده سوى مزيد من التمسك بالتحرير والخلاص.

ولفت إلى أن من أعطى هذا الوعد لم يكن يدرك مقدار إيمان الشعب الفلسطيني بحقه ومدى استعداده لتقديم التضحيات لاستعادة وطنه وحريته، قائلا: "مع مرور الوقت ندرك أكثر كم من المهم أن نستمر في المقاومة".

وكتبت إحدى المغردات: "كانت فلسطين وستبقى فلسطين 105 أعوام على جريمة العصر، 105 أعوام على وعد بلفور لم ولن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني وتمسكه بخيار المقاومة من أجل الحرية وهزيمة المشروع الصهيوني".

كارثة بلفور

وأعرب ناشطون عن رفضهم لوعد بلفور، متحدثين عن ما أسفر عنه خلال الأعوام المائة وخمسة الماضين، وطالبوا بريطانيا بالاعتذار عنه.

ووصف الصحفي والمذيع الفلسطيني البريطاني زاهر بيراوي، وعد بلفور بأنه جريمة بحق الفلسطينيين! يجب على بريطانيا الاعتذار والتعويض عن 105 سنوات من المعاناة.

وطالبت ريم عدنان مصطفى، الحكومة البريطانية بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن مسؤوليتها عن قتله وتهجيره ومعاناته.

واتهمت المغردة شيماء الحكومة البريطانية بلعب دور مع سبق الإصرار في قتل وتشريد الشعب الفلسطيني من خلال تسهيل قيام الدولة الصهيونية الاستعمارية "إسرائيل" على أرض فلسطين.

وأكد أحمد الطيان، أن وعد بلفور جريمة ستبقى وصمة عار لبريطانيا، مؤكدا أن صمت المجتمع الدولي على معاناة الشعب الفلسطيني الذي ترتكب ضده أبشع الجرائم والمجازر أمر غير مقبول.

وأشار مؤمن أبو زعيتر، إلى أن وعد بلفور اعتدى على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وهو حق لا يمكن لأي دولة أن تُلغيه، ولا يسقط بالتقادم.

 وتوعد صلاح العبدالله الاحتلال قائلا: "مهما شرعن هذا الوعد سيمزّق".