"ابنة صهيوني".. موقع عبري: رئيسة وزراء فرنسا الجديدة فرصة لإسرائيل
بعد 3 أسابيع من إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون رئيسا لفرنسا في ولاية ثانية وأخيرة، أعلن قصر الإليزيه في 16 مايو/ أيار 2022، تعيين إليزابيث بورن رئيسة للوزراء خلفا لجان كاستكس، لتصبح المرأة الثانية في تاريخ البلاد التي تشغل هذا المنصب.
ولفت موقع "مكور ريشون" العبري إلى أن إصرار ماكرون على اختيار لبورن اليهودية البالغة 61 عاما، رغم خسارته الانتخابات البرلمانية، يؤكد سعيه لترك بصمة في تاريخ فرنسا، عبر إصلاح علاقاته مع إسرائيل التي اتسمت بالبرود في ولايته الأولى.
تاريخ حاضر
وذكر الموقع أن تعيين ابنة لأب يهودي صهيوني في آرائه وناج من المحرقة النازية، رئيسة لوزراء لفرنسا، قد يكون بداية معركة حقيقية ضد معاداة السامية في البلاد وقد يغير من الموقف إزاء إسرائيل.
فبعد حملة انتخابية عاصفة في فرنسا، قرر حوالي 68 مليون فرنسي، من بينهم حوالي نصف مليون يهودي (ثاني أكبر جالية يهودية في العالم)، الحفاظ على الطابع المعتدل للبلاد، وانتخبوا ماكرون لولاية ثانية.
وإحدى الخطوات الأولى التي اتخذها ماكرون، الذي كانت علاقاته مع إسرائيل باردة جدا خلال فترة ولايته الأولى، كانت تعيين إليزابيث بورن رئيسة وزراء .
ويشير هذا إلى أن فرنسا تريد دفء العلاقات مع إسرائيل، وفق الموقع العبري.
ولفت إلى أن النتائج النهائية للانتخابات تظهر أن الفصائل المتطرفة في فرنسا، وخاصة تلك التي تروّج لمعاداة السامية والعنصرية وكراهية الأجانب في البلاد، قد وصلت إلى مستويات جديدة من الشعبية.
وحوالي 58.5 بالمئة من الناخبين المؤهلين في فرنسا، أي - أكثر من 18.5 مليون شخص- صوتوا لصالح ماكرون.
لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو فهم أن حوالي 41.4 بالمئة من الناخبين، الذين يزيد عددهم عن 13 مليون مواطن، صوّتوا لصالح المرشحة مارين لوبان, التي ترأس معسكر أقصى اليمين.
والتقى ماكرون ولوبان أيضا في الجولة الثانية من الانتخابات في عام 2017، لكن كانت آنذاك الفجوة كبيرة، إذ فاز ماكرون بنحو 66 بالمئة من الأصوات، بينما فازت لوبان بنحو 34 بالمئة.
وهذه النتائج تشير إلى تقلص كبير في الفجوة بين المعسكر المعتدل والمعسكر المتطرف في فرنسا.
خطر متصاعد
ولفت الموقع إلى أن الانتخابات شهدت تصويتا بارزا لصالح قادة المتطرفين من اليمين المعادي للسامية واليسار المعادي للصهيونية، وخاصة من جانب الشباب من الفئة العمرية بين 18-49 عاما.
ففاز ماكرون بعدد أقل من الأصوات في البداية، وجاء وراءه اليمين المتطرف ثم اليسار.
وهذا يعني أنه إذا كان من المفترض أن يصوت المواطنون الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما فقط، فلن يكون ماكرون مؤهلا للجولة الثانية على الإطلاق.
وفي عام 2017، عندما فاز ماكرون في الانتخابات السابقة، كان الرأي السائد أن هذه أخبار ممتازة لكل من إسرائيل والجالية اليهودية في فرنسا ورأى كثيرون أن ذلك "فجر يوم جديد ".
لكن منذ ذلك الحين، ثمة حالة جمود خيمت على العلاقات بين البلدين، وزادت الأحداث اليومية المعادية للسامية والعنصرية في فرنسا، وبدت وكالات إنفاذ القانون في البلاد عاجزة.
والعلاقات السياسية بين إسرائيل وفرنسا كانت قد عرفت بالفعل أياما أفضل بالتأكيد.
لكن تعيين إليزابيث بورن يظهر أن شيئا ما قد تغير, ومن المحتمل أن تكون هذه النتائج أثبتت لماكرون مدى تدهور الدولة، لذا يريد تحسين الوضع.
وربما تكون هناك رغبة حقيقية في الاقتراب من إسرائيل، وفي ظل أن هذه هي الولاية الأخيرة لماكرون، فهو يريد ترك بصمة وإجراء تغيير حقيقي يرتبط باسمه.
ولدى بورن دافع كبير عبرت عنه في أكثر من مناسبة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.
فرصة ذهبية
وقد يكون تولي بورن هذا المنصب حافزا لتغيير حقيقي, وتحسين معاملة اليهود الفرنسيين الذين شعروا بالاضطهاد في بلادهم لسنوات.
ومن ثم اتخاذ موقف متشدد ضد أي حالة من حالات العنف والعنصرية وكراهية الأجانب في فرنسا، وزيادة التعاون الاقتصادي مع إسرائيل.
لذا فهذه فرصة ذهبية, ولقد حان الوقت لبدء وزيادة التعاون مع رئيسة الوزراء الفرنسية، ما سيعود بالفائدة على الجميع، يدعي الموقع.
في سياق متصل، أشار موقع " سوراجيم " العبري إلى أن ماكرون عيّن بورن رئيسة وزراء لفرنسا بعد توليها حقيبة العمل في السابق.
وأصبحت بورن عضوة في حزب ماكرون الحاكم في عام 2017، بعدما كانت لسنوات عديدة عضوا في الحزب الديمقراطي الاجتماعي.
وشغلت أيضا سابقا منصب وزيرة العمل والنقل والبيئة، ومن المتوقع أن تقدم بورن وعودا لماكرون بإصلاح المعاشات التقاعدية وزيادة المشاركة في سياسة المناخ.
ولفت الموقع إلى أن بورن قالت في خطابها الأخير بالبرلمان، إنها تكرس فوزها "لكل فتاة صغيرة " في جميع أنحاء البلاد.
وأضافت: "حققوا أحلامكم, لا شيء يجب أن يوقف الحرب من أجل مكانة المرأة في المجتمع".
وتوصف بورن، وهي مهندسة بأنها "تكنوقراطية يسارية".