هوشيار زيباري.. قيادي كردي يعادي "الحشد الشعبي" ويقترب من رئاسة العراق

يوسف العلي | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

دفع الحزب الديمقراطي الكردستاني، أكبر الأحزاب الكردية في العراق، بترشيح عضو المكتب السياسي، هوشيار زيباري، إلى منصب رئيس الجمهورية، الذي يعد من حصة المكون الكردي وفق العرف السياسي المتبع في البلد بعد الاحتلال الأميركي عام 2003.

بترشيح زيباري، يتكرر سيناريو عام 2018، حينما ذهب الأكراد إلى البرلمان غير متفقين على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية، حيث فاز في وقتها برهم صالح مرشح الاتحاد الوطني على حساب منافسه فؤاد حسين عن الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود البارزاني.

ومنذ عام 2006 يحتفظ المكون الكردي، وتحديدا حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة بافل الطالباني، بمنصب رئيس الجمهورية، والذي رشح في 13 يناير/كانون الثاني 2022 برهم صالح الرئيس العراقي الحالي لشغل المنصب لولاية ثانية.

رئيس محتمل

هوشيار زيباري حصل حزبه على أغلبية المقاعد الكردية في البرلمان بـ31 مقعدا، متحالفا مع التيار الصدري، الفائز الأول بالانتخابات البرلمانية بـ73 مقعدا، وكذلك لديه تحالف مع الكتلة السنية (تحالفي تقدم وعزم) التي تمتلك نحو 70 مقعدا، إضافة إلى بعض القوى المستقلة.

ومنح هذا التحالف من القوى البرلمانية العراقية، 200 صوت من أصل 329 نائبا للسياسي السني محمد الحلبوسي ليكون رئيسا للبرلمان، وبذلك تذهب المعطيات على الأرض إلى أن هوشيار زيباري سيحظى بالعدد ذاته لنيل منصب رئيس الجمهورية.  

ويتمتع هوشيار زيباري بعلاقات إقليمية عربية وإسلامية وتحديدا مع دول الخليج وإيران وتركيا، وكذلك يمتلك علاقات واسعة مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمنظمات الدولية، بحكم مزاولته لسنوات طويلة منصب وزير الخارجية في العراق.

وأكد النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في البرلمان العراقي محما خليل، في 14 يناير 2022 أن ترشيح هوشيار زيباري لمنصب رئاسة الجمهورية يحظى بتأييد شيعي وسني، وسيمر بـ"أريحية كبيرة" داخل البرلمان.

ونقلت مواقع محلية عن خليل قوله إن "هوشيار زيباري يحظى بقبول ودعم واسع من جميع القوى الشيعية والسنية وحلفاء الحزب الديمقراطي الكردستاني داخل الإقليم باستثناء الاتحاد الوطني الكردستاني"، مشيرا إلى تفاهمات واتفاقات بين القوى لتسلم زيباري منصب رئاسة الجمهورية.

وأوضح خليل أن "رئاسة الجمهورية استحقاق انتخابي ودستوري للحزب الديمقراطي الكردستاني إلى جانب الدور السياسي الكبير لزيباري في العملية السياسية طيلة السنوات الماضية ومقبوليته لدى القوى السياسية".

وعلى الصعيد ذاته، لم يستبعد عضو المكتب الساسي للاتحاد الوطني الكردستاني "لاوند جلال آغا" خلال مقابلة تلفزيونية في 13 يناير 2022 أن "يمرر مرشح الحزب الديمقراطي هوشيار زيباري في جلسة البرلمان على غرار ما حصل مع انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه".

في السياق ذاته، قال عضو تحالف "تقدم- العزم" النائب مشعان الجبوري إنه "بترشيح هوشيار زيباري، أصبح مؤكدا أنه سيكون رئيسا للجمهورية للأربع سنوات القادمة، وسينال ذات الأصوات التي نالها الحلبوسي تقريبا".

وخلال تغريدة على "تويتر" في 13 يناير 2022، عزا الجبوري توقعه بفوز زيباري المحتمل إلى أن "جميع نواب أقطاب تحالف عزم- تقدم- الديمقراطي- التيار (الصدري)، وأصدقاءهم سيصوتون له. وسأكون له من المصوتين والداعمين".

وزير سابق

هوشيار محمود محمد زيباري (59 عاما)، سياسي عراقي كردي شغل منصب وزير خارجية العراق للفترة من 2003-2014، كما أصبح وزيرا للمالية حتى سبتمبر/أيلول 2016.

جرى تعيين زيباري وزيرا للخارجية في سبتمبر 2003، واستمر في منصبه حتى 2014، بعد خلافات مع رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وانسحاب الأكراد من الحكومة.

في 8 سبتمبر 2014 وافق البرلمان العراقي على تعيين هوشيار زيباري نائبا لرئيس الوزراء حيدر العبادي بأغلبية 164 صوتا، لكن في 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، عُين وزيرا للمالية.

وبعد نحو شهرين من شغله المنصب، وتحديدا في 21 سبتمبر 2016، أُقيل هوشيار زيباري من منصبه كوزير للمالية بعد جلسة استجواب في البرلمان بسبب مزاعم بالفساد، والتي رفضها الوزير الكردي واتهم كتلة ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، بتدبيرها له.

وأضاف زيباري أن الهدف من إقالته هو إسقاط حكومة العبادي في نهاية المطاف، ووصف استجوابه من قبل البرلمان بأنه إجراء "انتقامي وذو دوافع سياسية" تقف وراءه كتلة "دولة القانون".

وفي 3 سبتمبر 2009، اتهم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، النظام السوري، بإيواء معسكرات لتدريب الإرهابيين، وتوفير الملاذ للعقول المدبرة المشتبه بها في الهجمات الدموية الأخيرة في العراق.

قال زيباري في مقابلة خاصة مع تلفزيون "بي بي سي" البريطاني: "الإرهابيون المسؤولون عن الهجمات يعيشون ويتمتعون بالحماية والتنقل في سوريا". لكن رئيس النظام السوري بشار الأسد رفض اتهام العراق لبلاده بالضلوع في التفجيرات ببغداد، ووصف هذا الاتهام بأنه غير أخلاقي..

وكان لزيباري تصريحات حادة ضد الحشد الشعبي في العراق، حيث طالب خلال مقابلة مع قناة "الحرة" الأميركية في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، بـ"تنظيف" المنطقة الخضراء في بغداد من المجاميع المسلحة المنتمية للحشد، بسبب تكرار الهجمات على البعثات الدبلوماسية.

وتسببت هذه التصريحات بتوجه مجاميع تنتمي إلى الحشد الشعبي، إلى مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد، وإحراقه بالكامل أمام مرأى ومسمع القوات الأمنية التي اكتفت بتصوير عمليه الحرق في وقتها.

خال البارزاني

ولد زيباري لعائلة كردية في عقرة، مدينة بمحافظة دهوك، العراق، ونشأ في مدينة الموصل. حصل على بكالوريوس الآداب في علم الاجتماع من الجامعة الأردنية عام 1976.

كما حصل على ماجستير الآداب في علم اجتماع التنمية من جامعة إسيكس بالمملكة المتحدة عام 1980.

وأثناء دراسته في المملكة المتحدة، قاد جمعية الطلاب الأكراد في أوروبا وشغل أيضا منصب رئيس لجنة الطلاب الأجانب من 1978 إلى 1980. ويحمل الجنسية البريطانية أيضا.

انضم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1979 في الثمانينيات، وأصبح عضوا في قوات البيشمركة الكردية إبان حكم حزب البعث للعراق، وبعدها عضوا في اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني وكذلك في مكتبه السياسي.

في عام 1988، جرى تكليفه بالعلاقات الخارجية ومثل الحزب في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة.

وفي عام 1992، عُين عضوا في اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني العراقي، وكذلك مجلسه الرئاسي في 1999.

زيباري كردي القومية ومسلم سني، فهو ابن محمود آغا الزيباري، زعيم عشيرة الزيباري، الذي اغتيل على يد المخابرات العراقية عام 1981. كما قتل نظام صدام حسين ثلاثة من إخوته الأكبر سنا، بحسب قوله.

وهو أيضا خال مسعود البارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني. فقد تزوجت شقيقة هوشيار الراحلة هامل محمود آغا زيباري من الزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني وأنجبت مسعود.