ياسين التميمي لـ"الاستقلال": الجيش اليمني كاد يحرر صنعاء لولا تدخل التحالف
أكد المحلل والباحث اليمني ياسين التميمي أن سوء نوايا السعودية والإمارات أوصل اليمن للمأزق الراهن، لافتا إلى أن دوافعهما بالبداية كانت جيوسياسية ثم تغيرت صوب أهداف ومطامع توسعية.
وقال في حوار مع الاستقلال إن الجيش اليمني كان على مشارف صنعاء في بداية الحرب، لكن تبين أن التحالف لم يكن يريد حسم الأمر لصالح الشرعية وتمكين قوى ربيع اليمن التي أطاحت بالرئيس الراحل علي عبد الله صالح.
وأضاف أن مزاعم تدخل السعودية في اليمن لوقف مطامع إيران مجرد "ذرائع وشعارات زائفة"، والتقارب السعودي الإيراني الحالي يأتي استجابة لضغوط أميركية ويعزز نفوذ طهران.
كما استنكر التميمي ارتهان الأمم المتحدة بالكامل لجماعة الحوثي نظرا لأنها تتخذ من صنعاء مقرا لها، فيما يتجه مجلس الأمن نحو الذهاب لقرار جديد حول تقاسم النفوذ وتغيب الدولة.
ورأى أن العراق مثقل بالأزمات الداخلية وغير مستعد للوساطة ولعب دور حقيقي في اليمن، في ظل تمسك إيران بأجندات طائفية وجيوسياسية مهددة لاستقرار المنطقة.
فيما أوضح المحلل اليمني أن الأزمة الراهنة بين السعودية ولبنان بدأت بتخلي ولي العهد محمد بن سلمان، عن عائلة الحريري وتصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.
وكان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، قال في تصريحات قبل توليه المنصب، إن "الحوثيين يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات"، الأمر الذي نددت به الرياض، وسحبت هي والإمارات والبحرين والكويت واليمن تباعا سفراءها من بيروت.
ويشهد اليمن منذ نحو سبع سنوات حربا بين قوات الحكومة المدعومة بتحالف عسكري تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
وأودت هذه الحرب بحياة 233 ألفا، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
التحالف العربي
برأيك هل عجز التحالف عن إلحاق الهزيمة بأتباع إيران بعد 7 سنوات من الحرب؟
لم يعجز لكنه غير بوصلة الحرب بإرادته الكاملة، ورأى أن اليمن باتت أكثر من أي وقت مضى طيعة لإعادة التشكيل الجيوسياسي المريح بما يتفق مع أهداف ومطامح قديمة خصوصا بالنسبة للسعودية.
وبما يتفق مع تعهدات إماراتية ممتدة منذ حرب صيف 1994 الأهلية، إضافة إلى أطماع أبوظبي التوسعية في الممرات والموانئ والجزر بما يتفق مع فائض المال والسلاح وهامش الدور الممنوح لها من جانب القوى الغربية.
لهذا لا يمكن القول إن هناك عجزا، إنما سوء نوايا أوصلت الجميع بمن فيهم التحالف إلى مأزق خصوصا في ظل تعقيدات مشهد الحرب والتقلبات في المواقف الدولية المساندة للتحالف.
كيف ترى إعلان العراق استعداده للوساطة لإنهاء الحرب في اليمن؟
لا يمثل العراق المثقل بالأزمات والعبث الطائفي والملحق عمليا بالإرادة الإيرانية أية فرصة للعب دور حقيقي في اليمن. فالحكومات العراقية الشيعية ومن خلفها الحوزات هي المنظومة المهيمنة على البلاد.
ولطالما أظهرت دعما للحوثيين قبل أن نشهد انفتاحا على السعودية يعطي انطباعا أوليا أن ثمة حكومة حيادية أو أن هناك قوى شيعية باتت جزءا من الأولويات العربية.
وطبعا من السابق لأوانه الحديث عن عراق ذي قرار مستقل.
كيف ترى مساعي التقارب السعودي مع إيران ومهادنة المسؤولين في تصريحاتهم تجاهها؟
هذا الأمر لا يتمتع بالمصداقية، فهو لا يعبر عن النوايا الحقيقية للبلدين، بقدر ما يأتي استجابة لضغوط أميركية غير مفهومة.
تريد الولايات المتحدة على ما يبدو أن تحسم الخلافات مع إيران حتى لو كان ذلك على حساب المنطقة ولصالح دور نافذ لطهران في المنطقة.
والسعودية في الحقيقة لا ترغب في الانفتاح على إيران التي لا تزال تتمسك بأجندات طائفية وجيوسياسية مهددة لاستقرار المنطقة.
وفي المقابل إيران لها منطلقات طائفية واضحة في التعامل مع السعودية، إذ تراها عدوا يتعين هزيمته، بل إن النظرية الشيعية بشأن الإمام المهدي تنظر إلى السعودية على أنها مسرح المواجهة النهائية مع الإرث السني برموزه العظيمة التي تشمل الخلفاء والصحابة.
إذا كان ذلك بضغوط أميركية، فأين ذهبت الثوابت التي تدخلت الرياض بموجبها في اليمن بشأن المطامع الإيرانية في السعودية؟
للأسف كل شيء كان مجرد شعارات زائفة وذرائعية في الوقت نفسه، فالسعودية حولت المعركة إلى مواجهة حصرية مع إيران أو المد الإيراني حتى تتخلص من الاستحقاقات الجوهرية للحرب.
لذا حرصت على أن تحول الحرب إلى مجرد مواجهة طائفية، بينما دوافع التدخل السعودي في الحرب كانت سياسية في الأساس.
حيث كان يتعين عليها إنهاء الانقلاب وإعادة تمكين الشرعية وإعادة إطلاق العملية السياسية، إضافة إلى هدف سياسي وجيوسياسي يتمثل في إنهاء النفوذ الإيراني في اليمن وباب المندب.
فتحييد إيران في اليمن لا يبدو مكلفا إذا جاء على حساب وحدة اليمن واستقراره، وضاعف من نفوذ السعودية وهيمنتها.
لكن حتى تحييد إيران تحول اليوم إلى تحد حقيقي بعد أن تضخمت الحسابات السعودية إلى مستويات لا تتحملها البيئة اليمنية.
ألا ترى أن نتائج التقارب السعودي الإيراني ستكون لصالح إيران وربيبها الحوثي في اليمن؟
بالتأكيد، فأي تسوية لا تضعف أدوات إيران فهي تمكين قوي جدا لنفوذها لا يمكن أن تتفادى السعودية تهديداته الوشيكة.
ولذلك سيبقى موقف السعودية الحالي في سياق الحرب مثار دهشة واستغراب كل العقلاء اليمنيين الذين رأوا تدخل الرياض بداية مرحلة جديدة من الأخوة والتعاون المتحرر من أثقال الماضي القريب.
برأيك هل يمكن أن يستقر حال العرب في ظل وجود النظام الإيراني وطموحاته في المنطقة؟
لا تتحمل إيران المسؤولية عن عدم استقرار حال العرب، فهي على سبيل المثال أنتجت نظاما مقبولا شعبيا، وهناك آلية لتبادل السلطة وإن كانت دون المستوى المطلوب.
لكن في البلدان العربية الأنظمة تخصم من حصة الشعب وكرامته وقدرته وإمكانياته ومن حقه في الحياة، ما يجعلها مرتهنة للأجندة الدولية ويحولها إلى كيانات عديمة القدرة على التأثير أو الدفاع عن مصالحها إلا بمساعدة قوى أجنبية.
هذا الأمر ساعد إيران على التأثير في البلدان العربية، الذي وصل حد السيطرة الكاملة على بلدان مثل لبنان والعراق وسوريا واليمن في الطريق لا سمح الله.
تشكك أطراف بأن ثمة اتفاقات تدور في الكواليس؟ فما تعقيبك؟ وهل ستكون لصالح اليمن أم لصالح الأطراف الطامعة في اليمن؟
الأمور تبدو وكأنها تدور ضمن حلقة ضيقة من المؤثرين الدوليين والإقليميين، وطالما بقيت الشرعية ضعيفة وفاقدة التأثير فإن ترتيبات سيئة ستكون بانتظار اليمنيين.
فأي تسوية تقوم على مكافأة الانقلابيين والانفصاليين فإنها ستكون كارثية لا شك، وهذا ما لا نريده.
والحديث حول ضرورة الذهاب إلى قرار جديد بشأن اليمن يصدر عن مجلس الأمن هو محاولة لتأسيس شرعية جديدة ومرجعية جديدة للمرحلة الراهنة من تقاسم النفوذ، التي تهيمن عليها الميليشيات وتغيب عنها الدولة بصورة مخلة للغاية.
ما إمكانية أن يخرج التحالف من اليمن ويدعم قوات الأمن اليمنية عسكريا واستخباراتيا ويتركها تدير الحرب على مسؤوليتها؟
قد يكون هذا أحد السيناريوهات المتوقعة، لكن من قال إن هذه الخطوة سوف تخفف على التحالف عبء الحرب، فهو سيتعين عليه مواصلة دعم أطراف متصارعة وأجندات متضادة.
وهذه وصفة لحرب طويلة ستلقي بأثرها وكلفتها الثقيلة السياسية والأمنية والاقتصادية على التحالف وبالذات السعودية.
لأن الانسحاب سيفسح المجال لدخول لاعبين آخرين إلى مسرح الأحداث، بعضهم يتمتع بأجندة أخلاقية وأكثرهم سيأتي لتنفيذ أجندة سيئة وذلك سيؤدي لانكشاف الأمن القومي اليمني والسعودي وسيفضي إلى نهايات خطيرة للغاية.
كيف ترى الأزمة بين السعودية ولبنان بعدما وصف قرداحي الحرب بالعبثية؟
الأزمة بدأت منذ تخلت السعودية في عهد ولي العهد محمد بن سلمان، بصورة فجة عن حليفها الوثيق في لبنان المتمثل في عائلة الحريري السياسية وتيار المستقبل، بعد أن استثمرت في لبنان مليارات الدولارات لإبقائه مستقرا.
فسجن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مثّل بداية دراماتيكية للمواقف السعودية مع لبنان، الذي ذهب منذ فترة طويلة باتجاه إيران بعد تأسيس حلف مسيحي شيعي صريح كان ولا يزال جزءا من إستراتيجية اعتمدها الغرب وشجعها في سياق مخططه لإضعاف السنة.
وتصريحات قرداحي ربما تكون القشة التي قصمت ظهر البعير، وإلا فهي ليست الأولى، هناك تصريحات سابقة لوزير خارجية لبنان السابق ومواقف عدائية من جانب شخصيات إعلامية.
الحوثي وإيران
ماذا فعل الحوثي باليمن؟
هدم دولة المواطنة والتعايش، وضرب المنظومة الديمقراطية، وشرع في هندسة عقيدة وثقافة الشعب في مناطق الكثافة السكانية التي يسيطر عليها، وربط هذا الجزء بالمشروع الإيراني.
وخلق بيئة سياسية طاردة للحريات والكرامة، وأسس اقتصادا يقوم على هيمنة الأقلية، وأفسح المجال لبناء ثروات غير مشروعة لصالح المقاولين الحربيين، ومنع تلقي لقاحات كورونا في مناطق سيطرته.
وتسبب في انسداد خطير للأفق السياسي والاجتماعي والاقتصادي لا يمكن أن ينجلي إلا بهزيمة مشروعه الخطير.
لماذا تغض الأمم المتحدة نظرها عن كل ذلك؟
دور الأمم المتحدة مرتهن بالكامل لجماعة الحوثي، فالممثليات الأممية لا تزال تتخذ من صنعاء مقرا لها، وهذا يدفعها إلى التعاطي مع الحوثيين كسلطة أمر واقع ومراعاة ردود أفعالها.
إضافة إلى أن الأمم المتحدة عملت وفق سردية تم تسويقها منذ بداية الأزمة والتي رأت الحوثيين شريكا محتملا في محاربة الإرهاب.
كيف يمكن استعادة صنعاء من الحوثي وسحب السلاح منها؟
كان الجيش الوطني على مشارف صنعاء، وقيل حينها إن هناك خطوطا حمراء أميركية، لكن تبين أن التحالف لم يكن يريد حسم الحرب لصالح الشرعية وقواها السياسية التي أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح.
بمعنى أنه لم يكن يرغب في إعادة التمكين لقوى ربيع اليمن، أو بالأصح التمكين للتجمع اليمني للإصلاح الذي ينظر إليه على أنه الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين باليمن.
مع ذلك يمكن للجيش إعادة الكرة والوصول إلى صنعاء، التي ستستقبله بترحاب، وتختصر عليه حربا طويلة، على عكس ما يتصوره البعض لأن الحوثي لا يتمتع بحاضنة حقيقية في صنعاء.
السلطة الشرعية
رئيس الجمهورية ونائبه في الرياض، ورئيس البرلمان ونائبه في القاهرة، ورئيس الحكومة داخل قصره، وأعضاء الحكومة في عواصم مختلفة، فما تعليقك على هذا التشتت؟
الأمر ليس عبثياً إنه انعكاس لمخطط ينفذه التحالف، الذي يريد من الشرعية غطاءها ويرغب بإبقائها مفككة مشتتة وعاجزة، حتى يمكنه التخلص منها في ختام جولة الحرب بعد أن يصل إلى كامل أهدافه.
ما تقييمك لأداء حكومة معين عبدالملك؟
الكثير لا يعلم أن هذه الحكومة لا تزال تعتبر حكومة تصريف أعمال، لأنها لم تحصل على ثقة مجلس النواب، الذي يمنع التحالف انعقاده حتى اليوم.
تجد هذه الحكومة صعوبة في الاجتماع بكامل أعضائها في عدن لأن هناك وزراء غير مرغوب فيهم بعدن من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي ومن ورائه الإمارات.
والأهم من ذلك كله أن هذه الحكومة تواجه ندرة في الموارد، ويكاد دورها اليوم يختزل في تأمين النفقات التشغيلية لمشروع الانفصال الذي يجرى تنفيذه على قدم وساق في كل المؤسسات اليمنية.
خرجت أطراف من داخل اليمن أخيرا رافضة لدور الحكومة الشرعية والسعودية والإمارات، فما إمكانية تشكيل قيادة من الميدان لإدارة المرحلة؟
هي مبادرات جيدة، ويمكن أن تلقى نجاحا إذا ما استندت إلى الأرضية الوطنية وإلى التطلعات المشروعة للشعب اليمني، ومع ذلك هناك أسباب عديدة تعيق التحركات الجدية من قبل شخصيات وطنية وازنة.
وهذه التحركات بحاجة إلى إنضاج واستعداد حقيقي لمواجهة الصعوبات العديدة، ومن بينها الصعوبات اللوجستية وأخرى مرتبطة بانعدام الثقة، وغياب الغطاء الإقليمي.
الإمارات والانتقالي
بعد كل ما يتكشف تباعا من خيانات الإمارات في اليمن، أين الموقف الحكومي الرسمي تجاهها؟
الحكومة تضم خمسة وزراء تابعين للمجلس الانتقالي، كما تتشكل الحكومة في الأساس من رئيس ووزراء لا مشكلة لدى معظمهم مع الإمارات والتحالف، لهذا لا يمكن أن نضع الحكومة بأي حال من الأحوال في موقع المواجهة.
وماذا عن الدور الشعبي؟
هناك تحركات شعبية وإعلامية وهناك تصرفات من قبل بعض مسؤولي السلطة المحلية، ولكن الأمر يرتبط بالخذلان الكبير من قبل السلطة العليا في الشرعية.
لماذا تخلى المجلس الانتقالي عن هويته اليمنية وأصبحت كل تحركاته لصالح الإمارات؟
المجلس الانتقالي نشأ في رحم الأجندة الانفصالية المعادية لوحدة اليمن وهويته، وهدف الانفصال هو علة وجود هذا المجلس الذي أنشئ في مايو/ أيار 2017 كتعبير عن تحول جذري في موقف التحالف تجاه اليمن.
حيث بدأ يدفع بالأمور إلى تبني الأجندة الانفصالية، ما بلغ ذروته في طرد الحكومة من عدن وإجبارها على الدخول في مفاوضات مع الطرف المنقلب، أفضت إلى اتفاق الرياض الذي شرعن الانفصال ومكن للانفصاليين.
لكن اتفاق الرياض متعثر، فما الأسباب؟
السبب يكمن في رفض الانتقالي تنفيذ الشق العسكري والأمني من الاتفاق الذي يضمن عودة الصلاحيات كافة للسلطة الشرعية في عدن والمحافظات الجنوبية.
أما السبب الجوهري فيتمثل في عدم رغبة التحالف تنفيذ الاتفاق والذي أراده فقط ليكون حصان طروادة لتمرير المشروع الانفصالي وشرعنته.
بما تفسر الانسحابات المتتالية لقوات التحالف من الحديدة وسقطرى والمهرة وغيرها؟
تعبير عن نهج التحالف في اليمن، ومع ذلك إذا كان الانسحاب من الحديدة قد تم التحقق منه، فإن بقية الانسحابات من المناطق الأخرى لا يمكن التحقق منها.
وإن حدثت فهي ستمثل تمكينا مجانيا للمجلس الانتقالي الجنوبي من الوصول السريع لأهدافه.
الوضع الاقتصادي
ما حقيقة الوضع الاقتصادي الآن في اليمن في مناطق سيطرة الحوثي والانتقالي والشرعية؟
يتأسس اقتصادان منفصلان تقريبا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وتلك الواقعة اسما تحت سيطرة الشرعية.
والسبب يعود إلى كارثة العملة التي يحظر الحوثيون التعامل بطبعاتها الجدية في مناطق سيطرتهم، مما تسبب في وجود فارق شاسع في صرف العملة في منطقتي النفوذ.
إلى جانب الآثار الكارثية الناجمة عن تبني الحوثيين نظام تحويلات مالية جائر بين المنطقتين بحيث تصل كلفة التحويل إلى مائة في المائة تقريباً إلى درجة أن المستفيد من الحوالة الآتية من مناطق الشرعية لا يحصل على شيء.
وهناك اقتصاد مواز في مناطق سيطرة الحوثيين، يقوم على المتاجرة غير المشروعة بالمشتقات النفطية على وجه الخصوص وغسل أموال والمتاجرة بالمساعدات الدولية.
ما مصير الموانئ اليمنية اليوم؟
الموانئ تقع تقريبا تحت سيطرة زعماء الحرب وأبرزها ميناء عدن الذي يسيطر عليه الانتقالي، وميناء المخا الذي يسيطر عليه العميد طارق محمد عبد الله صالح، وميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وبقي ميناء نشطون في المهرة وهو تحت النفوذ السعودي، وميناء المكلا الذي تشرف عليه السلطة المحلية مع وجود نفوذ للنخبة الحضرمية الموالية للإمارات.
خرجت تظاهرات عارمة في عدن استهجانا لهذا الوضع وطالبوا برحيل التحالف والحكومة، فما مدى تأثير تلك الفعاليات؟
أهم ما في هذه التظاهرات أنها أظهرت أن المشاريع السياسية التي يجرى تنفيذها عبر الانتقالي معزولة وغير شعبية ولا ديمومة لها.
لكن من السابق لأوانه أن تؤتي هذه التحركات ثمارها المرجوة بسبب نفوذ القوى الانفصالية العسكري والأمني.
ما مسارات التعافي الممكن تحقيقها في اليمن؟
لا توجد مسارات في الأفق.