"بلا تفاؤل".. وكالة إيرانية تقدم خلاصة 6 أشهر من مفاوضات الاتفاق النووي

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت وكالة إيرانية الضوء على مفاوضات فيينا للتباحث في عودة الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة ومستجداته، خاصة ما يتعلق بلقاءات "مجموعة 5+1".

و"5+1" مجموعة مكونة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وهي أميركا، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين بالإضافة إلى ألمانيا، وهي الدول التي تتولى المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وأشارت وكالة أنباء "فارس" إلى أن "مفاوضات فيينا بدأت من حوالي ستة أشهر مضت، أي 6 أبريل/نيسان 2021، بادعاء أن أميركا تريد العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة للاتفاق النووي، وأن تبدأ في الوفاء بتعهداتها، وأصرت الأطراف الأوروبية، وبالأخص فرنسا أن تنضم إيران إلى مفاوضات فيينا".

وتابعت: "بدأت المفاوضات بدون حضور أميركي مباشر، وفقا لإصرار إيران بعد شهرين من بداية عهد الرئيس جو بايدن (يناير/كانون الثاني 2020)، واستغرقت ست جولات، ولم تسفر المفاوضات عن نتائج ملموسة، لدرجة أنها زادت من عدم ثقة إيران في جانب الغرب".

وذكرت أن "العديد من الاستبيانات أوضحت أن 76 بالمئة من الإيرانيين غير متفائلين بنتيجة المفاوضات النووية".

فخ أميركي

وأوضحت الوكالة أن "مفاوضات فيينا لم تتمتع أساسا بقوة محكمة؛ فعندما يحدث تفاوض من أجل عودة الطرف المنسحب من الاتفاق، فهذا يعني أن الطرف الموجود لديه استعداد أن يعطي امتيازات للفت نظر الطرف المقابل، وبعبارة أخرى يتراجع عن جزء من حقوقه المقبولة، والموقع عليها من قبل الطرف الآخر".

وأضافت "على أي حال، فإن ست جولات من التفاوض المعروف بـمجموعة 4+1، وهو اجتماع نووي أعلنته إيران بدون الولايات المتحدة، وخلال ما يقرب من شهرين أوضحت أن الجانب الأميركي في كل مرة يزيد من مطالبه على المطالب السابقة".

وقالت الوكالة: "في ذلك الوقت كانت حجة وزارة الخارجية الإيرانية للمشاركة في هذه المفاوضات، أن حكومة بايدن كان لها رأي محدد في العودة إلى الاتفاق النووي والالتزام بتعهداتها".

واستدركت "لكن من منطلق أنها قوة عظمى فلا يمكنها أن تقبل تغيير سياستها تجاه الخصم بصورة معلنة، ولذلك يجب على إيران أن تساعد بايدن في العبور من هذه المشكلة الشكلية، لكن كان واضحا وضوح الشمس أنها خدعة، وفخ لطهران".

ولفتت الوكالة إلى أنه "أثناء المباحثات المستغرقة لشهرين المعروفة بـ4+1 كانت أميركا العنصر الغائب، ولكنها في الحقيقة كانت المديرة للأطراف المقابلة لإيران".

واستطردت: "يجب القول إن مفاوضات فيينا قد تحولت إلى مفاوضات بين أميركا وإيران، بالإضافة إلى العقوبات التي وافقت خطة العمل الشاملة المشتركة على رفعها بشكل ظاهري، وانقسمت العقوبات إلى خضراء، وصفراء، وحمراء".

وأوضحت الوكالة أن "العقوبات الخضراء تعني العقوبات المتعلقة بعهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وخاصة الأمور المرتبطة بالملف النووي".

والعقوبات الصفراء كانت عبارة عن مجموعة من العقوبات المرتبطة بإعطاء امتيازات قابلة للتوقف من جانب إيران، يعني تعليقها وليس رفعها.

والعقوبات الحمراء، رغم توقفها خلال خطة العمل الشاملة المشتركة مثل العقوبات البتروكيماوية، إلا أنها لن تتوقف أبدا.

غير متوازنة

واعتبرت الوكالة أن "المباحثات لها وضعها بالنسبة لإيران؛ حيث بإمكانها أن تكون أحد أدوات تأمين المصالح الوطنية".

وأوضحت أن "المباحثات في بعض المواقف لا يمكنها أن تكون سببا في تحسين الأوضاع، ولكن بإمكانها أن تخفف من حدتها، أو ربما لا تهدف إلى تحسين الأوضاع، ولا منع التفاقم أكثر، بل تحدث كنوع من أنواع الدعاية التكتيكية".

وقالت وكالة فارس: "بمشاهدة الوضع والنظر إلى تجربة العامين من المفاوضات مع الدول الأعضاء 4+1 بهدف العودة إلى الاتفاق، وبما يقارب من شهرين من التفاوضات مع هذه المجموعة، لا تستطيع إيران أن تأمل في رفع العقوبات، أو في تقليل العداء الأميركي الإنجليزي والفرنسي ضدها".

وللسبب نفسه، أعلنت حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بشكل رسمي أن "اقتصاد البلاد غير مربوط بخطة العمل ولا بالمفاوضات، وستحافظ طهران على موقفها في المفاوضات لكي تستطيع أن تأخذ الدعاية التكتيكية من العدو"، بحسب ما ذكرته فارس.

وأردفت الوكالة: "علينا أن نعرف أن مجموعة 1+4 مجموعة غير متوازنة، فرنسا، إنجلترا، ألمانيا، روسيا، والصين ليسوا في وضع متناظر في المواجهة مع إيران سواء من خلال السلطة، أو المستوى ونوع المواجهة".

وأفادت بأن "روسيا والصين لا تعدان في وضع عداء مع إيران باعتبارهما عضوين قويين ورائدين في مجلس الأمن، في الوقت الذي تعد فيه فرنسا وإنجلترا في حالة عداء معها، وكذلك ألمانيا باعتبارها غير عضو في مجلس الأمن، ولكن تدخلها في المفاوضات مع إيران يعتبر موضع جدل منذ البداية، وموقفها أقرب إلى الدولتين الأوروبيتين". 

وتابعت الوكالة: "كما نعلم أن مجلس الأمن، مجموعة دول 1+4 ليسوا قادرين على اتخاذ قرار ضد إيران دون مصاحبة الصين وروسيا؛ وبناء على ذلك يجب علينا أن نتبنى سياستين منفصلتين توضيحية وقوية في مواجهة المجموعتين عند التباحث في الملف النووي، ولا يجب أن نسمح بسلبية الصين وروسيا في مجلس الأمن أو في مجموعة 1+4".

وأضافت: "لا يجب أن نتبنى سياسة التسرع خلال المفاوضات الحالية، لأن التسرع سيكون أول إشارة إلى استعدادنا لإعطاء امتيازات جديدة لا تتوافق مع المصالح الوطنية للبلاد".

من ناحية أخرى، تجربة حكومة حسن روحاني أثبتت أن سياسة التسرع لا تفيد؛ لأن سبب التوقف في الملف النووي، ليس تأخير إيران؛ بل انعدام الرغبة الحقيقية للأطراف الأخرى للالتزام بتعهداتها. التسرع في الدخول من الأساس خطوة غير صحيحة، وفق "فارس".

وختمت الوكالة تقريرها بالقول: "انسحبت أميركا من الاتفاق منذ البداية وبعبارة أكثر دقة لم تدخله من الأصل، ففي عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما كان الانسحاب من الاتفاق غير رسمي، وفي عهد ترامب وبايدن أصبح الانسحاب رسميا ومعلنا، ووفقا لذلك لو أن هناك موضع قلق أو تسرعا في النتيجة، فالقلق والتسرع واجبان على أميركا، وليسا على إيران".