بالأسماء.. هؤلاء قادة أفغانستان الجدد بعد عودة طالبان إلى السلطة

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

بعد السيطرة على معظم أفغانستان في غضون أيام، بفضل حملة عسكرية سريعة بشكل مذهل، فإن حركة طالبان التي حكمت البلاد بين عامي 1996 و2001، وصلت إلى العاصمة كابول.

وعادت الحركة إلى السلطة بعد فرار الرئيس أشرف غني واستسلام الجيش، وفق ما تقول صحيفة لوبوان الفرنسية.

وبدأت في العام 2021 عملية انسحاب القوات الدولية من أفغانستان في إطار اتفاق السلام الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وحركة طالبان في فبراير/شباط عام 2020.

ونص الاتفاق على عدم مهاجمة القوات الأجنبية، إلا أنه لم يتطرق إلى عمليات طالبان ضد قوات الأمن الأفغانية.

ومنذ مايو/أيار 2021 بدأت "طالبان" توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب من العام ذاته.

وسيطرت الحركة خلال أقل من 10 أيام على أفغانستان كلها تقريبا، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" خلال نحو 20 عاما لبناء قوات الأمن الأفغانية.

ووفق صحيفة "لاكروا"، الفرنسية فإنه إذا "كانت الحركة احتفظت بنواة صلبة من القادة الذين ظهروا في العقد الأخير من القرن الـ20، فإن 20 عاما من الصراع أدت إلى ظهور شخصيات جديدة في المقدمة.

الأمم المتحدة، أكدت من جانها أنه كان لدى طالبان ما يقرب من 80 ألف جندي في صفوفها في عام 2020.

وفي استعراض قدمته "لوبوان"، و"لاكروا" الفرنسيتين عن أبرز قادة طالبان الرئيسيين، ذكرت أسماء 5 منهم.

وهم: المؤسس الملا عمر، وقائد الحركة الملا هيبة الله آخوندزاده، والشريك المؤسس عبدالغني برادر، والرجل الثاني سراج الدين حقاني، ورئيس اللجنة العسكرية للحركة محمد يعقوب نجل الملا عمر.

المؤسس: المُلا عمر

ارتبطت الحركة تقريبا بالشخصية غير المعروفة إعلاميا للملا عمر، مؤسس طالبان، لكنه قتل عام 2013.

عنف الضربة التي مثلها مقتل عمر الزعيم التاريخي لطالبان جعل من قادة الحركة يُخفون خبر وفاته لمدة عامين عن العالم، وعن غالبية أعضاء التنظيم.

وبوفاة المؤسس جرى تعيين أختر منصور خليفة له عام 2015، إلا أنه قُتل أيضا بعد عام في غارة بطائرة بدون طيار في باكستان، وافق عليها الرئيس الأميركي باراك أوباما شخصيا.

المرشد الأعلى

ذهبت عهدة  إدارة الحركة إلى هيبة الله آخوند زاده، الرئيس السابق للمحاكم الإسلامية في حركة طالبان، في مايو/ أيار 2016، بانتقال سريع للسلطة بعد أيام من وفاة أختر منصور.

وسرعان ما حصل آخوندزاده على تعهد بالولاء من زعيم تنظيم "القاعدة" المصري أيمن الظواهري، الذي أطلق عليه لقب "أمير المؤمنين". 

زاده ترجع أصوله إلى رجل دين أفغاني من ولاية قندهار قلب دولة البشتون في جنوب أفغانستان ومهد طالبان، شأن المُلا عُمر.

قبل تعيينه زعيما لطالبان لم يكن يُعرف عنه سوى القليل، لكنه كان أكثر دراية في الأمور القضائية والدينية منه بفن الحرب.

ولذا جرى تكليفه في تسعينيات القرن الـ20 بوضع "قانون الشريعة" للجماعة في أفغانستان قبل الانضمام إلى الهيئة الحاكمة للحركة في العقد الأول من القرن الـ21.

وبينما كان هذا الباحث يتمتع بنفوذ كبير في طالبان وقاد السلطة القضائية فيها، يعتقد بعض المحللين أن دوره على رأس الحركة سيكون رمزيا أكثر منه عمليا.

بالفعل كانت مهمة آخوندزاده حساسة تتمثل في توحيد طالبان، التي مزقها صراع شرس على السلطة بعد وفاة الملا منصور.

وتمكن من الحفاظ على الحركة، واقتصر على نشر رسائل سنوية نادرة في الأعياد الإسلامية.

الشريك المؤسس

ولد عبدالغني برادر في إقليم أوروزغان جنوب أفغانستان ونشأ في قندهار، وهو أحد مؤسسي الحركة مع الملا عمر.

مثل العديد من الأفغان، تغيرت حياته بسبب الغزو السوفييتي عام 1979، ما دفعه ليكون أحد المجاهدين الأفغان، ويُعتقد أنه قاتل إلى جانب الملا عمر. 

يقول التاريخ أنه خلال الغزو الأميركي كان القائد العسكري لطالبان لكنه هرب مع صديقه المُلّا عمر على دراجة نارية.

أُلقي القبض عليه عام 2010 خلال عملية مشتركة بين وكالة المخابرات المركزية الأميركية والمخابرات الباكستانية في كراتشي بباكستان.

لكن، أُطلق سراحه عام 2018 بناء على طلب واشنطن، التي كانت تحاول في ذلك الوقت إطلاق مفاوضات مع طالبان.

وقيل إنه كان من الأوائل داخل الحركة الذين شجعوا على إجراء مناقشات مع واشنطن، رغم أنه موضوع حساس للغاية، فيما سمح له وضعه كمؤسس مشارك للحركة بالعمل على هذا الموضوع. 

برادر، الآن هو النائب الأول لآخوند زاده ووزير خارجية طالبان، ورئيس للجنة السياسية للحركة في العاصمة القطرية الدوحة.

قاد المفاوضات مع أميركا لسحب قواتها من أفغانستان، وكان مسؤولا عن المفاوضات مع الحكومة الأفغانية بشأن اتفاق سلام لم يتحقق.

رئيس شبكة حقاني

سراج الدين حقاني هو ابن زعيم المجاهدين الأفغان الشهير ضد الاحتلال السوفيتي، جلال الدين حقاني، وهو الرجل الثاني في طالبان.

ويحظى القائد هيبة الله آخوندزاده بدعم من سراج الدين حقاني، زعيم "شبكة حقاني"، الجناح المسلح الفعال لحركة طالبان.

وبحسب تقرير للأمم المتحدة نُشر في عام 2021، فإن سراج الدين حقاني مطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، الذي يعرض مكافأة قدرها 5 ملايين دولار (4.2 مليون يورو) ) للحصول على معلومات تؤدي إلى القبض عليه.

وجاء في مذكرة الأمم المتحدة التي تشرح عقوبة هذا القائد العسكري أن "سراج الدين حقاني يستمد الكثير من سلطته وحُكمه من والده جلال الدين حقاني، الوزير السابق في ظل نظام طالبان".

ووصفت واشنطن شبكة حقاني التي أسسها والده بأنها "إرهابية"، واعتبرتها واحدة من أخطر الفصائل التي تقاتل القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" بأفغانستان.

اتهم حقاني باغتيال بعض كبار المسؤولين الأفغان واحتجاز الغربيين كرهائن  قبل الإفراج عنهم مقابل فدية، أو سجناء.

مثل الجندي الأميركي بو بيرغدال الذي أطلق سراحه عام 2014 مقابل خمسة معتقلين أفغان من سجن غوانتانامو. 

ويقال: إن حقاني من المعروفين باستقلالهم ومهاراتهم القتالية وأعمالهم المثيرة، ومن المسؤولين عن عمليات طالبان في المناطق الجبلية بشرق أفغانستان، وسيكون لهم تأثير قوي على قرارات الحركة.

وريث الحركة

منذ عام 2015، شهد محمد يعقوب صعودا شديدا من حيث المكانة داخل طالبان، خاصة وأنه الابن الأكبر للملا عمر، مؤسس الحركة، رغم أنه لم يكن معروفا تماما خلال حياة والده.

 ورغم ذلك فإن ارتباطه بوالده الذي كان محل تقدير شديد كزعيم لطالبان، جعله شخصية محبوبة بين أعضاء طالبان. 

أصبح يعقوب أحد نواب قادة الجماعة الثلاثة وكذلك رئيس اللجنة العسكرية القوية لطالبان التي تتخذ القرارات والتوجهات الإستراتيجية في الحرب ضد الحكومة الأفغانية.

ووُصف بأنه طموح وكفء، ويقال إنه استغل إصابة هيبة الله آخوند زاده بفيروس "كورونا" صيف 2020، لتوسيع نفوذه ليصبح حتى تعافي القائد العام، الزعيم المؤقت للحركة.

ووفقا لتقرير سري لحلف شمال الأطلسي إطّلعت عليه وسيلة الإعلام الأميركية "راديو أوروبا الحرة"،  و"راديو ليبرتي" عام 2020، كان من الممكن أن يسيطر يعقوب على ثروة مالية هائلة.

تلك الثروة يقدرها التقرير بما يعادل 1.4 مليار يورو للسنة المالية 2020.

ويمثل يعقوب، (30 عاما)، الجيل الجديد الذي لم يعرف "الإمارة الإسلامية" في تسعينيات القرن الـ20.

ومع ذلك، فإن التكهنات عن دوره في الحركة مستمرة، إذ يعتقد بعض المحللين أن تعيينه رئيسا للجنة العسكرية عام 2020 كان رمزيا فقط.