"دوره انتهى".. هكذا فسر مصريون اعتقال رجل أعمال مقرب من نظام السيسي

12

طباعة

مشاركة

تباينت ردود الفعل في مصر تجاه نبأ القبض على رجل الأعمال حسن راتب، المحسوب على نظام عبدالفتاح السيسي، بتهمة التورط مع النائب السابق علاء حسانين وشقيقه وآخرين في التنقيب عن الآثار والإتجار فيها، وتهريبها إلى الخارج.

أحد المتهمين في القضية ادعى في التحقيقات أن راتب يعمل معهم منذ 5 سنوات، ويجلب لهم المعدات المستخدمة في عمليات التنقيب، وهو المسؤول عن بيع القطع الأثرية؛ كونه يمتلك جنسية أخرى.

وشدد ناشطون، عبر مشاركتهم في وسم #حسن_راتب، على أن نظام عبدالفتاح السيسي، يأكل داعميه بعدما انتهت الاستفادة منهم وأصبحوا ضمن المغضوب عليهم، لافتين إلى أن النظام يتغاضى عن فساد المرضي عنهم ويحميهم، وحين يرفضون الانصياع لأوامره يتم تأديبهم وفتح ملفات تدينهم.

واتهموا السيسي بالانتقام من رجال الأعمال واحدا تلو الآخر ضمن عملية تصفية حسابات، لإسناد المشاريع التي يمتلكونها إلى المجلس العسكري، لافتين إلى أن راتب تتم محاسبته لنهب ثروته بعد الاستيلاء على قناة المحور التي كان يمتلكها، وأخذ أرضه في سيناء.

وسخر ناشطون من ترويج أتباع السيسي والموالين له أنباء عن انتماء راتب لجماعة الإخوان المسلمين، مستهجنين ترويجهم لخبر القبض على راتب مرفقا بصورة تجمعه مع الرئيس الراحل محمد مرسي.

وأشاروا إلى أن راتب تملق كل العصور السياسية في مصر، بداية من عصر رئيس النظام الأسبق حسني مبارك وبث قناته لجميع مؤتمرات الحزب الوطني، مرورا بعهد ثورة 25 يناير، وصولا إلى تملقه للسيسي ونظامه، وفتح قناته للترويج له، ونقل كل خطاباته وتوجيه الإعلاميين للتطبيل له.

وراتب، رجل أعمال سبعيني، لمع اسمه ضمن مجموعة رجال الأعمال في عهد حسني مبارك (1981 ـ 2011)، وله استثمارات محلية ضخمة، أهمها مصنع إسمنت سيناء، وجامعة سيناء، وشركات تطوير عقاري، وغيرها، بجانب تأسيسه لقناة "المحور" الفضائية.

هيمنة العسكر

وعدد ناشطون المشاريع التي يمتلكها راتب، متهمين نظام السيسي بالتخطيط للاستيلاء عليها، بعدما تحولت المؤسسة العسكرية منذ الانقلاب في يوليو/تموز 2013، من كونها لاعبا رئيسا إلى فاعل مهيمن ومسيطر على كافة الحياة الاقتصادية.

وأشار المذيع بقناة الشرق الفضائية أحمد عطوان، إلى أن راتب واجهة لشركات المخابرات المتمثلة في "قناة المحور، جامعة سيناء، شركة إسمنت سيناء، مدينة سما العريش، الشركة المصرية للسياحة، مؤسسة سيناء للتنمية، سما للتنمية الاجتماعية، رئيس جمعية مستثمري سيناء، رئيس الاتحاد المصري للصناعات".

وأكد الباحث في الشؤون الأمنية أحمد مولانا، أن عهد السيسي تميز بالقبض على العديد من كبار رجال الأعمال (صفوان ثابت ونجله، سيد السويركي، صلاح دياب، حسن راتب)، وذلك في ظل توظيف المؤسسة العسكرية للسيطرة على اقتصاد البلاد.

وأشار السياسي الليبرالي عمرو عبدالهادي، إلى أن حسن راتب يتاجر في الآثار منذ 40 سنة وأن مبارك تركه، قائلا: "لما جه السيسي قرر يحتكر تجاره الآثار لنفسه ولم يكتف بتبرعاته لصندوق انتصار وقال له ليه أشاركك في فساد لما ممكن أخد الفساد كله لوحدي".

وأضاف متهكما: "هو كده الجيش زي الفريك ميحبش شريك كل الي تاجروا بتحيا مصر حرامية وسلم لي على زاهي حواس".

واستنكر ناشطون الترويج بأن راتب محسوب على الإخوان المسلمين، مؤكدين أنه كان يتستر خلف اقترابه من قوى السلطة الحاكمة والشيوخ والدعاة.

وسخر وكيل وزارة الصحة المصرية الأسبق مصطفى جاويش، من نشر إعلان السيسي لخبر القبض على حسن راتب بصورة تجمع راتب مع الرئيس مرسي، قائلا إن الواقع الحالي هو تأييده للانقلاب العسكرى وطبعا للسيسي.

وقال المغرد محمود أنور، إن المظاهر خداعة جدا.. حسن راتب طلع زعيم عصابة بعد أن كان "يعزم الشيوخ علي جمعة ومختار جمعة وشوقي علام ورجال أعمال وفنانين ويعمل أمسيات ثقافيه ودينية وتوشيح وذكر، كل ده ستاره لما هو جرائم مخفيه يرتكبها".

تأديب راتب

ورأى ناشطون أن ما يحدث مع راتب هو "قرصة أذن" لرفضه التفريط فيما تبقى من أملاكه لصالح النظام وانتهاء دوره في خدمة السيسي، مؤكدين أن ذلك ضمن مخطط لتدمير الاقتصاد المصري.

وأعاد رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان نشر تصريح لحسن راتب يعلن فيه أنه لا نية لديه لبيع جامعة سيناء وأنه لن يفرط فيها، ساخرا بالقول: "يا حاج حسن قالوا لك "بيع" ، تسمع الكلام من سكات، ولا تكابر ، ولا تعمل فيها شاطر!".

وكتب الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل: "سيبك من التهمة الكبيرة اللي لبسوها له.. هيخرج قريبا جدا.. بس لازم يدفع الجزية والتأميم أو استمرار الاعتقال ومصادرة كل الأموال!!".

وأوضح المحامي محمد سراج، أن القبض على راتب هو انتهاء أدوار مش أكتر لأنه له سنين طويلة شغال في سيناء وكان شغال على مشاريع كبيرة وتنمية سيناء والمنطقة.

ورأى الكاتب الصحفي صلاح بدوي، أن واقعة توقيف حسن راتب مالك قناة المحور وحوت الصناعة والسياحة في سيناء تشير  بوضوح إلى أن "مخططا صهيونيا خبيثا يجري تنفيذه على مراحل وبشكل دقيق ومنظم من أجل تدمير الاقتصاد الوطني".

وأضاف: "من الواضح أن حسن راتب الذي يعمل لصالح جهاز أمني لم يستوعب قيادة  الشبكة الصهيونية لهذا الجهاز الآن".

وأشار المخرج حسام الغمري، إلى أن جهاز أمن الدولة اعتاد حماية المتعاونين معه بضراوة، متسائلا: "هل القبض على حسن راتب مؤشر أن هناك مخططا جديدا خبيثا سيضرب شمال سيناء؟!".