انتخابات إسرائيلية رابعة خلال عامين.. هل ينجح نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة؟
تحدثت صحيفة الإندبندنت البريطانية، عن الانتخابات الإسرائيلية وإمكانية فوز حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو والمنافسة مع الأحزاب الأخرى.
وتطرقت النسخة الفارسية من الصحيفة، إلى كيفية انعقاد انتخابات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في ظل تفشي جائحة كورونا.
وقال الكاتب والمترجم والمؤرخ آرش عزيزي في مقال بالصحيفة: "هذا العام كان أصعب لأن الكثيرين صوتوا في ظروف خاصة بسبب جائحة كورونا، من داخل الحجر الصحي، والمستشفيات والمنازل".
آخر النتائج
وبينت نتائج شبه نهائية لفرز الأصوات في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية نشرت في 25 مارس/آذار، عدم حصول نتنياهو وحلفائه اليمنيين على الغالبية الكافية لتشكيل ائتلاف حكومي.
ومع فرز 99,5 بالمئة من الأصوات، حصد حزب الليكود (يمين) 24 بالمئة من الأصوات، تلاه حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) الوسطي العلماني بزعامة يائير لابيد مع 14 بالمئة من الأصوات، وفق الأرقام الرسمية للجنة الانتخابية.
وبحسب النظام النسبي المعتمد في الانتخابات الإسرائيلية، يتعين على الأحزاب نيل 3,25 بالمئة من الأصوات كحد أدنى لدخول الكنيست المؤلف من 120 نائبا. ويضمن نيل هذه النسبة أربعة مقاعد برلمانية.
وبتطبيق النسب على عدد مقاعد الكنيست يكون عدد ممثلي حزب الليكود قد بلغ 30 نائبا، وحزب "يش عتيد" 17 نائبا، يليهما 11 حزبا.
وفي هذه الانتخابات الأشبه باستفتاء حول رئيس الوزراء، حصد المعسكر المؤيد لنتنياهو 52 مقعدا والمعسكر المعارض له 51 مقعدا، علما أن الاستحقاق هو الرابع الذي تشهده إسرائيل في أقل من عامين.
ولم ينل أي معسكر الغالبية المطلقة، أي النصف زائد واحد (61 نائبا).
وبالتالي باتت الأنظار مسلطة على ثلاثة أحزاب قد تقرر الالتحاق بأحد المعسكرين: حزب يمينا القومي اليميني برئاسة نفتالي بينت (7 مقاعد)، والقائمة العربية المشتركة بقيادة أيمن عودة (6 مقاعد)، والقائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس (4 مقاعد).
وبما أن القائمة المشتركة مناهضة لنتنياهو ينصب التركيز على بينت وعباس. وسيتعين على رئيس الوزراء الحالي استمالة كل من بينت القومي اليميني وعباس رئيس الحركة الإسلامية من دون التفريط بحلفائه المحافظين لنيل غالبية تمكنه من تشكيل ائتلاف حكومي.
ومن المقرر تسليم نتائج الانتخابات في 31 مارس/آذار إلى الرئيس رؤوفين ريفلين الذي يتعين عليه بعد استشارات نيابية تكليف شخصية سياسية تشكيل الحكومة.
وفي الانتخابات الثلاثة الماضية لم تنجح أي شخصية في كسب تأييد غالبية نيابية، ما استدعى إجراء انتخابات جديدة أو تشكيل حكومة وحدة بين نتنياهو وخصمه حينها بيني غانتس، انهارت بعد أشهر من تأليفها.
سيناريوهات مفتوحة
وتابع الكاتب آرش عزيزي: لكي يصبح بنيامين نتنياهو رئيسا للوزراء ليس لديه سوى طريق واحد وهو التحالف مع نفتالي بينت. وعلى الرغم من هجومهما على بعضهما البعض مرارا وتكرارا، إلا أن احتمال تضامنهما موجود".
وأردف الكاتب: "ظل بنيامين نتنياهو في العمل كرئيس للوزراء حتى الآن أكثر من أي شخص آخر في تاريخ إسرائيل".
إذ كان رئيسا للوزراء من 1996 وحتى 1999، ومنذ عام 2009 وحتى الآن مستمر في عمله. هذا في الوقت الذي يتهمه فيه الجهاز الرسمي والقضائي الإسرائيلي بالفساد الاقتصادي والرشوة، ويجب أن تبدأ جلسات محاكمته على هذه الاتهامات في أبريل/نيسان 2021.
وكان من المقرر أن تنعقد هذه الجلسة منذ عام مضى، ولكن تأخرت بسبب جائحة فيروس كورونا. ويطرح الكاتب السؤال الأهم بالنسبة لمعظم المصوتين في هذه الانتخابات وكذلك أكثر المشرفين: هل سينجح نتنياهو في تشكيل الحكومة الجديدة؟
ويتابع الكاتب: "لو أن بينت سينضم إليه، ستبدو إجابة هذا السؤال بالإثبات. بالعكس، المنافس الرئيس لنتنياهو هو يائير لابيد، زعيم الحزب الليبرالي -هناك مستقبل-".
وأردف: "هناك مشكلة وهي أن لابيد يختلف مع نتنياهو بشكل كبير تجعل الشخصين غير قادرين على الانضمام لبعضهما ببساطة حتى لو تغيرت النتائج ووصلوا إلى الأغلبية".
وغير الأحزاب المشار إليها، سيدخل المجلس ثلاثة أحزاب أخرى معارضة لنتنياهو، الأول حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان، وهو من الأصدقاء القدامى لنتنياهو في الليكود ولكن انفصل عنه لاعتراضه على قرب رئيس الوزراء من الأحزاب اليهودية المتدينة.
وهناك أيضا حزب "أزرق أبيض" بزعامة بيني غانتس، والذي يعتبر المنافس الرئيس لنتنياهو خلال الانتخابات السابقة.
ويضيف عزيزي: في المقابل هناك حزب الأمل الجديد، بقيادة جدعون ساعر والذي انشق عن الليكود في النهاية، وكان من أكبر الخاسرين ووصل إلى ستة كراسي فقط.
ووعد ساعر مرات عدة أنه غير مستعد للانضمام إلى نتنياهو، ولكن هل هو مثل غانتس يمكنه أن يخلف وعده؟
ولكن حتى لو لم يفعل هذا، هل يعتبر مستعدا للانضمام لحكومة برئاسة لابيد الذي يفوز فقط بالحظ بآراء الأحزاب اليسارية المتمثلة في المواطنين الفلسطينيين؟ والنتيجة أن الجواب المحتمل لا.
السيناريو الآخر أن يحاول بينت أن يشكل حلف واسع بدون الليكود بسبعة كراسي، ويصير هو رئيس الوزراء. ولكن هل الأحزاب اليسارية مستعدة لأن يكون بينت رئيسا للوزراء والذي ينحاز إلى الجناح اليميني خلال مواقفه مع نتنياهو؟ الرد المحتمل بالنفي أيضا.
يتساءل الكاتب: لو لم يستطع نتنياهو أو لابيد أو بينت تشكيل تحالف، ماذا ستكون النتيجة؟، متوقعا انعقاد الانتخابات الخامسة على التوالي في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2021.
اختتم الكاتب مقاله قائلا: وفقا لذلك فإن الشعب الإسرائيلي ربما يأمل أن تعود هذه الدولة بشكل رسمي كما كانت، حيث يتم التصويت بشكل مباشر لانتخاب رئيس الوزراء؛ وهي طريقة ترتفع فيها احتمالية هزيمة نتنياهو.