زارا محمد.. أول امرأة تترأس أكبر اتحاد للمنظمات الإسلامية ببريطانيا

12

طباعة

مشاركة

صغر سنها وجنسها، لم يمنعا الشابة المحامية زارا محمد من انتخابها على رأس "المجلس الإسلامي في بريطانيا"، معتبرة "اختيارها للمنصب خطوة للأمام في محاربة الصور النمطية والمفاهيم الخاطئة وكراهية الإسلام".

وقالت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية إن المجلس الإسلامي في بريطانيا هو أكبر اتحاد للمنظمات الإسلامية في بريطانيا العظمى، ويضم أكثر من 500 كيان من المدارس والمساجد إلى الجمعيات، لذلك، فهو يمثل صوت غالبية المسلمين الموجودين في البلاد، والبالغ عددهم حوالي 3 ملايين.

سابقة تاريخية

وتعد زارا، أول امرأة وأصغر شخص في المنصب، حيث تبلغ من العمر 29 عاما، وهي من مدينة غلاسكو الاسكتلندية، ويعد ترأسها للمنظمة "مفاجأة للجميع"، إذ "يعد سابقة من نوعه في التاريخ".

ونقلت الصحيفة عن زارا أن "انتخابها يُظهر أن النساء المسلمات يمكنهن القيادة، وتسمح هذه الظروف بتمكين الشابات وغيرهن من الفئات المختلفة، واختياري خطوة للأمام لمكافحة الصور النمطية والمفاهيم الخاطئة وكراهية الإسلام". 

وأشارت "بوبليكو" إلى أن "زارا كانت نائبا للأمين العام المنتهية ولايته، كما أن انتخابها لم يكن متوقعا، لأن لديها منافسا شعبيا، هو أجمل مسرور، ذو السمعة الجيدة وإمام وأستاذ ومقدم برنامج حواري تلفزيوني، وكان الناخبون في الغالب من الذكور، ومع ذلك، فقد فازت زارا بأغلبية وصلت إلى 107 أصوات مقابل 60 لصالح منافسها". 

وتعليقا على ذلك، قالت زارا: "لقد تأثرت أولا بالموافقة على ترشيحي، وكان الانتخاب شرفا ونعمة بالنسبة لي؛ لقد ترشحت لهذا المنصب لأنني كنت أعرف أنني أستطيع إحداث الفارق وأضفي طابع التنوع على المنظمة.. كما زرع الأعضاء في داخلي التغييرات التي يمكن أن يحدثها المجلس الإسلامي البريطاني". 

وأضافت : "تتمثل أولوياتي هنا والآن في مواجهة فيروس كورونا، وتثمين الدور النشط للمجلس الإسلامي البريطاني في إنقاذ الأرواح ودعم جمعياتنا، ومع ذلك، علينا أن نواجه الآن أكثر من أي وقت مضى التوسع العالمي للإسلاموفوبيا وعواقب التهميش الاجتماعي والاقتصادي المستمر الذي يعاني منه مجتمعنا".

وأكدت زارا على التنوع والاختلاف في الجالية المسلمة البريطانية، والذي يتعدى الاختلاف الديني البحت، وأوضحت قائلة: "يتنوع المسلمون البريطانيون بحسب تكوينهم الأكاديمي؛ حسب الخلفية أو العرق أو الثقافة، ونحن بحاجة إلى إظهار هذه الاختلافات باعتبارها منفعة وقيمة نساهم بها في المجتمع".  

وأضافت أنه "مع الوباء، رأينا الجالية المسلمة في طليعة الكفاح من أجل حماية المجتمع التي هي جزء منه، وتعددت نضالاتهم من مواجهة المعلومات المضللة إلى الوصول إلى الموارد اللازمة للحماية أمام الوباء العالمي".

النساء قادرات

وأشارت الصحيفة إلى أن "منصب رئاسة الأمانة العامة للمجلس الإسلامي البريطاني يستمر لمدة عامين مع خيار ولاية ثانية، في المجموع، يمكن الاستمرار في هذا المنصب بحد أقصى 4 سنوات، وهي فترة ليست طويلة جدا لإجراء جميع التغييرات التي يبدو أن القائدة الجديدة تقترحها".

واعتبرت أن "وصول الفتاة المسلمة إلى هذا المنصب لم يكن أمرا سهلا، رغم أن زارا تعتقد أنها عملت من أجل تحقيق هذا الهدف". 

وأوضحت زارا فيما يتعلق بمواجهة التحدي المقبل، قائلة: "لدي خبرة طويلة في قيادة المنظمات والعمل في الدوائر الشعبية لإحداث تغييرات إيجابية، لقد كنت في المجلس الإسلامي البريطاني لأكثر من عامين وأثبتت أنني قادرة على دفع المنظمة إلى الأمام".

وأضافت "لم يكن جنسي أو سني عائقا في أي وقت من الأوقات أمام عملي، ويجب أن أكون ممتنة للثقة التي أولاها لي المنخرطون لقيادة المنظمة إلى المستقبل". 

وبحسب مواقع بريطانية فإن مواجهة تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا، من التحديات الأخرى على جدول أعمال زارا، ووفقا لآخر الإحصاءات الحكومية في بريطانيا، كان المسلمون هدفا لنصف جرائم الكراهية الدينية البالغ عددها 6822 جريمة التي سجلتها الشرطة حتى مارس/آذار 2020.

وقالت زارا: "ما زلنا نشهد تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا، ومن الواضح أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان له دور في ذلك، لكنه كان دائما موجودا ورأيناه على نطاق عالمي، يجب أن نعمل على مواجهة هذه الظاهرة، نريد تبديد هذه الأسطورة التي تقول إننا شعب مختلف أو غريب". 

ونقلت مواقع بريطانية موقف زارا من تصريحات رئيس الوزراء بوريس جونسون عام 2018، التي أشار فيها إلى النساء المسلمات اللواتي يرتدين البرقع مثل "صناديق بريد".

واعتبرت أن هذه التصريحات لم تساعد على مواجهة الإسلاموفوبيا"، مضيفة أن "هناك أدلة تظهر أن الناس وجدوا أنه من المقبول تكرار مثل هذه التعليقات بعد أن اختار النائب المحافظ آنذاك استخدامها".

وفيما يتعلق برحيل دونالد ترامب من البيت الأبيض، قالت زارا: "أعتقد أن الكوكب كله تنفس الصعداء، لقد أعطى الكثير من الثقة للعنصريين ورأينا جميعا ما حدث في الكابيتول.. أعتقد أن رحيله أمر جيد للجميع".