هروب أم شجاعة.. انقسام لبناني بعد استقالة وزير الخارجية
تباينت ردود فعل رواد موقع تويتر، حول استقالة وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي، التي قدمها اليوم الاثنين 3 أغسطس/آب، رسميا إلى رئيس الحكومة حسان دياب، معلنا تعذره عن أداء مهامه لغياب الرؤية والإرادة الفاعلة في تحقيق الإصلاح الهيكلي الشامل.
ورأى فريق من الناشطين عبر مشاركتهم في وسم يحمل اسم الوزير #ناصيف_حتي، أن الاستقالة خطوة شجاعة في الطريق السليم، معربين عن أملهم في أن تكر السبحة ويحذو باقي الوزراء نفس حذوه ويستقيلوا لفتح الطريق أمام حكومة جديدة تلبي طموحات اللبنانيين.
فيما رأى فريق آخر أنها لا تمثل أي تقدم لصالح البلاد، وهروب من المسؤولية، إلا إذ أعلن الوزير حقيقة الفساد في المنظومة الحاكمة، مشيرين إلى أن المبررات التي أعلنها "حتي" في بيان استقالته تحمل توصيفات معيبة لكل من في السلطة دون تحديد أسمائهم.
وبدوره، قال حتي في البيان الذي أصدره عقب الاستقالة: "لم يكن قراري بتحمل هذه المسؤولية الكبيرة شأنا عاديا في خضم انتفاضة شعبية قامت ضد الفساد والاستغلال، ومن أجل بناء دولة العدالة الاجتماعية، فيما يشهد لبنان أزمات متعددة الأشكال والأسباب سواء في الداخل أو في الإقليم".
وأضاف: أنه "ما أصعب الاختيار بين الإقدام والعزوف عن خدمة الوطن حتى ولو تلاشت احتمالية تحقيق اليسير في نظام غني بالتحديات المصيرية وفقير بالإرادات السديدة".
وتابع: "حملت آمالا كبيرة بالتغيير والإصلاح، ولكن الواقع أجهض جنين الأمل في صنع بدايات واعدة من رحم النهايات الصادمة. لم ولن أساوم على مبادئي وقناعاتي وضميري من أجل أي مركز أو سلطة".
وذكر حتي أسباب استقالته قائلا: "إنني وبعد التفكير ومصارحة الذات، ولتعذر أداء مهامي في هذه الظروف التاريخية المصيرية ونظرا لغياب رؤية للبنان الذي أؤمن به وطنا حرا مستقلا فاعلا، وفي غياب إرادة فاعلة في تحقيق الإصلاح الهيكلي الشامل المطلوب الذي يطالب به مجتمعنا الوطني ويدعونا المجتمع الدولي للقيام به، قررت الاستقالة".
ليس بطلا
ورفض ناشطون إطلاق التوصيفات التي تستحسن تصرف الوزير، وطالبوه بمزيد من التوضيحات حول ما آلت إليه الحكومة اللبنانية الآن من فساد.
ورأى الكاتب الصحفي لوسيان بورجيلي أن #ناصيف_حتي مش بطل لأنه استقال، مؤكدا أن البطل هو من يفضح بالأسماء والأرقام أسباب استقالته.
#ناصيف_حتي مش "بطل" لأن استقال.
— lucien bourjeily (@lucienbourjeily) August 3, 2020
البطل هو يلي بيفضح بالأسامي والأرقام ليش قدم استقالته...
البطل هو يلي من أول يوم ما كان قبل يشارك بحكومة عم تضييع وقت ثمين على لبنان وواضح شو هدفها، وكيف (من اول يوم) قمعت ألاف المواطنين بالشارع بالقوة، لنيل ثقة برلمان خاضع كلياً لاركان الفساد.
وحذر مغرد آخر من أن إخلاء الساحة ليس هو الحل؟، وأن الاستقالة وترك المعركة بنصفها ليس عملا بطوليا، متسائلا: "لمين عم بيترك؟ انتو فكركن التنظير من الخارج بيعمل نتيجة؟ أو انتظار تنحي كل الطبقة الفاسدة هو الحل وقريب جدا لحتى ننتظره؟ استقالة الأدمي هدية للفاسد بهيك نظام".
اذا اعتبرنا انه #ناصيف_حتي صادق وضد الفساد، اخلاء الساحة ل لي عكس هيك هو الحل؟
— tala² (@tala_elN) August 3, 2020
الاستقالة وترك المعركة بنصها عمل بطولي؟
لمين عم بيترك؟
انتو فكركن التنظير من الخارج بيعمل نتيجة؟ او انتظار تنحي كل الطبقة الفاسدة هو الحل وقريب جداً لحتى ننتظره؟
استقالة الادمي هدية للفاسد بهيك نظام. pic.twitter.com/c5Gmgs4liA
واعتبر الناشط السياسي إبراهيم منيمنة، خبر استقالة #وزير_الخارجية جيدا، لكن إن أراد #ناصيف_حتي أن يكون مخلصا للشعب اللبناني وقضيته، عليه أن يروي كل مشاهداته من داخل الحكومة وأن يكون شفافا مع الناس ويفضح كل تجاوزات أخطبوط الفساد في الدولة.
خبر جيد ان يستقيل #وزير_الخارجية
— Ibrahim Mneimneh | ابراهيم منيمنة (@Ibrahim_mneimne) August 2, 2020
لكن ان اراد #ناصيف_حتي ان يكون مخلصا للشعب اللبناني وقضيته عليه في اعلان استقالته ان يقطع مع هذه المنظومة الحاكمة بان يروي كل مشاهداته من داخل الحكومة وان يكون شفافا مع الناس ويفضح كل تجاوزات اخطبوط الفساد في للدولة#لبنان_ينتفض #لبنان
وأشارت دعاء إلى أن استقالة وزير الخارجية هو خير دليل على الضغط على الحكومة والخوف من التحديات القادمة.
مجرد رؤية من يهلل ويصفق لاستقالة #ناصيف_حتي ويعتبرها شجاعة تعلم كم من الوقاحة والجبن والتهرب من المسؤولية فيها..
— Douaa�� (@LucidHeart23) August 3, 2020
استقالة وزير الخارجية بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي وقبل أيام من ٧ آب هو خير دليل على الضغط على الحكومة والخوف من التحديات القادمة...
شرف الاستقالة
في المقابل، أثنى ناشطون على موقف وزير الخارجية المستقيل، واعتبروا أنه بطولي يستحق الاحترام.
وقالت ليليان حمزي: إن استقالة #ناصيف_حتي موقف محترم؛ مشيرة إلى أن المناصب ليست شكلية؛ وتكون إما لتأدية مهام وفق الأصول الدستورية بشكل كامل أو ينسحب حفاظا على كرامته، وإن وجد الفساد أقوى منه.
وتمنت لو يستقيل الوزراء الذين فشلت وزاراتهم في الإصلاح ويتخلون عن عشقهم للكرسي والتنفيعات.
إستقالة وزير الخارجية #ناصيف_حتي موقف محترم؛
— Liliane Hamze (@LilianHamze) August 3, 2020
المناصب ليست شكلية؛تكون إما لتأدية مهام وفق الأصول الدستورية بشكل كامل أو ينسحب حفاظًا على كرامته.وإن وجد الفسادَ أقوى منه، الإستقالة شرف.
حبذا لو يستقيل الوزراء الذين فشلت وزاراتهم في الإصلاح ويتخلون عن عشقهم للكرسي والتنفيعات،وهم كثر pic.twitter.com/9MSCsewM5d
وقال يزبك وهبي وهو مذيع أخبار: إن الوزير #ناصيف_حتي أظهر باستقالته أنة من طينة رجال الدولة الذين لا تغرهم المراكز مهما علت على حساب مصلحة الوطن العليا وخدمة الوطن، موجها له التقدير ومقتبسا عنه قوله: "لم أستطِعْ العمل فاستقَلْتْ".
أظهر الوزير الدكتور #ناصيف_حتي باستقالته أنّه من طينة رجال الدولة الذين لا تغرُّهم المراكز مهما علَت على حساب مصلحة الوطن العليا وخدمة الوطن.
— Yazbek Wehbe (@YazbekWehbe) August 3, 2020
لم أستطِعْ العمل فاستقَلْتْ.
كلّ التقدير.
وأشار فارس خاشان إلى أن #ناصيف_حتي لما توهم أنه يمكن أن تكون له كلمة مؤثرة، في حكومة يمسك قرارها من سبق لهم وأنهوا الحضور العربي والدولي للبنان، لم يكن حكيما، واليوم، صحح الخطأ الذي اكتشفه قبل شهرين، وقدم استقالته.
لمّا توهّم #ناصيف_حتي أنّه يمكن أن تكون له كلمة مؤثّرة، في حكومة يمسك قرارها من سبق لهم وأنهوا الحضور العربي والدولي للبنان، لم يكن حكيماً.
— Fares Khachan (@faresk2002) August 3, 2020
اليوم، صحّح الخطأ الذي اكتشفه قبل شهرين، وقدّم استقالته.
"ما خلّونا" تتطلب فعلاً مسؤولاً، كفعل حتّي، وليس نقيقاً ضفدعياً معيباً.
تبعات الاستقالة
وتحدث ناشطون عن ما يجب أن يتبع خطوة استقالة ناصيف حتي، إذ رأى الكاتب فادي ضو أن نص استقالة #ناصيف_حتي الكامل فيه تشخيص دقيق ومخيف للواقع السياسي في لبنان، يؤكد على أن الحل لن يكون باستقالة وزير أو بعض الوزراء بل بتغيير كامل للنهج الحاكم عبر إعادة تكوين السلطة.
نص استقالة #ناصيف_حتي الكامل
— Fadi Daou (@fdaoulb) August 3, 2020
فيه تشخيص دقيق ومخيف للواقع السياسي في لبنان، يؤكد على أن الحل لن يكون باستقالة وزير أو بعض الوزراء بل بتغيير كامل للنهج الحاكم عبر إعادة تكوين السلطة pic.twitter.com/X882hAFam8
ولفت أنطوني بركات وهو ناشط سياسي واجتماعي، إلى أن خطوة الوزير #ناصيف_حتي موفقة وطبيعية لكل مسؤول لم يحقق ما وضع لنفسه من أهداف، لكنها لن تغير أي شيء فعليا فالمطلوب استقالة هذه الحكومة الفاشلة.
خطوة الوزير #ناصيف_حتي موفقة وطبيعية لكل مسوؤل لم يحقق ما وضع لنفسه من أهداف، لكنها لن تغير أي شيء فعليا فالمطلوب استقالة هذه الحكومة الفاشلة من رئيسها النرجسي الوقح وكل اعضائها والذهاب إلى حكومة مستقلة فعلا تتبنى طرح الحياد الإيجابي البطريركي. والتغيير آتٍ #لبنان @HittiNassif
— Antoni Barakat | أنطوني بركات (@antOnibarakat) August 3, 2020
يشار إلى أن لبنان مثقل بالديون ويصارع أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه الحديث، خصوصا مع خسارة الليرة أكثر من 80% من قيمتها أمام الدولار، ما تسبب بتآكل القدرة الشرائية.
وتواجه حكومة حسان دياب التي تشكلت في يناير/كانون الثاني 2020، بعد تعسر ومخاض دام ثلاثة أشهر، رفضا ومقاطعة شعبية وسياسية، واتهامات بالفشل في إعادة إحياء الاقتصاد المنهار واسترداد ثقة الشارع اللبناني.
وخلف دياب، حكومة سعد الحريري التي استقالت في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2019، تحت ضغط احتجاجات شعبية بدأت في 17 من الشهر ذاته، للمطالبة بإسقاط الطبقة السياسية كاملة واتهمتها بالفساد وحملتها مسؤولة انهيار الوضع الاقتصادي.