بحلول 2023.. هكذا سيصبح شكل المساحات الخضراء في تركيا
وصفت صحيفة تركية بلادها بأنها إحدى الدول الثلاث الأكثر زراعة وغرسا للأشجار والنباتات في العالم.
وخلال سنوات حكم العدالة والتنمية الـ18 حرص الحزب على إنشاء مساحات خضراء في كل البلاد وصولا إلى أن يكون هناك حديقة كبيرة بكل ولاية ومجانية للشعب التركي.
والتقت الكاتبة في صحيفة "حرييت" تولاي ديمير بنائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم كارا أصلان، وتحدث عن أهم القرارات المتعلقة بسياسة التخضير التي يتبعها الحزب الحاكم في تركيا.
وتحدث المسؤول عن مصطلحات ثلاثة وهي البيئة والمدينة والثقافة، مشيرا إلى أن بينهما صلات مشتركة ولكن في النهاية كل منهما يختلف عن الآخر في التفصيل.
الحدائق الوطنية
على سبيل المثال عندما نتحدث عن المدينة وتعاملها بشكل مستقل عن البيئة، يمكنك التحدث عن نشاط بناء خالص. ولكن عندما تقوم بتضمين الحدائق الوطنية التي افتتحناها في يوم البيئة العالمي، فإننا نرى كيف تتشابك مصطلحات مثل المدينة والبيئة، يقول المسؤول.
وذكر أن أهداف الحزب حتى عام 2023 (تاريخ إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة) ومسؤوليات وزارة البيئة هي إنشاء مدن ذكية قابلة للحياة.
وتابع: "لا يمكن الحديث عن مدينة ذكية تغرق في جبال من القمامة أو تعاني من بيئة تحتية مهترئة أو أن يجد المارة صعوبة في السير نظرا لعدم توفر الأرصفة في الشوارع القذرة أصلا".
في البداية، يقول أصلان: "يجب أن نحسن من المعايير الخاصة بالمدن حتى تتمكن من الحياة والمعيشة خاصة وأننا وصلنا إلى نقطة مفصلية ومسافة جيدة لتحقيق هذه الأهداف".
بعد الوصول لهذه المرحلة، يضيف: "لدينا الكثير من الاحتياجات الجديدة خاصة في ظل زيادة الوعي البيئي ومن ذلك ضرورة وجود مساحات معيشة صحية، وبيئات صحية للأطفال، والاهتمام بصورة المدينة وجماليات المدن، والسعي لترك أثر كبير بعد ذلك، ولن نركز فقط على قضية الجمال وحدها بل الصحة أيضا".
ويوضح المسؤول: "على سبيل المثال مشروع صفر نفايات ومشاريع حدائق الشعب ربما هي الأضخم منذ قيام الجمهورية. التوجه اليوم هو الذهاب لتحويل الكثير من المناطق إلى مناطق مركزية في المدينة ومن ثم إنشاء مثل هذه المشاريع سواء الحدائق أو مشاريع الإسكان والتسوق وغيرها".
وأردف: "هذه أفكار طموحة وناجحة وواقعية. الكثير من المناطق كالأندية الرياضية المعطلة أو الملاعب التي لم تعد مستخدمة تهدم ثم يعاد بناؤها كحدائق عمومية وهذا فيه خدمة كبيرة للشعب".
الأهداف القادمة
وشدد المسؤول أن حكومته تهدف إلى الوصول لـ81 مليون متر مربع من المساحات المفتوحة والخضراء في 81 محافظة بحلول عام 2023.
من الأهمية بمكان أن هذا الهدف قد تم تحديده لأننا نتحدث عن خلق نمط حياة، وليس بعض الترتيبات العشبية. وبين أصلان أنه جرى مؤخرا فتح 13 حديقة عامة للشعب وأضيفت إليها 10 أخرى لاحقا، وأنه سيكون في تركيا 204 حدائق بحلول العام 2023.
وصرحت وزارة البيئة والتمدن أن طواقمها تعمل على مشروع ضخم استجابة لتعليمات من الرئيس رجب طيب أردوغان، تنص على إنشاء منتزه وطني واحد على الأقل في كل ولاية من ولايات تركيا الـ 81. وأضاف الوزير في وقت سابق أن الخطة التي وضعتها الحكومة تهدف لزيادة حصة كل ولاية من المساحات الخضراء.
وتطرق إلى مشروع "صفر نفايات" القومي والذي يعد من أهم المشاريع التي تقوم عليها الدولة التركية في الوقت الراهن وتشرف عليه بشكل مباشر أمينة أردوغان عقيلة الرئيس وترعاه وزارة البيئة والتمدن في كافة أرجاء الوطن.
وأقرت تركيا قانون "إدارة النفايات" الجديد في 12 يونيو/ حزيران 2019، في إطار مشروع "صفر نفايات" والذي يهدف إلى تقليص حجم النفايات غير القابلة لإعادة التدوير.
وبدأت في تركيا 15 ألف مؤسسة عامة في تطبيق مشروع "صفر نفايات" الذي انطلق قبل نحو عامين، وبات إلزاميا في مناطق النفايات الصلبة، كالمناطق الصناعية والمنشآت والمعامل.
وفي إطار المشروع، نظمت ولاية آيدن معرضا فنيا سعى إلى تعزيز رؤية تركيا الخالية من النفايات والقادرة على إدارة أزمة بيئية كبيرة.
ويلزم القانون، الإدارات المحلية في المناطق التي يزيد تعدادها السكاني عن 250 ألف نسمة، بالقيام بإدارة نفاياتها ذاتيا بحلول 2020 والهدف من ذلك هو التقليل من إنتاج النفايات والاستهلاك، وبالتالي استخدام وقود أقل، ما يعني تقليص الانبعاثات التي تنتج الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وأقامت تركيا، ضمن خطة الاستفادة منها، أكبر محطة لتوليد الكهرباء من النفايات عن حرقها ومن خلال غاز الميثان، وهي محطة "الشرق الأوسط".
هذا فضلا عن منشأة صناعية لإنتاج غاز الميثان من حرق قشور الفستق الحلبي في ولاية غازي عنتاب التي تنتج نحو 120 ألف طن من الفستق الأخضر، بعدما تبين أن قشوره تشكل مصدرا لكميات هائلة من غاز الميثان عند حرقها.