الكومنولث الصهيوني لزعماء العرب ودورهم في صفقة القرن
إن صفقة القرن تسير في مسار معقد اجتمع فيه المخطط الصهيوني والمسؤول العربي من السفهاء كداعم ومنفذ لها؛ مما أدخلنا في حالة من التأجيج العاطفي والتشييك العقلي لهذا الموقف، بل الفعل العربي المخزي برمته والمذل.
فلقد بلغ حجم التناقض والقصور والعجز في واقعنا العربي ما يجعلنا ندخل في حالة من اللاوعي الهائج في ظلمات بعضها فوق بعض، فإذا ما اعتبرنا أن الفكر البشري منذ أن وجد تأسس على مفهومي التشابه والاختلاف والاتصال والانفصال.
الواقع العربي بمن يحكمه من السفهاء قد سبق الفكر الانساني بحجم تحولاته وانزياحه إلى منعطفات بالغة التعقيد في العمق والدلالة، ويصعب علينا تفاديها ناقضة بذلك الإرث الكثيف لأمتنا.
العرب اليوم يعيشون حالة من افتقار عام في الهدف والاتجاه ونظرتهم تكريس أفضل مواردهم للعمل ضد أنفسهم، هم حكومات دخيلة لا تملك حجة ولا برهان وتعيش على مجموعة من الأوهام والأساطير متجاهلة إرثها التاريخي والحضاري!
لقد تعززت مواقعهم بفضل وجود النفط حيث من يمتلك البترول يملك العالم، ومن هنا صنعت الصهيونية طوقا أخلاقيا واقتصاديا وطوقتهم فكان حجم الطوق وامتداده بحجم خيانتهم وشراكاتهم، وغدت إنجازاتهم السياسية تصب في معين أيديولوجيات مدمرة لتصبح واقعا عربيا مسيئا، سعت إلى سلخنا عن عروبتنا وإسلامنا وبثمن بخس بتسليمها لقمة سائغة لمن يأكلها، إنهم يتصرفون بعقلية صاحب الإقطاعية الكبرى فاقد الأهلية والتميز.
لقد بدأ المشروع الصهيوني احتلاله لفلسطين بطابع اقتصادي من استيطان ثم محاولة توطينهم، وتهجير أهلها، بدأ الحراك من دعم اقتصادي وسينتهي بطابع اقتصادي وهو صفقة القرن.
إن الصهيونية نجحت في توظيف قوتها وعلاقاتها بالسيطرة على أنظمة هشة تمتلك عقول العصافير؛ فجعلت عجلة الصراع تدور بالخفاء تارة وبالعلن تارة أخرى لتمرير مشاريعهم بصفقة القرن، فأصبحوا في معمل الجاسوسية المكشوفة وفي دولاب الاعتراف والإقرار وبلغة التطبيع الاقتصادي.
إنها اللعبة الممنوعة التي يتحكمون ويحكمون بها البلدان "لغة المال" فغدوا يقامرون على مصائر الشعوب والبلدان؛ لأنهم يخرجون من معين واحد ومكب لا ينبض إلا بصوت الألم والقهر والتشريد، لأنهم يعتاشون على لدغ الشعوب وتدميرها، فهم يمارسون قصة الجحور والأفاعي واللدغ المتكرر بأرجوزات العرب الذين يتحركون بخيوط واهية أمام مناخ مضطرب.