بروتوكول هانيبال.. كلمة السر التي فضحت بروباغاندا إسرائيل لتضليل العالم

منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ويثير ما يعرف ببروتوكول "هانيبال" جدلا واسعا في إسرائيل، إذ يصفه معارضوه بـ"خيار وحشي" يخاطر بأرواح أسرى من العسكريين والمدنيين، يمكن إنقاذهم.

وبروتوكول هانيبال، هو توجيه عسكري يستخدمه الجيش الإسرائيلي لمنع أسر جنوده، حتى لو كان ذلك بقتلهم، فيسمح بقصف مواقع الأسرى.

تضليل مفضوح

وفي مقال للكاتب "يوسف البارادا" عن البروتوكول، قالت وكالة الأناضول إن قوات الاحتلال الإسرائيلي حاولت إقناع العالم بأن حركة حماس قامت بمذبحة كبيرة في المكان الذي عقد فيه مهرجان الموسيقى.

ثم لم تكتف بذلك وأطلقت إسرائيل كذبة تقول إن 40 طفلا تم قطع رؤوسهم وذبحهم، لكن كل ما كان في أيديهم كان سريرا ليس عليه أثر لرصاصة واحدة.

لا شك أن إطلاق النار على المركبات في المنطقة التي أقيم فيها المهرجان الموسيقي، والأضرار الجسيمة التي لحقت بمئات المركبات وعلامات الرصاص التي دخلت من خلال سقف المركبات أظهرت بالفعل أن هناك وضعا غريبا في هذه المنطقة. 

وفي هذا الوقت، بدأت وسائل الإعلام الغربية تنشر أخبارا تفيد بأن طفلة إسرائيلية تدعى ليال هتزروني قد قتلت في هجمات حماس. 

فيما أفادت شاهدة نجت من العملية تدعى ياسمين بورات، بأن المنزل الذي كانت توجد فيه مع أعضاء حماس قد تم حصاره من قبل قوات الأمن الإسرائيلية حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وبعد فترة من الزمن قرر أحد أعضاء حماس الاستسلام وأخذها معه للخارج.

وأثناء الاستجواب قالت بورات إن دبابة جاءت أمام منزلها وأطلقت النار عليه بهدف محو أعضاء حماس. 

كما ذكرت بورات أن الفتاة الصغيرة، لييل، كانت على قيد الحياة حتى الانفجارين الكبيرين اللذين وقعا بعد وصول الدبابات. 

وهذه التصريحات التي أدلت بها شاهدة العيان بورات أعادت إلى الأذهان بروتوكول هانيبال، المعروف على نطاق واسع للجمهور الإسرائيلي. 

إذ عبر هذا البروتوكول ذبحت قوات الأمن الإسرائيلية عددا لا يحصى من المواطنين الإسرائيليين من أجل منعهم من احتجازهم كرهائن في الفترة بين 1986 و 2016. 

وعندما لم تسر الأمور كما أرادت القيادة الإسرائيلية في 7 أكتوبر، طبق الجيش مرة أخرى بروتوكول هانيبال، حسبما أقر المقدم الطيار الإسرائيلي نوف إيريز لوسائل إعلام عبرية.

أزمات الرهائن

تقول الوكالة التركية إن إسرائيل منذ تأسيسها واجهت أزمات رهائن مستمرة نتيجة للعنف والوحشية التي تمارسها. 

وهذا الوضع جعل إسرائيل تتكبد تكاليف كبيرة، ولذلك أعدت في عام 1986 بروتوكولا يسمى "هانيبال". 

وهذا البروتوكول ينص على قتل الرهائن مع الأشخاص الذين احتجزوهم في حالة عدم وجود فرصة لإنقاذهم. 

وقد جرى إخفاء هذا البروتوكول عن الرأي العام الإسرائيلي لمدة تقارب 20 عاما.

وبحسب رواية الضابط الطبي الإسرائيلي أفنير شيفتان، والذي خدم كجندي احتياط في لبنان عام 2003، فقد أصبح الجمهور الإسرائيلي على علم بالبروتوكول بعد أن أعلَمَ ضابط طبي حينها صحيفة هآرتس بشأن الأمر.

وقد تم إعداد البروتوكول من قبل ثلاثة أشخاص في الجيش الإسرائيلي وهم غابي أشكنازي ويوسي بيلد ويعقوب أميدور. 

ويأتي اسم البروتوكول من القائد القرطاجي هانيبال الذي كان يحمل السم دائما في حالة سقوطه كأسير.

وينص البروتوكول على ما يلي: "في حالة الاختطاف فإن مهمتنا الرئيسية هي إنقاذ جنودنا، حتى ولو كان على حساب ضررهم أو إصابتهم. إذا لم يكن من الممكن إيقاف الخاطفين وتحييدهم باستخدام أسلحة صغيرة أو إذا لم يتوقف الخاطفون، فقد يكون من الضروري إطلاق النار على جنودنا أيضا".

خيار وحشي

وعلقت الأناضول بالقول إنّ "بروتوكول هانيبال وحشي للغاية يعطي الإذن بقتل الرهينة الإسرائيلية إذا لزم الأمر حتى لو كان جندياً".

وبالنظر إلى أنه تم إطلاق سراح 1027 سجينا فلسطينيا مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي اختطفته حماس في عام 2011، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل سبب حاجة إسرائيل إلى هذا البروتوكول. 

وبسبب هذه الأرقام وحدها تواصل إسرائيل اليوم اعتقال آلاف الأشخاص بشكل عشوائي في الشوارع. 

ويتم وضع هؤلاء السجناء البريئين على طاولة المفاوضات في المستقبل.

وذكرت أنه جرى إلغاء البروتوكول في عام 2016 عندما تلقى محتوى البروتوكول الكثير من الانتقادات لأسباب مختلفة. 

ومع ذلك نرى الآن بوضوح من أقوال شهود العيان والجنود الإسرائيليين بعد 7 أكتوبر أن البروتوكول لا يزال ساريا ومستمرا في التنفيذ.

وعلى الرغم من تطبيق بعض البروتوكولات المماثلة من قبل موظفي أجهزة الاستخبارات في بلدان مختلفة، إلا أنه من غير المعروف وجود مثل هذا البروتوكول للجيوش المقاتلة العادية. 

وبما أنه من غير المعروف أين تبدأ حدود إسرائيل كدولة وأين تنتهي، وبما أنها لم تخضع لأي عقوبات دولية بسبب سياسة العنف والاحتلال، فإن الحقائق التي تعيشها تختلف عن تلك التي تعيشها جيوش الدول الأخرى.