حفيد الملك إدريس الأول.. هل يلعب الأمير السنوسي دورا في مستقبل ليبيا؟

9 months ago

12

طباعة

مشاركة

تتزايد الأنباء بشأن استدعاء أفراد الطبقة السياسية الليبية الأمير محمد رضا السنوسي، حفيد الملك إدريس الأول الذي أطاح به العقيد القذافي في عام 1969، وذلك بهدف إنقاذ البلاد.

ويلفت موقع "فرانس 24" إلى أن ولي العهد المنفي ينظر لنفسه على أنه "صانع السلام في بلد ممزق بين المليشيات".

وفي المقابل، نفت العائلة المالكة الشائعات حول زيارة الأمير المرتقبة إلى ليبيا بدعوة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عبد الحميد دبيبة. فما الحقيقة وراء ما يجرى تداوله؟ 

صانع السلام

في البداية، يشير الموقع الفرنسي إلى أن "صوت الأمير الليبي أصبح مسموعا أكثر هذه الأيام، وهو بذلك يمهد الساحة للعب دور سياسي رئيس في مستقبل بلاده".

وبهذا الشأن، يوضح الموقع أن السنوسي "يكثف منذ عدة أشهر، وبشكل أدق منذ منتصف يناير/كانون الثاني 2024، اجتماعاته الدبلوماسية في الخارج مع أفراد من مختلف القبائل ووجهاء ليبيا". ولفت إلى أنه لا يخفي هذه التحركات عن الجمهور.

فقد كتب الأمير على منصة "إكس": "في استمرار للجولة الرابعة من المشاورات واللقاءات التي نجريها في سعينا لإنجاح المساعي نحو حوار وطني شامل تحت مظلة الشرعية الدستورية الملكية، التقيت بكل الترحاب وفدا مُقدرا من النخب والقيادات الاجتماعية من الجبل الغربي (شمال غرب البلاد)".

وكما ذكر "فرانس 24" سابقا، فإن "وريث العرش الليبي يتظاهر في تصريحاته بأنه صانع سلام يسعى إلى إعادة الحوار الوطني الذي سينقذ البلاد من ويلات الحروب والفتنة والانقسام". 

وكتب على "إكس" في وقت سابق: "هدفنا المشترك هو إنقاذ بلدنا والعمل على بناء دولة تقوم على المؤسسات والقانون".

وبينما أُلغي النظام الملكي منذ أكثر من نصف قرن، يأمل جزء من الطبقة السياسية في عودة الأمير إلى شؤون البلاد على خلفية المأزق السياسي الذي تعانيه.

وبهذا الشأن، يوضح الموقع الفرنسي أن "ليبيا لا تزال تعيش ممزقة بين سلطتين تتنافسان على السلطة".

فمن جهة، حكومة طرابلس المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، ومن جهة أخرى شرق البلاد تحت سيطرة قوات خليفة حفتر.

وكرر الموقع تأكيده على أن العائلة المالكة نفت شائعات زيارة الأمير المرتقبة للبلاد. 

استغلال عودته

بعد لقائه ولي العهد الذي يعيش في العاصمة البريطانية، قال جليل حرشاوي، المتخصص في الشؤون الليبية والباحث المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: "إن الأمير رجل ذكي ويسهل الوصول إليه للغاية. كما أنه واع ببلده ومرتكز تماما على الواقع بالنسبة لشخص كان في المنفى منذ عقود". 

وبحسب الموقع، يؤكد المختص أن "ولي العهد يود أن يساهم بشكل إيجابي في نسخة 2024 للبلاد".

لكن في نفس الوقت، أعرب الخبير عن تشككه في أن تكون "الرمزية والشعبية والتراث التاريخي كافية للعودة السياسية للأمير". 

ويحذر حرشاوي من "إمكانية الاستخدام السياسي لولي العهد كأداة"، كما ورد عن الموقع.


 

ووفقا له، من الوهم تصور أن "الأمير يمكن أن يبقى شخصية محايدة ترمز إلى وحدة البلاد، دون الارتباط بأي مليشيا محلية". 

وفي هذا الصدد، يقول: "إن الأمير لديه رأسمال سياسي سيستهلكه على الفور بمجرد أن تطأ قدماه ليبيا، حيث سيتعين عليه أن يطلب الحماية الجسدية من أحد الفصائل".

وفي هذه النقطة، أضاف الباحث أن "الفصائل كافة تتمنى عودته لرغبتهم جميعا في استغلاله"، مؤكدا في نفس الوقت أن "المجموعات المسلحة الليبية تتواصل معه منذ سنوات". 

دستور 1951

نقلا عن وجهة نظر جليل حرشاوي، تلفت "فرانس 24" الأنظار إلى أن "الأمير قد يكون له دور أكثر إثارة للاهتمام إذا وضع عودته في الميزان مع الطبقة السياسية الليبية لدفعهم للمضي قدما في اعتماد دستور جديد".

ففي غياب دستور منذ سقوط معمر القذافي عام 2011، وصلت ليبيا إلى طريق مسدود، بحسب ما ذكره الموقع. 

وبهذا الشأن، يوضح الباحث أن "البلاد كان من المفترض أن توقع على إعلان تأسيسي عام 2011، وهي وثيقة مؤقتة كان من المفترض أن يحل محلها دستور دائم حقيقي". 

وأضاف حرشاوي أن "هذا لم يحدث أبدا بسبب عدم كفاءة القادة الليبيين"، مشيرا إلى أن "السبب الآخر هو الرغبة في استمرار القتال".

وفي نهاية التقرير، يشير الموقع الفرنسي إلى أن أنصار محمد رضا السنوسي يحلمون بالعودة إلى دستور 1951، الذي كان موجودا إبان عهد إدريس الأول. 

وينص هذا الدستور على أن "البلاد هي مملكة موحدة مكونة من ثلاث مناطق، تتمتع كل منها بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي وملك مسؤول عن وحدة الواجهة". 

وهنا، ينوه الموقع أن فكرة العودة إلى هذا الدستور قد تؤيدها الأردن وقطر، وهما دولتان ملكيتان. 

علاوة على أن ولي العهد يتمتع أيضا بتأييد جماعة "الإخوان المسلمين" القريبة من الدوحة، وفق ما زعمه الموقع.

ولكن في الوقت نفسه، أشار حرشاوي إلى أن 60 بالمئة من سكان البلاد عمرهم أقل من 30 عاما ولم يعرفوا ليبيا مطلقا خلال العهد الملكي. 

واختتم موضحا بقوله إن "الشغل الشاغل لليبيين يظل هو معرفة ما سيأكلونه وما إذا كانوا سيحصلون على الكهرباء، أو حتى ما إذا كانت رواتبهم ستُدفع لهم".