أمير أوحانا.. شاذ يرأس الكنيست ويهدد العرب ويقترح إقامة دولة فلسطينية بأوروبا

حسن عبود | منذ ٣ ساعات

12

طباعة

مشاركة

"هذه رسالة لكل الشرق الأوسط".. تعليق كتبه رئيس الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، أمير أوحانا، في حديثه عن هجوم تل أبيب على قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطر.

وكتب أوحانا هذا التعليق في حسابه على منصة إكس مُرفِقا فيديو للهجوم، مما أثار ردود فعل غاضبة في العالم العربي وأعاد الحديث عن شخصية هذا المسؤول الإسرائيلي المثير للجدل.

وشنت إسرائيل في 9 سبتمبر/أيلول 2025، هجوما استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس بالدوحة، فيما أكدت الأخيرة نجاة قادتها من "محاولة الاغتيال الجبانة".

لكن الهجوم على الدولة الخليجية التي تؤدي دور الوسيط لوقف إطلاق النار بغزة، أسفر عن استشهاد جهاد لبد، مدير مكتب رئيس حركة حماس في القطاع وكبير مفاوضيها خليل الحية، ونجل الأخير "همام" ومجموعة من المرافقين.

أمير أوحانا

يشغل أمير أوحانا من حزب الليكود اليميني، منصب رئيس الكنيست الخامس والعشرين منذ ديسمبر/كانون الأول 2022. وقد شغل سابقا منصب وزير القضاء عام 2019 ووزير الأمن الداخلي في مايو/أيار 2020.

وُلد عام 1976 في بئر السبع جنوبي الأراضي الفلسطينية المحتلة لأب وأم من أصول مغربية، ونشأ فيها، لكنه يعيش اليوم في تل أبيب.

إذ ولدت أمه في مدينة وزان وولد الأب في مراكش، وبعد زواجهما انتقلا للعيش في الرباط، قبل أن يهاجرا إلى إسرائيل في الخمسينيات. 

وسبق أن تحدّث المسؤول الإسرائيلي عن والديه في كلمة له بالكنيست عام 2015، بقوله: “أنا ابن مير وإيستر أوحانا، اللذين هاجرا من المغرب لبناء الدولة".

ويعد أوحانا أول رئيس كنيست من الشواذ جنسيا، حيث يعيش مع شاب آخر، وتبنيا توأما. وقد أثار انتخابه لهذا المنصب انتقادات عديدة من الحاخامات والمسؤولين المتطرفين الذين يرفضون مصافحته.

حاصل على بكالوريوس في القانون، وبعد تخرجه تلقى تدريبا في وزارة القضاء، والتحق بقسم النيابة العامة، ثم انتقل إلى القطاع الخاص وعمل محاميا في القانون الجنائي مدة 10 سنوات.

خدم في الجيش الإسرائيلي منذ 1994 وحتى 1997، وبعدها شغل منصب ضابط تحقيقات أول في الشرطة العسكرية، وقائد دورة محققي حوادث المرور، وقائد قاعدة في الشرطة العسكرية، وقائد معبر كارني إلى قطاع غزة. 

بعد إتمام خدمته العسكرية، انضم أوحانا إلى جهاز الأمن العام "الشاباك"، وشغل مناصب في الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، ويخدم حاليًا في قوات الاحتياط بالجيش برتبة نقيب.

يشغل منصب رئيس ما تسمى “مجموعة الفخر” التي أنشئت عام 2011 داخل حزب الليكود برئاسة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو للدفاع عن الشواذ.

وهو أيضًا عضو في مجلس إدارة "تدمر" - مجموعة ما تسمى “أرض إسرائيل” في الليكود، وعضو في منتدى "منوف" - الشبابي الليبرالي في الحزب نفسه.

شغل منصب عضو كنيست عن كتلة الليكود لأول مرة في ديسمبر 2015، كما شغل عضوية لجنة الشؤون الخارجية والدفاع ولجنة البرلمان ولجان أخرى.

ترأس لجنة صياغة سياسة حمل السلاح في الكيان ولجنة “القنب الطبي”، ولجنة “من أجل إسرائيل ديمقراطية وإصلاح النظام القانوني”، كما شغل منصب الرئيس المشارك لمجموعتي صداقة برلمانية، مع اليابان وأستراليا.

وأيضا شغل منصب رئيس مجموعة الضغط لصياغة سياسة حمل الأسلحة النارية في إسرائيل، وعضو في مجموعة الضغط من أجل القنب الطبي، ورئيس مشارك لمجموعة الصداقة البرلمانية الإسرائيلية اليابانية. 

وعام 2021، ارتبط اسم أوحانا (مع 3 مسؤولين آخرين بينهم نتنياهو) بالمسؤولية (عندما كان وزيرا للأمن الداخلي) عن حادثة تدافع متدينين إسرائيليين في جبل ميرون شمالي الأراضي المحتلة، أدى إلى مصرع 45 شخصا، دون توصية بمعاقبته.

مواقف عدائية

نشط أوحانا أخيرا في مهاجمة الدول الغربية التي تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2025.

فقد قال في 30 يوليو/تموز 2025، إن الاعتراف بدولة فلسطينية بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 (عملية طوفان الأقصى) يُعد مكافأة لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وفي كلمة له خلال فعاليات المؤتمر العالمي لرؤساء البرلمانات في جنيف، زعم أن هذا المسار لن يحقق الاستقرار أو التعايش، بل سيجلب مزيدا من العنف ضد الإسرائيليين واليهود.

وخاطب أوحانا الدول الأوروبية، قائلا “إذا أرادت دول أوروبية إقامة ما يسمونها دولة فلسطينية فعليهم إقامتها في لندن وباريس التي أصبحت شبيهة أكثر بالشرق الأوسط”، وهي تصريحات كررها منتصف أغسطس/آب.

وحذر من أن محاولات بعض الدول الأوروبية الدفع نحو ما تسميه السلام، قد تؤدي إلى مزيد من الحروب.

وفي 14 أغسطس، أبدى أوحانا خلال مقابلة مع قناة "نيوزماكس" الأميركية، تأييده الشديد لقرار الحكومة الإسرائيلية احتلال مدينة غزة، منتقدا معارضي القرار داخل الكنيست، موجها لهم رسالة بأنه "لا بديل عن ذلك".

وشرح أن احتلال مدينة غزة هو الحل الوحيد "للقضاء على حماس وحماية إسرائيل"، حسب ادعاءاته.

وبين أن الطريق لإنهاء ما وصفه بـ"العنف الذي ابتليت به المنطقة" هو بتطبيق ما اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة.

ووصف رئيس الكنيست خطة ترامب، التي عرضها في فبراير/شباط 2025 ولاقت رفضا وتنديدا دوليين، بأنها رؤية جديدة للسلام، مقدرا أن "الرئيس الأميركي يفكر خارج الصندوق".

ويعد أوحانا أحد الشخصيات المهتمة بتوسيع دائرة التطبيع مع العالم العربي والإسلامي، فقد زار كازاخستان والتقى رئيسها قاسم جومارت توكاييف في أبريل/نيسان 2025.

وكانت تلك أول مرة يجري فيها رئيس كنيست زيارة رسمية إلى كازاخستان، والتي تعد تاسع أكبر دولة إسلامية في العالم. 

وقد هدفت تلك الزيارة إلى توسيع وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، واستكشاف أوجه التعاون، وفق ما أعلن وقتها.

كما زار أوحانا الرباط عام 2023 في زيارة رسمية وصفها بأنها “تاريخية” وخاصة أنه ولد لوالدين مهاجرين من المغرب التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل عام 2020.

ردود فعل

تصريحات أوحانا بأن قصف قطر “رسالة إلى كل الشرق الأوسط"، أثارت ردود فعل غاضبة كثيرة عن الصمت العربي الرسمي مع دعوات لمواجهة تل أبيب عمليا وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار.

خاصة أن أوحانا كتب سابقا نفس الكلمات عقب قصف تل أبيب مدينة الحديدة اليمنية 20 يوليو/تموز 2024، وذلك بسبب شن جماعة الحوثيين هجمات على إسرائيل وسفنها، والسفن المتوجهة إليها دعما لقطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية منذ 23 شهرا.

وعلق الكاتب الفلسطيني صالح أبو عزة عبر منصة إكس بالقول: “هذه رسالة لعبيد السبت، والمُطبّعين، والمؤمنين بالسلام مع إسرائيل، أنها سيدتكم، وستحكمكم بالكندرة. طوبى للمقاومين الذين قالوا لا”، وفق تعبيره.

بدوره، أوضح الصحفي اليمني توفيق أحمد أن رسالة العدوان واحدة، مبينا أن “الإرهاب الصهيوني يستهدف الأمة العربية بأسرها، وليس دولة بعينها”.

فيما قال المحلل السياسي الفلسطيني ياسين عز الدين إن أوحانا يقصد الدولة العربية من كلمة “الشرق الأوسط”، “فهم لا يعترفون بوجودنا كأمة عربية فيطلقون علينا مسميات جغرافية استعمارية”.

وأردف: “للعلم أوحانا هو من جماعة قوس قزح (الشواذ) ومتزوج من ذكر، تخيلوا واحد مثله يهدد أمتنا، إهانة مضاعفة”.

وقال الباحث أحمد دعدوش: “رئيس كنيست مجرمي الحرب يرسل الرسالة إلى كل حكام المنطقة، وكأنه يقول لنا: اتحدوا”.

وأكد الناشط السعودي ناصر القرني أن “المعركة ليست معركة غزة والمقاومة، بل كل الشرق الأوسط وكل هذه الأمة”.

فيما علق المحلل السياسي ياسر الزعاترة بالقول: “عدوان الصهاينة على الدوحة سبقه العربدة في غزة والضفة ولبنان وسوريا، هذه رسالة لكل المنطقة: إما أن تخضعوا أو نستبيحكم”.

وتساءل: “هل تدرك أنظمة العرب الدلالة، أم تواصل دفن الرؤوس في الرمال، ومطاردة الحلول السياسية الوهمية؟! ننتظر، رغم التشاؤم، لكننا نعول على جماهير تسد الثغرة”، وفق تعبيره.