الاحتلال يعلن عن عملية طعن وإعلام السيسي ينفي.. ناشطون: رفعوا عنا عار الخذلان
"ناشطون أعربوا عن رفضهم وجود أي إسرائيلي على الأراضي المصرية"
احتفى ناشطون بإعلان إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة ستة إسرائيليين في عملية طعن عند الحدود المصرية، وذلك رغم نفي النظام المصري وإعلامه للحدث وتقديم إفادة مغايرة لرواية الاحتلال.
إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي قالت في 30 أغسطس/آب 2024، إن المصابين في عملية الطعن في طريقهم إلى إسرائيل وجارٍ فحص خلفية الحادث، كما قالت “القناة 12” العبرية إن حادثة طعن لستة إسرائيليين في طابا قيد التحقيق.
فيما نفى الجانب المصري تعرض سائحين إسرائيليين في طابا للطعن، وأفادت مصادر أمنية لوكالة "رويترز" البريطانية بأن "3 سياح إسرائيليين واثنين من الموظفين المصريين في أحد الفنادق أصيبوا بجروح بعد مشاجرة بينهم بمنتجع طابا المصري على الحدود مع إسرائيل".
وأوضحت المصادر أن المشاجرة اندلعت عندما سب سائح إسرائيلي موظفا مصريا في أحد الفنادق، مما أدى إلى تطور الأمر ووقوع مشاجرة بالأيدي والكراسي الخشبية بين عدد من الموظفين و4 سياح إسرائيليين.
فيما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية بأن "3 سياح من عرب 48 أصيبوا في مشاجرة مع عامل مصري"، موضحة أن العامل أصيب "بجروح بالغة".
ونقلت عن شهود عيان قولهم، إن سبب المشاجرة كان رفض السائحين دفع أموال مقابل خدمات في الفندق، مبينين أن هناك ثلاث إصابات بين العاملين.
وتوصيف "عرب 48" يطلق على الفلسطينيين الذين بقوا في أراضيهم عند احتلال إسرائيل لفلسطين عام 1948، وخضعوا لحكم الاحتلال وأعطوا الجنسية الإسرائيلية أو الإقامة الدائمة.
ويسمح لحملة الجنسية الإسرائيلية بالدخول إلى مدن جنوب سيناء، من بينها طابا، على الشريط الحدودي، دون الحصول على تأشيرة دخول مسبقة بموجب اتفاقية "كامب ديفيد".
ونشرت صفحات إخبارية إسرائيلية، مشاهد من موقع الشجار المذكور داخل المنتجع وتظهر فيه آثار دماء على الأرض، وتداوله الناشطون بقوة على منصات التواصل الاجتماعي.
طابا المستردة
وتقع طابا في الجزء الشمالي الشرقي من شبه جزيرة سيناء في محافظة جنوب سيناء المصرية على رأس خليج العقبة بين مجموعة من سلاسل الجبال والهضاب في موقع جغرافي فريد على الحدود مع الكيان المحتل، وتبعد عن مدينة إيلات 7 أميال.
واستردت مصر طابا في 19 مارس/آذار 1989 بعد مفاوضات ومعركة قانونية استمرت لنحو 7 سنوات مع الكيان الإسرائيلي بسبب الخلاف حول العلامات الحدودية.
وتنفرد بموقعها الإستراتيجي وتحدها 3 حدود دولية هي السعودية والأردن وفلسطين، ومقابلها قاعدة تبوك العسكرية السعودية، وتطل على ميناء العقبة الأردني، وتقع على بعد 240 كيلومترا من شرم الشيخ و550 كيلومترا من القاهرة.
ويبلغ تعداد سكانها نحو 3 آلاف نسمة، وأغلب سكانها الأصليين من بدو سيناء، وتتميز بطبيعة خلابة إذ تحيط بها الجبال الشاهقة ومياه البحر الأحمر، ويعد شريطها الساحلي هو الأجمل في شبه جزيرة سيناء، إذ يتألف من عدد من الخلجان والبحيرات.
وتعد المنطقة الواقعة بين طابا شمالا وشرم الشيخ جنوبا من أهم مناطق الجذب والتنمية السياحية في جنوب شبه جزيرة سيناء، تبلغ مساحتها نحو كيلومتر مربع، ويبلغ ارتفاعها 12 مترا عن سطح البحر.
وتجاهل ناشطون مصريون الرواية المحلية، وأعربوا عن سعادتهم بالإفادة الأولى حول تنفيذ عملية طعن بحق إسرائيليين، معلنين رفضهم وجود أي إسرائيلي على الأراضي المصرية خاصة في أعقاب حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وسخروا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ومن خلال مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #طابا، من مسارعة الجانب المصري في نفي الخبر وإعلان رواية مغايرة مع تشديد التأكيد على أن الواقعة نتيجة "مشاجرة وليست عملية طعن".
فيما سلم فريق آخر من المغردين بصدق الرواية المحلية رغم أنها صادرة عن مصدر مسؤول وليست في بيان من وزارة الخارجية أو السياحة، متسائلين عن الموقف الرسمي في حال كان الحادث نتيجة مشاجرة وعن الإجراء المتخذ مع المتعدين على المصريين.
ردود الفعل
تجدر الإشارة إلى أن مصر شهدت وقوع هجمات على إسرائيليين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، حيث قتل سائحان إسرائيليان ومرشدهما المصري برصاص شرطي في الإسكندرية.
وإعرابا عن السعادة بالرواية التي أكدت تنفيذ عملية طعن، عد محمد عبدالرحمن، "عملية طعن 6 صهاينة في طابا دليل دامغ على أن النظام لا يعبر عن الشعب المصري الذي يقف كله مع فلسطين بينما نظام عبدالفتاح السيسي شريك الصهاينة ضد فلسطين".
وقالت نسرين نعيم، إن "بلحة -في إشارة إلى السيسي- لا يمثل المصريين"، مؤكدة أن "المصري منفذ عملية الطعن يمثل الشعب كله".
وعد شريف سعد، سكين العامل المصري في طابا “أقوى وأشرف” من جيش كامل بأفراده وعتاده، مشيرا إلى أن "الرجل نفس عن الغضب الذي يسكنه بطريقته".
وقال: "لا وجود لمحتل على أرض مصر ولا على أرض عربية.. الزوال وشيك وإن غدا لناظره قريب".
وقال أحمد محمد: "بطل مصري ينفذ عملية طعن على الحدود المصرية الفلسطينية في معبر طابا ضد صهاينة ويصيب 6 منهم بجروح مختلفة، تم نقلهم على الفور إلى داخل الكيان الإسرائيلي".
وأعلنت هناء الكيلاني، قبولها أن "تحدث عملية طعن ضد إسرائيليين في طابا حتى لو كانوا سياحا"، قائلة: "لكن اللي فى طابا سياح أيرضيك يحصل فيهم ذلك؟! نعم يرضيني عادي".
وأشاد محمد زين العابدين، بتنفيذ عملية طعن، قائلا إنها "أياد مصرية ترفع عنا عار الخذلان في طابا".
وجود مرفوض
وأعرب ناشطون عن رفضهم وجود أي إسرائيلي على الأراضي المصرية، خاصة في ظل الحرب التي يشنها الاحتلال على غزة، مشيرين إلى أن الإسرائيليين "يقتلون الفلسطينيين ويتخذون من طابا مقرا للاستجمام والاسترخاء ويخدم عليهم المصريون".
وعرض "المجلس الثوري المصري" رواية الاحتلال حول طعن إسرائيليين بفندق في طابا، وقول مصدر مصري إن الموضوع مجرد مشاجرة بين عامل مصري و4 من فلسطينيي 48، قائلا إنه "في الحالتين، لا ينبغي لإسرائيليين يصيفون عندنا وغزة جوعانة ومشتعلة وغارقة في دماء أبنائها".
وكتب أحد المغردين: "كل لما أفتكر أن العسكري الإسرائيلي بيخلص مجزرته في غزة ويأخذ إجازة ويطلع على طابا ياخد إجازته قبل ما يرجع يكمل الإبادة، دمي يغلي وأحس أني أريد أن أموت والله".
ورأى المغرد عادل، أن فكرة تقديم المصريين الخمر والطعام للإسرائيليين على الأرض المصرية وفي فنادق مصرية في الوقت الذي يقتلون فيه إخواننا ويذبحونهم على بعد أمتار من طابا "حاجة مستفزة".
وقالت المغردة رحمة: "نحن كمصريين لا نطيق كلمة إسرائيلي ولا تقولوا عرب 48 ولا غيرهم، محدش شايل الجنسية القذرة دى يدخل مصر احنا بنتنفس كره الكيان الغاصب".
سخرية واستهزاء
وسخر ناشطون من مسارعة الجانب المصري بنفي الرواية الإسرائيلية عبر مصادر مسؤولة، وعدوه "جبنا وخوفا" يتملك حكومة السيسي، فيما أعرب آخرون عن تقبلهم للنفي مع إصرارهم على استنكار الواقعة والمطالبة بموقف رادع لكل من يعتدي على مصري.
وقال خبير إدارة الأزمات مراد علي: "عجيب حرص الحكومة المصرية الشديد على نفي وقوع أي عملية طعن لصهاينة في طابا، والتشديد على أنها مشاجرة مع مجموعة من عرب 48".
وأضاف: "لسان حال المسؤولين في مصر (إحنا لا يمكن نسمح إن حد يأذي إخواتنا الصهاينة)!!"، مستطردا: "والله إنه لشرف لأي مصري أن يقاوم إسرائيل التي تقتل الأطفال والنساء في غزة".
وتعجب عرفات الجشيمي، من أن عملية الطعن التي وقعت في مدينة طابا اعترف بها العدو وتداولها الإعلام العبري، فيما نفى وقوعها إعلام السيسي رغم أنه ليس له يد في وقوعها!، قائلا إن "سيسي واحد من الشجاعة غير موجود".
وقال أحد المغردين: "الدولة خائفة على اليهود أكثر من على المصريين، لأن المصري رصيده صفر أما اليهودي معاه فلوس".
وعرض أسامة بن فلاح، مقطع الفيديو الذي عرضه الإعلام العبري للمشاجرة، قائلا إن "سياحا برتبة بلطجية من عرب 48 في طابا المصرية".
وسألت أمينة حسنين: “ماذا أنتم فاعلين يا رجال الأمن المصريين لما حدث من عمل البلطجة من السياح الإسرائيليين لحصولهم على خدمات بدون مقابل، وإحداث إصابات لـ4 عمال مصريين يقومون بعملهم؟!”