تقارب شديد.. لماذا تشتد المنافسة في الانتخابات المحلية التركية على 11 بلدية؟
حزب "الرفاه من جديد" قد ينجح في إحداث مفاجأة بولاية يوزغات وينتزعها من "العدالة والتنمية"
في 31 مارس/ آذار 2019، خيمت منافسة محتدمة على الانتخابات المحلية التركية، لدرجة أن انتخاب رؤساء بلديات في 11 ولاية كان بفارق أقل من 1.4 بالمئة من الأصوات.
أربع من هذه الولايات كانت المنافسة فيها بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وثلاث بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري، واثنان بين حزب العدالة والتنمية وحزب الجيد، وواحدة بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطي، وواحدة بين مرشح مستقل وحزب الحركة القومية.
فكيف يبدو الوضع الراهن في هذه الولايات التي جرت فيها أكبر منافسة عام 2019 وكيف كان فارق الأصوات قبل 5 سنوات والآن والبلاد على مشارف الانتخابات في 31 مارس 2024؟
إسطنبول: 0.17 بالمئة
بحسب بيانات اللجنة العليا للانتخابات في تركيا (YSK)، فاز مرشح حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، على مرشح حزب العدالة والتنمية، بن علي يلدريم، بفارق 13 ألفا و729 صوتا فقط بنسبة تصويت بلغت 0.17 بالمئة من أصوات الناخبين.
ونتيجة لاعتراضات حزب العدالة والتنمية، قررت اللجنة إعادة انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، وعزت سبب القرار إلى "عدم الالتزام بشرط أن يكون رئيس وأعضاء لجنة صندوق الاقتراع موظفين عموميين".
وعندما أعيدت هذه الانتخابات لاحقا، تجاوز فارق الأصوات 860 ألفا، ليصل إلى 9.2 بالمئة.
من ناحية أخرى، فإن وجود حزب الجيد (قومي) وحزب مساواة الشعوب والديمقراطية (كردي) اللذين لم يقدما مرشحين في عام 2019، في الاقتراع هذا العام قد يجعل مهمة إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة البلدية صعبة.
وفي تحالف الشعب، دعم حزب الحركة القومية مرشح حزب العدالة والتنمية مراد كروم دون تسمية مرشح، في حين رشح حزب الرفاه من جديد مرشحه الخاص بعد عدم تمكنه من التوصل إلى اتفاق مع حزب العدالة والتنمية.
من جانبه يرى رئيس شركة أوبتيمار لاستطلاعات الرأي حلمي داشديمير أن فرص مراد كروم للفوز بالبلدية هو الظاهر خلال الاستطلاعات التي قامت بها شركته بشأن الانتخابات القادمة.
وقال داشديمير في تصريحاته للاستقلال إن فوز كروم حال تحقق سيكون كما كانت عليه الانتخابات الماضية بنحو نصف بالمئة على الأكثر بسبب تعدد المرشحين وقرب تياراتهم الحزبية.
كيركلارإيلي: 0.25 بالمئة
كانت ولاية كيركلارإيلي شمال غربي تركيا على الحدود مع اليونان؛ أقرب إلى حزب الحركة القومية، وحصلت مرشحة حزب الحركة القومية دريا بولوت، التي دعمها حزب العدالة والتنمية على 16 ألفا و920 صوتا.
ومع ذلك، فإن رئيس البلدية السابق، محمد صيام قاسيم أوغلو، الذي لم يرشحه حزب الشعب الجمهوري، حصل على 112 صوتا فقط أكثر من بولوت في الانتخابات التي خاضها كمستقل، وبلغ هذا الفارق 0.25 بالمئة.
وحصل حزب قاسم أوغلو السابق، الشعب الجمهوري؛ الذي كان عضوا فيه بالبرلمان من قبل، على 21.13 بالمئة من الأصوات.
وبهذه النتيجة، تمكن قاسم أوغلو من أن يصبح المرشح المستقل الوحيد الذي فاز ببلدية ولاية في الانتخابات المحلية عام 2019.
وفي هذه الانتخابات تم ترشيح قاسم أوغلو، الذي عاد إلى حزب الشعب الجمهوري عام 2021، كمرشح عن أكبر أحزاب المعارضة التركية.
وبما أن إجمالي أصوات حزب الشعب الجمهوري إضافة إلى مرشحه يقترب من 60%، فإنه يُنظر إليه على أنه المرشح الأوفر حظا في هذه الانتخابات أيضا.
بارتين: 0.37 بالمئة
في ولاية بارتين شمال وسط تركيا، تفوق مرشح حزب الحركة القومية جمال أكين على منافسه من حزب العدالة والتنمية يوسف ضياء ألدتماز بحصوله على فارق أصوات 248 صوتا؛ بما نسبته 0.37 بالمئة.
واستقال جمال أكين من منصب رئاسة البلدية ليصبح أول مرشح برلماني في قائمة حزب الحركة القومية بالانتخابات العامة التي جرت في 2023، لكنه لم يتمكن من دخول البرلمان.
وبعد استقالة أكين من الرئاسة، أصبح حسين فخري فرنجي أوغلو، مرشح مجموعة حزب الحركة القومية، رئيسا للبلدية نتيجة للتصويت الذي أجري في المجلس البلدي للولاية.
وفي هذه الانتخابات أصبح فرنجي أوغلو مرشحا عن حزب الحركة القومية؛ كما قرر حزب العدالة والتنمية عدم تقديم مرشح من قبله ودعم فرنجي أوغلو.
ويُنظر إلى فرنجي أوغلو بأنه صاحب الحظ الأوفر للفوز بالبلدية في ظل دعم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في عام 2019 اللذين يشكلان معا ما نسبته أكثر من 70 بالمئة من أصوات الناخبين.
وبما أن حزب " الجيد" لم يقدم مرشحا، في الانتخابات الماضية عام 2019 فقد تمكن حزب الشعب الجمهوري من الحصول على 25 بالمئة من الأصوات في بارتين؛ لكن هذه المرة؛ يقدم كلا الحزبين مرشحين بالانتخابات.
غيراسون: 0.49 بالمئة
بحسب بيانات اللجنة العليا للانتخابات كانت ولاية غيرسون القريبة من ولاية باريتن شمالي تركيا إحدى البلديات التي خسر فيها حزب الشعب الجمهوري هامشا ضيقا في انتخابات 2019.
وتم انتخاب مرشح حزب العدالة والتنمية أيتكين تشانليك أوغلو رئيسا للبلدية بحصوله على 310 أصوات أكثر من مرشح حزب الشعب الجمهوري كريم أكسو، وبلغ الفارق في نسبة التصويت بين الحزبين 0.49 بالمئة.
وفي عام 2019، لم يرشح حزب الحركة القومية مرشحا لدعم حزب العدالة والتنمية، ولم يرشح حزب الجيد مرشحا لدعم حزب الشعب الجمهوري؛ فيما حصل حزب السعادة على 2 بالمئة من الأصوات.
وفي هذه الانتخابات سيجرب حزب الشعب الجمهوري حظه مع مرشح جديد هو فؤاد كوسه؛ لكن ترشيح حزب الجيد لمرشح هو الآخر وحصوله على 5.39 بالمئة من الأصوات في انتخابات المجلس البلدي لغيرسون، سيجعل مهمة مرشح حزب الشعب الجمهوري صعبة.
يالوفا: 0.54 بالمئة
في عام 2019، تم انتخاب مرشح حزب الشعب الجمهوري وفا سلمان رئيسا للبلدية، متغلبا على مرشح حزب العدالة والتنمية يوسف ضياء أوزتاباك بفارق 338 صوتا بما نسبته 0.54.
وبعد استبعاد وفا سلمان من منصبه بقرار من وزارة الداخلية التركية عام 2020، انتخب المجلس البلدي مصطفى توتوك من حزب العدالة والتنمية رئيسا جديدا؛ الذي سيدخل هذه الانتخابات كذلك مرشحا عن الحزب الحاكم.
وفي هذه الانتخابات يُعد أقوى منافس ضد توتوك هو مرشح حزب الشعب الجمهوري محمد جوريل، فيما سيواصل حزب الحركة القومية، الذي دعم حزب العدالة والتنمية في يالوفا عام 2019، نفس موقفه في هذه الانتخابات.
ومع ذلك، فإن تقديم حزب "الجيد" لمرشح في انتخابات هذه الولاية سيصعب من فرص مرشح حزب الشعب الجمهوري خاصة أن الجيد حصل على أكثر من 4 بالمئة من الأصوات في انتخابات المجلس البلدي لولاية يالوفا.
ولاية موش: 0.82 بالمئة
كانت المحافظة الوحيدة في ولايات جنوب شرقي تركيا التي شهدت منافسة بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطي (كردي) وكان الفوز من نصيب حزب العدالة والتنمية بفارق 538 صوتا.
وحصل مرشح حزب العدالة والتنمية، فيات آسيا، على أصوات أكثر بنسبة 0.82 بالمئة من مرشح حزب الشعوب الديمقراطية سيري ساكيك.
شرف الدين ياتجي، الذي كان من المقرر أن يكون مرشحا عن حزب الحركة القومية لكنه انسحب في اللحظة الأخيرة لدعم حزب العدالة والتنمية، تراجع ودخل الانتخابات كمرشح مستقل وجاء في المركز الثالث بنسبة 26.7 بالمئة من الأصوات.
فيما حصل حزب العدالة والتنمية على 34 بالمئة من الأصوات وحزب الشعوب الديمقراطي على 33 بالمئة وهذه المرة، أصبح ياتجي مرشحا عن حزب الجيد.
وفي هذه الانتخابات رشح حزب العدالة والتنمية فيات آسيا فيما أصبح مرشح حزب مساواة الشعوب والديمقراطية الكردي؛ امتداد "حزب الشعوب الديمقراطية" هو سيري سويليماز.
كارابوك: 0.93 بالمئة
شهدت ولاية كارابوك شمال وسط تركيا منافسة كبيرة بين أكبر حزبين في تحالف الجمهور عام 2019؛ حيث فاز مرشح حزب الحركة القومية رأفت فيرجيلي بمنصب رئاسة البلدية بفارق 555 صوتا.
وحصل مرشح حزب العدالة والتنمية برهان الدين أويصال على أصوات أقل بنسبة 0.93 بالمئة من خصمه.
وهذه المرة، سيواجه مرشح حزب العدالة والتنمية أوزكان تشيتينكايا ضد رأفت فيرجيلي، الذي رشحه حزب الحركة القومية مرة أخرى.
وفي عام 2019، اقترب إجمالي أصوات مرشحي حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في كارابوك من 80 بالمئة، ولهذا السبب يبدو أن هذين الحزبين هما الأكثر قربا للفوز في هذه الانتخابات.
أكسراي: 1.11 بالمئة
كانت أكسراي وسط تركيا هي الأخرى إحدى المدن التي ينافس فيها تحالف الجمهور نفسه في انتخابات عام 2019، وكان الفائز هو مرشح حزب العدالة والتنمية إيفرين دينتشر بفارق 1238 صوتا.
وحصل مرشح حزب الحركة القومية سيفر ألكان على أصوات أقل بنسبة 1.11 بالمئة من خصمه.
وفي الانتخابات الماضية التي حصل فيها تحالف الجمهور على 80 بالمئة من أصوات ناخبي المدينة، لم يقدم حزب الشعب الجمهوري مرشحا، ودعم مرشح حزب الجيد أوزان توريميش الذي حصل على 18.2 بالمئة من الأصوات.
وفي هذه الانتخابات سيواصل حزب العدالة والتنمية المنافسة على منصب البلدية مع إيفرين دينتشر مرة أخرى، في مواجهة مرشح حزب الحركة القومية عرفان تشيتاك.
وعلى الرغم من أن ترشيح مرشحين من قبل أحزاب مثل حزب مساواة الشعوب والديمقراطية، وحزب الشعب الجمهوري، والرفاه من جديد، والظفر وحزب هدى بار لمرشحين في الولاية إلا أنه ليس من السهل لهذه الأحزاب زعزعة تأييد 80 بالمئة من ناخبي المدينة لمرشحي تحالف الشعب.
كارامان: 1.12 بالمئة
قصة كارامان وسط تركيا هي تقريبا نفس قصة أكسراي، ولكن مع اختلاف واحد: فاز مرشح حزب الحركة القومية سافاش كالايجي بانتخابات المدينة بفارق 1014 صوتا.
وجاء بعد كالايجي مرشح حزب العدالة والتنمية محمود سامي شاهين بنسبة 38.43 بالمئة من الأصوات.
وهذه المرة، سيواجه حزب العدالة والتنمية حزب الحركة القومية بمرشحه مولود أكغون، وعلى الرغم من تنافس العديد من الأحزاب التي لم تكن على بطاقة الاقتراع عام 2019 في كارامان، إلا أن تحالف الشعب يتمتع بهيمنة واضحة على المدينة.
باليكسير: 1.3 بالمئة
المدينة الحضرية الثانية التي حصل فيها المرشحون على أقرب الأصوات في عام 2019 هي باليكسير شمال غربي تركيا، وفاز فيها مرشح حزب العدالة والتنمية يوجا يلماز بفارق 1.3 بالمئة.
وحصل إسماعيل أوك، مرشح حزب الجيد على 10 آلاف و206 أصوات أقل من يوجي يلماز حاصدا بها المركز الثاني في انتخابات الولاية، بدعم من حزب الشعب الجمهوري الذي لم يقدم مرشحا للمدينة في انتخابات 2019.
هذه المرة لا يدعم حزب الشعب الجمهوري حليفه السابق الجيد، وفي الانتخابات العامة الأخيرة، بلغت نسبة أصوات حزب الشعب الجمهوري 37.22 بالمئة، في حين بلغت نسبة أصوات حزب الجيد 7.15 بالمئة من أصوات المدينة.
وبحسب رئيس شركة أوبتيمار لدراسات الرأي فمن المتوقع أن تكون المنافسة على أشدها بين بين مرشح حزب العدالة والتنمية وعمدة بلدية باليكسير الكبرى يوجا يلماز ومرشح حزب الشعب الجمهوري أحمد أكين.
ويضيف داشديمير في تصريحاته للاستقلال إن عدم تقديم حزب الحركة القومية مرشحين في هذه الانتخابات من أجل دعم مرشح حزب العدالة والتنمية سيكون في صالح الحزب الحاكم ومرشحه في هذه الانتخابات
أوشاك: 1.39 بالمئة
كانت مدينة أوشاك وسط تركيا إحدى الولايات التي رشح فيها حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية وحزب الجيد مرشحين منفصلين عام 2019.
وفي حين فاز مرشح حزب العدالة والتنمية محمد تشاكين بالانتخابات بفارق 1811 صوتا، جاء مرشح حزب الجيد محمد جور في المركز الثاني بنسبة 37.7 بالمئة من الأصوات.
وبلغت نسبة التصويت لحزب الحركة القومية 10.7 بالمئة وحزب الشعب الجمهوري 10.3 بالمئة، وفي هذه الانتخابات، تتنافس هذه الأحزاب كذلك الأربعة مع مرشحيها.
وبينما خاض حزب العدالة والتنمية وحزب الجيد الانتخابات بنفس المرشحين، قام حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية بتغيير مرشحيهما.
وإلى جانب هذه الولايات يضيف رئيس شركة أوبتيمار لدراسات الرأي حملي داشديمير في تصريحاته للاستقلال أن حزب الرفاه من جديد قد ينجح في إحداث مفاجأة بولاية يوزغات وسط تركيا هي الأخرى وينتزعها من حزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات المحلية القادمة.