أبو الغيط يسفه من الأزمات في مصر.. وناشطون: راتبه 52 ألف دولار
أبو الغيط قال إن الوضع المتوتر بالمنطقة "نتيجة للربيع المأساوي في 2011"
أثار رد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على شكاوى المصريين من ارتفاع الأسعار، سخرية واسعة، بعد مقارنة مصر بدول متقدمة.
فقد قارن أبو الغيط الأسعار في مصر بالولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، مشيرا إلى أن أزمة التضخم تواجه العالم أجمع ومتناسيا فروقات الدخل بين القاهرة وتلك العواصم.
أبو الغيط قال في حوار خاص مع الإعلامي المحسوب على النظام المصري أحمد موسى، خلال برنامج على مسؤوليتي، المذاع على قناة صدى البلد التابعة للسلطة في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2024، إن "الأسعار في بريطانيا وأميركا مخيفة بسبب التضخم".
وأضاف: "بشتري السندويتش في أميركا بـ 16 دولار ما يعادل 800 جنيه مقارنة بثمنه في مصر بـ 15 جنيه في مصر الجديدة"، مستنكرا زيادة أعداد السكان في بلاده حتى وصل إلى 110 ملايين.
ورد أبو الغيط على تعليق موسى بأن سعر ساندويتش الفول بلغ 15 جنيها ويعد مرتفعا بالنسبة للبعض، قائلا: "ليه أنت النهارده العامل الزراعي بيقبض 150 جنيها في اليوم، وبيشتغل 5 ساعات!".
معادٍ للثورات
وفي موضوع آخر، قال إن الشرق الأوسط على صفيح ساخن، وإن المنطقة العربية تشهد توترات كبيرة جدا في فلسطين ولبنان (مع إسرائيل) واليمن والسودان وليبيا وسوريا.
ووصف الوضع بصفة عامة في المنطقة العربية بأنه "مزعج للغاية"، قائلا إنه يخدم الغايات والأهداف والتحركات الإسرائيلية وكله نتيجة للربيع المأساوي في 2011، في إشارة لثورات الربيع العربي.
وأبو الغيط (82 عاما) آخر وزير خارجية لمصر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة يناير/كانون الثاني 2011 بعد 30 عاما بالسلطة، وعرف بموقفه المعادي لهذه الثورة.
كما عرف بمواقفه السلبية تجاه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والدول الداعمة للثورات العربية، ويواجه اتهامات شعبية وفلسطينية بالتواطؤ على الحق التاريخي لفلسطين.
وتعرض أبو الغيط مرارا لانتقادات شعبية بسبب علاقاته مع المسؤولين الإسرائيليين، علما بأن وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني أعلنت الحرب على قطاع غزة في 2008 خلال مؤتمر جمعها به بالقاهرة.
ويشغل الآن منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية لفترة ولاية ثانية، وكان لافتا خلال ولايته الأولى استمرار تغييب دور الجامعة بصورة شبه كلية في مختلف الملفات والقضايا، على غرار الأزمة الخليجية والثورات والحروب الأهلية في سوريا واليمن وليبيا والعراق ولبنان.
واستحضر ناشطون صورة أبو الغيط مع ليفني، واتهموه بدعم الاحتلال الإسرائيلي والتواطؤ معه وغض الطرف عما يحدث اليوم في قطاع غزة من حرب إبادة جماعية مستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يكاد يكون موقف جامعة الدول العربية منها منعدم.
وسخروا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس"، و"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #أبو_الغيط، #جامعة_الدول_العربية، وغيرها من تصريحاته وعدوها دليلا على حالة النفاق والتزلف والانحطاط التي تعاني منها مصر بمسؤوليها.
وأكد ناشطون أن تصريحات أبو الغيط حول أسعار السندوتش دليل غياب العقل والمنطق والجهل بعلم الاقتصاد، وذلك لتحويله العملة المحلية المصرية لعملة أجنبية والمقارنة بينهم كوحدات متساوية في تحديد سعر سلعة، وتجاهل قيمة دخل الفرد في كل من البلدين.
وذكروا براتب الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي يسخر من أزمة ارتفاع أسعار السلع ويصر على إنكارها، واستهجنوا هجومه على ثورة يناير وإصراره على تحميلها مسؤولية الأزمات كافة التي تمر بها مصر والمنطقة حتى اليوم.
استنكار واستياء
واستنكارا لتصريحات أبو الغيط عن سعر السندوتش في أميركا، قال علي عفيفي: "كفاكم استفزاز للشعب الحكاية مش ناقصة".
وأكد علي أبو العنين، أن كلام أحمد أبو الغيط عن سعر السندويتش في مصر ومقارنته بسعره في أميركا يدل علي التدني الفكري ويثبت بالدليل القاطع عدم صلاحيته لهذا المنصب؛ ونفاقه الرخيص حفاظا على وظيفته.
وخاطب مصطفى شاهين، أمين عام جامعة الدول العربية، قائلا: "يا أبو الغيط ما هو الموضوع بيقاس بمتوسط الدخل، أنت بتقارن بين سلعه وسلعه فقط".
وقال عمر صوفي إن أبو الغيط يتجاهل أن التضخم في مصر نحو 30 بالمئة في حين أنه 7 بالمئة في بريطانيا و4 بالمئة في أميركا".
ولفت إلى أن متوسط دخل الفرد في أميركا شهريا يزيد عن 6 آلاف دولار، بينما هو في مصر نحو 220 دولارا.
وعلق الطبيب يحيى غنيم، على حديث أمين عام جامعة الدول العربية عن سعر السندويش، قائلا: "أحمد أبو الغائط: حقارة تتجدد، ووضاعة تتحدث، وتفاهة تأبى الاندثار، صدقوني: هو خير عنوان لجامعة العربان".
راتب أبو الغيط
وتذكيرا بمرتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أشار رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، إلى أن أبو الغيط الذي وصفه بالمهرج يتقاضى راتبا شهريا قدره 52 ألف دولار أميركي مع مكافأة نهاية خدمة مليون دولار عن كل سنة يجلس فيها في منصبه.
وأكد أن هذا راتب لا يحصل عليه رئيس أميركا نفسه، ولا الأمين العام للأمم المتحدة، لافتا إلى أن أبو الغيط يتقاضى راتبه من أجل أن "يهرتل" بهذا الكلام الفارغ والمشين، ويهاجم الربيع العربي.
وأكد أحمد الشاعر، أن أبو الغيط يدرك انه جزء من الحرب ومشارك فيها ضد فلسطين ولبنان.
وقال بالقول إنه "في ظل إبادة جماعية وحرق للناس أحياء ويخرج علينا فاقدا للمروءة والإنسانية أحد الوحوش الضارية الناهشة في جسد الأمة".
وانتقد صابر غانم، ترك أحمد أبو الغيط أمين الجامعة العربية القضايا العربية والإقليمية والعالمية والحروب والنزاعات وحديثه عن سندوتش الفول والطعمية ومقارنة سعره فى مصر وأمريكا.
وذكر بأن أبو الغيط يتقاضى مرتب 50 ألف دولار شهريا علشان يشجب ويدين ويستنكر، مستنكرا أنه يستكثر على المصريين سندوتش الفول والطعمية ويريدهم أن يضحو به لبناء البلد.
وكتبت إيمان عبدالوهاب: "معلومة على الماشي كدا، الشخص الإمعة المدلس كمستخدميه المدعو أحمد أبو الغيط اللي مبسوط إن ساندوتش الفول ب 15 جنيه وبيقارن سعره بسعر الساندوتش في أميركا، يتقاضى راتبا سنويا 624 ألف دولار".
تبرير العجز
وعن هجومه على ثورة يناير، وزعمه أن الاضطرابات الحالية في المنطقة امتداد لما وصفها بفوضى 2011 وادعائه أن بناء سد النهضة كان بسبب طبطبة مفكرين وناشطين مصريين على إثيوبيا بعد 2011، قال الكاتب رفيق عبدالسلام: "حينما يتغوط أبو الغيط على الهواء".
واستنكرا لمساواة أبو الغيط بين ثورة شباب متطلع للحرية والكرامة ومدافع عن السيادة في مواجهة الاحتلال والهيمنة، وبين دولة احتلال تقتل وتحرق وتدمر وتهجر وتتموضع على الحدود مباشرة من دون أن يحرك حكام مصر ساكنا وكأن الأمر لا يعنيهم في شيء.
وعد عبدالسلام، تصريحات أبو الغيط تبريرا للعجز والقعود المجتمعين بالتذيل والعمالة، مؤكدا أنه وأمثاله هم نكبة العرب بالتقسيط والجملة، بداء بمصر وانتهاء بكل عرب المشرق والمغرب والخليج.
وسخر سعيد عابد، من مزاعم أبو الغيط، قائلا: "ده أمين الجامعة لا مؤاخذة العربية بتاعت نشجب وندين ونستنكر، هتفضل ثورة يناير البعبع بتاعكوا والتالتة تابتة يا روح لأن خلاص كلة انكشف، اوعااااااااا".
ووصف مختار عيدودي، أبو الغيط بالمجرم، واستهجن تصريحاته قائلا: "اضطرابات ايه وفوضى إيه.. الناس بتتباد يوميا في الدول العربية.. وانت بتحكي على 2011، وعلى الامتداد".
وخاطب أبو الغيط قائلا: "روح شوفلك دكتور يحيي ذاكرتك عشان تواكب أحداث 2023 و2024، مصر محاصرة قطاع غزة ومشاركة في الإبادة وأنت شريك للصهاينة في إبادة المدنيين الفلسطينيين".
وكتب المغرد درويش: “أحمد أبو الغيط تصريحاته كلها ولا كأنه رئيس الكنيست الإسرائيلي مش جامعة الدول العربية ومواقفه من أيام ما كان وزير خارجية ووقفته المليانة عار وخيانة جنب تسيبي ليفني في حرب 2009”.