لماذا تعد موسكو وسيطا "سيئا" في ملف طهران النووي؟ صحيفة إيرانية تجيب

منذ ٢٠ يومًا

12

طباعة

مشاركة

وجه إعلام إيراني انتقادات حادة إلى دور روسيا كوسيط بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، مشككا في “مصداقيتها وولائها الحقيقي” لطهران. 

وأفادت صحيفة "ستاره صبح" المقربة من الإصلاحيين، بأن "موسكو تتبع نهجا انتهازيا يخدم مصالحها الخاصة؛ حيث تحافظ على توازن بين الغرب وإيران، مما يجعلها غير مؤهلة كوسيط نزيه في الملف النووي". 

وسلطت الصحيفة الضوء على ما أسمته “تاريخ العلاقات المتقلب بين البلدين، ودور روسيا في فرض عقوبات على إيران ودعم خصومها الإقليميين”.

وفي ظل تصاعد الضغوط الدولية على طهران، حذّرت من الاعتماد على موسكو كحليف إستراتيجي، داعية إلى إعادة النظر في السياسة الخارجية الإيرانية لإيجاد بدائل دبلوماسية أكثر واقعية.

الوسيط الأسوأ

وقالت الصحيفة الإيرانية: إن "السياسة الصحيحة هي القبول بالتغيير والتكيف مع الآخرين بهدف تجنب الضرر وجلب المنفعة". 

وأوضحت أن “السياسة الخارجية وصناع القرار يلعبان دورا حاسما في تحقيق المصالح الوطنية أو الإضرار بها”.

وذكرت الصحيفة أن "المشكلة التي واجهتها إيران في الماضي ولا تزال قائمة حتى اليوم هي أن المسؤولين في مجال السياسة الخارجية يفتقرون إلى المعرفة والإدراك والفهم والوعي اللازم لفهم العلاقات الخارجية بين الفاعلين الدوليين". 

ورأت أنه "نتيجة لذلك، أصبحت البلاد في عزلة دولية، وتعرض الشعب لضغوط وصعوبات كبيرة؛ مما أدى إلى وصول السياسة الخارجية إلى طريق مسدود، لدرجة أن روسيا دخلت على الخط كوسيط، وكأنها المنقذ لإيران".

وفي هذا الصدد، أبرزت الصحيفة أن "روسيا تبدو ظاهريا حليفا وشريكا لإيران، لكنها في الواقع لا تشترك معها في أي مصالح أو قيم مشتركة".

وشددت على أن “روسيا لا يمكن عدها شريكا إستراتيجيا موثوقا”، قائلة: إن “العداء المشترك لأميركا كان هو القاسم الوحيد بين البلدين، لكن موسكو لم تعد عدوا للولايات المتحدة، بل أصبحت صديقة لها”.

ومن ناحية أخرى، تحدثت الصحيفة عن أن "روسيا لا تمتلك التكنولوجيا أو المنتجات التي تحتاجها إيران، بينما تحتاج طهران إلى التكنولوجيا الحديثة من الغرب لتحديث صناعتها النفطية وغيرها من القطاعات الصناعية".

واستطردت: “بالإضافة إلى ذلك، في الذاكرة التاريخية للإيرانيين، كانت روسيا دائما تعد جارا سيئا”. 

ومن بين الأسباب التاريخية لذلك -بحسب الصحيفة- استيلاؤها على 250 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الإيرانية. 

علاوة على ذلك، أشارت "ستاره صبح" إلى أن "موسكو كانت شريكا في الجريمة خلال الحرب العراقية-الإيرانية، حيث قُتل أكثر من 200 ألف إيراني وأُصيب آلاف آخرون بالأسلحة الروسية التي استخدمها الجيش البعثي العراقي". 

ومن وجهة نظر الصحيفة، “لا ينبغي التغاضي عن هذه الجريمة بسهولة”.

وذكرت أنه خلال العقود الماضية، دعمت روسيا الولايات المتحدة في تمرير قرارات أممية ضد إيران، كما وقفت إلى جانب الإمارات فيما يخص الجزر الثلاث المتنازع عليها. 

والأكثر أهمية من ذلك، بحسب الصحيفة، أنها عرقلت إحياء الاتفاق النووي.

وخلصت إلى أن "الشواهد والقرائن تشير إلى أن روسيا عازمة على لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة". 

واستطردت: "الوساطة في حد ذاتها ليست أمرا سيئا، لكن ليس من قبل الأسوأ في هذا الدور، أي روسيا".

مصالح خاصة 

وبالحديث عن الوسطاء، ذكرت الصحيفة الإيرانية أن “أوروبا في السابق، وبعض الدول العربية وتركيا، حاولوا لعب دور الوسيط، لكنهم فشلوا”.

والأكثر أهمية من ذلك، في رأي الصحيفة، أن رئيس الوزراء الياباني السابق، شينزو آبي، جاء إلى طهران حاملا رسالة من دونالد ترامب، لكنه عاد خالي الوفاض. 

وفي هذه النقطة، أوضحت أهمية إدراك أن "الوسطاء يسعون وراء مصالحهم الخاصة، وروسيا تفعل ذلك أكثر من غيرها؛ حيث تستخدم إيران كورقة مساومة في تعاملاتها". 

ورغم حقيقة أن العالم قد تغير، والشرق الأوسط ونظرة الإيرانيين إليه قد تغيرت، إلا أن خطاب المسؤولين بقي كما هو دون تغيير، بحسب ملاحظة الصحيفة.

وشددت على حقيقة أن "الأوضاع تتجه إلى الإضرار بإيران"،ومن وجهة نظرها، هذا هو نتاج السياسات غير المدروسة. 

فقد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه "ينوي خوض حرب ضد إيران"، في حين صرح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت بأن بلاده "ستسعى إلى تصفير صادرات النفط الإيرانية". 

كما أن الدول الغربية تتخذ مواقف معادية لإيران في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما تستعد فرنسا وبريطانيا وألمانيا لتفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات، تقول الصحيفة الإيرانية.

وتساءلت: “ما الذي يجب فعله لمواجهة هذه التطورات؟ وما هو البرنامج المعد لذلك؟”

والأكثر أهمية من ذلك، وفقا للصحيفة، أن ترامب، في رسالة بعث بها إلى القيادة الإيرانية، تجاوز جميع رؤساء الولايات المتحدة السابقين، مهددا طهران بخيارين: إما القبول بالاتفاق أو مواجهة هجوم عسكري.

وعلى حد وصفها، فإن هذه الحرب نفسية واقتصادية، "حتى إنها ربما حرب عسكرية تسعى إليها إسرائيل". 

وختمت الصحيفة بالقول إن "الغرض من رسالة ترامب، والتي من المرجح أن ترفضها إيران، هو أن يظهر للعالم بأن الولايات المتحدة كانت تسعى للحوار، لكن طهران رفضت، مما يمنحه الذريعة لفرض عقوبات أشد واتخاذ إجراءات تصعيدية ضد البلاد".