سعد الفقيه: ابن سلمان يدعم إسرائيل في إبادة غزة ومضطر لإغاثة السيسي (خاص)

"نظام ابن سلمان سخر جهازه الأمني لقمع من يتعاطف مع أهل غزة"
قال المعارض السعودي، رئيس الحركة الإسلامية للإصلاح سعد الفقيه، إن نظام ولي العهد محمد بن سلمان يتواطأ مع الكيان الصهيوني في المجازر الوحشية التي يتعرض لها نحو مليونين من المدنيين العزل في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأوضح الفقيه في حوار مع الاستقلال، أن نظام ابن سلمان سخر جهازه الأمني لقمع من يتعاطف مع أهل غزة وأجهزته الإعلامية وذُبابه الإلكتروني لتشويه المقاومة الفلسطينية وتَجميل صورة الكيان الإسرائيلي.
ومضى يقول: ولعل ما تم تداوله خلال موسم الحج من مقاطع اعتقال من يرفع علم فلسطين أو يردد هتافات تدعم غزة يعكس هذا الواقع الأليم في أرض الحرمين.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر عدوانا مدمرا بدعم أميركي على غزة، خلفت أكثر من 128 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وفي سياق آخر مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، لفت الفقيه إلى أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ستصب في صالح ابن سلمان وستعطيه دفعة قوية لزيادة القمع والاستبداد الذي يمارسه على السعوديين وفي مختلف دول المنطقة العربية.
واستدرك المعارض السعودي بالقول رغم حصول محمد بن سلمان على ما يريد من الرئيس الديمقراطي الراهن جو بايدن؛ إلا أن "ترامب سيعطيه أكثر مما يريد".
وسعد بن راشد الفقيه (67 عاما) استشاري طبيب جراح، ورئيس المكتب السياسي للجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية (حقوقية)، ومؤسس الحركة الإسلامية للإصلاح (سياسية)، وكلا الكيانين محظوران بالسعودية، ويواصل عمله من بريطانيا.

السعودية وغزة
- ما موقف السعودية من العدوان المتواصل على غزة في ظل انشغال حكومة محمد بن سلمان بمواسم الترفيه؟
مع الأسف الشديد التوصيف الصحيح لموقف النظام السعودي برئاسة محمد بن سلمان مما يجري الآن في غزة هو الوقوف مع الكيان الصهيوني والمشاركة المباشرة في المجازر الوحشية التي يتعرض لها نحو مليونين من المدنيين العزل في قطاع غزة.
وكما هو معلوم فقد سخرت السعودية جهازها الأمني لقمع من يتعاطف مع أهل غزة أو ينتقد إسرائيل، ولعل ما تم تداوله خلال موسم الحج هذا العام من مقاطع اعتقال من يرفع علم فلسطين أو يردد هتافات تدعم غزة كان يعكس هذا الواقع الأليم في أرض الحرمين في عهد ابن سلمان.
حيث وظفت الدولة السعودية بتوجيهات ابن سلمان أجهزتها الإعلامية كافة وذُبابها الإلكتروني لتشويه المقاومة وتَجميل صورة إسرائيل.
فضلا عن أن المملكة العربية السعودية قامت بتزويد إسرائيل بما تحتاجه من النفط ووفرت خطا برياً بديلاً عن البحر الأحمر بعد حصار الحوثيين لمضيق "باب المندب" حرصاً على مصالح إسرائيل.
وقد نقلت أكثر من صحيفة غربية مطلعة أن ابن سلمان يشجع إسرائيل على التعجيل بإنهاء المهمة حتى لو استدعى ذلك تدمير كامل غزة.
- كيف يشارك ابن سلمان في العدوان الإسرائيلي على غزة؟
مساهمة ابن سلمان في مجازر غزة واضحة للعيان وبلا مواربة بالرغم من مجازر الإبادة والتجويع والقتل والتدمير للفلسطينيين في قطاع غزة؛ حيث إن معركة طوفان الأقصى فضحت الأنظمة العربية كلها بلا استثناء والتي لم تكن مقصرة فقط في حق شعوبها بل في حق المقدسات الإسلامية في فلسطين.
كما أن طوفان الأقصى فضحت الجيوش العربية كافة لأنها هي والانظمة العربية أصبحت داعمة لإسرائيل سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وإعلامياً، ولم يعودوا يستحون من ذلك ويفعلونه في السر داخل الغرف المغلقة كما كان يحدث من قبل.
والسعودية تؤيد هذه المذابح الفظيعة ضد أهلنا في غزة علناً وتتمنى أن تنتصر إسرائيل وأن يتفوق النظام الصهيوني، ومحمد بن سلمان يمد اسرائيل بمئات الشحنات النفطية لتعويضها عما تخسره بصواريخ المقاومة بعد 7 أكتوبر.
ويقوم بسجن جميع المحسوبين على حماس بالمملكة منذ جاء بل ويعذبهم ويحقق معهم بمذكرات تحقيق أعدها الصهاينة له، كما يفتح ابن سلمان الطريق البري أمام إمداد الكيان الصهيوني بكل ما يحتاج إليه من مواد غذائية ومنتجات بعدما أغلق الحوثيون باب المندب.
وفضلاً عما سبق فإن ابن سلمان يدعم إسرائيل إعلاميا عن طريق قناة العربية التي تتبنى وتروج لرواية العدو الصهيوني وتهاجم المقاومة الفلسطينية بشكل دائم.
وإذا كان هذا الأمير الطائش محمد بن سلمان يفعل كل ذلك. فهل هناك شك في أنه ليس شريكا في المذابح ضد أهلنا في فلسطين هو والنظام السعودي الذي لا يختلف عن النظام الصهيوني.
- كيف ترى موقف مجلس التعاون الخليجي ككل من جرائم الإبادة الجماعية في غزة والمسجد الأقصى؟
الحقيقة المرة التي يجب أن يعلمها القاصي والداني أن مجلس التعاون الخليجي هو عبارة عن مؤسسة شكلية دورها محدود جداً.
ومواقف الدول الأعضاء متفاوتة تجاه ما يحدث من حرب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة؛ فالكويت وقطر لهما موقف؛ بينما السعودية والإمارات والبحرين موقفها مغاير تماماً وتنحاز للعدو الصهيوني.
في حين أن سلطنة عمان موقف مختلف أيضاً وهو ما يؤكد أنه لا يوجد موقف موحد حيال ما يحدث في غزة.
الداخل السعودي
- إلى أين يتجه واقع ومستقبل المملكة في ظل تفرد ابن سلمان بإدارة شئونها السياسية والعسكرية والاقتصادية والدينية؟
هناك اعتقاد أن ابن سلمان غير سياسة المملكة الداخلية والخارجية وهذا اعتقاد خاطئ؛ حيث إن كل ما فعله ابن سلمان هو أنه كشف الغطاء عن حقيقة آل سعود، وتخلى ابن سلمان عن التمثيلية الكبيرة باحترام العلماء وإبقاء المظلة الدينية الزائفة حول آل سعود.
وحوّل ابن سلمان خطط الإفساد والتخريب التي كانت تنفذ بهدوء إلى برامج ومهرجانات معلنة؛ أما الحملة على المصلحين فكل ما فعله أن زادها قليلا وإلا فالمصلِحون مطاردون قبل مجيء ابن سلمان بكثير في ظل حكم آل سعود.
وحتى السياسة الخارجية لم يتغير فيها شي إلا خطواته المتهورة التي اضطر للتراجع عنها، مثل حصار قطر واعتقال سعد الحريري وقطع العلاقات مع ألمانيا وكندا.
- ما تفسيرك لفضيحة موسم الحج الأخيرة والارتفاع الكبير في عدد قتلى الحجاج؟
فضائح الحج تتكرر كل عام حتى قبل أيام ابن سلمان وتتفاوت في خطورتها، وهذه المرة لم يتمكن ابن سلمان من إخفاء الفضيحة بسبب سهولة بث الحقائق باستخدام وسائل التواصل.
فمشكلة الحج ليست في كارثة أو مرض أو تدافع، مشكلة الحج هي أن الحكومة السعودية لا تكترث إلّا بالضيوف الرسميين وضمان مدح الإعلاميين الذين يشاركون في الحج.
ولهذا لم توجد ولن توجد أي خطة إستراتيجية لتنفيذ الحج سواء في النقل وحركة الحجاج أو الإقامة والسكن أو خدمات النظافة والصحة أو سهولة تنفيذ المناسك أو سهولة استقبال ومغادرة الحجاج.
ولم يتمكن كثير من المخلصين من أبناء البلد الذين قدموا خططاً شاملة للحج من إقناع المسؤولين بتبني تلك الخطط الإستراتيجية.
علاقات السعودية الدولية
- إلى أين قضية تطبيع السعودية مع الكيان الصهيوني؟
خلافا لما هو متداول فإن أميركا وإسرائيل ليستا حريصتين على التطبيع الشكلي وهو فتح السفارات، لأنهما تدركان أن ذلك يسقط شرعية السعودية في العالم الإسلامي.
ومن ثم فإن واشنطن وتل أبيب بحاجة ماسة لأن يبقى التأثير السعودي في العالم الإسلامي قوياً حتى تنجحا في تحييده لآخر حد.
أما التطبيع الحقيقي فمتحقّق على كل الأصعدة سياسيا وعسكريا واقتصاديا وتقنيّا وأمنيّا وإعلاميا وثقافيا إلخ. حتى مناهج التعليم يشارك في تغييرها شخصيات صهيونية نفذت توجيهاتهم في التغيير لصالح إسرائيل.
وقد امتلأت منصات التواصل بمقاطع الصهاينة يصولون ويجولون في بلاد الحرمين للأسف في عهد ابن سلمان.
- كيف ترى التقارب السعودي مع الصين وروسيا من أجل تفادي ضربات الحوثيين في باب المندب؟
التقارب السعودي مع الصين قديم لكن الجديد هو تكرار إرسال المبعوثين إلى الصين للتوسط عند إيران بالضغط على الحوثيين لعدم مهاجمة المملكة وسفنها التجارية.
وكان آخر هؤلاء المبعوثين خالد بن سلطان وزير الدفاع، ولم يكن من ضمن الطلب إيقاف الهجمات بالكامل لأن ابن سلمان يريد حماية نفسه فقط.
- مستقبل العلاقات السعودية التركية في ظل التقارب الراهن.. كيف تراه؟
العلاقات السعودية التركية تحسنت كثيرا في الفترة الأخيرة كما تحست أيضا مع الإمارات ومصر.
ولكن على المستوى الشعبي هناك تراجع كبير في توجه السياح السعوديين إلى تركيا بعد تنامي العنصرية ضد العرب للأسف الشديد.
- وماذا عن صراع النفوذ بين السعودية والإمارات الذي انعكس على علاقة ابن سلمان وابن زايد ؟
تمكن ابن زايد من جلد ابن سلمان عدة مرات وإحراجه سواء في ملفات اليمن أو إنتاج النفط أو في الخلاف على محمية الياسات وغيرها.
وابن سلمان في موقف ضعيف لأن ابن زايد هو الذي رفع شأنه في بداية حكم والده، وهو الذي أقنع الأميركان بتبنيه، وهو الذي لقنه كيف يتفرد بالسلطة دون بقية آل سعود، وهو الذي كان يعامله معاملة الآمر الناهي خلال حصار قطر.
ولذلك فالمُستمسكات التي لدى ابن زايد على ابن سلمان كثيرة ومن المستبعد أن يستطيع ابن سلمان اتخاذ موقف قوي ضده.

- هل تواصل السعودية والإمارات دعم السيسي لمواجهة أزمة نقص الغاز وانقطاع الكهرباء المتفاقمة؟
مشكلة السيسي أنه مهما توفر له من دعم سوف يختفي في سراديب الفساد وكروش العسكر ، والدليل أن مجموع ما وصله من مليارات السعودية والإمارات كان يفترض أن يغطي حاجة مصر لعدة سنين قادمة وهو ما لم يحدث والشعب المصري يعيش معاناة الفساد والاستبداد والتدمير.
وطبقا لما نسمع فإن ابن سلمان وابن زايد حريصان فقط على ضمان قوة الجيش والأمن والإعلام في مصر ولا يهمهم أي قضية أخرى سواء تحسنت أوضاع معيشة بقية الـ110 ملايين مصري من عدمه.
وسبب ذلك قناعتهما أن القمع يضمن بقاء النظام وانسجام المنظومة التابعة لأميركا والمُتفاهمة مع إسرائيل، حتى لو تدهورت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

ملفات دولية
- كيف ترى الدور القطري الإعلامي في مواجهة حرب الإبادة الجماعية في غزة؟
موقف قناة الجزيرة بفرعيها العربي والإنجليزي له دور كبير في تعريف العالم كله بما يجرى، وربما يعزى جزء كبير مما أصاب الصهاينة من خسائر إعلامية وسياسية إلى هذا الدور.
وفي نفس السياق ربما كان لمعايشة العرب والمسلمين للأحداث من خلال قناة الجزيرة دور قوي في رفع معنويات المقاومين؛ بل إن كثيرا من وسائل الإعلام العالمية اضطرت لتغيير سياستها بعد أن فضحتها تغطية قناة الجزيرة الانجليزية بنقل طبيعة الجرائم الوحشية وجرائم الإبادة من قصف المشافي والمدارس ومقرات الأمم المتحدة والمساجد والكنائس واللاجئين أنفسهم داخل خيام اللجوء وغيرها من الجرائم الفظيعة.
- كيف ترى مستقبل الكويت في ظل الأمير الجديد عقب الانقلاب الأخير؟
ما حدث في الكويت أخيرا يدل على أنه لم تكن توجد ديمقراطية راسخة في الكويت، والدليل هو أن النظام السياسي يخول الأمير إصدار أي مرسوم وتحويله إلى قانون، ويخوّله عدم التصديق على أي قانون يصدره البرلمان، ويعطيه حق تعيين رئيس الوزراء دون إذن مجلس الأمة، وتعيين كل الوزراء وعزلهم وكذلك تعيينهم أعضاء في مجلس الأمة، كما يخوّله النظام حل المجلس متى ما أراد.
وأخطر من هذا كله أن للأمير الحق في تَعطيل مواد في الدستور. فإذا كانت كل هذه الصلاحيات مخولة للأمير فكيف يعد النظام ديمقراطيا؟
أما عن المستقبل فالحديث الدائر حاليا هو أن أمير الكويت يريد أن يقلد ابن سلمان وابن زايد في إدارة الدولة لكن لم تتضح الصورة بعد.

- كيف ترى محاولة اغتيال ترامب الفاشلة؟
لا شك أن محاولة اغتيال ترامب الفاشلة أحرجت حكومة الديمقراطيين التي تعد المسؤولة عن الأوضاع الأمنية في البلاد وقد رفعت الحادثة بشكل كبير من أسهم فوز ترامب.
ولو لم ينسحب بايدن من المنافسة كانت الخسارة ستكون مضمونة للديمقراطيين لذلك أعتقد أنهم سعوا بقوة لإقناع بايدن بالابتعاد عن السباق الرئاسي لصالح مرشح آخر يستطيع مواجهة ترامب.
- وما انعكاسات نتائج الانتخابات الأميركية على أسهم محمد بن سلمان في الحكم؟
أما بالنسبة لانعكاس نتيجة الانتخابات الأميركية على السعودية والمنطقة فإن قدوم ترامب سيكون لصالح ابن سلمان وسيعطيه دفعة قوية لزيادة حجم القمع والاستبداد الذي يمارسه على السعوديين وفي مختلف دول المنطقة العربية.
فرغم حصول محمد بن سلمان على ما يريد من الرئيس بايدن، إلا أن ترامب سيعطيه أكثر مما يريد وسوف يتبسط الأمير الطائش في أذاه علينا في المملكة وعلى العرب والمسلمين بشكل عام.