من المغرب.. روسيا تعيد إزعاج إيران بشأن جزر الإمارات الثلاث.. ماذا حدث؟
في بيان الاجتماع السادس لمنتدى التعاون العربي الروسي الذي عقد بالمغرب قبل أيام، طالبت دول الخليج العربي وروسيا بـ"طرح قضية الجزر الثلاث في محكمة العدل الدولية".
وهو ما قوبل باحتجاج رسمي من طهران، التي رأت أن ذلك إعادة للتشكيك من قبل موسكو في ملكية إيران للجزر الثلاث، أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى.
وبحسب ما أشار إليه موقع "آسيا نيوز"، يأتي ذلك بعد حوالي 5 أشهر من استدعاء وزارة الخارجية الإيرانية للسفير الروسي في طهران واحتجاجها على بيان اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وروسيا.
ويذكر الموقع الإيراني بأن التشكيك في ملكية إيران للجزر الثلاث من قبل الدول التي تسميها طهران "أصدقاء" و"شركاء تجاريين" قد حدث أيضا في وقت سابق من قبل بكين، مشيرا بذلك إلى موقف الصين السابق، حيث طرحت الحل السلمي لقضية الجزر الثلاث.
تجدر الإشارة إلى أن النزاع بين إيران والإمارات على الجزر يرجع إلى ما قبل الثورة الإيرانية عام 1979، تحديدا إثر استقلال الإمارات عن بريطانيا في العام 1971.
صفعة متكررة
فبعد حوالي خمسة أشهر من استدعاء وزارة الخارجية للسفير الروسي في طهران واحتجاجها على بيان اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وروسيا، شككت موسكو والدول العربية مرة أخرى في ملكية إيران للجزر الثلاث. حتى إنها طالبت باتخاذ قرار في هذا الشأن في محكمة العدل الدولية.
وفي البيان الختامي لاجتماع التعاون الروسي العربي في 20 ديسمبر/ كانون الأول 2023، أشاد وزراء خارجية الدول العربية وروسيا، بـ "المستوى الاستثنائي" الذي وصلت إليه العلاقات بين الدول العربية وروسيا وأكدوا تعزيز التعاون.
وأكد البيان على "دعم الجهود السلمية كافة، بما فيها المبادرات الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وفقا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، من خلال المفاوضات الثنائية أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية إذا اتفقت الأطراف على ذلك".
جدير بالذكر أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وروسيا كانوا قد طالبوا، في يوليو/ تموز 2023، بحل هذه القضية من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية.
وبعد مناقشة المشاركين في المنتدى سبل تعزيز التعاون بين الدول العربية وروسيا الاتحادية في مختلف المجالات، يشير الموقع الإيراني إلى أن الجانبين أشادا بـ"المستوى الاستثنائي" الذي وصلت إليه العلاقات العربية الروسية.
كما أكدا في الوقت نفسه أهمية "استمرار التنسيق بهدف دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام وتعزيز النمو والازدهار".
وفي بيان له، أعلن الوزير مستشار حكومة الإمارات، خليفة شاهين المرر، أن "هذا اللقاء يُعقد بهدف تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين الدول العربية وروسيا الاتحادية، ومواصلة تعزيز العلاقات الثنائية".
وأكد أن إنجازات كبيرة حُققت في مختلف القطاعات نتيجة التنسيق والتعاون العربي الروسي، مسلطا الضوء على "الفرص الممكنة لتعزيز وتطوير علاقات التعاون"، وفق الموقع.
رد فعل دبلوماسي
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية احتجاجها باستدعاء السفير الروسي في طهران.
ووفق ما نقلته "آسيانيوز" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، جاء في بيان له، أن "الجزر الثلاث ملك لإيران إلى الأبد، وإصدار مثل هذه التصريحات يتعارض مع علاقات الصداقة بين إيران وجيرانها".
وأوضح كنعاني أنه "على عكس ما ورد في بيان المنتدى، فإن إيران تعد مسألة سيادة الجزر الثلاث غير قابلة للتفاوض".
مؤكدا على أن الجزر الثلاث في منطقة الخليج "تابعة لإيران إلى الأبد وهي جزء لا يتجزأ من أراضيها"، بحسب الموقع.
في الوقت نفسه، يلفت الموقع إلى أن كنعاني شدد على "سياسة تعزيز العلاقات مع الجيران".
حيث قال إن "الجمهورية الإيرانية تريد من جميع جيرانها الشماليين والجنوبيين أن يأخذوا في الحسبان القدرات الفعلية والمحتملة المتاحة على المستويين الثنائي والإقليمي، لاتخاذ خطوات نحو تعزيز العلاقات وتجنب إطلاق وتكرار بعض الادعاءات المرفوضة".
ومن ناحية أخرى، يذكر الموقع الإيراني أنه بعد نشر هذا البيان، أدان مجموعة من سفراء وكبار دبلوماسيي الجمهورية الإيرانية "تصرفات الحكومة الروسية".
كما أشاروا في بيان لهم إلى أن "سياسة الاستشراق الأحادي الجانب والمعاداة المتطرفة للغرب وإنكار توازن العلاقات مع الدول والقوى العالمية، مع غض الطرف عن متطلبات إيران الجيوسياسية، أضرت بمصالح إيران بشكل لا يمكن إصلاحه وفرضت تكاليف باهظة".
ويستنكر الموقع أنه "بالرغم من الاحتجاجات الإيرانية متعددة الأشكال بعد الموقف الروسي السابق منذ خمسة أشهر، وعلى الرغم من زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لموسكو قبل أقل من شهر، تكرر روسيا مواقفها السابقة في بيان جديد مع الدول العربية".
موقف الصين
بخلاف روسيا والدول العربية، يشير "آسيا نيوز" إلى أن التشكيك في ملكية إيران لجزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى الثلاث قد حدث أيضا في وقت سابق من قبل بكين.
ففي أول قمة صينية عربية عام 2022، وفي بيان صيني مشترك مع زعماء دول الخليج العربي، دعا القادة إلى "الحل السلمي لمسألة الجزر الثلاث".
وفي ذلك الوقت، يذكر الموقع أن حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، رد على هذا التصريح بكتابة منشور باللغة الصينية على موقع التواصل الاجتماعي إكس قائلا: "الجزر الثلاث جزء لا يتجزأ من التراب الإيراني الخالص".
وأضاف: "نحن لا نختلف مع أي طرف بشأن ضرورة احترام وحدة أراضي إيران".
وهنا يلفت الموقع إلى أن تغريدة أمير عبداللهيان أثارت ردود فعل كثيرة، كما عدها الكثيرون "استعراضية".
ويرى محللون أنه "على الرغم من هذه المواقف، فإن الجمهورية الإيرانية لا تجري أي تغييرات في سياستها المتعلقة بالتطلع إلى الشرق، حتى عندما تكون سلامة أراضي إيران على المحك".