مهمة استعمارية".. هذه أهداف الشركات والدول من السيطرة على الأقمار الصناعية

منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

على بعد ألف كيلومتر من الأرض تدور حرب "قوية وهادئة" للسيطرة على الأقمار الصناعية بصفتها أولوية بالنسبة للقوى العظمى والمليارديرات.

ويؤكد خبراء في المجال التكنولوجي أن الهيمنة "ستكون في صالح من يتحرك بشكل أسرع" للحصول على المعلومات والاتصالات. 

استعمار الكوكب

وقالت صحيفة "الباييس" الإسبانية إن أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة أقمار صناعية إسبانية، طلب عدم الكشف عن هويته، نقل محادثة شخصية مع مؤسس شركة تيسلا، إيلون ماسك كشفت أن الملياردير يرى أن "الوصول إلى المريخ ليس مسألة معقدة، لأن مهمة هذه الشركة هي الاستعمار".

وأضاف أن "مؤسس تيسلا يعترف بأن هدف شركته هو استعمار الكوكب بأكمله واستغلال موارده الطبيعية".

ونقلت الصحيفة أن "هذه المحادثة الشخصية تكشف عن عقلية وتفكير القلة الحاكمة في وادي السيليكون".

ولفتت إلى أن "تيسلا وشركة إكس سبايس إكس من الشركات العملاقة المعروفة".

وذكرت الصحيفة أن "هيمنتهم في العالم جعلت العديد من المحللين يدافعون عن فكرة أن ماسك يكرر نفس الإستراتيجية الاحتكارية للتكنولوجيا الكبيرة".

من ناحية أخرى، أطلق ماسك أخيرا العديد من المعلومات التي تشير إلى هذا التحول "نحو استغلال المريخ، بهدف أن تنطلق الصناعة والمنافسة من الأرض بالتزامن مع ذلك". 

وكشفت الصحيفة أن "بيانات شركة مورغان ستانلي للخدمات المالية تؤكد أن أرباح أقمار الاتصالات تقدر بنحو 70 مليار دولار سنويا، فيما تصل عائدات أقمار المراقبة إلى نحو 10 مليارات".

واستدركت: "لكن، سيتم تجاوز هذه الأرقام قريبا لدرجة أنه لن يتذكرها أحد".

وأوضحت أن "شركة الأبحاث والأسواق الاستشارية تقدر أن هذا الرقم سيرتفع إلى 24.2 مليار دولار عام 2030، لكن، بحسب حسابات يوروكونسلت، تعد هذه الأرقام أكثر نسبيا، في مجال الاتصالات وحده، حيث يرفع من قيمتها إلى 123 ألف مليون دولار خلال سنة 2032". 

من ناحية أخرى، يرفع بنك "أوف أميركا" من سقف هذه الأرقام، حيث يقدر أن إيرادات اقتصاد الفضاء ستصل إلى 1.4 تريليون دولار خلال سنة 2030.

ويعتقد الخبير الاقتصادي في كلية هارفارد للأعمال، ماثيو وينزيرل، أن "95 بالمئة من الفواتير ستأتي من الأقمار الصناعية، خاصة من المدارات المنخفضة".

وتابع: "إذا لم تخرج التوترات الجيوسياسية عن السيطرة، فإن المساحة ستكون كبيرة بما يكفي لتوزيع الفوائد على الجميع".

القوة الغاشمة

وقالت الصحيفة الإسبانية: "في الحقيقة، تعد عبارة كاتب الخيال العلمي روبرت هاينلاين (1948-1988)، التي تقول: بمجرد وصولك إلى مدار الأرض، تكون في منتصف الطريق إلى أي مكان، أكثر تعبيرا في الوقت الراهن".

وأضافت "من هذا المنطلق، يعد الفضاء بمثابة طبقات متداخلة، وتحديدا، يقع المدار الأرضي المنخفض على بعد ما بين 500 إلى 1000 كيلومتر من الأرض، وهنا تجرى المعركة الاقتصادية الكبرى.

وتابع: "هناك أيضا مدارات متوسطة، والتي يتراوح مداها بين ألفين إلى 36 ألف كيلومتر، وهنا تحديدا يقع المدار الثابت بالنسبة للأرض، ومن خاصيته أنه يدور في نفس اتجاه دوران الأرض، ولهذا السبب، توضع الأقمار الصناعية على هذا المدار تحديدا".

واستطردت "أما المدارات القريبة، فهي أراضٍ غير منظمة ولا أحد يعرف عدد الأراضي الصالحة للتشغيل، يقارنها البعض بالغرب الأميركي القديم". 

ونقلت الصحيفة أن "ماسك اختار مدارا أرضيا منخفضا لتجد شركته سبايس إكس طريقة لبناء صواريخ ثقيلة قابلة لإعادة الاستخدام، كما أنه أطلق الشحنة إلى المدار والتي من المؤكد أنها ستعود بأمان".

وفي عام 2019، بدأ بإرسال أقمار صناعية أصغر للاتصالات، تزن حوالي 260 كيلوغراما، وهي تشبه السيارة المسطحة، ذات لوحة كبيرة تعكس ضوء الشمس.

وتتواصل الأقمار الصناعية مع المحطات الأرضية، حتى تتمكن من نقل الإنترنت عالية السرعة إلى جميع أنحاء العالم تقريبا، كما توفر هذه الأقمار خدمة الاتصال القمري بالإنترنت عبر نظام ستارلينك، المصنعة بواسطة شركة سبيس إكس.

وعرضت شركة ماسك خدمات إنترنت، قادرة على تنزيل 100 ميغابايت في الثانية، في حوالي 60 دولة.

ونقلت الباييس عن ميغيل أنجيل باندورو، الرئيس التنفيذي لشركة هيسباسات، وهي شركة إسبانية مديرة لعدد من الأقمار الصناعية، أن "التغيير الكبير يكمن في أنهم يديرون السلسلة بأكملها: فهم يصنعون الصواريخ، ويصممون الأقمار الصناعية، بين 150 و300 شهريا، ويقومون بتشغيلها، وإنشاء التطبيقات، وبيعها مباشرة للمستخدم". 

وواصل: "علاوة على ذلك، يوفر خدمات بسعر مختلف في كل بلد، إنها إستراتيجية القوة الغاشمة، يملك القطب موارد هائلة ويمكن أن يخسر المال حتى لا تتمكن بقية الشركات من مقاومة قوة شركته".

وأشار باندورو إلى أن "قلة هم من يعرفون حجم مكاسب أو خسائر ماسك من إطلاق إحدى طائراته من طراز فالكون 9، كون شركته خاصة".

فيما بينت الصحيفة أن " ماسك يريد أن يكون بمفرده في هذا المدار المنخفض، وبطبيعة الحال، فإنه يسيطر عليه، لكن لديه منافسة لا يستهان بها".

ومن بين الشركات المنافسة، تبرز "أمازون" عبر مشروع "أمازون كايبر".

وعلقت "على أية حال، يبدو أن الفضاء أصبح ملعبا للتنافس بين مليارديرات التكنولوجيا. ويبدو أن مؤسس أمازون، جيف بيزوس، وحده هو القادر على إسقاط ماسك من السحابة، وفي نهاية المطاف، لا يمكن إنكار أن المنافسة الكبرى تعود إلى القطبين".

ويخطط بيزوس لتوفير تغطية خدمة الواي فاي من خلال 3236 قمرا صناعيا في مدار منخفض، وهو رقم يمنحهم إمكانية "إنشاء الشبكة الأكثر أمانا بأقل عدد من الأقمار الصناعية".

ومن المنتظر البدء في تصنيع الأقمار الصناعية نهاية عام 2023 وبدء الاختبارات الأولى في 2024، وفق صحيفة "الباييس" الإسبانية.