محمد يزبك.. قيادي معمم نصّبه مؤيدوه رئيسا لحزب الله قبل اغتيال نصر الله

يوسف العلي | 2 months ago

12

طباعة

مشاركة

مازالت قضية اختيار بديل للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تخضع للتكهنات، لا سيما مع تعدد الأسماء القيادية المؤسسة للحزب.

ويشغل العديد من الأسماء حتى اليوم مناصب قيادية في مفاصل الحزب، ومن أبرزهم رئيس الهيئة الشرعية له المعمم محمد يزبك.

وفي 28 سبتمبر/ أيلول 2024، أعلن حزب الله اللبناني مقتل زعيمه، حسن نصر الله (64 عاما)، إثر غارات جوية إسرائيلية عدة استهدفت مقر الحزب الرئيس بالضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت باليوم السابق، أثناء اجتماعه مع شخصيات قيادية وأخرى عسكرية إيرانية.

خليفة محتمل

وقبل مقتل نصر الله بيومين، كشف الأمين العام لـ"المجلس الإسلامي العربي" في لبنان، محمد علي الحسيني، خلال مقابلة تلفزيونية، عن حصول انتفاضة داخل مجلس شورى "حزب الله" ضد نصر الله، ليجرى ترشيح محمد يزبك لخلافته.

لكن لم يعرف مدى دقة رواية الحسيني الذي أثار الجدل على قناة العربية السعودية قبل اغتيال نصر الله بيوم، حيث وجه رسالة إلى الأخير: “جهز وصيتك فمن اشتراك قد باعك.. ما حدث في 2006 كان متفقا عليه أما اليوم فلا سياسة وإسرائيل ستدمر كل شيء”.

وكان آخر ظهور إعلامي ليزبك، في 21 سبتمبر، عند تشييع القيادي في حزب الله اللبناني أحمد محمود وهبي المعروف باسم "الحاج أبو حسين سمير" في مدينة بعلبك، والذي كان يقود تدريب قوة الرضوان التابعة للحزب.

وأكد يزبك في حينها، خلال كلمة له في تشييع أحمد محمود وهبي، أن "جبهة المقاومة مدعوة اليوم إلى مزيد من التماسك والحضور لمواجهة الأعداء حتى تحقيق النصر".

وشدد على أن "هذه الدماء والجراحات القلبية ستتحول إلى قوة وعزيمة لنواجه أعداء الله والإنسانية"، مؤكدا أن "فجر النصر آت، فلا وهن ولا حزن على المستقبل".

وأضاف رئيس الهيئة الشرعية لحزب الله أن "بصيرتنا معنا وندرك ماذا نفعل وكيف نقاتل"، مضيفا: "مستمرون في مسيرتنا ولم ولن يدخل إلى قلوبنا أي وهن أو شك أو تردد".

وفي 24 أغسطس، قال خلال حضوره مناسبة دينية شيعية، إن "جبهه الإسناد في جنوب لبنان لن تتوقف إلا بتوقف الاعتداء والحرب على غزة وبعدها لكل حادث حديث، والنصر يحتاج إلى تقديم الدماء والتضحيات".

وعدّ يزبك ما نفذته إسرائيل من اغتيالات، ومنها اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر، "لن يثني المقاومة، بل يزيدها تصميما، وأن أميركا منذ أكثر من 40 سنة كانت تريد الانتقام منه، لأنه ألمها وأوجعها، كما أوجع إسرائيل".

وأشار إلى أن "الانتقام آت لا محالة، ولكن نحن من يحدد الوقت المناسب، ولن نترك دماء شهدائنا ولا أسرانا".

وأكد يزبك في حينها أن "العدو مازال حتى الآن ضمن قواعد الاشتباك، واذا وسع الحرب وسعنا، وإذا أرادها حربا شاملة فنحن جاهزون لها، وما ظهر من إمكانات المقاومة هو جزء مما تمتلكه".

وأردف: "نحن منذ حرب تموز (2006) حتى اليوم نعمل ونعد ليوم آت في المواجهة مع العدو، حتى لا يأخذنا على حين غرة".

وكيل خامنئي

ينحدر يزبك المولود عام 1950، من عائلة مقرها في بوداي وهي بلدة تقع بالقرب من قضاء بعلبك في شمال لبنان، وقد بدأ حياته الدراسية الجامعية بدراسة العلوم الدينية الشيعية في العراق خلال عقد السبعينيات في القرن العشرين.

بعد الانتهاء من دراسته في العراق عاد يزبك إلى لبنان عام 1980، وأسهم بإنشاء الحوزات والمؤسسات الدينية الشيعية في البلاد، ثم أسس بمعية أميني حزب الله السابقين عباس الموسوي وصبحي الطفيلي الحزب في 1982.

وأيد يزبك ثورة الطفيلي عام 1987 ضد عدم المساواة بالسلطة في "حزب الله" لصالح أولئك الذين ينحدرون من جنوب لبنان، ثم أصبح بعدها أحد كبار قادة الحزب في سهل البقاع خلال عقد 1990.

ومع أنه قيادي في "حزب الله"، لكنه يتولى منصب ممثل المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي في منطقة سهل البقاع؛ إذ يتولى مسؤولية توزيع المنح المالية التي خصصها الأخير للحزب اللبناني.

كما أن يزبك كان الممثل الخاص للأمين العام لـ"حزب الله" السابق حسن نصر الله، إضافة إلى أنه عضو المجلس الأعلى للحزب، فضلا عن كونه عضو مجلس الشورى الحصري (القيادة العليا). 

في عام 2009 انتخب يزبك في مجلس الشورى لحزب الله اللبناني، وهو يرأس أيضا المجلس الشرعي للحزب المعروف أيضا باسم "اللجنة القانونية العليا"، إضافة إلى أنه يتولى الخطابة وإلقاء المحاضرات بشكل منتظم.

وفي 9 ديسمبر/ كانون الأول 2005، تعرض يزبك لمحاولة اغتيال بانفجار سيارة مفخخة قرب منزله في بعلبك بسهل البقاع، لكنه لم يصب بأي أذى، ولم يؤد الانفجار إلى وقوع إصابات.

لكن حزب الله اللبناني ذكر في حينها أن الانفجار استهدف قيادي آخر من دون ذكر اسمه كان في منزل يزبك، واتهم إسرائيل بالوقوف وراء محاولة الاغتيال التي قال إنها "باءت بالفشل".

وذكرت قناة الجزيرة القطرية في 10 ديسمبر 2005، أن معلومات تسربت بأن هذا القيادي المستهدف يدعى "حسين عساف أحد مسؤولي المقاومة الإسلامية التابعة لحزب الله".

وعقب حرب يوليو/تموز 2006، بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، تعهد رئيس الهيئة الشرعية محمد يزبك بالحفاظ على "سلاح المقاومة"، وذلك بعد مطالبات سياسية داخلية وخارجية بضرورة نزعه والانخراط بالعمل السياسي وترك الجيش اللبناني يتولى حماية البلاد.

معاقب خليجيا

في 6 مايو/ أيار 2008، أعلنت الرياض ودول خليجية، أنها وضعت 10 من قادة حزب الله اللبناني على لائحتها للإرهاب، مصنفة الحزب "تنظيما إرهابيا بجناحيه السياسي والعسكري".

وأوردت وكالة الأنباء السعودية "واس" أسماء ضمّت إلى جانب نصر الله ونائبه نعيم قاسم، كلا من محمد يزبك والمستشار السياسي لزعيم الحزب حسين خليل، إضافة إلى آخرين.

ومع اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد في عام 2011، قال يزبك إن “ما يحصل اليوم في سوريا مؤلم ويفطر القلوب”.

وتساءل: “على أي أساس يتصارع العالم على سوريا وينتظر المؤامرة لضرب هذه المقومات الموجودة فيها حتى تصير حربا أهلية؟”

وأبدى يزك في 13 فبراير/ شباط 2012 استغربه مما يجرى، بالقول: "هل تزكية هذا الأمر هو لمصلحة سوريا والعرب والمسلمين؟ أم المصلحة الجلوس على الطاولة والحوار وتكون الإصلاحات والعدل وإعطاء الحقوق؟ هذا هو المنطق الذي يجب أن يعمل به".

لكن يزبك تخلى عن الدعوة إلى الحوار السياسي في سوريا لاحقا، وذهب إلى مساندة نظام بشار الأسد.

كما حث في عام 2014، مقاتلي حزب الله اللبناني على مواجهة الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري، الذين يصفهم بـ"التكفيريين والإرهابيين".

ولطالما ظهر يزبك في مراسم تشييع قادة الحزب الذين يقتلون في سوريا أو باستهداف إسرائيلي.

وفي يناير/كانون الثاني 2024، أشاد بالقيادي في الحزب رشيد محمد شغليل الذي قتل وقتها في خضم معركة طوفان الأقصى. 

وأشاد يزبك بالقتيل لكونه شارك بالقتال في سوريا ضد ما وصفه بـ"الإرهاب التكفيري"، وعاد لمواجهة العدو الصهيوني في جنوب لبنان.