محمد رضا نوري.. سجين إيراني تكافح واشنطن وطهران لخطفه من العراق

يوسف العلي | 3 months ago

12

طباعة

مشاركة

“إعلامي، مقاوم، جاسوس، إرهابي”.. كل هذه الألقاب تطلق على عضو فيلق القدس الإيراني، محمد رضا نوري، الذي حكم عليه بالسجن المؤبد في العراق، لتورطه في قتل مدرّس أميركي يدعى ستيفن إدوارد ترويل بالعاصمة بغداد في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022.

وفي 23 مارس/ آذار 2023، جرى اعتقال محمد رضا نوري إلى جانب القبض على 4 عناصر من المليشيات المدعومة من إيران والتي نفذت هذه العملية، وفي 31 أغسطس من العام نفسه، حكمت محكمة جنايات الكرخ العراقية عليه مع الأربعة الآخرين بالسجن المؤبد.

وفي 21 يوليو/ تموز 2024، قدم مساعد الشؤون الدولية في السلطة القضائية في إيران كاظم غريب آبادي توضيحات حول آخر مستجدات وضع محمد رضا نوري، المواطن الإيراني المسجون في العراق.

وقال آبادي، إن الادعاءات والاتهامات الموجهة ضد هذا المواطن الإيراني لا أساس لها من الصحة وفي نفس الإطار فإن الطلب الأميركي بتسليم هذا المواطن الإيراني لم يحظ بموافقة الجانب العراقي.

"متهم بالإرهاب"

محمد رضا نوري من مواليد العاصمة طهران في 25 يونيو/ حزيران 1987، متزوج، ولا يعرف تحصيله الدراسي أو تخصصه وطبيعة عمله، فالإعلام الإيراني، يصفه بالمستشار الإعلامي والمقاوم المدافع عن المقدسات في سوريا، مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. 

وأفادت صحيفة "همشهري" الإيرانية في 8 يونيو، بأنه جرى تغيير تهمة محمد رضا نوري من العمل الإرهابي إلى ألقاب أخرى، فيما كاظم غريب آبادي أعرب عن أمله في نقل الأخير إلى إيران في أقرب وقت ممكن.

ونقلت الصحيفة عن آبادي قوله: جرى متابعة حالة هذا المواطن الإيراني مرتين عبر الهاتف، كما تمت متابعته خلال زيارة رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني، إلى العراق في مارس 2023.

وأشارت إلى أنه "من العام الماضي؛ ونتيجة للإجراءات القانونية والقضائية، تم تغيير عنوان تهمة نوري من عمل إرهابي إلى عناوين أخرى؛ ولذلك، فقد تم توفير الأساس القانوني للنقل المذكور إلى إيران في إطار اتفاق نقل المحكوم عليهم".

وذكر آبادي أنه تواصل مع وزير العدل العراقي خالد شواني، وطلب منه اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين وضع وظروف احتجاز نوري وتوفير التسهيلات اللازمة للتصرف، وأن سفارة بلادنا في بغداد على تواصل مع الأخير وسلطات السجن بهذا الخصوص.

وأكد المسؤول الإيراني أن نقل نوري إلى إيران على جدول الأعمال ومتابعة جادة من السلطة القضائية ووزارة الخارجية، لافتا إلى أن اعتقال الأخير هو أحد أمثلة الاعتقال التعسفي، وبناء على ذلك يجب أن يجرى نقله إلى بلاده في أقرب وقت ممكن.

وفي 12 يونيو، نشر موقع "إيران إنترناشينال" الإيراني المعارض، أن "القائم بأعمال وزير خارجية إيران، علي باقري، بصدد إجراء زيارة وشيكة إلى العراق بهدف التفاوض على إطلاق سراح العضو في الحرس الثوري الإيراني، محمد رضا نوري".

وكان حسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية إيران السابق، أكد خلال اجتماع مع ولد نوري وزوجته في 13 مايو، أن "النظام الدبلوماسي لن يدّخر أي جهد لمساعدة الأخيرة وتسريع عملية إطلاق سراحه ونقله إلى البلاد، حسب بيان نشره موقع وزارة الخارجية الإيرانية.

وفي مطلع يونيو 2024، أعلن ناصر الكناني، المتحدث باسم وزارة الخارجية لوسائل الإعلام أن النظام الدبلوماسي يعطي "الجدية والعناية الخاصة" في هذه القضية بالذات (الحكم ذد نوري) ويقوم بمتابعاته "بكل قوته".

"مقاوم أسير"

وبحسب تقرير نشرته وكالة "تسنيم" الإيرانية في 8 يونيو، فإن "محمد رضا نوري المعروف بـ(أبو العباس)، المدافع عن العتبات الإيرانية، معتقل في بغداد منذ أكثر من 400 يوم (15 شهرا)، ولا أخبار عنه، وهو في الأسر، ويقال إن هذا الاعتقال نفذته القوات الأميركية".

أما موقع "تابناك" الإيراني، فقد ذكر في 17 مايو، أن محمد رضا نوري، هو مناضل ومقاتل مخضرم يدافع عن الضريح المقدس (مرقد السيدة زينب في دمشق)، كان موجودا في العراق تحت مسمى مستشار إعلامي. 

وزعم الموقع، أن الكوماندوز الأميركي اختطف محمد رضا نوري فجر 23 مارس 2023، في منطقة زيونة ببغداد، ومحاكمته عقدت بحضور عملاء السفارة الأميركية في العراق، ونقل إلى هذه المحكمة مع أربعة سجناء عراقيين داخل قفص ومع 14 مركبة مرافقة أميركية.

ونقل "تابناك"، عن "الرادود" (منشد شيعي) الإيراني المعروف، محمد حسين بويانفر، قوله إن "أكثر من 400 يوم مرت على أسر الصحفي ومقاتل جبهة المقاومة محمد رضا نوري الملقب بأبي العباس في براثن الأميركان المجرمين في العراق".

وتابع: "كلنا شهدنا الحضور الفاعل لأبو العباس في العراق مناطق مختلفة من المعركة مع تنظيم الدولة خلال الحرب السورية، ورواياته الجريئة والمفيدة شهدناها وللأسف، وبعد أكثر من 400 يوم من أسر هذا الشخص العزيز، لم يتم اتخاذ أي إجراء مختص وفعال لإطلاق سراحه من قبل السلطات".

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية في 31 أغسطس 2023، تفاصيل اعتقال نوري ومجموعة عراقية متهمين بقتل الأميركي ستيفن إدوارد ترويل، وأكدت أنها كانت بمتابعة وجهود استخباراتية عراقية، وذلك بعد إصدار القضاء العراقي حكم المؤبد بحق السجين الإيراني.

وفي 31 أغسطس 2023، رحبت وزارة الخارجية الأميركية بالحكم الذي أصدرته المحكمة الجنائية العراقية بالسجن المؤبد على محمد رضا نوري وأربعة من عناصر المليشيا العراقية، الذين اعتقلوا معه.

وبعد يوم من مقتل المدرس الأميركي، الذي يقيم في بغداد مع زوجته وأولاده، أعلنت جماعة تدعى "أصحاب الكهف" في 9 نوفمبر 2022، مسؤوليتها عن عملية الاغتيال هذه، وادّعت في بيان لها أن هذه العملية نُفذت انتقاما لمقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس.

"سمسار وجاسوس"

وبحسب تقرير نشره موقع "إيران إنترناشيونال"، فإن نوري استخدم علاقاته أخيرا لإبرام عقود تجارية لشركات تابعة للحرس الثوري والنظام الإيراني في العراق، بالتعاون مع عضو في "حركة النجباء" (لم تكشف اسمه)، وهي مليشيا شيعية عراقية مصنفة إرهابية في الولايات المتحدة.

وذكر "إيران إنترناشيونال" في 12 يونيو، أن "محمد رضا نوري يحمل الجنسية السورية أيضا ويعرف باسم "الجهادي أبو العباس"، كونه شارك في الحرب الأهلية السورية وكان مقربا من قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، الذي اغتالته الولايات المتحدة ببغداد في 3 يناير/ كانون الثاني 2020.

وأشار الموقع إلى أن "محمد رضا نوري جرى اعتقاله والتحقيق معه لمدة 9 أشهر بعد عودته (لم يكشف من أين) إلى إيران بتهمة التجسس، كما أعلنت وزارة الاستخبارات ومنظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني بشكل مشترك أنهما يشتبهان به".

وبحسب مصادر الموقع الإيراني المعارض، فإن "السبب وراء عدم ذكر عضوية نوري في الحرس الثوري الإيراني، لاتهامه بقتل مواطن أميركي انتقاما لقاسم سليماني، لكن المسعى الأميركي لتسلّمه من العراق جعل السلطات الإيرانية تتابع قضيته".

وأشار الموقع إلى أنه "مع بداية هذه الجهود، وصفت وسائل الإعلام المقربة من النظام الإيراني سجنه لمدة 400 يوم في العراق بأنه أسر، وادّعت أنه تعرض للتعذيب على يد الأميركيين".

ونوه إلى أن "نوري كان أحد مؤسسي القسم العربي في وكالة (صابرين نيوز)، الوسيلة الإعلامية للمقاومة الإسلامية العراقية (الشيعية)"، وله العديد من الصور بجوار أكرم الكعبي وعيم مليشيا "النجباء" في العراق.

وأكد الموقع أن "نوري ذهب إلى الأراضي العراقية بعد انتهاء الحرب في سوريا، وهدد مؤسسات اقتصادية مع أحد أعضاء حركة النجباء بأنهم إذا لم يوقعوا عقدا مع الحرس الثوري فإنهم سيواجهون ردة فعل الأخيرة. فقد سبق له أن حاول مرات عدة ابتزاز مواطنين أميركيين بالعراق".