قطع كابلات الإنترنت وتعطيل الـ"جي بي إس".. أوراق روسية لإبعاد الغرب عن أوكرانيا
"الكابلات البحرية تمتد لحوالي 1.19 مليون كيلومتر حول العالم وتنقل 95 بالمئة من البيانات الدولية"
في منتصف يونيو/ حزيران 2024، هدد دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والحليف المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، بقطع كابلات الإنترنت تحت البحر لردع الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا.
وقال ميدفيديف إنه ليس هناك أي سبب يمنع موسكو من تدمير كابلات للاتصال تحت البحر لمن وصفهم بأنهم الأعداء بسبب ما قال إنه تواطؤ من الغرب في تفجيرات خطي أنابيب نورد ستريم.
وفي أكثر من مناسبة، دعت روسيا لإجراء تحقيق شفاف بشأن الانفجارات التي وقعت في سبتمبر/ أيلول 2022، وأدت لإحداث ثقوب في خطي "نورد ستريم 1 و2، بين روسيا وألمانيا، لكن لم يتفاعل الغرب مع هذه الدعوات.
وفي الأشهر القليلة الماضية، ذكرت صحف أميركية أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) كانت على علم بوجود مؤامرة أوكرانية لمهاجمة خطي الأنابيب اللذين كلفا روسيا وألمانيا مليارات الدولارات.
وفي هذا التقرير، تتحدث صحيفة "إي ريفرانسيا" البرتغالية عن التهديدات المحتملة من قبل روسيا لتعطيل الإنترنت ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في الغرب، بناء على تصريحات وتحليلات حديثة.
كابلات الإنترنت
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا قادرة على استهداف وتدمير الكابلات البحرية التي تعد حيوية للاتصالات العالمية، لذا يجب الاستعداد لمثل هذه التهديدات في السياق الجيوسياسي الحالي.
ونقلت تحذير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية "CSIS" من أن “شبكة الكابلات البحرية المصنوعة من الألياف الضوئية، التي تربط بين القارات رقميا، قد تكون عرضة لهجمات من قِبل قوى معادية مثل روسيا”.
وفي مايو/ أيار 2024، أشار ديفيد كاتلر، رئيس الاستخبارات في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، إلى أن روسيا قد تهاجم هذه الكابلات كنوع من الانتقام لدعم الغرب لأوكرانيا، وقد أثار هذا تحذيرا كبيرا بين مخططي التحالف العسكري.
وعلى جانب آخر، تلفت الصحيفة إلى أن بعض الإشارات بالفعل صدرت من الكرملين تدل على احتمال حدوث ذلك.
وعلى الرغم من أن مدفيديف غالبا ما يدلي بتصريحات مثيرة للجدل ويهدد دول الناتو، إلى أن المحللين يعتقدون أن "هذا التهديد قد يكون جديا".
جدير بالذكر هنا أنه إذا تعرضت الكابلات للتلف، فإن العديد من خدمات الإنترنت التي نستخدمها يوميا وتعد حيوية للاقتصاد، مثل المكالمات والمعاملات المالية والبث، ستتوقف.
ومع الاعتماد العالمي المتزايد على الإنترنت، أصبحت الكابلات البحرية التي تمتد لحوالي 1.19 مليون كيلومتر وتنقل 95 بالمئة من البيانات الدولية، ذات أهمية كبيرة، وفق الصحيفة.
وبهذا الشأن، يقول روبرت دوفر، أستاذ الأمن الدولي، إن "هذه الكابلات أصبحت الآن نقطة ضعف كبيرة للدول التي تعتمد عليها بشكل كبير ولا تمتلك بدائل احتياطية".
أنظمة GPS
وبعيدا عن الرادع النووي وقطع كابلات الإنترنت، قالت الصحيفة البرتغالية إن محللين أمنيين يؤكدون أن روسيا تبحث عن نقاط ضعف في قطاعات أخرى.
وأشارت إلى أنه في يونيو/ حزيران 2024، زاد حلف الناتو من دورياتها الجوية على سواحل أيرلندا بسبب مخاوف من نشاط الغواصات الروسية، كما ذكرت صحيفة "ذا صنداي تايمز" في ذلك الوقت.
وفي هذا الصدد، اُتهمت روسيا أخيرا بالتدخل في أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية "GPS"، مما أثر على مسارات الطيران التجاري.
فعلى سبيل المثال، عُلقت الرحلات الجوية من هلسنكي إلى تارتو في إستونيا لمدة شهر في أبريل/ نيسان 2024، بحسب ما ورد عن الصحيفة.
جدير بالإشارة هنا إلى أن إشارات "GPS" تُعد أساسية في مجال الطيران، حيث تساعد في الملاحة وهبوط الطائرات بأمان.
ورغم وجود أنظمة احتياطية، إلا أن سلطات دول البلطيق تحذر من أن أي خلل في "GPS" قد يعرض الطائرات للخطر.