واشنطن تواصل اتهام بكين بسرقة التكنولوجيا.. كيف ردت الصين؟

12

طباعة

مشاركة

هاجم موقع صيني الولايات المتحدة بسبب اتهامها المتكرر لبكين بسرقة الملكية الفكرية في مجالات الذكاء الاصطناعي.

وفي يوليو/تموز 2022، قال كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "إف بي آي"، إن الصين تهدف إلى "نهب" الأصول الفكرية للشركات الغربية لكي تتمكن من إسراع وتيرة تقدمها الصناعي والهيمنة على الصناعات الحيوية في نهاية المطاف.

وقال موقع "الصين نت" إن "هذا الاتهام ليس بجديد، وقد فُنّد منذ فترة طويلة، ولكن أحيته الولايات المتحدة أخيرا".

"وفي ضوء الجهود الجبارة التي تبذلها الولايات المتحدة لقمع واحتواء الصين، ليس من المستغرب أن يُلفقوا مثل هذه الاتهامات الباطلة والسخيفة"، وفق وصف الموقع.

وذكر التقرير أن هناك عدة دوافع وراء هذا الاتهام، منها تشويه الصين، عبر الادعاء بأن ما تعيشه من تطور هو مجرد "سرقة".

وأردف: "كما أنه محاولة لجمع حلفاء الولايات المتحدة حولها، من خلال تصوير بكين كتهديد، وعرقلة التعاون التكنولوجي للحلفاء مع الصين".

علاوة على ذلك، فإن هذا الاتهام يُعد "ذريعة لصرف الأنظار عن الانحدار الذي تعيشه الولايات المتحدة"، وفق الموقع الصيني.

اعتقاد خاطئ

وقال الموقع إن "الافتراء على الصين بسرقة الملكية الفكرية هو تشويه خطير للتاريخ والواقع، وليس لدى الولايات المتحدة أي دليل على ذلك".

وتابع: "لكنها تعتقد أن الصين متخلفة للغاية، لذلك تتعجب كيف حققت اختراقات في العديد من التقنيات الرئيسة عبر الاعتماد على قدراتها الخاصة، لذا فهي تصدر الأحكام جزافا".

وأشار "الصين نت" إلى أن هذه العقلية المُشوهة التي تجسدها واشنطن تعكس نوعا من "العنصرية في المجال التكنولوجي".

وأردف أن وزير الخزانة الأميركي الأسبق، لاري سامرز، قال في وقت ما عبارة منصفة، وهي أن الشركات الصينية تتقدم في مجال التكنولوجيا، وأن ذلك ليس نتيجة لـ"سرقة التكنولوجيا الأميركية".

وأضاف: "بل يعود ذلك أولا وقبل كل شيء إلى العلماء المتميزين في مجال العلوم الأساسية في الصين، والنظام التعليمي الذي يولي اهتماما بالمواهب".

ويرى الموقع الصيني أن "الولايات المتحدة عادت لتثير هذا الاتهام الزائف مرة أخرى"، معتبرا أن "مسألة "سرقة الصين لحقوق الملكية الفكرية أمر مُختلق، بينما محاولات واشنطن لقمع واحتواء بكين هي الحقيقة".

وأوضح التقرير أن "الولايات المتحدة ترى بشكل خاطئ الصين عدوها الأول، وتستخدم مختلف الموارد لتروج للأكاذيب والشائعات، ولتلقي اللوم على بكين، وتوفر الذرائع اللازمة لقمعها واحتوائها".

وأكد أن هذه الاتهامات تهدف بشكل واضح إلى دفع الدول الأخرى للتعاون مع الولايات المتحدة في فرض عقوبات قاسية ضد الشركات التكنولوجية الصينية وتقييد الاستثمار في الصين، في محاولة فاشلة لفرض "حصار تكنولوجي" عليها.

ونقل ما قالته الإذاعة الألمانية الحكومية "دويتشه فيله" من أن "الولايات المتحدة تسعى لمنع الصين من تحدي هيمنتها التكنولوجية، وأن القلق الأساسي بشأن الصين هو أن تصبح قوة تكنولوجية".

كما أشار إلى ما قاله كبير الباحثين في جامعة ييل الأميركية، ستيفن روتش، من أن دعاوى الولايات المتحدة بشأن "سرقة الصين للملكية الفكرية" تعتمد على "شائعات لا يمكن أن تصمد أمام التحقيق الجاد".

غسل أدمغة الحلفاء

ورأى "الصين نت" أن الولايات المتحدة تروج للمزاعم حول "سرقة بكين للتكنولوجيا" بهدف غسل أدمغة حلفائها بمثل هذا بهذه الفكرة السامة، التي تدعي أن "التعاون التكنولوجي مع الصين يشكل خطرا على الملكية الفكرية".

والواقع هو أن "التعاون العلمي والتكنولوجي مع الصين يوفر فرصا وليس تهديدات للشركات العالمية، فقد تحولت بكين من كونها دولة تستورد التكنولوجيا إلى دولة مبتكرة"، حسب الموقع.

وأوضح أن الصين "ليست فقط مصنعا عالميا وسوقا ضخما، بل لديها أيضا بيئة رائعة للبحث والتطوير والابتكار، ولديها فرصا أوسع وتوافق أكبر مع مصالح الدول والشركات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الدول المتقدمة".

وقد أكد مجتمع الأعمال الألماني أخيرا أنه "على استعداد لتعميق التعاون الألماني-الصيني، من حيث تحسين قدرات البحث والتطوير والتحول الرقمي، وذلك لتحقيق فوائد متبادلة من الإنتاج والابتكار".

وأفاد التقرير بأن "عدد طلبات براءات الاختراع للذكاء الاصطناعي في الصين يحتل المرتبة الأولى حول العالم، وأن لدى بكين ميزة تنافسية في تقنية 5G".

وقال معهد "السياسة الإستراتيجية" في أستراليا إن "الصين تتصدر 37 من أصل 44 تقنية تمت دراستها، بما في ذلك المواد التكنولوجية العالية والاتصالات اللاسلكية والحوسبة الكمية وغيرها".

ويعتقد الموقع الصيني أنه "عوضا عن البحث عن الأسباب الذاتية لتراجع بلادهم، يحاول بعض السياسيين الأميركيين لوم الصين على إنجازاتها التكنولوجية وتشويهها، بهدف تبرير تراجعهم الذاتي".

وبدلا من الالتزام بمبادئ السوق العادلة والحرة والتنافس الشفاف، يحاولون "تقويض" تنمية الصين والضغط عليها، للاستمرار في الاحتفاظ بهيمنة الولايات المتحدة في مجال التكنولوجيا، واحتكار الصناعات فائقة الدقة"، حسب الموقع.

إنجازات تاريخية

وأكد الموقع أن "إثارة كذبة أن الصين تسرق الملكية الفكرية هو تشهير بعملها الجاد في مجال العلوم والتكنولوجيا، حيث تنفذ بكين بكل قوة إستراتيجيتها في التنمية المدفوعة بالابتكار".

وأردف أن "الإنجازات التكنولوجية التي تحققت في الصين لا تعتمد على السرقة أو النهب، بل هي نتاج جهود أكثر من 1.4 مليار شخص في الصين يعملون بذكاء، ويبذلون جهدا مضنيا في سبيل ذلك".

ووفق الموقع الصيني، فإن بكين تحمي بكل حزم حقوق الملكية الفكرية، إذ أقامت نظاما شاملا لحمايتها واستخدامها وإدارتها، من خلال التشريعات والتخطيط والهيئات التنفيذية، كما أنها توفر الدعم اللازم للابتكار التكنولوجي".

وأضاف أن المجتمع الدولي يثني على جهود بكين في هذا الصدد، فقد صرح المدير العام لمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، دارين تانغ، أن "الصين حققت إنجازات تاريخية وتقدما في مجال الملكية الفكرية على مدى الخمسين سنة الماضية".

وتابع: "فقد ارتفع تصنيفها في مؤشر الابتكار العالمي إلى المركز الحادي عشر، ويمكن اعتبار إستراتيجية الملكية الفكرية التي وضعتها الصين نموذجا يحتذى به".

وأكد الموقع أن "الصين تشهد الآن ظهور إنجازات ابتكارية كبيرة، وأن بعض الاتجاهات الرائدة بدأت في الدخول إلى مراحل الريادة".

"وفي الوقت الحاضر، تتحول الصين من كونها إحدى الدول ذات التأثير الكبير في مجال التكنولوجيا إلى أن تكون إحدى قوة عالمية في هذا المجال".

وشدد الموقع الصيني على أن "التاريخ سيسجل لحظات اللحظات المشرقة للاختراعات التكنولوجية في الصين، بينما ستتلاشى كل محاولات التشويه مثل سحابة عابرة، وستصبح مدعاة لسخرية التاريخ".