عبد اللطيف رشيد.. سياسي كردي و"مرشح تسوية" لإنهاء خلاف رئاسة العراق

يوسف العلي | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

في ظل استمرار الخلافات بين الحزبين الكرديين الرئيسيين في العراق، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، بشأن منصب رئيس الجمهورية، فإن خيار مرشح التسوية لا يزال قائما لإنهاء الأزمة، لذلك يُطرح حاليا وبقوة اسم السياسي الكردي عبد اللطيف رشيد.

طبقا للعرف السياسي السائد في العراق بعد عام 2003، فإن منصب رئيس الجمهورية الذي يعد فخريا يذهب إلى الأكراد، فيما يحصل الشيعة على موقع رئيس الوزراء المنصب التنفيذي الأول ويحظى بصلاحيات واسعة، في حين يتولى السنة رئاسة البرلمان.

مرشح تسوية

رغم أن الاتحاد الوطني الكردستاني أعلن إصراره على مرشحه برهم صالح الرئيس العراقي الحالي لولاية ثانية، لكن وسائل إعلام محلية أفادت في 25 يوليو/تموز 2022 بأن البيت الكردي اتفق على عبد اللطيف رشيد كمرشح تسوية لمنصب رئيس الجمهورية، وفق قناة "الاتجاه" العراقية.

ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر عراقية قولها إن "الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني، حسما أمرهما بتقديم اسم عبد اللطيف جمال رشيد، كمرشح تسوية لرئاسة العراق".

وفي السياق ذاته، أكد المحلل السياسي مازن الزيدي القريب من قوى الإطار التنسيقي الشيعي أن "الحزبين الكرديين يتفقان على دخول البرلمان بمرشح تسوية والتصويت إلى الوزير الأسبق الدكتور لطيف جمال رشيد".

وأوضح الزيدي خلال تغريدة على "تويتر" في 25 يوليو 2022 أن "الاتفاق جاء بعدما حثت قيادة الإطار التنسيقي الطرفين على إنهاء الخلاف بينهما لتجاوز الانسداد السياسي".

وفي 15 فبراير/شباط 2022، توقع البرلماني العراقي عن "ائتلاف دولة القانون" محمد الشمري، طرح اسم رشيد لرئاسة الجمهورية، وذلك جراء أزمة شهدها البيت السياسي بسبب منصب رئيس الجمهورية بعد الانتخابات البرلمانية في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021.

ونقلت وكالة "المعلومة" العراقية عن الشمري قوله إن "الأمور تتجه في عملية ترشيح رئيس الجمهورية إلى إيجاد شخصية بديلة كمرشح تسوية للتوافق عليها".

وفي هذا الإطار سيرشح حزب الاتحاد الكردستاني عبد اللطيف رشيد وهو معتدل ومن 26 شخصية مرشحة لمنصب رئيس الجمهورية، وفق الوكالة.

وفي 13 يناير/ كانون الثاني 2022، أعلن عبد اللطيف رشيد، ترشحه رسميا لمنصب رئيس الجمهورية العراقية، مؤكدا: "لست مرشحا لأي حزب ولا أنوي الانسحاب حتى نهاية التصويت". 

ترشيح رشيد لم يكن الأول، فقد اتخذ الخطوة ذاتها في عام 2018 عندما رشح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية، لكن المنافسة انحصرت وقتها بين برهم صالح ومرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني، فؤاد حسين الذي يشغل منصب وزير الخارجية حاليا.

ورأى الكاتب من إقليم كردستان العراق، بارزان الشيخ عثمان، أن "الاتحاد الوطني الكردستاني سيختار مخرجا صائبا في حال  ترشيحه لهذه الشخصية (عبد اللطيف رشيد) التي تمتلك خبرة علمية وإدارية وسياسية وهي جديرة فعلا بمنصب رئيس الجمهورية، في حال لم تكن الظروف السياسية مساعدة لولاية الثانية للرئيس برهم صالح".

وأضاف الشيخ عثمان خلال مقال نشرته صحيفة "الزمان" المحلية، في 17 يناير 2022 أن "عبد اللطيف رشيد أيضا معروف لدى جميع الأوساط السياسية والاجتماعية وهو شخصية جامعة، ويقف على مسافة واحدة من جميع المكونات العراقية دون تمييز".

عديل الطالباني

عبد اللطيف رشيد مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق عام 1944، متزوج من عضو الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني شاناز إبراهيم أحمد شقيقة هيرو إبراهيم زوجة الرئيس العراقي الأسبق جلال الطالباني.

حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية عام 1968 من جامعة ليفربول ودرجة الماجستير عام 1972 ودرجة الدكتوراة عام 1976 في الهندسة من جامعة مانشستر.

عمل عبد اللطيف رشيد في بداياته بجامعة السليمانية لتدريس مواضيع فنية من 1969 إلى عام 1971، وعمل مع شركة "سير وليام هالكرو" الاستشارية وشركائه المهندسين من عام 1971 إلى 1979.

ارتبط اسمه بعدد من البرامج والمنظمات ذات العلاقة بالهندسة، والتنمية الزراعية، وأجرى بحوثا وأعمالا تخص الدراسة والتصميم والإشراف على مشروع الري والتنمية في المملكة العربية السعودية في أعوام 1976 إلى 1979.

 ثم عمل في الصومال بمشروع تطوير المرعى الشمالي لإجراء المسح والتقييم، من عام 1979 حتى 1981.

وشغل منصب مدير مشروع منظمة الغذاء والزراعة الدولية لوادي توبان الذي يقع في جنوب اليمن والممول من قبل البنك الدولي وصندوق الكويت، لعامي 1981 و1982.

وكذلك شغل منصب مهندس مقيم لمنظمة الغذاء والزراعة الدولية لسد وادي جيزان وشبكة الري في السعودية، ومدير مشروع منظمة الغذاء والزراعة الدولية ومشروع تطوير وادي الجيزان لعامي 1983 و1986.

وفي 3 مايو/أيار 2011 أعلنت الحكومة تصديقها رسميا على ترشيح عبد اللطيف رشيد لمنصب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو"، ورغم تأييد الجامعة العربية له- حسب قوله- لكنه لم يتمكن من تولي المنصب.

تولى عبد اللطيف رشيد وزارة الموارد المائية العراقية من 2003 وحتى نهاية العام 2010، وفي ديسمبر/كانون الأول 2010 عيّن مستشارا أقدم لرئيس جمهورية العراق ولا يزال مستمرا.

عبد اللطيف عضو في الاتحاد الوطني الكردستاني، رشح للرئاسة رغم اتفاق حزبه على ترشيح برهم صالح للمنصب ذاته.

لكنه أكد خلال تصريح له في يناير 2022 عدم اعتراض الحزبين الكرديين على الترشيح قائلا: "إنهم لم يعربوا عن استيائهم، وعلى العكس فإن معظم الأحزاب تؤيدني". 

معارض بارز

بدأ عبد اللطيف رشيد مسيرته السياسية في ستينيات القرن العشرين، عن طريق انضمامه إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، وأصبح عضوا بارزا فيه ومن ثم قياديا في جمعية الطلبة الأكراد في أوروبا.

شارك رشيد في الاجتماعات واللقاءات الخاصة بتشكيل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي انبثق من الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1975، والتحق به بعد تشكيله.

واختير ليكون مندوبا للحزب في بريطانيا وممثلا له في عدد من الدول الأوروبية، وكان دوره بارزا في "الاتحاد الوطني" منذ تأسيسه.

وحضر اجتماعات ومؤتمرات المعارضة التي سبقت الاحتلال الأميركي للعراق والإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003.

ولدوره في المؤتمرات التي حضرها بصفته قياديا في التحالف الكردستاني بأوروبا، انتخب بعد تشكيل المؤتمر الوطني العراقي عضوا في المجلس التنفيذي، ثم أصبح عضوا في قيادة "المؤتمر" من 1992 حتى عام 2003.

وبحكم عمله في المعارضة قبل عام 2003، يتمتع رشيد بشبكة واسعة من العلاقات مع مختلف الأطراف العرقية، وكانت تربطه علاقة صداقة قوية مع أقطاب المعارضة في الخارج، الأمر الذي اختير بفعله بعد عام 2003 ليكون وزيرا للموارد المائية.

وعن دوره الحالي في وظيفته كمستشار أقدم لرئيس جمهورية العراق، تفيد نبذة شخصية على موقع رشيد الإلكتروني أنه "يضطلع بدورٍ حيوي من خلال المشاركة في الأنشطة والفعاليات الحكومية وعلى مختلف المستويات".

ومنذ تعيينه الجديد هذا شارك في العديد من الندوات الاقتصادية والتنموية إضافة الى المؤتمرات التي مثل فيها رئاسة الجمهورية والرئيس، وفق الموقع.

ويشير إلى أنه "ساهم وبشكل كبير في برامج التنمية الحكومية خاصّة في مجالات الزراعة، الموارد المائية والطاقة، كما حضر وترأس في كثير من الأحايين الاجتماعات المهمة مع مختلف الوفود وقادة البلد. وأنه عضو فعال في الفريق الرئاسي الموكل إليه عقد الاجتماعات السياسية جنبا إلى جنب مع رئيس الجمهورية".

وفي 9 سبتمبر/أيلول 2019، طرح السياسي الكردي كتابين من تأليفه حملا عنواني "المقالات السیاسية" و"الموارد المائية في العراق"، وسلط الضوء في كلمة ألقاها خلال حفل التوقيع على الإصدارين، على أهم المواضيع والمقالات التي جاءت فيهما.