"عهد جديد".. إعلام عبري: الإمارات تتولى الوساطة بين تركيا وإسرائيل
تحدثت وسائل إعلام عربية عن "دور دولة الإمارات في استقرار المنطقة" من خلال تحسين العلاقات بين تركيا وإسرائيل وإذابة خلافات دولية أخرى.
وأشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية إلى أن التطورات السياسية الأخيرة بين تل أبيب وأنقرة، تشير إلى تحسن قادم في العلاقات بين البلدين.
وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2021، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده ستتخذ خطوات لتحسين العلاقات مع مصر وإسرائيل، على النحو الذي اتخذته في الأسابيع القليلة الماضية مع الإمارات.
تركيا والإمارات
ووقعت تركيا والإمارات في نهاية ذات الشهر خلال زيارة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد إلى أنقرة اتفاقات استثمارية بمليارات الدولارات، وقال أردوغان إنها تمثل بداية "عهد جديد".
وتحركت أنقرة كذلك لتحسين العلاقات مع مصر والسعودية، لكن المحادثات لم تسفر عن نتائج علنية تذكر.
وفي وقت سابق من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، أجرى أردوغان اتصالا هاتفيا نادرا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، بعد أن أطلقت تركيا سراح زوجين إسرائيليين اعتقلا بتهمة التجسس خلال ذات الشهر.
وبينت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الإمارات تساعد في إعادة العلاقات التركية الإسرائيلية إلى ما كانت عليه قبل قضية (الهجوم الإسرائيلي) على سفينة مافي مرمرة التي توجهت عام 2010 إلى غزة لكسر الحصار.
ونوهت أنه ليس من قبيل المصادفة أن دولة الإمارات التي تتمتع بأحد أقوى الاقتصادات في العالم واستقرارها، قررت الآن إنشاء صندوق مخصص للاستثمار في الاقتصاد التركي المنهار، وفق تعبيرها.
وخصصت الإمارات خلال زيارة ابن زايد نحو 10 مليارات دولار "للحفاظ على الاستقرار في تركيا، بالإضافة إلى زيادة مشاركتها في نقاط أخرى على مستوى العالم".
وترى الصحيفة العبرية أن الإمارات تحاول من خلال قدراتها الاقتصادية، منذ عدة سنوات العمل والتأثير في الشرق الأوسط. وبدأ ذلك قبل توقيع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل عام 2020.
في الحقيقة لم تكشف الاتفاقية سوى عمق العلاقات والتنسيق الإستراتيجي، لا سيما الأمني بينهما، ومدى قربهما.
وتقول الصحيفة: "ليس من قبيل المصادفة أن الشخص الذي اختير للعب الدور الأهم، سفير الإمارات العربية المتحدة لدى إسرائيل، هو محمد محمود آل خاجة أحد الشباب الواعدين في العالم العربي والمؤثر في الدبلوماسية وعلاقاتها الخارجية".
إعادة الأسد
ولفتت إلى التطورات الأخيرة على العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والنظام السوري.
وخلال نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أجرى وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد مع وفد من كبار المسؤولين الإماراتيين زيارة إلى دمشق والتقى رئيس النظام السوري بشار الأسد وناقشا المساعدة التي سيقدمونها له لإخراجه من أزمة الحرب.
ورغم أن معظم الأنظمة العربية قطعت علاقاتها مع الأسد، فإن زيارة المسؤولين الإماراتيين تبدو وكأنها نوع من "الاعتراف" بانتصاره وإضعاف المعارضة.
وأشار مستشار الاتصالات والخبير في الشؤون العربية بالصحيفة "جلال البنا" إلى أنه عقب زيارة المسؤول الإماراتي، تلقى العاهل الأردني الملك عبد الله مكالمة هاتفية من الأسد بعد انقطاع دام عقدا من الزمن.
وبين أن ذلك يشير إلى اتفاق معظم الدول العربية على إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد الإطاحة بها إثر أعمال النظام الوحشية ضد المواطنين السوريين.
ولفت البنا إلى أن كل هذه التحركات من خلف الكواليس يفترض أن تترجم إلى واقع عملي لتحسين العلاقات التركية الإسرائيلية بقيادة الإمارات العربية المتحدة.
وقال: "ستبدأ الإمارات بالاستثمارات الاقتصادية الضخمة، لكنها ستنتقل بسرعة كبيرة إلى القضايا السياسية".
وواصل: "لن أتفاجأ إذا جرى التخطيط لعقد اجتماع قمة بالفعل بين قادة الدول الثلاث (أبوظبي، تل أبيب، أنقرة)".
تعاون تجاري
وفي سياق منفصل، أشارت القناة "12" العبرية إلى أنه مع العودة إلى المستقبل، سيتعمق التعاون بين إسرائيل والإمارات.
وتمكن الوفد الكبير من "بنك هبوعليم" الإسرائيلي ومعهد التصدير الذي غادر إسرائيل إلى الإمارات (أكتوبر/تشرين الأول 2021) من المشاركة في معرض إكسبو دبي.
والتقى الوفد مع كبار المسؤولين الحكوميين وكذلك تمكن من إنشاء اتصالات تجارية جديدة.
ولفتت القناة العبرية إلى أنه جرى التوقيع على "اتفاقيات أبراهام" التطبيعية برعاية الولايات المتحدة قبل حوالي عام وأطلقت تعاونا غير مسبوق بين الإمارات وإسرائيل.
ولكن لتلاشي حدوث انهيار محتمل، ترى القناة أهمية "الالتقاء بالقطاعين الخاص والعام وإقامة علاقات شخصية أولا ثم تجارية لتعزيز الأعمال بين البلدين".
وشارك كبار المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال وأصحاب المصلحة من مجموعة متنوعة من المجالات في إطار إنتاج بنك هبوعليم، ومعهد التصدير، ووزارة الشؤون الخارجية، وبحسب الانطباعات والتوصيات يتبين أن النجاح فاق التوقعات.
وأشار عوفر بن نون، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة "تالون الإلكترونية" إلى أن "زيارة الإمارات كانت مثيرة بالنسبة لي".
وتابع: "إنه لأمر مدهش في كل مرة إعادة اكتشاف كيف أن لغة التكنولوجيا والابتكار والإبداع هي الجسور بين الشعوب والثقافات".
وشكر "بنك هبوعليم ومعهد التصدير الإمارات على هذه الزيارة المهمة. وقال: "تقع على عاتقنا، أصحاب التقنية العالية، ترجمة الروابط بيننا إلى تعاون تجاري".