وسط صمت الأنظمة العربية.. لهذا تقمع إيران انتفاضة شعب الأحواز

12

طباعة

مشاركة

استنكر ناشطون على "تويتر" تكثيف السلطات الإيرانية إجراءاتها الأمنية واعتقالها عددا من متظاهري شعب الأحواز في خوزستان جنوبي البلاد.

ناشطون رصدوا عبر مشاركتهم في وسم "#الأحواز_تنتفض"، جرائم النظام الإيراني في الدول العربية بشكل عام والأحواز بشكل خاص.

كما رصدوا جرائم استخدام طهران القوة المسلحة خارج إطار القانون ضد المحتجين السلميين، وإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، فيما أثنوا على صمود شعب الأحواز.

واعتبر ناشطون أن دعم شعب الأحواز ونصرته في مواجهة بطش الأمن في إيران هي فرصة العرب والخليجيين خاصة لرد الصاع صاعين لطهران، والثأر للدول العربية التي احتلتها وعبثت في مقدراتها ومزقت أرضها.

آخرون انتقدوا الإعلام العربي، لتجاهله القضية التي يصل عمرها لنحو قرن من الزمان وعدم إبرازها بالشكل الواجب لدعم الأحواز كبلد عربي محتل، ما تسبب في عدم معرفة الأجيال الحالية بقضيتهم.

وحث ناشطون الإعلام على التحرك بمهنية بعيدا عن الولاءات والمصالح الضيقة، وترسيخ مفهوم واقعي بين الناس بأن قضية الأحواز لا تقل أهمية عن قضية احتلال أي دولة عربية.

"الأحواز عربية الجذور والتاريخ والجغرافيا، وغنية بالماء والنفط"، كلمات طغت على تغريدات الناشطين الذين دعوا العرب والمسلمين للوقوف مع شعبها ودعمه معنويا وماديا حتى يستعيد أرض الأحواز ‏المحتلة منذ العام 1925، وحتى الآن.

السلطات الإيرانية أرسلت الآلاف من قوات الأمن والوحدات الخاصة إلى مناطق احتجاج الأحواز، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.

وبحسب بيان لـ"منظمة العفو الدولية"، فإن قوات الأمن الإيرانية ارتكبت أفعالا غير قانونية، بما في ذلك إطلاق ذخيرة حية وخراطيش لقمع مظاهرات سلمية بالأساس، يتم تنظيمها في مختلف أنحاء إقليم الأحواز.

المنظمة الحقوقية قالت: إن السلطات الإيرانية لديها سجل مروع بشأن استخدام القوة المميتة غير المشروعة.

وأكدت أن الأحداث، التي تتكشف في الأحواز تقشعر لها الأبدان وتذكر بما حدث في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، عندما قتلت قوات الأمن بشكل غير قانوني مئات المتظاهرين والمارة، دون محاسبتها قط.

لماذا الأحواز؟

ناشطون تحدثوا عن الأسباب التي تدفع إيران إلى قمع الأحواز، والسيطرة على إقليمهم، مجمعين على أن العرب أمام فرصة لمناهضة إيران ووقف مشروعها التوسعي، بدعم ثورة الأحواز وتحرير الوطن العربي من قبضة حكام طهران.

الصحفية هيفي بوظو، أوضحت أن مناطق الأحواز تضم كما هائلا من الثروات الطبيعية، ومنها ينابيع عدد من الأنهار بينما الأحوازيون عطشى والأغلبية العظمى من النفط الخام الإيراني مصدره إقليم الأحواز.

وأشار أحد المغردين إلى أن الأحواز تمثل العمود الأساسي الذي تقوم عليه الدولة الإيرانية، إذ يحتوي على 80 بالمئة من النفط الإيراني.

كما يضم أحد أكبر أنهار إيران هو "الكارون"، كما أن الأحواز تمثل الإطلالة الإيرانية الوحيدة على الخليج العربي.

وقال المغرد صالح الحربي، واجب على كل العرب الوقوف مع الأحواز لأنهم إخواننا، ويجب مطالبة إيران باحترام الأقلية العربية في الأحواز ومراعاة حقوقهم، وتدخل منظمات حقوق الإنسان لوقف قمع المتظاهرين المطالبين بحقوقهم على أرضهم.

المغرد فيصل مياس، أشار إلى أن إيران سيطرت على 4 عواصم عربية، متسائلا: لماذا العرب وأولهم السعودية لا يستثمرون ويدعمون أهل السنة داخل الأحواز العربية وسوريا واليمن والعراق لتتحرر هذه الدول من السطوة الإيرانية؟.

النائب السابق في البرلمان البحريني ناصر الفضالة، قال: إن الشعب الأحوازي العربي يثبت أقدامه وجذوره وثورته في أرضه التي يحتلها الفرس أحفاد المجوس منذ 95 عاما.

وأضاف: "تمادى هذا الباغي في استباحة الأرض والدماء والثروات بين تواطؤ وصمت مريب من قوى الشر الدولي وأذنابهم الجبناء".

تجاهل مرفوض

واستنكر ناشطون تجاهل المنظمات الحقوقية والإنسانية والهيئات الدولية لأحداث الأحواز، وغضهم الطرف عن التنكيل والتعذيب الإيراني لشعبها وإطلاق النار على المتظاهرين السلميين.

الصحفي محمد مجيد، تساءل: أين المنظمات الحقوقية والدول التي تدعي بأنها تدافع عن قضايا حقوق الإنسان من المجازر والانتهاكات الإنسانية المروعة التي يرتكبها النظام الإيراني بحق العرب في الأحواز؟

وتساءل المغرد خضران بن دخين: أين المنظمات التي تدعي حماية حقوق الإنسان؟، وأين الأمم المتحدة مما يحدث في الأحواز من قمع وقتل واعتقالات من قبل السلطات في طهران؟، وهل مسلسل الكيل بمكيالين مستمر؟.

من جانبه دعا المغرد السالك بناني خالد، للنظر إلى صمت ما وصفها بـ"منظمات عقوق الإنسان الغربية" حيال ما يقوم به الحرس الثوري من تنكيل وتعذيب في الأحواز، مشيرا لعمق العلاقات بين هذه المنظمات وإيران.

صمت الإعلام

واستنكر ناشطون تجاهل الإعلام العربي والغربي لما يحدث في الأحواز، متمنين أن يهتم الإعلام والمثقفون والناشطون بالتعريف بقضية شعب الأحواز وشرح من هم وأسباب احتلالهم إيرانيا منذ 1925.

وأعرب المغرد سعيد، عن أسفه الشديد من تجاهل الإعلام العربي الحدث الجلل في دولة الأحواز العربية المحتلة، قائلا: إن الفرس يدعمون الحوثيين والمليشيات في العراق ولبنان بكل استفزاز ويقولون نحتل 4 عواصم عربية.

وأضاف أن هذه الفرصة ذهبية لضم دولة خليجية غنية ودعمها  لتكون عازلة بيننا وبين العجم إلى الأبد.

وكتب المغرد أمين أبوحلاوة: "هناك دولة عربية على هذه الأرض تسمى الأحواز، تنتفض الآن عن بكرة أبيها في وجه ملالي طهران ولا نسمع أو نرى أي خبر عنها وعما يتعرض له أهلها من بطش وقتل في قنوات الإعلام العربي".

وتساءل الدكتور علي التواتي القرشي: من يقنع الإعلام العربي "الرمادي" بأن حراك الأحواز ليس "حراك ماء" بل حراك تحرري لشعب عربي يعاني من الاحتلال الفارسي والضيم ومصادرة الهوية على مدى عقود؟.

وأكد أن نكبة العرب في الأحواز هي نفس نكبتهم في فلسطين، والمتسبب واحد، مضيفا: "ومازال يخوض ويلعب في المنطقة بكل عنفوان ولا أحد يقول له كفى".