هند العتيبة.. سفيرة ابن زايد إلى فرنسا وصديقة إسرائيل الحميمة

أحمد يحيى | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

وقفت هند العتيبة، أمام محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم دبي، لتؤدي اليمين في 7 يوليو/ تموز 2021، كسفيرة للإمارات لدى فرنسا.

مثلت تلك الخطوة محطة بارزة في مسيرة سليلة عائلة مقربة بقوة من دوائر الحكم في الإمارات، خاصة ولي عهد أبوظبي والرجل الأقوى محمد بن زايد آل نهيان.

كما أن شقيقها هو يوسف العتيبة سفير الإمارات في أميركا، الشخصية المثيرة للجدل والذي ظهر اسمه مرارا مرتبطا بقضايا شائكة. 

وتعد هند من الشخصيات المثيرة للجدل كأخيها، ولكن على الصعيد العربي بسبب قربها الشديد من الكيان الإسرائيلي المحتل بعد تطبيع بلادها في 2020.

إذ أطلقت مجموعة تصريحات تتعلق بالتطبيع وترسيخ العلاقات مع تل أبيب وتطويرها للوصول إلى الطريقة المثلى.

تصريحاتها أحدثت موجة غضب واسعة، لكنها حازت في الوقت نفسه على مزيد من الحظوة لدى أجهزة السلطة والحكم. 

السفيرة هند

مع صعودها إلى منصبها الجديد، نشرت العتيبة تغريدة عبر تويتر تقول: "إنه لشرف وامتياز أن أؤدي اليمين كسفيرة للإمارات لدى الجمهورية الفرنسية، أمام بن راشد آل مكتوم".

وأضافت: "العلاقة الإماراتية الفرنسية من أقوى العلاقات وأكثرها أهمية بالنسبة لنا، وسأعمل بلا كلل لتعزيزها خلال وجودي في باريس".

ولدت هند سعيد مانع العتيبة عام 1987، إلى عائلة العتيبة إحدى أشهر العائلات الإماراتية، والتي تعود بأصولها إلى قبيلة "المرر"، التي كانت على اتصال دائم بشيوخ الإمارات.

وحاز "المرر" ثقة حكام أبوظبي في الإدارة والحكم، إذ شغل سعيد العتيبة والد هند، منصب أول سفير نفط في الإمارات، وهو من أكثر المناصب حساسية في ذلك الوقت. 

تلقت هند تعليمها الأولي بالإمارات، ثم سافرت فرنسا، وفي عام 2011، حصلت من جامعة "السوربون" الفرنسية، على درجة الماجستير في التسويق والاتصالات.

بعدها عملت في شركة للاستثمار السياحي قبل الالتحاق بشركات الاتصالات الإماراتية الرسمية. 

يذكر أنه في عام 2019، حازت هند العتيبة على درجة الماجستير في الدراسات الأمنية، من كلية الدفاع الوطني بالإمارات. 

عرفت العتيبة بسطوتها وقوة شخصيتها، وبفضل نفوذها العائلي شغلت سريعا عددا من المناصب السيادية البارزة في دولاب الدولة الإماراتي.

وخلال سنوات معدودة أصبحت، مديرة للاتصالات في "شرطة أبوظبي"، ثم مديرة للاتصالات الإستراتيجية لصالح وزارة الخارجية والتعاون الدولي.

وتهتم السفيرة الإماراتية بالتواصل الاجتماعي، عبر صفحاتها الرسمية في موقعي تويتر، وانستغرام، وتبث الأفكار التي تمثل رؤية الدولة وتوجهاتها السياسية.

ولها مقالات في هذا الاتجاه، وهو ما برز خلال توجهات أبوظبي نحو التطبيع مع دولة الاحتلال. 

داعية للتطبيع 

في 13 أغسطس/ آب 2020، جرى اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، الذي يطلق عليه "الاتفاقية الإبراهيمية".

وبه أصبحت الإمارات ثالث دولة عربية، بعد مصر (1979)، والأردن (1994)، توقع اتفاقية سلام مع الاحتلال.

لكنها كانت الدولة الخليجية الأولى التي تقوم بذلك. 

ظهر دور عائلة العتيبة في هذا التوقيت بداية من يوسف العتيبة، الذي روج بشدة للسلام مع إسرائيل، بل أطلق عليه "عراب التطبيع".

على خطى أخيها درجت هند العتيبي، وبشرت بالسلام مع إسرائيل، في 19 سبتمبر/ أيلول 2020.

إذ أجرت مقابلة مع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، وصرحت أن "الشعب الإماراتي يشعر بالإثارة والفرح بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

وأضافت: "هذه الخطوة التاريخية انعكاس لقيادة بلادنا ذات التفكير والرؤية المستقبلية للمنطقة".

وزعمت أن "شباب هذه المنطقة هم من سيحصدون الحصة الأكبر من المكافآت الاقتصادية والثقافية والعلمية".

ووجهت العتيبة رسالة ترحيب إلى الإسرائيليين أن يتوافدوا إلى الإمارات، ودعتهم للمشاركة في معرض "إكسبو دبي" في أكتوبر/ تشرين الأول 2021.  

ذهبت هند إلى أبعد من ذلك عندما نشرت مقالة لصالح صحيفة "هآرتس" العبرية، بتاريخ 14 سبتمبر/ أيلول 2020، دعت فيها طلاب الإمارات للتعليم في إسرائيل.

وقالت: إن "الطلاب الإسرائيليين الذين لديهم فضول لمعرفة المزيد عن الإمارات ومنطقة الخليج يستحقون الدراسة في جامعاتنا".

وأضافت: "كما ينبغي على الطلاب الإماراتيين أن يجلسوا في فصول إسرائيلية ويتعلموا مع نظرائهم في الشرق الأوسط".

المسؤولة الإماراتية رأت كذلك أن السلام الحقيقي مع إسرائيل، سيكون ممكنا إذا كانت شعوبها ترغب في التغيير.

وهو ما يتطلب بحسب زعمها أن يكون هناك آباء يأملون في أن يتمتع أحفادهم بمستقبل أكثر تفاؤلا مما عاشه أجدادهم.

وأضافت: "موقف الإمارات لا لبس فيه، نحن نسعى لتحقيق سلام دافئ مع إسرائيل يتضمن علاقات هادفة، ومشاركات متكررة، وفرص مفيدة للطرفين". 

مقال هند العتيبة، جاء بعد مقالين اثنين نشرهما شقيقها يوسف، إذ كتب أيضا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، العبرية، رافعا شعار ضرورة التحالف الإماراتي الإسرائيلي.

وكتب أيضا يوم 12 أغسطس/ آب 2020، مقالة  بعنوان "شالوم.. سلام عليكم"، للترويج للتطبيع بين أبوظبي وتل أبيب.

مثلها الأعلى 

بعقيدة التطبيع التي حملتها هند العتيبة، صارت عائلتها من أكبر وأبرز العائلات الإماراتية المتماهية مع إسرائيل.

وتصدروا محفل المبشرين بالانخراط السياسي والاجتماعي والثقافي  مع الاحتلال.

لا سيما أن يوسف العتيبة الذي يعتبر مثلها الأعلى، ومن فتح لها أبواب الصعود، من المقربين بشدة من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

ما دفع الرأي العام لانتقاد العتيبة واتهامه بالصهيونية والتطرف وكراهية الإسلام وعشق إسرائيل وخدمتها تنفيذا لأوامر وسياسات ابن زايد.

وكان العتيبة يبشر بتحول بلاده إلى دولة علمانية، بينما كانت حكومته تعد حفنة من القوانين الصادمة.

تلك القوانين جاءت بهدف إحداث تغيير مجتمعي وثقافي شكلا ومضمونا، بعيدا عن القيم الإسلامية الأساسية، التي تميز بها شعب الإمارات طويلا.

وفي 14 أبريل/ نيسان 2021، كشف عن أن توجهات بلاده إلى مزيد من التحرر والعلمانية وقال: "الطريق إلى المستقبل يتضمن فصل الدين عن الدولة، وهذا ما نفعله في الإمارات، وما نؤمن به".

وهو نفس فكر هند العتيبة حيث استقته من أخيها، وصرحت به في 14 سبتمبر/ أيلول 2020، عندما تحدثت عن انفتاح الإمارات واستقبالها كل الديانات.

وقالت: "في العام الماضي بعد الزيارة التاريخية للبابا للإمارات ولقائه بشيخ الأزهر، أعلنا عن إقامة (بيت عائلة إبراهيم) في أبوظبي، مسجد وكنيسة وكنيس متجاورة". 

وأضافت: مطاعم الفنادق عندنا ستعرض طعاما كوشير (يهودي) لضيوفنا". 

وأردفت: "في إطار علاقات التطبيع بيننا (الإمارات - إسرائيل) سيتنافس رياضيونا دون إزعاج سياسي".

وفي 16 يونيو/ حزيران 2021، كشف مسؤولون إماراتيون عن قرب اكتمال بناء منزل "العائلة الإبراهيمي" وهو مجمع في أبو ظبي من المقرر أن يضم كنيسا يهوديا.

كما أعلنت حكومة أبوظبي، أن الكنيس الموجود في الموقع سيطلق عليه اسم "كنيس موسى بن ميمون".

ويشجع ساسة الإمارات، ومنهم عائلة العتيبة يوسف وشقيقته هند، الإسرائيليين للقدوم إلى الكنيس والصلاة فيه، كجزء من إستراتيجية التطبيع الكاملة التي يدعون إليها في كل محفل.