بأحكام إعدام.. هكذا يواصل السيسي مطاردة الناجين من مذبحة رابعة بعد 8 سنوات

12

طباعة

مشاركة

في الذكرى الثامنة لفض ميدان رابعة العدوية في مصر، أجمع ناشطون بتويتر، على أن ضحايا وأسرى المجزرة في تزايد ومعاناة إلى اليوم، وأن الحدث ما زال مستمرا.

وبين هؤلاء أن الإعدامات الانتقامية قائمة ومستمرة في ظل محاكمات تفتقر لكل معايير العدالة وفق ما تؤكده المنظمات الحقوقية الدولية.

وأشار ناشطون عبر تغريداتهم في وسوم عدة أبرزها #رابعة_تشهد، #رابعة، #مجزرة_فض_رابعة، وغيرها، إلى أن الذكرى الثامنة تحل في الوقت الذي يواجه فيه 12 شخصاً الإعدام، بينما يقضي أخرون أحكاماً بالسجن بمدد متفاوتة بعضها يصل إلى المؤبد.

وتحل في 14 أغسطس/ آب، الذكرى الثامنة لفض الاعتصامين المؤيدين للرئيس الراحل محمد مرسي، ما خلف 632 قتيلا، منهم 8 شرطيين، بحسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" في مصر (حكومي)، ونحو ألفي قتيل وآلاف الجرحى، وفق المعارضة.

واستنكروا مغردون تسييس القضاء المصري واستعماله كأداة انتقام ضد الرافضين لانقلاب يوليو/تموز 2013، وإنهاء حياتهم بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات الرافضة للانقلاب.

وطالبوا بمحاكمات عادلة ورادعة لكل رموز الانقلاب الذي قاده رئيس النظام الحالي عبد الفتاح السيسي.

وتداول الناشطون صوراً لجثث ضحايا المجزرة، وأخرى تبرز حجم الجرم الذي ارتكبته قوات الجيش والشرطة بأوامر من السيسي، من قتل للنساء والأطفال والشيوخ، وحرق للجثث وتطاير للأشلاء، في أبشع مجازر شهدها التاريخ.

ونددوا بتقاعس العدالة عن محاسبة أفراد قوات الأمن على قتل قرابة الألف شخص في ميداني رابعة والنهضة في مجزرة فض أكبر اعتصام سلمي يشهده التاريخ الحديث، متهمين رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي بحمايتهم.

امتداد للمجازر

منظمة العفو الدولية أكدت أن السلطات المصرية أثبتت على مدى السنوات الثماني الماضية، أنها عازمة على توفير الحماية لقوات الأمن من أي مساءلة عن دورها في مذبحة رابعة.

فاختارت بدلاً من ذلك الانتقام من الناجين وأسر الضحايا وأي شخص يجرؤ على انتقاد وضع حقوق الإنسان المزري في مصر اليوم، وفق المنظمة.

وسبق أن طالبت السلطات المصرية بإعادة محاكمة المدانين في قضية رابعة بشكل “عادل ونزيه” دون اللجوء إلى عقوبة الإعدام.

أما منظمة هيومن رايتس ووتش التي تؤكد أن الأمن المصري خطط لمذبحة في رابعة ولـ"عمليات قتل جماعي ممنهج"، فدعت السلطات المصرية في أوقات سابقة إلى تخفيف عقوبات الإعدام.

الناشطون رأوا في أحكام الإعدام والمؤبدات الصادرة من محكمة النقض التي تعد أعلى محكمة في مصر في يونيو/حزيران 2021، إصراراً من النظام على ملاحقة ومعاقبة كل المشاركين في الاعتصامات الرافضة لانقلابه، وامتداداً للمجازر الوحشية التي ارتكبها النظام في 2013.

وقال طارق الزمر: برغم أني لم أشارك في اعتصام رابعة ولم أكن أراه الآلية الأنسب لرفض الانقلاب إلا أني راضٍ  تمام الرضى أن أختم حياتي بحكم الاعدام الذي نالني منها فهي شهادة أعتز بها ممن شهد الجميع بظلمهم.. كما أعتز أن أنسب لقافلة رابعة التي حازت شرعية الضمير أينما وجد.. رحم الله الشهداء".

ورأت إحدى المغردات أن مذبحة رابعة تتكرر مرتين مره بقتل الأبناء في رابعة، ومره بأحكام الإعدام على الآباء.

وقال الصحفي نزار قنديل إن القضاء يمكن أن يتناسى في واحدة من أسوأ المراحل التي يمر بها، بل، وأن يقتل من نجا من الدهس والحرق بدبابات السيسي، في مذبحة رابعة، من الضحايا بأحكام الإعدام، لكن التاريخ لن ينسى.

دلالات الفض

وتداول ناشطون شهادتهم على يوم الفض وما تبعه، راصدين عدة دلالات على ذلك اليوم الذي مر دون محاسبة أحد.

وتساءل المغرد علاء: "من يتفق معي أن رابعة تشهد على أن العسكر خونة وعملاء، وأن الشرطة جنود فرعون، وأن القضاء أداة في يد الظلم، وأن الإعلام بلا ضمير ولا دين، وأن شيوخ السلطان شهود زور، وأن السلمية لم تعد تجدي نفعا؟".

وكتبت أروى محمود: "8 سنوات من الخداع و محاولة طمس الحقيقة و القضاء على من يحاول بثها مع مسلسلين للتلميع وبرامج يومية مليئة بالتعريص وما زالت رابعة في القلب وترند على تويتر يا كلب الحراسة".

وأكد مغرد آخر، أن رابعة تشهد أن انقلاب العسكر كان دمويا من قبل عصابة مستأجرة مدفوع لها المليارات للقضاء على ثورة الشعب المصري ورغبته في التحرر وليس به علاقة بوطنية ولا خوف من ثورة أهلية.

فلم تشهد مصر طوال سنوات الثورة أي خلل أمني رغم المظاهرات غير تلك الحوادث المفتعلة من قبل بلطجية النظام، بحسب ما قال.

القتلة والقصاص

وتداول ناشطون صورة تجمع المتورطين في جريمة الفض من رموز السلطة في الجيش والشرطة. ونشر الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل الصورة، مؤكداً أن ذاكرة الشعوب لا تنسى ولا تسامح.

كما نشرها مصطفى جاويش، مؤكداً أن هؤلاء جميعا مجرمون فى حق الإنسانية، وهم قادة مذبحة رابعة. واعتبر من شارك معهم وكل من فوض ورحب ورقص على دماء الضحايا بأنهم مجرمون، مؤكداً أنها جريمة لاتسقط بالتقادم.

ونشر إبراهيم أبو آدم الصورة ذاتها مقترنة بصور للضحايا، قائلاً إن هؤلاء من خططوا للمذبحة ونفذوها "لا تنسوهم من الدعاء لعنه الله عليهم جميعا وكل من شارك فى قتل الأبرياء العزّل".

وطالب ناشطون بمحاكمة السيسي وأعوانه على أكبر عمليات القتل الجماعي في التاريخ، ونددوا بمرور 8 سنوات على المجزرة دون محاسبة.

وقال الكاتب والصحفي محمد بديوي: "لا بد من محاكمة كل قادة الجيش والشرطة الذين شاركوا في قتل أبناء الشعب المصري في رابعة والنهضة لأن القصاص للدماء التي اريقت لا يمكن أن يسقط بالتقادم".

وتابع: "لأول مرة في تاريخ الجيش منذ تأسيسه يوظف لقتل أبناء الشعب ومن ثم لابد من قصاص رادع فالجيش الذي يقتل شعبه لا يستحق البقاء".

وتعجبت هند سعد، من مضي 8 سنوات دون محاكمة القاتل.

وأكد عدنان حمدان، أن مثل هذا النوع من الجرائم لا يسقط بالتقادم وستبقى كوابيس المذبحة تلاحق القتلة في منامهم.