ظهور كورونا الجديد بالصين.. "عقاب إلهي" أم حرب فيروسية؟

بكين - الاستقلال | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

الحرب البيولوجية أو الجرثومية أو الميكروبية أو البكتيرية، تعني استخدام متعمد للجراثيم أو الفيروسات، أو غيرها من الكائنات الحية الدقيقة وسمومها، كسلاح في تلك الحرب لنشر الأوبئة بين البشر والحيوانات والنباتات، وتندرج تحت تصنيف حروب "الدمار الشامل".

تحت هذه الفرضيات، تفاعل ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مع هاشتاج #فيروس_كورونا، متداولين الأنباء المتعلقة بظهور الفيروس الجديد في الصين وإعلانها ارتفاع عدد الوفيات نتيجة الإصابة به إلى 56 حالة، فيما بلغت الإصابات المعلن عنها 1975 حالة.

وساد الحديث بين الناشطين عن أن نشر الفيروس متعمد، ناسبين الأمر لأكثر من جهة، إذ أشار فريق إلى أن أمريكا هي التي تقف وراء نشره في ظل الحرب التجارية بين الطرفين واستمرار الصراع بينهما وابتعاده عن الحسم.

فيما أشار آخرون إلى أن الصين نفسها هي التي نشرت الفيروس وتسعى لإيصاله لدول أخرى بهدف الإعلان لاحقا عن المصل المضاد والترويج له في سياسة تجارية لتنشيط سوق الدواء، وتبنى آخرون التأكيد على وقوف مافيا الأدوية وراء نشر الفيروس.

وتساءل الناشطون عن الأسباب التي تجعل الفيروسات تنتشر في السنوات الأخيرة بوتيرة منتظمة مع حملات إعلامية للترويج لها ونشر الذعر بين الشعوب، يتبعها إعلان شركات الأدوية العالمية عن تصنيع أدوية وأمصال مضادة لها تجني من ورائها مليارات الدولارات.

وفي تناول مختلف لإعلان الصين عن انتشار فيروس كورونا، فقد اعتبره ناشطون "عقاب من الله" على ما تفعله الصين بالمسلمين الإيجور، التي تقدر أعدادهم بـ15 مليون نسمة، ويقيمون في إقليم  "تركستان الشرقية" الذي غيرته الصين إلى "شينغيانغ" الصيني، إذ تتبع ضدهم سياسة قمعية صارمة لمحو هويتهم المسلمة، وتغيير التركيبة الديموغرافية في الإقليم.

وحرص الناشطون عبر الهاشتاج على التوعية بأعراض الفيروس المتمثلة في: "العطس، الكحة، انسداد الجيوب الأنفية، ارتفاع درجة الحرارة، والتهاب الجهاز التنفسي والرئتين".

ونشروا نصائح للوقاية منه وتجنب انتقاله، منها: "غسل اليدين بالصابون باستمرار، تجنب ملامسة العينين والأنف والفم باليد، ارتداء الكمامات الواقية بالأماكن المزدحمة، وتعزيز مناعة الجسم".

لماذا الصين؟

لماذا تظهر كثير من الفيروسات بالصين؟، ذلك التساؤل طرحه عدد من الناشطين على "تويتر"، إذ قالت الصحفية ياسمين سليم: "سؤال بيطرح نفسه، ليه كل الفيروسات إللي بتبقى قاتلة بتيجي من الصين؟ إنفلونزا الطيور لما تمحور وأصاب الإنسان كان في الصين وإنفلونزا الخنازير وحاليا كورونا كله بيبدأ من الصين" .

ظهور فيروس كورونا ليس الأول، إذ انتشر الفيروس قبل ثمان سنوات وتحديدا في 2012، بين السعوديين، وربطه الباحثون بالإبل وأن أغلب الإصابات تظهر في الأماكن التي توجد به إبل عربية ذات سنام واحد.

وتسبب ظهور المرض حينها في هبوط حاد بأسواق الإبل، وتوجيه انتقادات حادة للسعودية لعدم شفافيتها في التعامل مع الفيروس وإعلان مسبباته الحقيقة، وروج حينها لأمصال خاصة بالبشر وأخرى للإبل، ورفض تجار الإبل حينها اتهام الإبل بالتسبب في نقل المرض.

وعلى ذلك، اعتبر المغرد سعد محمد المقاط، أن "انتشار فايروس كورونا من جديد بالصين تأكيد على براءة الإبل، والتي جعلها البعض المتهم الأول في نقل المرض إلى الإنسان وانتشاره".

وسادت حالة من القلق بشأن انتقال الفيروس إلى السعودية، خاصة أنها أرض خصبة وسبق أن احتضنت هذا الفيروس من قبل، إلا أن وزارة الصحة نفت ذلك، وتناقل الناشطون على لسانها جزء مقتضب من بيانها التي أكدت فيه ذلك.

وأشار الصحفي فهد اللويحق إلى قول الوزارة: إن "المملكة لم تسجل أي حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد، وأكدت أنها تعمل على تطبيق الإجراءات الاحترازية  والوقائية المشددة لمنع وفادته للمملكة".

سادت حالة من الخوف والقلق بين الناشطين من قدرة الفيروسات على إعادة التحور بعد اكتشاف الأمصال المضادة لها، إذ قال سعيد بن عبيد المغيري: "أخاف يجي يوم يوشك فناء البشر بالفيروسات ويعيد كواليس الماضي وما فعلته البكتيريا بالبشر لولا اكتشاف البنسلين ومن بعده المضادات التي بدت تكسب مناعه منها وكذلك تحور الكثير من الفيروسات بأجيال حديثه مطوره وتتعب مناعة الجسم لدى الإنسان والحيوان على حد سواء".

"عقاب إلهي"

جزم ناشطون بأن ظهور كورونا الجديد في الصين ذات الأغلبية الشيوعية والتي تقمع الأقلية المسلمة، هو "عقاب من الله لهم على قمعهم للمسلمين، وسط صمت الدول المسلمة التي تتجنب مواجهة بكين وتحتفظ بعلاقات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية وعسكرية معها".

وأشار المغرد ماجد إلى أن "الأمراض هذه ابتلاء من الله عز وجل ولعلها إذلال لهؤلاء الشيوعيين الخبثاء الذين تسلطوا على المسلمين الإيغوريين".

وفي حين يتمسك قادة الدول العربية والإسلامية بعلاقاتهم مع الصين، تنتفض الشعوب عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتروج لحملات التضامن الواسعة والتي كان أبرزها حملة مقاطعة المنتجات الصينية والتي برز خلالها دعوات المغردين بالفرج للمسلمين وهلاك السلطات الصينية، وقال عمار نبيل: "هذا الوباء جاء من الله انتقاما منهم بعد اللي عملوه مع مسلمي #الإيغور.. وهذا من دعاء المسلمين في جميع العالم لإخواننا المسلمين في الصين".

وقال أبو دانا: "الصين بعد أن عزلت مليون مسلم من الإيغور في معتقلات التعذيب، اضطرت أن تعزل 40 مليون صيني ومدن وقرى بسبب فيروس كورونا (وما يعلم جنود ربك إلا هو). لا تظن دعاء المظلوم يذهب أدراج الرياح، بل يقول الله (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)".

مافيا الدواء

وفي شأن مختلف، اتهمت منظمة "العدل والتنمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، شركات أدوية عالمية تمتلك مختبرات سرية، بالوقوف خلف نشر الوباء بالصين، محذرة من انتشاره حول العالم.

وأكدت المنظمة في تقرير لها أن "هناك شركات أدوية عالمية تمتلك بالفعل مختبرات سرية لتخليق الأمراض وتقف خلف انتشار كورونا بالصين، وذلك لجني مليارات الدولارات من وراء إنتاج أدوية لتلك الفيروسات التى يتم نشرها بالعالم".

تلك الرواية تبناها ناشطون عبر الهاشتاج في تغريداتهم، إذ قال صاحب حساب "أندلس عمان ": إنه "مثل ما توجد لوبيات ورؤوس أموال تخلق الصراعات والحروب في العالم لبيع الأسلحة، توجد لوبيات لصناعة الفيروسات وتضخيم المرض في الإعلام مثل ما حدث في: جنون البقر، وسارس، وإنفلونزا الطيور والخنازير، والجمره الخبيثة، ليأتي بعد ذلك مصل العلاج ليباع بآلاف الدولارات"، مضيفا: "تجارة ضحيتها الأبرياء".

وقال أمير حسان: "أياما معدودات وسوف تكشف أمريكا عن مصل فعّال لعلاج كورونا مثل قبله من الفيروسات وتبدأ المليارات تدخل خزينة شركات الأدوية الأمريكية"، مستطردا: "تفهمها أو ما تفهمها هي مشكلتك".

وكتب صاحب حساب "رجل من ذلك الزمان" قائلا: "حروب بالوكالة جديده بين الدول، لكن ليست عسكرية ولا تحتاج لمعدات ثقيلة وسلاح جوي.. إلخ، ولكنها حرب بنشر الأوبئة والأمراض الفيروسية سريعة الانتشار وهذا ما يحدث الآن في الصين، وأجزم أن خلفها أمريكا وروسيا وعندهم المصل واللقاح الشافي له، وكل ما هناك هو ابتزاز وتدمير للاقتصاد الصيني".

ولفتت صاحبة حساب "باولا" إلى وجود فيديو فرنسي يشرح أن "العالم أصبح مخيف لدرجة أنه توجد مؤسسات مافيا علمية وأبحاث لجمع التريلوينات من الثروة وذلك بتخصيب فيروسات مميتة وإطلاقها لتصيب الملايين حتى لو راح ضحيته الكثير ، ثم بعد فترة تعلن عن اكتشاف المصل أو العلاج، فتتهافت عليه الدول كي تحمي شعوبها مثل كورونا وغيرها".

وقال حسام كولنس: "أنا من المؤمنين بنظرية المؤامرة بوجه عام.. وعندي إحساس قوي أن فيروس كورونا الجديد ده مخلق في معمل، والهدف منه إرهاب العالم، وأن نفس المعمل اللي عمله قام بتحضير المصل المضاد ولكن مستني لما الموضوع يتفشى بشكل أكبر عشان يبيعوا المصل للعالم كله وطبعا هيكسبوا مليارات".