تباين المواقف بين أردوغان وشولتز.. هل يلغي زيارة الرئيس التركي إلى ألمانيا؟

a year ago

12

طباعة

مشاركة

من المقرر أن يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 ألمانيا، حيث يلتقي المستشار أولاف شولتز.

وفي إطار تصريحات الرئيس التركي الداعمة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" والمناهضة لإسرائيل، تطرح تساؤلات حول آفاق الزيارة المرتقبة.

مواقف متباينة

وأشارت صحيفة "تيليوبوليس" الألمانية إلى "وجود تباين حاد بين الموقفين الألماني والتركي إزاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تؤكد الحكومة الفيدرالية الألمانية تضامنها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، كما أكد المستشار شولتز أن بلاده تقف إلى جانب إسرائيل.

ومع ذلك، يريد شولتز استقبال الرئيس أردوغان في 17 نوفمبر 2023، وذلك في الوقت الذي سحبت فيه إسرائيل سفيرها من تركيا، وفق "تيليوبوليس".

وقالت الصحيفة الألمانية إن "الرئيس أردوغان يصف حركة حماس بأنها (منظمة تحرر)، رغم أعمالها الإرهابية في 7 أكتوبر 2023، ولا يتهم سوى إسرائيل بارتكاب جرائم حرب".

وخلال لقائه بالمجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، قال أردوغان: "قد يرى الغرب نفسه مدينا لإسرائيل، لكننا لا ندين لإسرائيل بأي شيء".

وكان ذلك وسط صيحات من شعارات "تسقط إسرائيل"، و"الله أكبر".

وعقبت الصحيفة: "في حين أن العديد من الدول الأوروبية تشعر بالرعب من خطاب أردوغان المناهض للغرب والمتضامن مع حماس، فإن الحزب الاشتراكي الديمقراطي لا يرى أي سبب لإلغاء زيارة الرئيس التركي إلى برلين يومي 17 و18 نوفمبر 2023".

ووسط تجمع حاشد في مدينة إسطنبول، اتهم أردوغان الدول الغربية بأن لديها "مزاجا صليبيا" ضد المسلمين. 

وقال: "لا تنسوا، هذه الأمة لا تزال على قيد الحياة"، محذرا: "يمكننا أن نأتي بشكل غير متوقع في أي ليلة".

ومن وجهة نظر "تيليوبوليس"، فيمكن فهم هذه الكلمات بصفتها "تهديدا".

وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم لجنة السياسة الخارجية للمجموعة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، نيلز شميد، في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" إن المستشار شولتز "سيعبر بوضوح وبشكل واضح عن نظرتنا للصراع".

وأكد أنهم يرفضون بشدة "أي محاولات لإضفاء طابع نسبي على جرائم حماس".

وأتبع: "علينا أن نواصل الحديث مع أردوغان حتى تتولى تركيا دورها كقوة بناءة، ولا تقف إلى جانب الإرهابيين"، وفق قوله.

شريك صعب

وقال أولريش ليخت، المتحدث باسم السياسة الخارجية للحزب الديمقراطي الحر في البوندستاغ (البرلمان)، إن "أردوغان شريك صعب للغاية في حلف شمال الأطلسي، ويعمل من ناحية كشريك غربي يمكن الاعتماد عليه، لكنه من ناحية أخرى يهاجم الغرب من أجل تسجيل نقاط في الداخل التركي".

وشدد على وجوب أن "تعارض السياسة الألمانية هذا النهج بقوة".

وبلهجة ساخرة، تنفي الصحيفة "اهتمام أردوغان بما يقوله الغرب عن مغامراته في السياسة الخارجية".

وعزت ذلك إلى علمه بأن "من هم في السلطة في ألمانيا يتعرضون لضغوط بشأن قضية الهجرة، وبالتالي فإنهم يريدون من تركيا أن تبقي المزيد من المهاجرين بعيدا عن الاتحاد الأوروبي".

وفي مقابل ذلك، "يلتزم الغرب الصمت إزاء هجمات الجيش التركي على البنية التحتية المدنية في شمال سوريا، وهو ما ينتهك القانون الدولي"، حسب مزاعم الصحيفة الألمانية.

وحول أدوات القوة الأخرى التي يملكها أردوغان من وجهة نظر الصحيفة، قالت: "يدرك أردوغان أيضا أنه قادر على حشد أنصاره في المساجد التي تسيطر عليها السلطات الدينية التركية وتنظيمات الإخوان المسلمين في ألمانيا في أي وقت".

وحسب البيانات، فإن الاتحاد التركي الإسلامي للمؤسسات الدينية هو منظمة جامعة تضم 960 جمعية ومسجدا في ألمانيا.

ويعتقد أستاذ السياسة الدولية والسياسة الخارجية في جامعة كولونيا، توماس جاغر، أن "الوضع الجيوستراتيجي لأردوغان يتيح له حرية التحريض ضد الغرب دون الاضطرار إلى انتظار العواقب"، وفق ادعائه.

وحول شعبية حماس والمقاومة الفلسطينية في تركيا، قالت الصحيفة إن "معاداة السامية منتشرة على نطاق واسع في تركيا، وذلك في الوقت الذي يحظى فيه الفلسطينيون بتعاطف كبير من جميع الأطراف التركية".

وبناء على ذلك، لم تستغرب "تيليوبوليس" من أن "الأطراف التركية كافة تدعو إلى وضع حد للعنف (وقف العدوان الإسرائيلي على غزة)".

من زاوية أخرى، أفادت الصحيفة الألمانية أن تركيا أيضا، إلى جانب إيران، "تعد إحدى الدول المانحة والداعمة لحركة حماس"، حيث ينظر أردوغان إلى حماس بصفتها "حركة تحرر" تناضل من أجل حماية بلدها وشعبها.

وقالت إن "أردوغان تربطه علاقات وثيقة مع قادة حماس، وعلى رأسهم إسماعيل هنية"، زاعمة أنه "منحهم جوازات سفر تركية وسمح لهم بفتح مكتب في مدينة إسطنبول".

ودون أي دليل فعلي، تحدثت الصحيفة عن "معلومات استخباراتية مجهولة المصدر تزعم وجود مدفوعات تركية سرية إلى حماس بملايين الدولارات، بهدف تغطية نفقاتها التشغيلية وتعزيز قوتها ضد إسرائيل".