“ناتو آسيوي”.. كيف تفاعلت واشنطن ونيودلهي مع مقترح اليابان؟

منذ ٤ أشهر

12

طباعة

مشاركة

جدل كبير أثاره رئيس الوزراء الياباني الجديد، شينغرو إيشيبا، بعد اقتراحه إنشاء "ناتو آسيوي"، ودعمه لتسليح طوكيو بالأسلحة النووية.

ورغم أن إيشيبا قدم خطته لتعزيز الأمن في آسيا، إلا أن وزيري الخارجية والدفاع اليابانيين أوضحا أن هذا الاقتراح "لم يُعمل عليه بشكل جدي بعد"، ووصفوه بأنه "فكرة للمستقبل".

اقتراح مستقبلي

وفيما يخص ردود الفعل العالمية، أشارت صحيفة "إي ريفرانسيا" البرتغالية إلى أن "الاقتراح لم يحظ بتأييد كبير من حلفاء اليابان، واشنطن ونيودلهي".

ورغم أن رئيس الوزراء ربط بين الوضع في أوكرانيا وما قد يحدث في آسيا إذا لم يُنشأ تحالف دفاعي مشابه لحلف الناتو، "تبقى الفكرة محل شك كبير"، كما أوضحت الصحيفة.

ومطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2024، فاجأ رئيس وزراء اليابان، إيشيبا، يوم توليه منصبه الكثيرين باقتراحه إنشاء نسخة آسيوية من حلف شمال الأطلسي "الناتو".

ونقلت الصحيفة البرتغالية عن مجلة "نيوزويك" الأميركية أن هذا الاقتراح المثير للجدل، الذي يهدف إلى مواجهة التهديدات المتزايدة الناجمة عن التعاون العسكري بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية، "لم يلق ترحيبا من حلفاء اليابان".

كما يُنظر إلى الخطة التي تهدف إلى تعزيز الأمن في آسيا بـ"نظرة شك"، على حد وصف الصحيفة. 

ففي 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، صرح وزيرا الخارجية والدفاع في اليابان بأن "تطوير اقتراح إيشيبا لإنشاء (ناتو آسيوي) لم يُعمل عليه بشكل جدي بعد"، وذلك في ضوء رفض كل من الولايات المتحدة والهند للفكرة.

وفي هذا الصدد، صرح وزير الخارجية الياباني، تاكيشي إيوايا، خلال مؤتمر صحفي في طوكيو، بأن "فكرة إنشاء آلية للدفاع المشترك في آسيا تعد اقتراحا مستقبليا"، لكنه أقر بأن "تنفيذها في الوقت الحالي أمر صعب". 

من جهته، قال وزير الدفاع الجديد جين ناكاتاني، في أول مؤتمر صحفي له بعد تعيينه من قبل إيشيبا، إنه "لم يُذكر أي شيء يتعلق بدراسة نسخة آسيوية من حلف الناتو في التعليمات الواردة من رئيس الوزراء".

رفض ثنائي

في هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أن إيشيبا، زعيم الحزب "الليبرالي الديمقراطي" المنتخب، قدم خطته في 27 سبتمبر/ أيلول 2024، من خلال مقال نشره في معهد "هادسون"، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن. 

وفي هذا المقال، بحسب الصحيفة، دافع إيشيبا عن أن "التغييرات المقترحة ستمنع الصين من اللجوء إلى القوة العسكرية في آسيا".

بالإضافة إلى ذلك، لفت إلى أن "أوكرانيا اليوم هي آسيا الغد"، حيث شبَّه تصرفات الصين بروسيا، وتايوان بأوكرانيا.

كما رأى أن "غياب نظام للدفاع الجماعي الذاتي، مثل الناتو في آسيا، يعني أن الحروب قد تحدث على الأرجح، لأنه لا توجد التزامات بالدفاع المشترك".

وبشأن ردود الأفعال الدولية، ذكرت الصحيفة أن واشنطن رفضت اقتراح إنشاء "ناتو آسيوي"، إذ وصف نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، دانيال كريتنبرينك، هذا الاقتراح بأنه "متسرع".

ورغم ذلك، كرر إيشيبا اقتراحه في 4 أكتوبر 2024، مؤكدا في مؤتمر صحفي أن "الانخفاض النسبي في قوة الولايات المتحدة جعل من الضروري إنشاء معاهدة دفاع آسيوية".

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، عن تشكيكه أيضا فيما يخص هذا الاقتراح.

وأشار إلى أن نيودلهي لا تتفق مع رؤية إيشيبا، قائلا: "لم نكن يوما حليفا بموجب معاهدة مع أي دولة، ولا نفكر في هذا النوع من الهيكل الإستراتيجي".

من ناحية أخرى، ذكرت الصحيفة أن إيشيبا دعا إلى إعادة النظر في الموقف النووي للولايات المتحدة، مشيرا إلى "تعزيز العلاقات العسكرية بين روسيا وكوريا الشمالية"، وزاعما أن "روسيا نقلت تكنولوجيا نووية إلى كوريا الشمالية".

وفي إشارة إلى ردود أفعال الدول المجاورة، أوضحت "إي ريفرانسيا" أنه خلال مكالمة تهنئة في 4 أكتوبر 2024، قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، لإيشيبا إن "مصلحة البلدين تكمن في السعي نحو التعايش السلمي والتعاون المتبادل". 

وشدد الرئيس شي على ضرورة "العمل من أجل بناء علاقة بناءة ومستقرة بين بكين وطوكيو تلبي متطلبات العصر الجديد"، وفقا لما أعلنت عنه وزارة الخارجية الصينية.