مسعود بزشكيان.. إصلاحي من أصول تركية يفوز برئاسة إيران

يوسف العلي | 5 months ago

12

طباعة

مشاركة

صدقت استطلاعات الرأي في إيران ونجح السياسي الإصلاحي، مسعود بزشكيان، في الوصول إلى منصب رئاسة الجمهورية الذي غادره إبراهيم رئيسي بعد حادث تحطم طائرته في 19 مايو/ أيار 2024.

وفي 6 يوليو/ تموز 2024، فاز بزشكيان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد حصوله على 53.7 بالمئة من الأصوات ليصبح الرئيس التاسع للبلاد.

وعقب فوزه بالانتخابات، أعلن الرئيس الجديد في بيان "مد يد الصداقة لجميع الإيرانيين".

فيما أقر منافسه المحافظ سعيد جليلي بخسارته في الانتخابات، داعيا في تصريح تلفزيوني إلى “مساعدة الرئيس المنتخب الجديد بكل الوسائل”.

وزير سابق

ومسعود بزشكيان من مواليد 29 سبتمبر/ أيلول 1954، في مدينة مهاباد الكردية بمحافظة أذربيجان الغربية شمال غربي البلاد، وهو سياسي إصلاحي ينتمي إلى القومية التركية في إيران.

تخرج بزشكيان عام 1985 في كلية الطب البشري بجامعة تبريز، وشارك أثناء الدراسة في الحرب الإيرانية العراقية حيث قاد فرقا طبية لمعالجة الجرحى قبل أن يواصل دراسته الجامعية ليحصل عام 1990 على تخصص الجراحة العامة ثم جراحة القلب في 1993.

بعد رئاسة جامعة تبريز للعلوم الطبية لستة أعوام، انتقل بزشكيان إلى طهران لتولي منصب نائب وزير الصحة لستة أشهر، وبدأ مشواره السياسي عندما انضم لاحقا إلى حكومة الرئيس محمد خاتمي الثانية عام 2001 وزيرا للصحة.

وشغل بزشكيان في 2016 منصب النائب الأول لرئيس البرلمان المحافظ علي لاريجاني، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2020 قبل إجراء الانتخابات التشريعية الـ11 في البلاد.

كما يعد برلمانيا مخضرما، فهو عضو بمجلس الشورى منذ 2006 عن دائرة مدن تبريز وآذر شهر وأسكو محافظة آذربيجان الشرقية، وفي انتخابات مارس 2024 انتُخب مرة أخرى.

وقال بزشكيان في آخر انتخابات برلمانية خاضها عام 2024، إن "مجلس صيانة الدستور رفض أهليته لخوضها، بدعوى عدم التزامه العملي بنظام الحكم، غير أن خامنئي تدخل وأوصى بالتصديق على أهليته".

وسبق لبزشكيان الترشح في الانتخابات الرئاسية مرتين، حيث انسحب من دورة 2013 بعد إعلان ترشحه، وفشل في إكمال خوض انتخابات 2021، التي فاز فيها رئيسي، بعد رفض مجلس صيانة الدستور أهليته.

وأثناء الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران أواخر عام 2022 على خلفية وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب في طهران، وفي مقابلة له على قناة "الخبر" الإيرانية الرسمية وجه بزشكيان انتقادات شديدة لطريقة التصرف مع الضحية واعتقالها، ودعا إلى الشفافية والوضوح بشأن أسباب وفاتها.

وفي 31 مايو، أكد بزشكيان خلال تصريح أدلى به لصحيفة "العربي الجديد" أنه "في حال ظفره بمنصب الرئاسة، فإنه سيعطي الأولوية في سياسته الخارجية لتوسيع العلاقات مع الدول العربية والإسلامية".

وفي عام 2020، أدان بزشكيان قرار الولايات المتحدة الأميركية تصنيف الحرس الإيراني كمنظمة إرهابية، وأشاد بإسقاط الأخيرة لطائرة أميركية مسيّرة، كونه ردا حازما على العدوان الأميركي، مؤكدا على الدور "الحاسم" للحرس في الحفاظ على السلامة الوطنية.

ووصفت منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة، بزشكيان بأنه "أحد البيادق التي وافق خامنئي على ترشيحه لتسخين مهزلة الانتخابات الرئاسية لنظام الملالي لكي يلعب بورقة الإصلاحيين والأصوليين المحروقة في إيران".

ونعتت المنظمة المعارضة خلال تقرير لها نشرته على موقعها الرسمي في 17 يونيو، بزشكيان بأنه "ليس إلا دمية بيد خامنئي، وقال رسميا قبل أيام في جامعة طهران إنه منصهر في نظام ولاية الفقيه".

تهاني الخليج

وعقب فوزه بالانتخابات الرئاسية، وجه قادة دول خليجية التهاني إلى بزشكيان، عقب فوزه بالانتخابات.

وبعث عاهل السعودية، سلمان بن عبدالعزيز، برقية تهنئة، للرئيس الإيراني الجديد، متمنيا له “التوفيق والسداد والاستمرار في تنمية العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين”..

كما قدم ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان برقية مماثلة أعرب خلالها “أطيب التمنيات بالتوفيق والنجاح، والمزيد من التقدم”.

وأكد حرصه على "تطوير وتعميق العلاقات التي تجمع البلدين والشعبين، وتخدم المصالح المشتركة".

وهنأ رئيس الإمارات محمد بن زايد، بزشكيان، عبر تغريدة بمنصة “إكس”، وتمنى له "التوفيق في خدمة بلاده وتحقيق تطلعات شعبها"، متطلعا للعمل معه.

بدوره، غرد أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، قائلا: "خالص التهاني للدكتور مسعود بزشكيان بمناسبة انتخابه لمنصب رئيس الجمهورية الإيرانية".

وتمنى له "كل التوفيق في خدمة بلاده نحو مزيد من الازدهار والنماء، بما يعود بالنفع على منطقتنا والعالم، والتقدم والرخاء للجمهورية الإيرانية حكومة وشعبا".

كما بعث أمير الكويت، مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد صباح خالد الحمد الصباح برقيتي تهئنة إلى بزشكيان، متمنيين له ولإيران مزيد من التقدم.

وبعث سلطان عمان، هيثم بن طارق ببرقية تهنئة أيضا إلى بزشكيان.

أمل الإصلاحيين

وحظي بزشكيان، بدعم التيار الإصلاحي في إيران، والذي يوصف بأنه "أكثر اعتدالا" من التيار المحافظ، المعروف بتشدده، وينتمي إليه المرشد الأعلى علي خامني، والرئيس السابق إبراهيم رئيسي. 

وفي 25 يونيو، أعلن الرئيسان الإيرانيان السابقان، محمد خاتمي، وحسن روحاني، دعمهما لبزشكيان، داعين للتصويت إليه من أجل إحياء الاتفاق النووي مع الغرب. 

وفي رسالة وجهها إلى الإيرانيين، دعا محمد خاتمي، الناخبين إلى التصويت لبزشكيان، وأكد أن التصويت للمرشح الإصلاحي الوحيد بين المتنافسين الستة، هو السبيل والطريق الوحيد للإيرانيين للتغيير في البلاد.

وفي 28 يونيو/حزيران 2024، شهدت إيران انتخابات رئاسية مبكرة في جولتها الأولى، وسط منافسة شديدة بين المرشحين الستة، وهم محمد باقر قاليباف، سعيد جليلي، علي رضا زاكاني، أمير حسين قاضي زاده، مصطفى بور محمدي، وبزشكيان.

وعلّق بزشكيان على دعم من وصفه بـ"الأب الروحي للحركة الإصلاحية"، وقال خلال تصريحات صحفية في 26 يونيو: "أشكر خاتمي على لطفه.. لكن عندما أسمع الثناء الذي يوجهونه لي، أشعر بعبء ثقيل"، مضيفا: "لا أدعو إلا إلى العدل، وأن أكون مساعدا للمحرومين ما دمت على قيد الحياة".

وفي السياق ذاته، دعا حسن روحاني، أيضا للتصويت إلى المرشح الإصلاحي، لأنه "مصمم على إزالة ظلال العقوبات وإحياء الاتفاق النووي، والانضمام إلى مجموعة العمل المالي (FATF) وحل مشاكل البنوك والعلاقات المصرفية".

وأعلن روحاني خلال رسالة مصورة في 25 يونيو، دعمه بزشكيان، وقال ملمحا إلى فترة رئاسة رئيسي، دون أن يذكره بالاسم: "أطلب من الشعب الذي تحمل ثلاث سنوات من المشاكل والصعاب والتضخم والتصرفات اللاأخلاقية في الشوارع التصويت للمرشح الإصلاحي الوحيد"

من جهته، قرر وزير الخارجية السابق جواد ظريف الدخول على خط الانتخابات من خلال إعلان دعمه بزشكيان، والذي عيّنه الأخير بصفة مستشار له في السياسة الخارجية.

وظهر ظريف في إحدى المناظرات الانتخابية للمرشح الإصلاحي، والتي بثت على القنوات التلفزيونية في 19 يونيو، وطرح خلالها رؤية للسياسة الخارجية تركز على "المصالح الوطنية، التنمية الاقتصادية، التفاعل البناء" مع العالم، وتعزيز القدرات العسكرية والأمن الداخلي.

وعلى نحو مماثل، أعلن مهدي كروبي، الزعيم الإصلاحي في 19 يونيو، دعمه بزشكيان، مؤكدا من إقامته الجبرية التي يخضع لها منذ سنوات على ضرورة تحقيق أهداف أساسية لتحسين أوضاع البلاد، مثل تخطي العقوبات، وإحقاق حقوق الشعب، ومكافحة الفساد.