جورج ويا ينافس 19 مرشحا للفوز بولاية رئاسية ثانية في ليبيريا.. ما حظوظه؟

a year ago

12

طباعة

مشاركة

في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، توجه قرابة مليوني ونصف مليون ناخب ليبيريا إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لتجديد أعضاء مجلسي البرلمان والشيوخ واختيار رئيس جديد للبلاد على أن يجرى الإعلان عن النتائج النهائية في غضون 15 يوما.

وينافس الرئيس المنتهية ولايته جورج ويا 19 مرشحا آخر أبرزهم المنافس السابق الأوفر حظا للفوز جوزيف بواكاي، بحسب صحيفة إيطالية.

الاهتمام الأبرز بهذا الموعد الانتخابي سيتركز، وفق صحيفة إيل بوست، على إمكانية فوز لاعب كرة القدم السابق المشهور عالميا بولاية رئاسية ثانية على رأس الدولة الواقعة في غرب إفريقيا والتي تعادل مساحتها مساحة الدنمارك تقريبًا ويسكنها 5 ملايين نسمة.

شعبية كبيرة

وجورج ويا لاعب كرة قدم سابق مشهور لعب لسنوات عديدة في صفوف فريق ميلان الإيطالي بعد أن نشأ في واحدة من أكثر الأحياء فقرا وأكثرها عنفا في مونروفيا، عاصمة ليبيريا.

وبفضل ماضيه كلاعب كرة قدم مشهور، يتمتع الرئيس الليبيري المنتهية ولايته بشعبية كبيرة في البلاد.

ولذلك جرى انتخابه عام 2017 بأكثر من 60 بالمئة من الأصوات في الانتخابات التي فاز فيها زعيم منتخب ديمقراطيا يقرر لأول مرة بتاريخ البلاد التخلي عن السلطة دون قتال أو محاولة تغيير الدستور.

وكانت الرئيسة السابقة، إلين جونسون سيرليف، قد حازت جائزة نوبل للسلام عام 2011 لدورها في استعادة السلام إلى البلاد بعد 14 عاما من الحرب الأهلية، إلا أنها لم تترشح لولاية رئاسة جديدة بسبب الحد الأقصى الذي يفرضه الدستور بفترتين.

ورافقت آمال كبيرة انتخاب جورج ويا عام 2017 بالتغيير في دولة واحدة من أكثر الدول خطرا وأكثرها في عدم الاستقرار بغرب إفريقيا، على حد تعبير الصحيفة الإيطالية.

قدم ويا، مؤسس حزب المؤتمر من أجل التغيير الديمقراطي الشعبوي، وعودا كبيرة لناخبيه في مختلف المجالات.

وكان قد أكد أنه سيقضي على الفساد ويجعل الوصول إلى التعليم أكثر سهولة ويحسن البنية التحتية ويعزز الاقتصاد.

كما وعد بالحفاظ على السلام وتعزيز عملية المصالحة التاريخية من خلال إنشاء محكمة خاصة لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت ضد آلاف الأشخاص خلال الحرب الأهلية.

وفي الانتخابات الحالية، مايزال الخصم الرئيس لويا البالغ من العمر 57 عاما، هو نفسه الذي كان في 2017 أي جوزيف بواكاي، صاحب الـ78 عاما، مرشح حزب الوحدة المنتمي إلى يمين الوسط.

الحملات الانتخابية

في العموم، يبلغ عدد منافسي ويا 19 منافسًا من بينهم امرأتان فقط، فيما يعد بواكاي أكثرهم حظوظا للفوز، وفق الصحيفة الإيطالية.

وتشرح بأن الأخير ركز حملته الانتخابية على بعض الإخفاقات التي منيت بها ولاية ويا الرئاسية السابقة طيلة ستة أعوام ماضية.

ومن النتائج الإيجابية، تشير الصحيفة إلى نجاح لاعب كرة القدم السابق الشهير بتوسيع نطاق الوصول إلى التعليم العام وإن لم ينجح بتحسين جودته كما نجح في الحفاظ على ظروف السلام الحالية.

وتضيف بأنه جرى خلال فترة ولايته إنجاز عدد كبير من مشاريع الأشغال العامة، بما في ذلك بناء الطرق والطريق الساحلي السريع ومستشفيين جديدين، فضلا عن تجديد المساكن العمومية والمرافق الصحية والأسواق في جميع أنحاء البلاد.

في المقابل، لفتت إيل بوست إلى أن ويا لم يحصل على نفس النتائج الجيدة في مجالات أخرى أصر عليها كثيرا خلال حملته الانتخابية في إشارة إلى محاربة الفساد وتنمية الاقتصاد والتحقيق في الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب الأهلية.

وخلال الحملة الانتخابية، استغل بواكاي هذه القضايا على وجه التحديد في محاولة لإعادة كسب أصوات الناخبين وحشد إجماع ضد الرئيس المنتهية ولايته.

وبالإضافة إلى عدم وفائه بوعده بإنشاء محكمة لجرائم الحرب الأهلية، لا يبدو أن ويا نجح بحل مشكلة الفساد التي ماتزال منتشرة على نطاق واسع بين الساسة والموظفين العموميين.

وعود سابقة

كما تذكر الصحيفة الإيطالية أن السنوات الأخيرة شهدت على الأقل فضيحتين كبريين أثارتا احتجاجات قوية.

في عام 2018، اختفت بعض الحاويات التي تحتوي على 100 مليون دولار ليبيري مطبوع حديثا (حوالي نصف مليون يورو) من أحد موانئ البلاد، وكانت أصابع الاتهام قد وجهت إلى أكثر من 30 مسؤولا سابقا في البنك المركزي الليبيري.

وفي عام 2022، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ثلاثة مسؤولين ليبيريين بارزين بسبب قضايا الفساد ويتعلق الأمر بوزير في حكومة ويا ومدع عام، بالإضافة إلى الرئيس التنفيذي لهيئة الموانئ الوطنية الليبيرية.

وقد استقال الثلاثة إلا أنه لم يجر اتخاذ أي إجراءات قانونية ضدهم في ليبيريا. كما لم تتحسن الظروف الاقتصادية في البلد الإفريقي، تضيف الصحيفة.

وذكّرت بأن جورج ويا كان قد وعد "بتغيير حياة كل الشعب الليبيري"، إلا أن العكس هو ما حدث نتيجة ارتفاع معدلات البطالة والتضخم.

في المقابل، أسس منافسه بواكاي حملته الانتخابية على شعار "الإنقاذ"، محملا ويا المسؤولية عن تفاقم سلسلة من المشكلات الهيكلية في البلاد محاولاً تقديم نفسه كبديل ذي مصداقية وموثوق.

في الأثناء، شهدت الحملة الانتخابية أيضاً حوادث عنف خاصة في بعض مناطق البلاد تسببت في الشهر سبتمبر/أيلول 2023، في سقوط ثلاثة قتلى.

وينص القانون الانتخابي للبلاد على ضرورة حصول المرشح على 50 بالمئة على الأقل من الأصوات للفوز برئاسة البلاد منذ الجولة الاولى.

إذا لم يحدث ذلك سيجرى تحديد موعد جولة إعادة بعد أسبوعين من الجولة الأولى وهو ما تتوقع الصحيفة الإيطالية حدوثه.

وتأسست ليبيريا كمستعمرة خاصة عام 1822 لجمعية الاستعمار الأميركية، وهي منظمة خيرية خاصة تدعم عودة السود، سواء العبيد السابقين أو الأحرار إلى قارتهم الأصلية، قبل أن تصبح دولة مستقلة في عام 1847.

الكلمات المفتاحية