الإمارات تمنح رئيس النظام السوري منبرا لبث الأكاذيب.. وناشطون يفندون مزاعمه

12

طباعة

مشاركة

منحت قناة "سكاي نيوز عربية" التي تبث من الإمارات، رئيس النظام السوري بشار الأسد، منبرا لبث جملة من الأكاذيب عبر لقاء أجرته معه من العاصمة دمشق.

وفي المقابلة التي بثت في 9 أغسطس/آب 2023، زعم الأسد أنه لم يكن هناك مطالبات سورية داخلية برحيله عن السلطة، وإنما إرادة خارجية.

وتنصل الأسد من قضيتي عودة اللاجئين السوريين، ومكافحة المخدرات، المشار إليهما في مخرجات المباحثات مع الدول العربية التي أدت إلى عودة نظامه إلى الجامعة العربية في مايو/أيار 2023، بعد سنوات من القطيعة.

رئيس النظام الذي تسبب بتهجير ومقتل جرح الملايين من شعبه على مدار أكثر من عقد، ربط عودة اللاجئين بتحسن البنية التحتية في سوريا.

وتساءل: "كيف يمكن للاجئ السوري أن يعود قبل أن تتوافر الماء والكهرباء والمدارس لأبنائه؟"، كما قال إن "تجارة المخدرات تزدهر في حالة الحرب وضعف الدولة، ومن يتحمل المسؤولية هي الدول التي أسهمت في خلق الفوضى في سوريا وليست الدولة السورية، وفق زعمه.

وقال الأسد إنه لن يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق شروطه، وأن حركة المقاومة الإسلامية حماس "غدرت بنا"، وجدد تمسكه بالسلطة، مؤكدا أن خيار التنحي "لم يكن مطروحا على الإطلاق لأنه سيكون هروبا بسبب الحرب". وفق وصفه.

لقاء الأسد أثار موجة غضب واسعة على تويتر، بداية من الرفض والاستنكار الواسع لاستضافته من الأساس والسماح له بالظهور على قناة إماراتية كرئيس شرعي، وإعادة تلميعه وإتاحة الفرصة له لإعلان سياساته.

وعلى عدة وسوم أبرزها #بشار_الأسد، #الأسد_مجرم_حرب، ذّكر ناشطون بجرائم الأسد ونظامه منذ 2011 وحتى اليوم، وما فعله بشعبه من تهجير وقتل وتدمير للبنى التحتية واعتقال، صابين جام غضبهم على النظام الإماراتي برئاسة محمد بن زايد لدعمه ومناصرته.

أكاذيب الأسد

وتفاعلا مع الأحداث فند الإعلامي السوري قتيبة ياسين، أبرز ما قاله الأسد في لقائه، أولها زعمه أن العلم السوري القديم هو علم الاحتلال الفرنسي بينما يظهر وخلفه هذا العلم، مستنكرا من اعترافه بالتواصل مع اللاجئين السوريين الموالين ويرفضون العودة بسبب عدم وجود الكهرباء والخدمات، ووصفهم بأنهم أسوأ من بشار.

وقال إن أهم سؤال ورد بالحديث حين سأل المذيع الأسد عن رغبته في أن يصبح ابنه رئيسا من بعده، فأجابه بأن هذا الشيء يرجع لرغبته ومدى القبول الشعبي له. وأضاف أن من يرى نجل الأسد يعرف أن لديه رغبة ليصبح رئيسا لسوريا.

ولخص وليد خليفة ما قاله الأسد في لقائه في نقاط هي: "لا جدوى من الحوار مع تركيا، لا يوجد مع حوار أمريكا، إسرائيل لا ولن مفاوضات، الدول العربية مجرد عودة شكلية وليست فعلية، المخدرات ليست مسؤوليتنا، الإرهاب صناعة تركية، اللاجئون لا توجد بنى تحتية لعودتهم، انتخابات مبكرة لا يوجد، والحل سننتصر بشعب وجيش جائع".

وأكدت الإعلامية صبا مدور، أن أفضل ما في مقابلة بشار مع سكاي نيوز أنها فضحته ولم تترك فرصة لمن يأمل في هذا الكائن إصلاحا، مشيرة إلى أنه يمارس حالة إنكار متواصلة لمسؤوليته ونظامه عن خراب سوريا، ويدعي أن البلاد كانت هدفا للمؤامرات وليست ضحية لإجرامه، وأن أرواح ملايين الضحايا ثمن يهون في بقاء نظامه.

ولفتت إلى أن الأسد يصر على أن ما قام به من (قتل وتدمير) هو الأصح وسيعيده بحذافيره لو عاد الزمن لعام 2011، مستنكرة أنه لم يتقدم بلغة تصالحية تمد اليد للاجئين والمهجرين والمنفيين، بل بوقاحة يؤكد أن لا مكان لهم ولا كهرباء ولا صحة ولا حقوق، وكأن هؤلاء المهجرين لا يملكون بيوتا وأراضي سلبها شبيحته والميليشيات الإيرانية.

وأوضحت مدور، أن الأسد يعترف بأن التقارب العربي شكلي وأن مطالبه (المشاكل حسب توصيفه) لم تُلبَّ وأنه ينتظر، قائلة إن عندما يأتي على ذكر إعادة إعمار البنية التحتية فهو يطالب الدول الخليجية ويحملها المسؤولية في دفع التكاليف بصفتها أنها هي مسؤولة عن الإرهاب الذي تسبب بدمار البلاد. 

وأكد الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية، أن أقل ما يُقال عن لقاء الأسد أنه لقاء مع مجرم وقح، دمر سوريا وشرد شعبها وقتل الحجر فيها قبل البشر ثم يخرج بكل وقاحة وكأنه الحمل الوديع المظلوم، مضيفا: "سكاي نيوز حاولت اليوم إعادة إنتاج هذا المجرم، لكنها في الحقيقة قدمته لنا بصورته الحقيقية مجرم قاتل وبوقاحة". 

ورأى في تغريدة أخرى أن كلام المجرم بشار عن العلاقة مع حماس لم يكن مفاجئا، لكل من يعرف سياقات ومسارات ومنطلقات القضية من البداية للنهاية، قائلا إن المفاجأة أن تتفاجأ.

وكتب الكاتب الفلسطيني عزات جمال: "بموضوعية وبعيدا عن التهوين أو التهويل، أرى أن حديث الرئيس السوري بشار الأسد حول حماس حمل مجموعة من الإشارات المختلفة، فعلى صعيد حماس التنظيم حرص على أن يبدي انطباعا إيجابيا، مسجلا عتابا خص به بعض القيادات التي دعمت المعارضة السورية بمواقف علنية".

وأردف: "هذا بتقديري موقف إعلامي ليس أكثر لا يؤثر على العلاقة التي تأسست على وجود مصالح تجمع حماس وسوريا، فكما هو معروف تبحث كل الأطراف عن مصالح معتبرة ولا تذهب للعلاقات بناء على الأهواء أو الرغبات".

أعداد المعارضين

وأعرب ناشطون عن تكذيبهم زعم الأسد أن المطالبين برحيله لم يتجاوزوا الـ 100 ألف ونيف، في حين أن عشرات الملايين من السوريين لم يريدوا ذلك لإيمانهم في القضية.

وواجه هؤلاء رئيس النظام السوري بصور ومقاطع فيديو توثق حقيقة الأعداد المهولة التي خرجت مطالبة برحيله.

ورد رسام الكاريكاتير عمار آغا القلعة، قائلا: "إذا 100 ألف سوري قلبوا كوكب الأرض فوقاني تحتاني.. واحتاج الأمر روسيا وإيران وحزب الله والحشد وفاطميون وزينبيون وما يقارب 250 ميليشيا متنوعة.. ومازالوا موجودين صامدين لم يهزموا"، مضيفا أن مسيلمة يخجل من بشار الأسد.

وواجه الصحفي عبدالله الموسى، الأسد بمقاطع فيديو توثق الأعداد المهيبة للثوار التي خرجت مطالبة برحيله، مشيرا إلى أن سيول الثوار كانت في حماة وحدها تصب في ساحة العاصي من شارعي العلمين والحاضر، فلا يظهر إلا نصف المظاهرة في الفيديوهات.

واستغرب الناشط ماجد عبدالنور "قول السفاح بشار الأسد إن من يعارضه لا يتجاوز عددهم 100 ألف، رغم أن لديه جيشا قوامه 300 ألف وقوات أمنية 100 ألف، وشبيحة 200 ألف، وجلب إيران وحزب الله وعشرات آلاف الأفغان والباكستانيين إضافة لروسيا وترسانتها العسكرية وآلاف من مرتزقة فاغنر، فحيا الله هذه ال 100 ألف ما أشد بأسها".

ورد الصحفي سامر العاني، على ادعاء الأسد، قائلا: "عدا عن أنه اعترف ضمنيا بكذب الإعلام السوري آنذاك، لكن يستحق أن تقول له يخرب بيتك شو كذاب، عدد المعتقلين في سجونك أضعاف ما ذكرت".

وسألت الصحفية مايا ريدان، الأسد: "طيب الملايين ممن هجروا وسويت منازلهم بالأرض ومجازر الكيماوي ومن لا يقوون التفكير بزيارة بلدهم لأن السجون تنتظرهم، وقوارب الموت، ماذا عنهم؟ هل أرسلهم للاستجمام في أوروبا ودول الجوار؟" قائلة إنه نسي أنه يحكم على جثث الأبرياء.

وكتب الحقوقي العمر عمر: "الأسد لأجل هؤلاء 100 ألف جمع كل ميليشيات الروافض الطائفية في المنطقة عدا عن ترسانة روسيا العسكرية مع ميليشيا فاغنر وعلى رغم قتله أكثر من مليون شخص واعتقال الآلاف وللآن لم يتخلص من هالمئة ألف".

إعلام مأجور

وندد ناشطون بمحاولات الإمارات تلميع صورة رئيس النظام السوري وإعطاءه مساحة على أحد منابرها لتبرير جرائمه.

وأكد الصحفي والباحث السوري إبراهيم عواد، أن كل محاولات بعض قنوات الإعلام تلميع الأسد أمام شعوب المنطقة تبوء بالفشل، وبغبائه المعهود يفضح إجرامه أكثر فأكثر، مستنكرا تبجحه بالقول إن "من لا يريدني عددهم لا يفوق 100 ألف" بعد التنكيل الكارثي بحق الملايين بين شهيد ومعتقل ونازح وظهور مئات آلاف الصور والوثائق.

وقال المنسق العام في الثورة السورية عبدالمنعم زين الدين، إن القنوات الإعلامية التي تقابل المجرم بشار الأسد كان عليها أن تسأله عن عدد الأطفال السوريين الذين خنقهم بالكيماوي، وهدم فوقهم المباني؟، وعدد البراميل المتفجرة التي ألقاها على القرى والمدن السورية، والأسلحة العنقودية والفوسفورية التي قصف بها السوريين؟

وأضاف أن هذه القنوات كان عليها أن تسأل الأسد عن عدد المعتقلين في مسالخه وكيف يجرى ذبحهم وتصفيتهم وقلع عيونهم وثقب جماجمهم؟، وكم عدد الإيرانيين المحتلين الذين منحهم الجنسية وقام بتوطينهم في بيوت من هجّرهم من السوريين قسرا؟ 

وأوضح أحمد الحمود: "لا يزال الدكتاتور يكذب ويكذب ولا يزال الإعلام المأجور يصدق ليلمع صورته رغم أن أرشيفهم يحوي مظاهرات السوريين المليونية التي ملأت شوارع وساحات سوريا الثائرة".

وأشار محمد أبو الأمين، إلى أن الإمارات التي وصفها بالمتحدة اليهودية تحاول تعويم المجرم بشار الأسد بأي شكل من الأشكال تارة عن طريق المساعدات الطبية والغذائية وتارة عن طريق دعمه بالعملة الصعبة وآخرها عن طريق الإعلام، مؤكدا أن سكاي نيوز وفي كل مرة تفشل وتذهب محاولاتها هباء منثورا.

ولفت المغرد فادي، إلى أن ليرة بشار الأسد تواصل الانهيار، بعد ساعات من عرضه المسرحي على شاشة سكاي نيوز، لتصل إلى 14 ألف مقابل الدولار الواحد.

وأكد أن كل محاولات الإنعاش الإماراتيّة لهذا النظام المجرم لم تُفلح، متسائلا: "متى تُدرك الإمارات أنَّ إكرام الميّت دَفنهُ؟"

وبين أبو الخير محجوب أن السوريين لن يتراجعوا عن إسقاط الأسد المجرم حتى لو دفعت الإمارات كل أموالها، قائلا: "الثورة السورية ثورة كرامة يا أبناء زايد وألا هي ما تعرفوها".