أخطاء متكررة.. صحيفة تركية: فرص فوز عبدالله غل أمام أردوغان ضئيلة

مع تواصل الغموض بشأن مناقشات قوى المعارضة التركية لاختيار مرشح مشترك لمواجهة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية صيف 2023، تناولت وسائل إعلام اسما جديدا أثار عديدا من التساؤلات.
وأوضحت صحيفة "يني شفق" التركية أن حزبي الجيد والسعادة المنخرطين في تحالف المعارضة المعروف بـ"الطاولة السداسية"، يتواصل حاليا مع الرئيس السابق عبد الله غل (2007- 2014) لترشيحه كمرشح مشترك بدلا من رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو.
وحتى اليوم، يعد كليتشدار أوغلو هو الاسم الأبرز لخوض غمار انتخابات 18 يونيو/ حزيران 2022، رغم أن الطاولة السداسية لا تزال تراوده شكوك كثيرة بشأن قدرته على منافسة أردوغان، ولا سيما بعد عدة أخطاء ارتكبها أخيرا.
أخطاء كليتشدار أوغلو
وذكرت الصحيفة التركية أنه رغم أنه لم يبق سوى نحو 7 أشهر من الانتخابات الرئاسية، إلا أن مرشح المعارضة تحول إلى معادلة غير معروفة تماما، ما يكشف حقيقة أن الطاولة السداسية عاجزة عن اختيار مرشحها الخاص.
والشعب التركي يراقب بتمعن بعض المرشحين، وخاصة كليتشدار أوغلو، وهو يقوم برحلات الحصول على تصديق إلى بعض الدول الأوروبية، وخاصة أميركا وإنجلترا.
فحقيقة أن كليتشدار أوغلو تصرف بشكل مستقل عن حزبه وقادة الأحزاب الخمسة، ونفذ بعض الأنشطة المشبوهة من أجل أن يصبح المرشح الرئاسي بدعم من منظمة غولن "الإرهابية" في أميركا أزعج قادة الطاولة السداسية.
ومباشرة بعد رحلة كليتشدار أوغلو، أرسلت رئيسة حزب الجيد "ميرال أكشينار" وفدا برئاسة نائب رئيس الحزب الجيد المسؤول عن العلاقات الخارجية، السفير المتقاعد "أحمد كامل إروزان" إلى الولايات المتحدة.
ووفقا للسفير المتقاعد "أحمد كامل إروزان"، فإن ذهاب وفد الحزب الجيد إلى الولايات المتحدة مباشرة بعد كليتشدار أوغلو كان مصادفة.
ومع ذلك، فإن إشارة إروزان إلى كليتشدار أوغلو بقوله "لم نأت لتناول الهامبرغر" كانت أوضح علامة على أن هذه الرحلة لم تكن مصادفة.
ويمكننا القول إن هناك صراعا بين حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد حول الترشح على الطاولة السداسية.
وإذا وضعنا دعم "البنتاغون" لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في الزاوية في الوقت الحالي، يبدو من شبه المؤكد أن المرشح الرئاسي للطاولة السداسية لن يكون كليتشدار أوغلو.
ومع ذلك، يتم طرح سيناريوهات مختلفة حول من سيكون المرشح الرئاسي للطاولة السداسية.
مرشح جديد
واليوم يتم إنتاج سيناريوهات غير موثوقة بأن الرئيس السابق عبد الله غل سيكون مرشح الطاولة السداسية، وأنه ورئيسة الحزب الجيد ميرال أكشينار يتناقشان ويتعاونان معا باستمرار بشأن مسألة الترشح.
ولا بد أن هذه المسألة أزعجت عبد الله غل، حيث إنه أدلى مكتب الرئيس السابق ببيان من أجل تنوير الجمهور بشأن هذه المسألة ونفى كل هذه الادعاءات.
وجاء في بيان المكتب: "كل المقابلات والخطب المنسوبة إلى الرئيس غل في بعض وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية حول الانتخابات الرئاسية هي أكاذيب دعائية متعمدة وخبيثة".
وفي الأسابيع الأخيرة، وردت مزاعم حول اجتماع عبد الله غل مع نائب من حزب الشعب الجمهوري.
ويُتداول أن غل، متحدثا إلى أحد نواب حزب الشعب الجمهوري، قال إنه لا يجد ترشيح كليتشدار أوغلو منطقيا.
وأضاف أن كليتشدار أوغلو ليس لديه فرصة للفوز في تركيا. ولا يوجد فرصة لدى الأسماء التي تقال إنها ستكون المرشح الجديد.
وتابع: الرئاسة ليست لعبة أطفال. ولا يمكن لعمدة أنقرة منصور يافاش أن يكون مرجعا للرئيس، وإذا كان حزب الشعب الجمهوري في السلطة، فهل سيحكمون تركيا بهذه الطاقم؟
وزعم نائب من حزب الشعب الجمهوري أيضا أن غل أعرب عن حرصه على الترشح لمنصب رئيس الجمهورية.
كما تم تفسير فيديو لغل في احتفالات عيد النصر في 30 أغسطس/ آب 2022 على أنه "تذكير بنفسه".
الضوء الأخضر
ولفتت الصحيفة إلى أنه في عام 2018، كان مرشح "تمل كارامولا أوغلو" (رئيس حزب السعادة) للرئاسة هو عبد الله غل.
وكان حزب السعادة، الذي دخل الانتخابات الرئاسية لعام 2018 بالتحالف مع حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد، قد اقترح أن يدخل عبد الله غل الانتخابات كمرشح جامع.
وذكر أن كمال كليتشدار أوغلو كان متحمسا لترشيح عبد الله غل وقبله كمرشح. ومع ذلك، اعترضت زعيمة الحزب الجيد ميرال أكشينار على ترشيح عبد الله غل.
وبناء على هذا التطور، دخل كل حزب الانتخابات بمرشحه الخاص، وانتخب رجب طيب أردوغان رئيسا بأكثر من 52 بالمئة من الأصوات.
وبينما استمرت معضلة الترشح على الطاولة السداسية، أعطى رئيس حزب السعادة "تمل كارامولا أوغلو" مرة أخرى الضوء الأخضر لاسم عبد الله غل.
ويعتقد تمل كارامولا أوغلو، الذي طرح اسم غل في الانتخابات الرئاسية لعام 2018 لكنه لم يستطع إقناع ميرال أكشينار، أن الوضع أفضل اليوم.
كما علق كارامولا أوغلو بشكل إيجابي على أن يكون عبد الله غل مرشحا، فلديه خبرة في هذا المجال، وموقفه واضح أيضا، وفي المرة الأخيرة قال: "إذا كان هناك تحالف، يمكنني أن أكون مرشحا".
فقبل أقل من سنة من الانتخابات الرئاسية، كشف تحالف "الشعب" الحاكم أن أردوغان سيكون مرشه للرئاسيات.
بينما يستمر النقاش في تحالف المعارضة، ولم يتمكن التحالف، الذي اجتمع 7 مرات، مرة واحدة في مقر كل حزب، من تحديد مرشح أو إستراتيجية حتى الآن.
في حين أن موقف كليتشدار أوغلو المتلهف للترشح للرئاسة ملفت للنظر، فإن بعد الحزب الجيد عن كليتشدار أوغلو أيضا يلفت الانتباه.
وفي الأيام الأخيرة، طرح "كارامولا أوغلو" مرة أخرى اسم "عبد الله غل". ومع ذلك فإن فرص غل في الفوز في الانتخابات ضئيلة للغاية!