أبويعرب المرزوقي لـ"الاستقلال": سعيد خدع الجزائر وتحالف مع السيسي ويستعد للتطبيع

12

طباعة

مشاركة

أكد المفكر التونسي أبو يعرب المرزوقي، أن الرئيس قيس سعيد عبر ممارساته بالشهور الأخيرة استعدى غالبية التونسيين وبات يختنق وسقوطه مؤكد، ومن ثم سيستأنف الربيع العربي مساره من حيث توقف.

وأضاف في حوار مع "الاستقلال"، أن شعب تونس لا يريد من الجيش التدخل لإفشال الانقلاب؛ لأن ذلك سيكون انقلابا على سلطة مدنية تدعي الشرعية، إنما فقط حماية الجماهير عند ثورتها على سعيد.

إقليميا، لفت المرزوقي إلى أن قيس سعيد خدع الجارة الجزائر وتحالف مع نظام عبد الفتاح السيسي الانقلابي في مصر، ويعد العدة حاليا للتطبيع مع العدو الصهيوني، بتوجيه أميركي.

كما أكد أن السيسي حول مصر من قلب البلاد العربية إلى بيدق بيد إسرائيل ومن يحتمون بها من الأنظمة العربية الفاشية.

وأشار المرزوقي إلى أنه لا فرق بين سلوك الهند وإيران وإسرائيل في استهداف المسلمين، وهناك تطابق كبير في ممارساتهم القمعية تجاه المعارضين، أبرزها هدم بيوتهم والتنكيل بهم.

وأبو يعرب المرزوقي (75 عاما)، مفكر وفيلسوف تونسي، أظهر في مؤلفاته قيم ومبادئ وإنجازات الحضارة الإسلامية، ويعارض الحكام السلطويين وأحدثهم قيس سعيد، ما تسبب مؤخرا في فتح تحقيق قضائي ضده.

وفي أول انتخابات عقب ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، انتخب المرزوقي نائبا في المجلس الوطني التأسيسي عن حزب حركة النهضة الإسلامي. لكنه استقال بعد عام واحد وأعلن اعتزال السياسة.

وتعاني تونس حاليا من أزمة اقتصادية تفاقمت حدتها مع جائحة فيروس كورونا وتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا، فضلا عن عدم الاستقرار السياسي الذي تعاني منه بعد انقلاب سعيد في 25 يوليو/ تموز 2021.

انقلاب قيس سعيد

كيف يرى أبو يعرب المرزوقي المشهد التونسي الحالي؟

يمكن أن نعد الوضع غير مستقر لكنه ذاهب إلى الحسم القريب، لأن صاحب الانقلاب استعدى الكثير من القوى السياسية والمدنية القضائية والنقابية والإعلامية.

ولم يستطع أن يورط معه أداتي شوكة الحكم أي الدفاع والأمن، ولكن ما أخشاه هو أن يلجأ مثل كل الفاشيات إلى حيلة صنع الإرهاب للتحجج به في التنكيل بخصومه السياسيين.

فهذه الحيلة استعملت في القرن الماضي لضرب ثورة الشعب الجزائري، ثم استعملت في سوريا وفي مصر وفي العراق وفي اليمن وفي ليبيا.

ولا أستبعد أن يلجأ إليها المنقلب في تونس؛ لأنه بات مختنقا في كل المجالات ولم يعد قادرا على شيء عدا الخطب والكلام، الذي لا يعالج أدنى مشكل يعاني منه الشعب التونسي.

هل سبق الاحتكاك بينك وبين قيس سعيد قبل هذه الأزمة؟

أنا رفضت دعمه أثناء ترشحه للرئاسة عندما طلب مني بعض أصدقائه مساندته، ولست أدري هل كان ذلك بطلب منه أم مبادرة منهم، فأعلمتهم بأني أعارضه وأعده خطرا على تونس.

فضلا عن عدم كفاءته وفساد خلقه، فقد لقيته بعض المرات، وزارني في بيتي، فعرفت أنه يعاني من عاهات نفسية ومحدودية فكرية، ونفاق ليس من العسر تبينه عند من له دراية بعلم النفس.

كما فهمت من حديثي معه أنه ليس أهلا حتى لقيادة حزيب من عشرة أشخاص.

وبالفعل قدم على ذلك كله أدلة قاطعة خلال سنة حكمه الأولى، ففشل حتى في اختيار أعضاء ديوانه، وفضحته زيارة فرنسا فضلا عن محاولاته توريط الجيش في مغامرته المعدة للانقلاب.

من برأيك يقف خلف قيس سعيد في انقلابه على الدستور والبرلمان والقضاء؟

الذي يقف من وراء قيس سعيد قد حددته مباشرة بعد نجاحه في الانتخابات بصورة لم تكن طبيعية، وشبهت نجاحه آنذاك بنجاح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في عام 2016.

لأنه كان من نفس الطبيعة بتدخل خارجي وتحالف مع المافيات التي تسيطر على ما يسمى بالدولة العميقة.

والآن لم يبق مع قيس سعيد إلا حزبان أحدهما كان له نائب وحيد بالبرلمان، والثاني حزب القوميين التابع لإيران وبشار الأسد، ولا يتجاوزون المئتين من الأشخاص.

ونظرا لأن لهم ثقلا بالاتحاد التونسي للشغل فقد نبهتهم كما نبهت الجيش والأمن بأن قيس سعيد سيستهدفهم جميعا وسيستعيض عنهم بالحشد الشعبي.

وعددت الأمر ذا صلة بكذباته المتعلقة بشعارات تدل على عكسها، مثل التطبيع خيانة، ومثل الشعب هو الذي يريد الانقلاب.

وفي الجملة حصرت المتدخلين لفائدته في إيران وروسيا وإسرائيل وفرنسا، لضرب الثورة والإسلام، وكان ترامب وصهره سندين له بسبب الحاجة إلى تقوية صف المطبعين ومحاصرة الجزائر لتكون بين بلدين مطبعين.

ما مصير انقلاب قيس سعيد في المنظور القريب والبعيد؟

أرى أنه لن يعمر طويلا، فهو آيل إلى السقوط، ما أخشاه هو أن يصحب ذلك لجوء مليشياته وحشده الشعبي للعنف، آملين أن تكون الفوضى فرصتهم الأخيرة لفرض وجودهم على الشعب.

لكني أعتقد أن الجيش والأمن لن يسمحا بذلك حتى لو فرضنا أن فيهما من يمكن أن يكون ميالا لمحاكاة ما يجري في باقي بلاد العرب، ليحكم من وراء حجاب من المدنيين، الذين يكونون طراطير وليسوا حكاما يمثلون إرادة الشعب.

الانقلاب يترنح

ما رأيك بمشروع الدستور الذي يريد تفصيله قيس سعيد وجزئية حذف الإسلام منه؟

هو يريد إزالة ذكر الدين عامة في الدستور. وللأمر دلالتان: نيل رضا فرنسا واستفزاز الدراويش لعلهم يمكنونه بأفعال غاضبة تجعله يستعمل العنف ضد كل الإسلاميين حتى ممن لا علاقة لهم بالسياسة.

وهذا لا يتجاوز المحاكاة الحمقى للعلمانية اليعقوبية التي تتميز بها فرنسا التي هي أقل بلاد الغرب ديمقراطية وأبعدهم عن العلمانية التي لا تحارب الأديان؛ بل تسوي بينها كونها من حرية المعتقد والفكر ولا علاقة لها بالدولة.

وأرى أنه لن ينجح في تنفيذ انقلابه حيث لم يشارك في دستور سعيد سوى سقط المتاع في القانون والعمال، ولم يجمع إلا من لا علاقة لهم بالقانون ولا بالمجتمع المدني والسياسي، وكل الجامعيين رفضوا المشاركة.

كيف ترى مستقبل جبهة الخلاص الوطني المعارضة لسعيد؟ 

يجب أن يقوموا بتوعية الشعب من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، والآن أنا أتفق مع الإستراتيجية التي يتبعونها.

يجب الاعتصام في كل ساحات الجمهورية ونقاطعه حتى لا يفعل ما فعله عبد الفتاح السيسي في مصر، لذا يجب أن نذهب إلى كل الساحات العامة للرفض.

ماذا يعني عزوف الغالبية الساحقة عن الاستشارة الإلكترونية، ومقاطعة الحوار المزعوم وتشكيل جبهة الخلاص وإضراب القضاة في المشهد التونسي؟ 

عددت كل هذا عزلا شعبيا لقيس سعيد حيث إن 67 بالمئة ممن صوتوا له ندموا عن التصويت له وعزلوه، عندما لم يصوت على الاستشارة الإلكترونية سوى أقل من 5 بالمئة.

 وهو نوع من التصويت المبكر لانتخابات قبل أوانها؛ لأن هذا الرجل حنث في القسم على القرآن الكريم وخان الدستور، والآن يرتكب الخيانة العظمى بتغيير هوية الشعب التونسي عندما يلغي في دستوره المزعوم الإقرار بأن الإسلام دين الدولة.

ماذا تقصد بأنه لم يستطع أن يورط معه أداتي شوكة الحكم أي الدفاع والأمن؟

أقصد أن قيس سعيد بقي 10 شهور لم ينجح في تنفيذ الانقلاب، ولو كان مثل السيسي قائد الانقلاب العسكري في مصر يستند على الجيش لكان نفذه من أول يوم.

وذلك بالرغم من أنه أوقف كل مؤسسات الدولة وكان 72 بالمئة من الشعب التونسي معه، لكنهم اكتشفوا كذبه عليهم.

لذلك الانقلاب فشل فشلا ذريعا وأصبح غالبية الشعب ضده، واليوم صار 67 بالمئة من التوانسة ضده حيث لم يوافق على الاستشارة سوى أقل من 5 بالمئة بينما أكثر من 95 بالمئة من الشعب ضده.

كما أن إقدامه على عزل 57 قاضيا، لأنهم لا يستجيبون لأوامره بسجن المعارضين، ويتمسكون بالدستور وتطبيق القانون.

وكذلك الجيش، والأمن أيضا الذي لاحظت أنه تعامل معي وفق القانون فكان شديد الحرص على احترام الإجراءات، وكان مؤدبا جدا في تعامله معي، ما يعد دليلا على تعثر تحرك سعيد ضد الشعب ومحاولة التنكيل به.

أنا قلت ذلك قبل الإعلان عن الانقلاب، بأنه لو كان معه الجيش والأمن لتمكن من إلغاء كافة المؤسسات الدستورية في لحظة انقلابه الأولى وهو ما لم يحدث.

شرعية غائبة

برأيك لماذا لم يتحرك الجيش لحماية الثورة ويوقف انقلاب قيس سعيد إذن؟

نحن لا نريد من الجيش أن يتحرك ويتدخل في إفشال الانقلاب لأن ذلك سيكون انقلابا من الجيش على سلطة تدعي الشرعية.

لكن لا بد أن يتدخل الشعب لإسقاطه ديمقراطيا وسلميا بدون عنف، ونحن نريد  الجيش التونسي جيشا جمهوريا محايدا لا يتدخل في الصراعات السياسية، ونريد منه فقط أن يحمي الشعب عندما يثور على هذا الانقلاب.

ما تفسيرك للمضايقات التي تعرضت لها من قبل سلطات الانقلاب؟

القضية تتعلق بمقالات كتبتها عام 2020، واستخرجت محاميتان بعض الفقرات للتقدم بدعوى ضدي بأنني اعتديت على القائد الأعلى للجيش الوطني، وأنني أهدد الأمن الوطني والجيش وأدعو إلى الفتنة، وأنني أمثل خطرا على الدولة.

وتم تقديم القضية بعد عام كامل من كتابة المقالات، ووصلت القضية إلى المحكمة العسكرية التي قضت 10 أشهر في دراستها؛ وقالت إن كل التهم غير صحيحة وإحالتها إلى القضاء العدلي.

فوصلت إليه القضية عام 2022، وطلبوني وكان معي 4أربعة محامين طلبوا التأجيل لكي يعلموا ما يتضمنه الملف.

فوجدنا أن القضية تقدم بها محاميتان من الاستئناف ويعملان في مكتب زوجة الرئيس، والمهم أنه بعد أسبوع من التأجيل للاطلاع سألني القضاة حول الادعاءات.

فقلت إن هذه ليست دعوى من الرئيس، ولذلك إذا كان يريدني أن أجيب إما أن يشكوني الرئيس بنفسه أو تقر المحاميتان بتكليف الرئيس لهما برفع الدعوى ضدي.

ولما لم يتحقق ذلك لم أزد على ما قلته، وحضر معي المرة الثانية  ثمانية من كبار المحامين واضطروا للتعديل على الدعوى لإثبات عدم الصفة لهاتين المحاميتين وسمح لي القاضي بالعودة إلى منزلي.

في ظل انقلاب قيس سعيد على كافة مبادئه القانونية والدستورية، هل يمكن أن يتجه للتطبيع مع العدو الصهيوني؟

لا شك في ذلك، لأنه يبحث عن سند حتى يستطيع البقاء، وهو في الحقيقة من البداية وعد بالتطبيع حتى يتم إسناد ترشحه ونجاحه.

لكنه طلب الاستمهال حتى يستقر له الأمر. والآن هو مضطر لعدم إطالة الاستمهال حتى تشفع له إسرائيل لدى أميركا وأوروبا وتفرض على المحتمين بها من الثورة العربية المضادة لتمويل مشروعه الانقلابي.

هل من الممكن أن تكون تونس بداية موجة جديدة للربيع العربي؟

يقيني أن الانقلاب قد انتهى وليس رمزيا فقط، فقد فقد احترام الشعب الذي غالبيته صارت تعده خائنا عن دراية ووعي.

حيث كذب الرجل عليهم وخدعهم، وتحولت الرمزية إلى فعل بالانفصال عن المشاركة في الاستشارة ثم شرع في تنظيم المقاومة السلمية من خلال ثلاثة صفوف.

مقاومة القضاء ومقاومة المجتمع المدني والنقابات ومقاومة جزء كبير من النخبة السياسية.

الوضع الإقليمي

كيف ترى مستقبل الربيع العربي؟

أؤمن بمكر الله الخير. أعتقد أن قيس سعيد بحماقاته قد أحيا روح الربيع في نفوس شباب تونس بعد أن كذب عليهم بوعوده، ووجدوا فيه رئيس مليشيا وحشد شعبي يوظفهم بطرد النخب القادرة.

ولما كان قد أدى بالبلاد إلى الإفلاس فإن فرص التوظيف قد شحت، فبقي الكثير ممن بنوا عليه قصورا في رمال الكذب باحثين عن الماء في قيعة يحسبون ترائي السراب على سطحها ماء.

هل ترى أن الربيع العربي سيكون له ارتدادات أم أنه انتهى كما يروج البعض؟

أعتقد أن الربيع سيستأنف مساره، فما عطله ليس ذاتيا بل هو أساس ناتج عن تدخل أميركا ترامب وروسيا بوتين.

فالدمية نجح بمؤامرة من ترامب وصهره، وقد أثبت ذلك الكثير من الباحثين الذين بينوا أن تمويل حملته كان ذا صلة بهما.

والثورة السورية انتصرت على بشار  الأسد ومليشيات إيران في بدايتها، وكاد بشار يسقط لولا تدخل روسيا بطيرانها لإنقاذه ومليشيات إيران، وكان ذلك بطلب من طهران وبتمويل من عرب الثورة المضادة. 

ما تقييمك لموقف دول الجوار مما يجري في تونس لا سيما الجزائر؟

في الحقيقة موقف الجزائر الرسمي متقلب. وتحليله الموضوعي يجعل النظام في الجزائر معاديا للربيع، لأنه ما يزال من جنس الأنظمة التي يحكمها العسكر، وإن بواجهة مدنية.

لذلك فهي رسميا تدعي الحياد، لكنها اكتشفت في الأخير أن قيس سعيد خدعها لأنه تحالف مع السيسي ويعد العدة للتطبيع مع الصهاينة.

أما موقفه من ليبيا فهو عين الموقف الرسمي للسيسي؛ أي أنه ضد حكام طرابلس لأنه معاد للسند التركي ويميل إلى صف أعدائهم.

لكن موقفه أقرب ما يكون لموقف الممانعة المزعومة لأن الحزبين اللذين يسندانه واللذين لهما منزلة في النقابة العمالية يميلان لنظام بشار وإيران وحزب الله.

كيف ترى الحوار الذي دعا السيسي إليه في مصر؟

مصر التي كانت في قلب البلاد العربية جعلها بيدقا بيد إسرائيل ومن يحتمون بها من العرب، ودعوة السيسي أكبر أكذوبة والحوار مع منافقيه.

وعبر الدعوة لهذا الحوار يريد السيسي أن يظهر أنه ديمقراطي للتصدي للتغير الذي حصل في أميركا التي اكتشفت أنها فشلت في تطويع الإسلام بالقوة فكل يوم الإسلام يزداد ازدهارا.

وإذا بقيت في حرب مع الإسلام فإن روسيا والصين سوف يهزمانها، وهي بخبث تهدد العرب بإيران وإسرائيل.

وهذه اللعبة ترضي أميركا، لأنها أحرص الناس على بقاء إيران وإسرائيل، بينما العرب يبقون لعبة بين الشرطيين.

نظرة دولية

كيف ترى الهجمة الشرسة على المسلمين في الهند والإساءة لمقام الرسول عليه الصلاة والسلام؟

لا فرق بين سلوك الهند وإيران وإسرائيل. وليس صحيحا أن سلوك الهند يتعلق بالمسلمين عامة بل بالمسلمين السنة. فعلاقات الهند مع الشيعة ومع الأنظمة العربية التي تحارب السنة سواء كانوا عربا أو غير عرب تثبت ذلك.

ولذلك فالهند تطبق نفس سياسة إيران وإسرائيل، وحتى سياسة تهديم دور من تريد معاقبته قد استوحتها من الصهاينة مؤخرا، ثم إن الهند هي التي تحتل كشمير وهي التي ساهمت في انفصال بنغلاديش عن باكستان.

كلنا يدرك حاليا أن الهند يستعمل سياسة إيران وإسرائيل ضد  المسلمين في الهند وما حولها،  وكلنا يعلم أن نسبة الهند وإيران إلى باكستان هي عين نسبة إيران وإسرائيل إلى تركيا.

كلاهما يريد ضرب عاملي قوة المسلمين ممثلين في باكستان النووية وتركيا الصاعدة.

كيف ترى وضع العرب والمسلمين في المعادلة الدولية في ظل المعطيات الحالية؟

قد أراد مكر الله الخير أن يصل إلى الحكم في الهند حكومة لها نفس الإستراتيجية الإيرانية والصهيونية ضد الإسلام السني، وهو الإسلام المحتاج لمن يحيي فيه اللحمة وروح الجهاد.

لذلك فباكستان وبنغلاديش والملاوي، أي ماليزيا وإندونيسيا وما حول الهند وروسيا والصين من الجمهوريات التابعة لروسيا ستستعيد دورها.

وسيضطر الهند وإيران وإسرائيل إلى الخضوع لإرادة الأمة طوعا أو كرها، لأن أميركا لن تعادي المسلمين من أجلهم؛ إذ هي من دوننا لا يمكنها أن تصمد أمام الصين.

وأميركا ستفرض على الهند الخيار بينها وبين روسيا وشرطها أن يقبل المصالحة مع المسلمين حتى يتم حصار الصين.

وهنا إذا كان للمسلمين قيادات تحسن التخطيط لإستراتيجية بعيدة المدى، فإن الأمر كله يتمثل في ربح هذه المعركة لأنها هي بالذات عين المعركة التي تفيد خروج المسلمين من الاستثناء التاريخي والانتقال إلى شروط الحرية والكرامة بما يشبه كونفدرالية إسلامية تمثل ربع الإنسانية.

كيف ترى نشر إسرائيل عدد من الرادارات في بعض البلدان العربية لا سيما في منطقه الخليج؟

لا شك أن ذلك قمة الحمق العربي، فخاسرون هم من يحتمون بإسرائيل لأن أميركا لم يعد يعنيها حماية أحد عدا من يلتزم معها في الاستعداد لمساندتها في ربح التنافس مع الصين.

وكذلك الذين يحتمون بإيران لأن روسيا لم يعد يعنيها حماية أحد عدا من يلتزم معها في الصمود أمام حرب حلف شمال الأطلسي "ناتو" عليها، بتوسط أوكرانيا.

فكلاهما وصل به الغباء بأن يتذيل لذيلين وهو ما أعده من مكر الله الخير؛ ذلك أن الشعوب يمكنها أن تتحرر من سلطان إسرائيل، التي هي أعجز من أن تستطيع بمفردها أي من دون أميركا حماية نفسها.

فضلا عن حماية من يحتمي بها من الأنظمة العربية الفاشية، ومن سلطان إيران التي هي أعجز من أن تستطيع بمفردها أي من دون روسيا حماية نفسها فضلا عن حماية من يحتمي بها من الأنظمة العربية الفاشية.