موقع أميركي يحذر من "زيادة وجود" تنظيمي الدولة والقاعدة في عهد طالبان

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

قال موقع المونيتور الأميركي، إن عدد المعابر الحدودية والمقاتلين الأجانب زاد بعد سيطرة طالبان على حكم أفغانستان في أغسطس/آب 2021.

وكشف تقرير حديث للأمم المتحدة علامات مقلقة تشير إلى زيادة محتملة في وجود كل من تنظيمي الدولة والقاعدة في أفغانستان خلال الأشهر الستة منذ تولي طالبان السلطة.

وأشار الموقع، إلى أن المنزل المستأجر الذي تعرض فيه زعيم تنظيم الدولة العراقي المعروف باسم أبو إبراهيم الهاشمي القريشي إلى تفجير خلال غارة شنتها القوات الخاصة الأميركية في سوريا 3 فبراير/شباط 2022، بدا وكأنه لأسرة متعددة الأفراد، انطلاقا من الصور التي صدرت في وقت لاحق.

نمو الجماعات

ومع ذلك، لا يزال لدى تنظيم الدولة أصول مالية كبيرة للاستفادة منها كما يفعل منافسه الدولي، القاعدة. ووفقا لتقرير حديث للأمم المتحدة، يبدو أن كلا التنظيمين يعملان وينموان في أفغانستان.

وأدى استيلاء طالبان على أفغانستان قبل ستة أشهر، كما توقع العديد من الخبراء، بالفعل إلى زيادة مقاتلي تنظيمي الدولة والقاعدة هناك.

وجاء في التقرير التاسع والعشرين لفريق الدعم التحليلي ومراقبة العقوبات التابع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أنه بموجب اتفاق الدوحة في فبراير 2020، التزمت طالبان بمنع أي تهديد إرهابي دولي ينطلق من أفغانستان.

وتشعر الدول الأعضاء بالقلق من أن هذا النظام سيوفر ملاذا آمنا للقاعدة، شريطة ألا يعرض هذا الأخير للخطر جهود طالبان لتحقيق الشرعية الدولية.

وهذا التقرير جمعه خبراء الأمم المتحدة في الفترة ما بين يونيو/حزيران وديسمبر/كانون الأول 2021 وجرى إصداره في فبراير 2022.

وأردف أن عدد مقاتلي التنظيم الذين يعتقد أنهم موجودون في البلاد قد تضاعف في الأشهر التي أعقبت سيطرة طالبان إلى حوالي 4000.

ولم يعلن تنظيم الدولة بعد عن مقتل الرجل الذي ترددت أنباء على نطاق واسع أنه كان القائد الأعلى للتنظيم.

ونفى رئيس مخابرات طالبان "الدكتور بشيرمال" لـ Nikkei Asia في مقابلة هذا الشهر أن تنظيم الدولة كان يعمل في البلاد "ليس فقط في مقاطعة ننجرهار ولكن في كل أفغانستان".

ولطالما كانت مقاطعة ننجرهار في شرق أفغانستان، بالقرب من باكستان، معقلا لولاية خراسان الإسلامية (ISKP)، الفرع المحلي لتنظيم الدولة.

كما أعلن التنظيم في كوسوفو مسؤوليته عن هجمات متعددة في أفغانستان في الأشهر الأخيرة عبر عدة مقاطعات.

وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن "القاعدة تلقت أيضا دفعة كبيرة بعد استيلاء طالبان على أفغانستان في أغسطس 2021، حيث يشغل بعض من أقرب المتعاطفين معها داخل طالبان الآن مناصب عليا في إدارة الأمر الواقع الأفغانية الجديدة".

وأضاف التقرير: "في 31 أغسطس، أصدرت القاعدة بيانا هنأت فيه طالبان على انتصارها".

 ومنذ ذلك البيان، حافظت القاعدة على صمت إستراتيجي، على الأرجح محاولة لعدم المساومة على جهود طالبان للحصول على الاعتراف الدولي والشرعية.

كما أدى استيلاء طالبان على السلطة إلى انخفاض كبير في أسعار الأسلحة والمعدات القتالية في جميع أنحاء المنطقة، بالنظر إلى الكميات الكبيرة التي خلفتها القوات الأميركية وتلك التابعة للحكومة الأفغانية السابقة.

صعوبات التحقق

وأظهرت تقارير وجود أجانب بصفوف طالبان في المناطق التي سيطرت عليها في ذلك الوقت، مما يثير تساؤلات حول علاقات الحركة الوثيقة منذ فترة طويلة مع القاعدة والجماعات الأخرى.

وأوضح مصدر مطلع أن أحد قادة طالبان في منطقته سافر مع حراس شخصيين إيرانيين وعبر كثيرا إلى داخل البلاد وإلى الغرب من أفغانستان لعقود.

وكان لهذا الشخص دور بارز في حركة طالبان بالقرب من الحدود الإيرانية خلال السنوات السابقة للجماعة في السلطة، من 1996 إلى عام 2001.

وأدى الانخفاض في عدد وسائل الإعلام المحلية التي لا تزال تعمل وتزايد المخاطر على الصحفيين المحليين في أعقاب سيطرة طالبان إلى زيادة صعوبة التحقق من المعلومات في أفغانستان أكثر من ذي قبل، على الرغم من ترحيب الحركة نسبيا بوجود وسائل الإعلام الدولية.

لكن في أوائل فبراير، اعتقلت طالبان صحفيين غربيين والعديد من الموظفين المحليين العاملين في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ولم تطلق سراحهم إلا بعد تقارير إعلامية واحتجاج عام.

وجاء في تقرير الأمم المتحدة الأخير أن "استيلاء طالبان على السلطة زاد من احتمال أن يكون لدى محمد صلاح الدين زيدان (الملقب سيف العدل)، في حال خلف زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، خيار تثبيت نفسه في أفغانستان لتولي دوره الجديد".

ولطالما اتهمت إيران التي تشترك في حدود طويلة وسهلة الاختراق مع أفغانستان بإيواء قادة القاعدة، ولكن نفت مصادر وجود زيدان فيها.

كما أن هناك مؤشرات متزايدة على أن سيطرة طالبان قد أدت أيضا إلى زيادة تجارة المخدرات الإقليمية، مع تأثيرات على الحدود الشرقية للعراق مع إيران.

وقد أدى ذلك أيضا إلى ذهاب بعض المقاتلين الأجانب على الأقل إلى البلاد مع استمرار الحركة الجماعية عبر الحدود في المنطقة، معظمهم من الفارين من حكم طالبان والظروف القاسية في البلاد، مع القليل من التنظيم أو الإشراف.

وفي هذه الأثناء، تنتشر التكهنات بشأن من سيتم تسميته كزعيم تنظيم الدولة التالي.

وأوضح بعض خبراء مكافحة الإرهاب العراقيين أن القائد سيكون مرة أخرى، كما هو الحال دائما، مواطنا عراقيا، لكن هذه المرة سيكون على الأرجح رجلا يتمتع بخبرة عسكرية أكبر بدلا من رجل يتمتع بخلفية الشريعة الإسلامية، كما كان سابقا، وفق الموقع.

وقال أحد الخبراء لوكالة رويترز البريطانية، إن أحد الاحتمالات هو "أبو ياسر العيساوي الذي يشتبه في أنه ما زال على قيد الحياة، إذ يعتبر ذا قيمة للمجموعة لأنه يتمتع بخبرة عسكرية طويلة".

وأضاف في يناير/كانون الثاني 2021، عندما ورد مقتل العيساوي أن الرجل "متورط في إعدام 18 ضابطا من البيشمركة الكردية".

وبين أن "العيساوي أشرف بنفسه على أكثر من 200 معركة" لتنظيم الدولة ضد القوات العراقية بما في ذلك في الفلوجة والكرمة والخالدية والقائم على طول الحدود العراقية السورية، وأنه "عرف باستهدافه العشائر في غرب الأنبار مثل الجغيفة والبونمر".

وقال مسؤول من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة: "لدينا ثقة كبيرة في مقتل أبو ياسر العيساوي". 

ولم يرد على سؤال المونيتور حول ما إذا كانوا قد أجروا اختبار الحمض النووي أو أي دليل آخر لإثبات ذلك.

ومن المرجح أن يكون الوصول إلى الموارد المالية وأسس التدريب والموقع الترحيبي أكثر أهمية من هوية زعيم تنظيم الدولة الجديد. ولدى أفغانستان تحت حكم طالبان القدرة على خدمة هذه الغايات.