أبو آلاء الولائي.. زعيم مليشيا عراقي موال لإيران يدعم الأسد ويساند الحوثيين

خلافا للموقف الرسمي في العراق الرافض للهجمات على دول الخليج، بارك أمين عام مليشيا كتائب "سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، عمليات مليشيا الحوثي اليمنية ضد الإمارات في 18 يناير/كانون الأول 2022، واعتبرها "عمليات بطولية أرغمت أنوف الطغاة".   

وقبلها بيوم، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع أنهم نفذوا عملية عسكرية ضد الإمارات بـ 5 صواريخ باليستية ومجنحة، وعدد كبير من الطائرات المسيرة، استهدفت مطاري دبي وأبو ظبي ومصفاة نفط وأهدافا أخرى.

موالٍ لإيران

وغرد أبو آلاء الولائي على "تويتر" قائلا: "نبارك ليمن المقاومة عمليتهم البطولية التي أرغمت أنوف الطغاة وكشفت وهن بيت عنكبوتهم. يوما بعد آخر تترسخ حقيقة النصر الإلهي لعباده المتقين مهما بلغت تكنولوجيا القتل لدى المعتدين فحق على الله نصر المؤمنين".

وختم حديثه بالقول: "السلام على الأخ المجاهد عبدالملك بدرالدين (زعيم الحوثيين) كلما ارتفعت تكبيرات النصر. وبشر الصابرين".

موقف "أبو آلاء الولائي" من دول الخليج ليس جديدا، حيث توعد في الأول من يناير 2020 باستهداف سفارات كل من السعودية والإمارات والبحرين، مطالبا بخروجها من العراق.

وقال الأمين العام لـ"كتائب سيد الشهداء" على "تويتر": حين تحاصر السفارة الأميركية، فإنه سيتم محاصرة جميع المعسكرات الأميركية، إضافة إلى سفارات دول السعودية والإمارات والبحرين، على حد قوله.

وأضاف "الولائي" قائلا إن "الخط الممتد من حصار سفارة أميركا في طهران 1979 إلى حصار سفارتها في بغداد اليوم عام 2019، يختصر التاريخ كله".

وهاجم آلاف العراقيين من مؤيدين لفصائل مسلحة موالية لإيران السفارة الأميركية في بغداد، للاحتجاج على ضربات جوية أميركية بالعراق في ديسمبر/كانون الثاني 2020 استهدفت مقرات فصيل موال لطهران وأسفرت عن مقتل 25 من مقاتليه.

"الولائي" أعلن في الأول من أغسطس/آب 2016، أن "كتائب سيد الشهداء" تشكيل عقائدي مرتبط بولاية الفقيه، مشيرا إلى أنه لا يتأثر بمزاجات وأهواء "تخبط" السياسيين في العراق.

وأكد أن "امتثالنا في الانضمام ضمن الحشد الشعبي جاء من حبنا بالدفاع عن الوطن والمقدسات"، وفق تعبيره.

"مناصر للأسد"

أبو آلاء الولائي، اسمه الحقيقي هاشم بنيان السراجي، وهو قائد مليشيا كتائب سيد الشهداء، المدعومة من إيران (اللواء 14 في الحشد الشعبي)، عمل مع خلية الأزمة وقدم قناصين لعملية القمع.

ظهر اسم "كتائب سيد الشهداء" عام 2012 ضمن حملات تجنيد الشباب العراقي، خاصة من الأحياء الشعبية، لغرض زجهم في القتال إلى جانب نظام بشار الأسد في سوريا.

ومنح الولائي دورا في قوات "غيارى العراق"، وهي مسلحة مساندة للجيش، أسسها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، واشتركت في معارك ضد تنظيم الدولة في النصف الأول من عام 2014.

وتنضوي المليشيا حاليا تحت لواء هيئة الحشد الشعبي، ورغم ذلك يعترف الولائي بأن "كتائب سيد الشهداء" ليست كلها تأتمر بأمر الحشد.

وقال خلال مقابلة تلفزيونية في 2020 إنهم يقاتلون بالعراق باسم لواء 14 حشد شعبي، وفي سوريا باسم "كتائب سيد الشهداء".

تسلم منصب الأمين العام لمليشيا "كتائب سيد الشهداء" منذ العام 2014، خلفا للأمين العام المؤسس أبو مصطفى الشيباني، وشارك في العديد من العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة، مثل الفلوجة وآمرلي وجرف النصر والموصل.

كما شارك وقاد مليشيا "كتائب سيد الشهداء" في معارك سوريا مع قوات النظام، بحجة الدفاع عن المراقد الدينية، وتحديدا "ضريح السيدة زينب" في دمشق.

يعد صاحب الدور الأبرز في تطور عمل "الكتائب" التي باتت تشكل قوة من وحدات الحشد الشعبي، من خلال ما تمتلكه من تسليح صاروخي، تدعي تصنيعها محليا (صواريخ سجيل وأركان).

كان على علاقة أخوية وثيقة جدا بقاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني السابق، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي في العراق، اللذين قتلا بغارة أميركية في 3 يناير 2020 قرب مطار بغداد الدولي.

يجاهر بالانتماء لما يسمى بـ"محور المقاومة" وعلى هذا الأساس تربطه علاقة مع حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، حيث صرح في عام 2018 أنه "جندي يقف رهن إشارة السيد عبد الملك الحوثي".

أعلن مرارا في خطاباته عن رفض الوجود الأميركي في العراق والعمل على إخراجه، والالتزام بـ"المعادلة الإقليمية ودعم حزب الله في لبنان في أي مواجهة".

مواقف مثيرة

في 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 دعا أبو آلاء الولائي، إلى "استنساخ" تجربة الحشد الشعبي في أفغانستان، وذلك بعد الانسحاب الأميركي وسيطرة حركة طالبان على البلاد.

وكتب الولائي في تغريدة على "تويتر" قائلا": "مرة أخرى يضرب الإرهاب شيعة أهل البيت جنوب أفغانستان، لا لشيء سوى لموالاتهم أمير المؤمنين علي". 

وأضاف أن "المناشدات والبيانات لن تجدي نفعا لإيقاف نزيف أولئك الأحبة ولنا في ذلك تجربة لذا نوصيهم بتنظم أمورهم ورفع درجة الحيطة والحذر عندهم، ولا أقل من أن يحاولوا استنساخ تجربة الحشد الشعبي". 

وفي 16 مارس/آذار 2021، شن الولائي هجوما على زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، داعيا إلى العمل على مساعدة الكرد لوضع حد لما وصفه بالديكتاتورية. 

وغرد الولائي على "تويتر" تحت عنوان "رسالتي إلى السيد مسعود البارزاني"، بالقول "إننا سنعمل جاهدين على منع تمرير قانون الموازنة فيما لو سمح لك بالسيطرة على أموال الشعب العراقي والكردي". 

وأضاف: "سنساعد الشرفاء من الكرد في محافظات الإقليم، ليتحرروا من طمعك وشراهتك وظلمك، فقد آن الأوان لوضع حد لدكتاتوريتك البغيضة". 

وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 قال الولائي، إنه "مع اقتراب ساعة الحسم والمنازلة الكبرى، تعلن كتائب سيد الشهداء عن فتح باب الانتماء والتطوع لصفوفها وتدعو أبناء شعبنا العراقي المقاوم وفصائل المقاومة لرفع مستوى الجهوزية تحضيرا للمواجهة الحاسمة والتاريخية مع الاحتلال الأميركي في 31/ 12/ 2021 بعد الساعة 12 ليلا".

لكنه لم يفعل شيئا رغم إعلان الولايات المتحدة الإبقاء على عدد من قواتها، حيث أفاد قائد الجناح المسلح للحركة المسيحية في العراق، ريان الكلداني، بأن الولائي، لبى النداء لتأجيل العمليات العسكرية.