محمد التركي.. سليل لتجار السلاح في السعودية ومستشار ترفيهي لابن سلمان

أحمد يحيى | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

يعتمد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على جيل مستحدث من وجهاء السلطة الشباب الذين ينفذون إلى مختلف قطاعات دولاب الدولة، كرموز للسلطة الصاعدة. 

من هؤلاء رجل الأعمال السعودي محمد التركي، الشاب الذي يمثل الواجهة المختلفة للنظام، فيما يخص السينما والإنتاج الإعلامي، وهو أحد الذين يحظون بعلاقات قوية بالغرب.

ويروج التركي في أوروبا والولايات المتحدة، للعهد القادم ومستقبل المملكة الأكثر انفتاحا تحت حكم ابن سلمان، ويحاول هو ومجموعة كبيرة اجتذاب صناع الفن السابع وكبار الممثلين إلى البلد المحافظ، بعد سنوات من الانغلاق.

 ولكنه في الوقت ذاته يلعب دور أولئك الذين عهد إليهم ابن سلمان بغسيل سمعته عالميا، بعد جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018، والتي أضرت بصورة ولي العهد السعودي كثيرا. 

النفوذ والعائلة 

ولد محمد عبدالعزيز علي التركي، في 3 يونيو/ حزيران 1986 بمدينة الخبر بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، ودرس مراحله التعليمية الأولية في مدارس الظهران.

وهو كذلك نجل رجل الأعمال السعودي عبدالعزيز التركي، الذي يمتلك إلى جانب شقيقه صالح علي، اثنين من أكبر التكتلات التجارية في السعودية، "الروابي القابضة" و"نسما". 

وعائلته إحدى العائلات الأكثر ثراء في المملكة، إذ تعمل كشريك محلي للشركات الأجنبية التي تتطلع للفوز بعقود القطاع العام السعودي، وتحديدا في البناء والنفط وقطاع الأسلحة المربح بشكل خاص.

ويعرفون على أنهم من كبار تجار الأسلحة في البلاد ولهم نفوذ واسع ومتعدد بسبب تلك الخاصية، ومن العائلات المرتبطة بالأسرة الحاكمة بشكل خاص. 

ولمعرفة مدى قوة عائلة محمد التركي، فإن شركتهم "نسما" منذ عام 2012، تولت شراكة مشروع مشترك مع مجموعة (Raytheon) الأميركية لتطوير قدرات "القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات" بوزارة الدفاع السعودية، وكانت الوزارة آنذاك تحت إشراف سلمان بن عبد العزيز، والذي أصبح لاحقا ملكا للسعودية. 

أما محمد التركي نفسه فقد عرف عنه شغفه بالسينما منذ صغره، ويروي عن ذلك في أحد الحوارات أن سبب ذلك والده، حيث كان يحرص برفقته على مشاهدة الأفلام الأميركية الشهيرة، وهو ما أدى إلى ولع الطفل الصغير آنذاك بالمجال ككل. 

لذلك عقب انتهاء التركي من المرحلة الثانوية سافر إلى العاصمة البريطانية لندن، حيث درس وتخرج في مادتي إدارة وإنتاج الأفلام والتواصل الإعلامي في جامعة "ريجنت" الخاصة.

ولكن عقب عودته إلى بلاده عمل لفترة سنة في شركة والده في مجال البترول، ثم ما لبث أن تحول عندما قرر السفر مرة أخرى، والاستقرار بقلب هوليوود فترة من الزمن. 

اجتذاب النجوم 

كانت بدايات صعود التركي في عالم السينما الأميركية عام 2010، عندما أنتج فيلما بعنوان "الإمبرياليون ما زالوا على قيد الحياة"، بطولة الممثلة الفرنسية إيلودي بوشي.

في 2012 عزز التركي مكانته المتصاعدة داخل هوليوود، عندما أنتج 4 أفلام أميركية من بطولة نجوم الصف الأول، على رأسهم فيلم "أربيتراج" بطولة النجوم ريتشارد غير، وسوزان ساراندون، وتيم روث.

تلك العلاقة المتميزة للتركي بصناعة السينما العالمية، والتي لم يسبقه إليها فرد سعودي، جعلته في مصاف نخبة ولي العهد. 

وعلى هذا النحو، أقام شبكة كبيرة من العلاقات في كاليفورنيا على مدى السنوات العشر الماضية، حيث كان يعمل بقوة على تجميع المواد الخام لصناعة السينما، والتي تتمثل في النجوم، بحسب ما نشر موقع "إسكواير العربية" السعودي، في مطلع يناير/كانون الثاني 2022.

كما شارك رجل الأعمال السعودي في تمويل أفلام مثل "Crisis"، بطولة نيكولاس جاريكي الذي ظهر عام 2020 مع غاري أولدمان وآرمي هامر وإيفانجلين ليلي.

ويعد محمد التركي نموذجا لجيل جديد من رجال الأعمال السعوديين المقربين من ابن سلمان، إذ يعرض حسابه على موقع "انستغرام" صورا يتباهى من خلالها بصداقاته رفيعة المستوى مع ممثلين عالميين كميشيل رودريغيز وإد ويستويك.

ونجح هذا الشاب في جذب العديد من نجوم السينما الفرنسية، بما في ذلك كاثرين دينوف وفينسنت كاسيل، وكذلك تييري فريمو (كبير منظمي مهرجان كان السينمائي الدولي) إلى مهرجان البحر الأحمر السينمائي، في الفترة من 6 إلى 15 ديسمبر/ كانون الأول 2021، حيث إنه الحدث الأول من نوعه الذي جرى تنظيمه في السعودية.

وعقد المهرجان في مدينة جدة الساحلية الكبيرة، وفتح أبوابه بعد يومين فقط من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة.

واستهدف ابن سلمان ومن ورائه محمد التركي، تصنيف المهرجان كواحد من الأحداث التي يجب تثبيتها في عالم صناعة السينما العالمية، على غرار مهرجاني فينيسيا وكان السينمائيين. 

 

فعاليات وأدوات

على صعيد آخر لم تخل حياة التركي من الجدل والإثارة، وإقامة حفلات باذخة لنجوم العالم.

على سبيل المثال في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، نشرت نجمة تليفزيون الواقع كيم كارداشيان، صورة لها على موقع "انستغرام"، أثناء تواجدها على ظهر يخت بصحبة صديقتها كارلا، والممثلة ميشيل رودريغز، والمنتج السعودي محمد التركي.

وفي الوقت نفسه نشر محمد التركي صورة له على "انستغرام" تجمعه بـ"كيم" وحدها. كان اليخت بحسب تقرير موقع "المصري اليوم لايت" مملوكا لـ "التركي"، الذي تواجد آنذاك في دبي. 

وأثارت تلك الصور مجموعة من التساؤلات حول ما قد يجمع واحدة من أشهر سيدات الإثارة في العالم وبطلة هوليودية مع شاب سعودي كان غير معروف للعامة في ذلك الوقت.

غير أن الواقع كشف أن تلك الصورة ليست سوى واحدة ضمن كثيرات يزخر بها حساب محمد التركي على مواقع التواصل الاجتماعي.

وهو أمر يتناسب مع أحد أهم أركان وأذرع الترفيه في السياسة الجديدة للبلاد تحت حكم ولي العهد محمد بن سلمان. 

وبحسب ما نشر موقع "إنتيليجنس أونلاين" الفرنسي المتخصص بالشأن الاستخباراتي، في تقرير له في 28 ديسمبر 2021، فإن للتركي أدواته الخاصة ومهاراته للمساعدة في استجلاب أفضل رواد السينما العالمية إلى السعودية. 

وذكر أنه "تمكن من الاعتماد على العديد من الأصدقاء القدامى، من بينهم المنتج السينمائي الفرنسي التونسي طارق بن عمار، الذي تمضي ابنته عارضة الأزياء والممثلة والمغنية سونيا عطلات منتظمة مع التركي". 

وأضاف الموقع الفرنسي، أن "ابن عمار عمل لفترة طويلة مديرا لمجموعة Vivendi العالمية الترفيهية والإعلامية، ومقرب من رئيسها (فينسنت بلوري)".

وأورد أن "لدى محمد التركي المتحمس زميل آخر في Vivendi لمساعدته في السعودية هو الصحفي السابق دومينيك ديلبورت الذي يعمل كعضو في مجلس الإشراف على المجموعة، ومن خلال شركته، يساعد الهيئة الملكية لمدينة الرياض (RCRC) لتصبح قوة ناعمة في الصناعات الإبداعية في الشرق الأوسط". 

وفي أبريل/ نيسان 2021 افتتح صاحب العمل السابق، بلوري مكتبا في الرياض بالشراكة مع مجموعة البحث والتسويق السعودية (إعلامية مملوكة للعشيرة المحيطة بالملك سلمان بن عبد العزيز)، وكان بدر بن عبد الله رئيسا لها لفترة من الوقت، وهو الآن رئيس مهرجان البحر الأحمر السينمائي.