اتفاقية أمنية مرتقبة بين اليابان والفلبين.. لماذا تثير غضب الصين؟
"التحالف بين اليابان والولايات المتحدة يتطور إلى محور شر"
في إطار الصراعات الجيوسياسية في المحيط الهادئ، تتفاوض كل من اليابان والفلبين حاليا على اتفاقية أمنية واسعة النطاق من شأنها أن تضمن "الوصول المتبادل" إلى القوات المسلحة في البلدين.
وبحسب ما ورد عن صحيفة "إي ريفرانسيا" البرتغالية، فإن "مانيلا وطوكيو تتفاوضان على شروط أوسع لاتفاق الدفاع بينهما مع الأخذ في الحسبان نشر القوات اليابانية لدعم الفلبينيين ضد الصين، التي لديها نزاعات إقليمية مع البلدين".
وتتحدث الصحيفة عن هذا الفصل الذي يعد جزءا من سلسلة توتر تدور أحداثها في المحيط الهادئ، وتشارك فيها أيضا الولايات المتحدة، وهو تحالف تصنفه بكين على أنه "محور شر".
تحالف ونزاع
وفقا لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، تدرس الحكومتان، اليابانية والفلبينية توسيع الاتفاقية التي كانت قيد الإعداد منذ أشهر، وبالتالي ستكون على قدم المساواة مع ما توصل إليه الفلبينيون مع الأميركيين.
وبهذا الصدد، أكد سفير الفلبين لدى الولايات المتحدة "خوسيه مانويل روموالديز"، أن "الاتفاقية تنص على "الوصول المتبادل" إلى جيشي البلدين الآسيويين، والتي تمكنهم بعد ذلك من إجراء تدريبات في الدولتين الشريكتين.
وأعلن روموالديز أن "هذا الأمر نُوقش من قبل الولايات المتحدة والفلبين في الماضي"، مؤكدا أن "الطرفين سيواصلان التباحث في هذه القضية مرة أخرى كجزء من التعاون بين البلدين".
وأوضح السفير الفلبيني أن "نشر القوات، على الأقل في البداية، لن يكون متواصلا أو مستمرا، وسيكون بالتناوب"، مشيرا إلى أن بلاده ممنوعة دستوريا من الاحتفاظ بجنود بشكل دائم في قواعد أجنبية.
وبشكل عام، تبرز الصحيفة أن "اليابان والفلبين والولايات المتحدة زادوا من تعاونهم لمواجهة المطالبات الإقليمية الصينية".
في هذا الصدد، تتقاتل بكين مع مانيلا للسيطرة شبه المطلقة على مياه بحر الصين الجنوبي، حيث تمثل جزر سبراتلي النقطة الرئيسة في النزاع.
وتابعت: "من جانب آخر، تدور المنافسة مع طوكيو على جزر سينكاكو الخاضعة حاليا للسيطرة اليابانية، لكن الصينيين يطالبون بها بسبب قربها من تايوان" التي تعدها بكين جزءا من أراضيها.
ووسط هذا التوتر، تتخذ واشنطن، الشريك حيوي لطوكيو ومانيلا، بعض الخطوات، وفق الصحيفة.
رد فعل الصين
وفي إشارة إلى تعزز هذا التحالف وثباته، أعلنت الدول الثلاث مطلع أبريل/نيسان 2024، عن إجراء دورية مشتركة في بحر الصين الجنوبي.
وعلى الرغم من أن المناورات من هذا النوع شائعة بين الولايات المتحدة والفلبين، إلا أن هذه ستكون المرة الأولى التي تشارك فيها اليابان، بحسب الصحيفة.
وبالنسبة للصين، يعد التحالف الثلاثي "استفزازيا" و"لا يؤدي إلا إلى التحريض على أزمات وصراعات أكبر في غرب المحيط الهادئ".
ووصفت بكين التحالف بأنه "محور الشر" من خلال مقال نشرته صحيفة "غلوبال تايمز"، المرتبطة بالحكومة الصينية والتي تعمل غالبا كمتحدث غير رسمي في القضايا الحساسة.
وورد في الصحيفة أن “التحالف بين اليابان والولايات المتحدة يتطور إلى محور شر سيمثل المزيد من عدم اليقين المباشر وعدم الاستقرار في المنطقة”.
ولفتت إلى هذا التوتر سيجلب الدمار إلى السلام الحالي في آسيا. وتخلص إلى "ضرورة حل القضايا المحلية دون تدخل خارجي".
وأكدت أنه “من الضروري إقامة تنسيق وتعاون أوثق مع المزيد من الدول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ”.
وذلك للتعرف على نوايا الولايات المتحدة الخطيرة، المتمثلة في تعزيز الانقسام والمواجهة والصراع في المنطقة، وفق تقديرها.