عنف المستوطنين يتصاعد في الضفة.. متى تتحول تهديدات أوروبا إلى أفعال؟

a year ago

12

طباعة

مشاركة

تزايدت أعمال عنف المستوطنين في الضفة الغربية والقدس بشكل كبير بعد هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وذلك بغطاء وحماية من حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

ووفقا لما ذكرته صحيفة "دويتشه فيله" الألمانية، فإن ذلك دفع الاتحاد الأوروبي إلى التفكير في تقديم مقترحات بشأن كيفية فرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين الذين يمارسون أعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وبهذا الشأن، صرح ممثل السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: "أعتقد أن الوقت قد حان للعمل بدلا من التحدث، يمكننا أن نتعامل مع العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية".

ماذا يحدث؟

وإلى جانب قطاع غزة، تُعد الضفة الغربية هي ثاني أكبر الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.

وبالإضافة للعدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر، تزايدت أعمال العنف بشكل كبير في الضفة الغربية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وردا على ذلك الهجوم، قالت صحيفة "دويتشه فيله" إن "قصف إسرائيل المستمر والمتصاعد لقطاع غزة أسفر عن استشهاد أكثر من 18 ألف فلسطيني".

وبينما يركز الرأي العام العالمي في المقام الأول على الوضع الإنساني في غزة، قُتل مئات الفلسطينيين أيضا في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وفق الأمم المتحدة.

وسلطت الصحيفة الألمانية الضوء على التحذيرات العديدة التي قدمتها المنظمات غير الحكومية وسلطات الأمم المتحدة منذ أسابيع بسبب تزايد أعمال العنف في الضفة الغربية. 

ونوهت إلى أن "العمليات الدموية لطالما كانت موجودة قبل 7 أكتوبر 2023".

وبحسب "دويتشه فيله"، حذر منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز، من أنه في عام 2023 هناك "مستويات غير مسبوقة من العنف من قبل إسرائيل والمستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية". 

وبالفعل، منذ بداية عام 2023، قُتل ما يقرب من 464 فلسطينيا، 265 منهم بعد أحداث 7 أكتوبر 2023 فقط. 

ووفق الصحيفة، أعلن هاستينغز أن 3 على الأقل من القتلى كانوا من ذوي الإعاقة، إضافة إلى تهجير ما لا يقل عن 1000 شخص قسرا من أراضيهم.

خطط الاتحاد

وأفادت الصحيفة الألمانية بأن "خطط الاتحاد الأوروبي الحالية موجهة ضد هذا التصعيد في الضفة الغربية". 

ولكن لتحقيق ذلك، قال بوريل إن "الإجماع المطلوب لفرض العقوبات يجب أن يتحقق أولا بين جميع دول الاتحاد الأوروبي". 

في غضون ذلك، أوضحت الصحيفة أن "بعض الدول الأعضاء بالفعل أشارت إلى دعمها لفرض عقوبات على المستوطنين العنيفين، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، اللتان كانتا من بين الدول التي دعمت إسرائيل بشكل واضح منذ 7 أكتوبر 2023". 

إضافة إلى ذلك، في رسالة إلى رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل، دعت حكومات بلجيكا وأيرلندا ومالطا وإسبانيا إلى فرض قيود على السفر وعقوبات على الأصول ضد "المستوطنين العنيفين الذين يهاجمون المجتمعات الفلسطينية".

وفي رسالة حصلت "دويتشه فيله" على نسخة منها، طالبت الدول الأربع بـ"منع التصعيد في الضفة الغربية". 

وفق ما ورد عن الصحيفة الألمانية، أعلنت الولايات المتحدة حظر سفر "العشرات" من الأشخاص وربما عائلاتهم.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن واشنطن "ستفرض قيودا على تأشيرات الدخول للأفراد الذين يقوضون أو يساهمون بشكل كبير في تقويض السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية".

جدير بالذكر أن هذا يمكن أن ينطبق على الإسرائيليين والفلسطينيين كذلك.

وإلى جانب الولايات المتحدة، لفتت الصحيفة إلى أن "سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة تتعرض لانتقادات منتظمة من قبل الحلفاء المقربين في أوروبا أيضا، ويُنظر إلى المستوطنات على أنها تأتي بنتائج عكسية على حل الدولتين الدائم".

وبهذا الشأن، قالت الحكومة الألمانية الفيدرالية عام 2020 إن "المستوطنات الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية ستقوض إمكانية إقامة دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة كجزء من حل الدولتين عن طريق التفاوض"، وفق الصحيفة.

الضفة الغربية

وذكرت الصحيفة أن إسرائيل احتلت الضفة الغربية الفلسطينية عام 1967.

وبدأ الاحتلال في بناء المستوطنات في السبعينيات والثمانينيات، رغم أنه لم تعترف أي دولة تقريبا بالمطالبات الإسرائيلية في هذه المناطق. 

ومنذ التوصل إلى اتفاق أوسلو للسلام عام 1994، تتولى السلطة الفلسطينية المسؤولية بشكل رسمي في منطقة الضفة الغربية. 

ولكن من الناحية العملية، كما ذكرت الصحيفة، لا ينطبق هذا إلا في مناطق معينة، بينما تخضع مناطق أخرى لسيطرة الكيان المحتل.

ونتيجة لذلك، تصنف محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة هذه المستوطنات بأنها "غير قانونية".

ولكن كما أكدت الصحيفة الألمانية، فإن الحكومات الإسرائيلية "دائما ما تناقضت مع هذا الموقف".

بل إن التحالف اليميني الحالي يريد "تكثيف" النشاط الاستيطاني بشكل أكبر، ويبرر بعض الإسرائيليين ذلك بأسباب أمنية أو بحق تاريخي.

وبشأن أعداد المستوطنين في الضفة، بحسب منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية غير الحكومية، فإن 465 ألف مستوطن عاشوا في الضفة الغربية عام 2021.

مما يعني أنهم يشكلون حوالي 14 بالمئة من إجمالي سكان الضفة الغربية البالغ عددهم 3.3 ملايين نسمة.

بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الصحيفة أن حوالي 230 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون في القدس الشرقية.