"العمري مشردة بشوارع لندن".. السعودية تتخلى عن مواطنيها وتلوم المعارضة

أثار مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للمعارضة السعودية هدى العمري اللاجئة في بريطانيا، وهي مشردة تفترش الأرض في شوارع لندن، غضب الناشطين، خاصة بعدما شمت أمراء سعوديون بها، وحمّلوا المعارضة مسؤولية ما وصلت إليه.

وأعلن ناشطون عبر حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم يحمل اسم المعارضة #هدى_العمري، تضامنهم معها، وصبوا جام غضبهم على النظام السعودي الحاكم الذي يدفع بالشعب للجوء للخارج هربا من البطش أو بحثا عن الحرية والحقوق، وعددوا جرائمه.

ودافع رواد "تويتر" عن المعارضة السعودية التي هاجمتها حسابات محسوبة على "الذباب الإلكتروني"، معتبرين ظهور المقطع في هذا التوقيت رغم وجوده على اليوتيوب منذ أكثر من عام محاولة لضرب المعارضة وإظهارها بمظهر المحرض في ظل أزمات تلاحق سمعة النظام.

الأمراء والمعارضة

نشر الصحفي نظام المهداوي، صورة للأمير سطام بن خالد آل سعود، الذي نشر مقطع الفيديو وغرد عليه شامتا بالقول: "هذه نتيجة سماع كلام المحرضين الذين كانوا يستدرجون أبناء وبنات الوطن ويصورون لهم أحلاما كاذبة عن الحريات والمال وعند ذهابهم هناك يصدمون بأن كل هذا سراب ووهم وأنهم مجرد أدوات لأغراض سياسية".

وعلق "المهداوي" قائلا: "لم يخجل ولي الأمر سطام بن خالد آل سعود حين نشر فيديو لمواطنة سعودية معارضة مشردة في شوارع لندن ثم شيّع الذباب يطعنون هذه السيدة، وكان الأولى أن يثور غضبا ويأمر بالستر عليها ومساعدتها لو كان يجري في عروقه دماء. لكن كيف يفعل هذا وعلى بعد أمتار منه تعذب وتغتصب المعتقلات في سجونه؟".

ورد الناشط الحقوقي رئيس منظمة "القسط" لحقوق الإنسان يحيى عسيري، خلال مشاركته في مداخلة مع محمد العمري مدير مركز "الجزيرة العربية" للإعلام على قناته في "اليوتيوب"، على ادعاءات البعض بمسؤولية المعارضة السعودية عما وصلت إليه هدى، راويا قصتها منذ قدومها إلى بريطانيا واتصالها به وطلبها الانضمام إلى صفوف المعارضة.

وأكد عسيري أن هدى ضحية في وضع صعب وليست معارضة سياسية، وأنه طلب منها الابتعاد عن السياسة لأنها ليست وظيفة، متمنيا ممن يستطيع أن يقف معها أن يفعل ذلك سواء السلطة أو الشعب.

"الذباب الإلكتروني"

وتحدث ناشطون عن دور "الذباب الإلكتروني" في تنشيط الحديث عن قصة هدى العمري لضرب المعارضة السعودية، إذ أرفق الصحفي الكويتي المقيم في لندن عبدالله الصالح، صورة توضح موعد نشر الفيديو قبل عام، مؤكدا أن "الذباب السعودي" يسترزق بقضية اللاجئة السعودية الدكتورة #هدى_العمري لضرب خصوم السعودية.

وأضاف: "ما يهمني هو كفاكم استرزاقا إعلاميا رخيصا وساعدوها إن كنتم صادقين محبين لبنات وطنكم".

وأشار مغرد آخر إلى أن "الذباب السعودي" ينعت هدى العمري بالخيانة، ويشمت بها، و"الخاين الحقيقي" هو ابن سلمان. وأضاف: أن  "المجرم الذي أفقر الشعب وجعله يأكل من حاويات القمامة وهو في أغنى بلد"..

قمع السلطة

ورأى ناشطون أن هدى ضحية قمع السلطات السعودية وانتقامه منها، إذ أوضحت الناشطة نورة الحربي أن  #هدى_العمري كانت مبتعثة لبريطانيا وأعلنت معارضتها لنظام السعودية فانتقموا منها بقطع الدعم عنها، جازمة بأن السلطة هي التي تسبب الفجيعة في هروب الشباب والفتيات من موطنهم متجاهلة الظلم والاستبداد واغتصاب النساء في المعتقلات.

وأكد أبو بكر أنه "لولا نظام ابن سلمان لما وصلت حالها إلى ما وصلت هدى العمري إلى ما وصلت إليه، داعيا الله بأن ينتقم من ابن سلمان و نظامه المجرم الطاغوتي".

"جرائم النظام"

وعدد ناشطون "جرائم النظام السعودي" الحاكم وما وصلت إليه المملكة منذ وصول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للحكم، مؤكدين أنها ضحية سياساته، وليست الحالة الوحيدة المشردة في شوارع الغرب.

وأكد أحمد عامر، أكاديمي متخصص في العلاقات الدولية، أن #هدى_العمري بنت جزيرة العرب أصبحت مشردة في شوارع لندن بسبب سياسات #محمد_بن_سلمان وعصاباته، قائلا: "يا #علماء_السلطان #هدى_العمري في رقابكم".

وأضاف: "يا من أخرسكم #الدب_الداشر ( وصف يطلق على محمد بن سلمان)، هدى ليست وحدها لقد رأيت فتاة أخرى في دولة أوروبية أخرى من ديرة التوحيد من بلاد الحرمين ذات حجاب واحتشام أصبحت مشردة بسببكم".

وهاجم مغرد آخر سياسات ابن سلمان، بالقول: "حاكم متطرف بقوة السيف واحتلال أراضي 5 دول مجاورة ومعاملةالنساء كالجواري #هدى_العمري، قتل بالمنشار والأحماض في السفارات، وتسموا أنفسكم دولة إسلامية !!هذه دولة إرهابية".

ولفت ناصر الكواري إلى أن "تشرد هدى العمري في بلاد الغرب خير دليل على أن هذا هو وضع الشعب السعودي في عهد المجرم سلمان".

مقت الشماتة

واستنكر ناشطون شماتة شخصيات محسوبة على النظام السعودي الحاكم لـ"هدى" ووصفها بالخائنة، واتهام المعارضة السعودية بالتسبب فيما وصلت إليه، وشجبوا تغريدة فايز المالكي التي نشر فيها مقطع الفيديو معقبا بالقول: إنها "نهاية كل من يبيع بلده، وأن هدى العمري لجأت إلى الغرب بدعوى الحرية، والآن مشردة بالشوارع بعد أن طردتها المنظمة وقطعت الدعم عنها، وأنها رسالة لكل من يحاول أو يفكر أن يخون بلده".

وردا على ذلك، قال صاحب حساب "دبلوماسي قديم" في تغريدة على حسابه في "تويتر": إن "أكثر ما آلمه شماتة رعاع وعبيد وأذناب سلمان السفيه".

وكتب مغرد آخر، قائلا: "أمثال فايز المالكي ومن تشفى غيره بوضع هذه البنت فهم ليسوا إلا خدما وشوية حثالة كسبوا الشهرة وتعاطف الناس في أنهم أصحاب خير، ولكن لمثل هذه المواقف يبان فعلا من هؤلاء فلتعش #هدى_العمري عيشة كريمة بأمان ولا عزاء لقليلي الرجولة".

تضامن وتعاطف

وقرن ناشطون امتعاضهم من حالة التشفي فيما وصلت إليه "هدى" بإعلان تعاطفهم معها ومطالبتهم بعودتها إلى بلدها والتغافل عن أي إساءة فعلتها، وكتب عبدالرحمن: "مؤلم مقطع #هدى_العمري -إن كان صحيحا- والأكثر ألما حالة التشفي والسخرية عند بعض ضعاف النفوس، حتى وإن اختلفنا معها في بعض الأمور لكن تبقى بنت ذات الوطن الذي نعيش فيه، أتمنى أن تتحرك الحكومة السعودية وتنقذها" .

وقال الناشط حسن: "مهما كان هذه بنت البلد والعرب معروفون بنخوتهم، والله العظيم مايرضينا كسعوديين حالتها التي هي فيها، يجب ترحيلها لبلدها أعتقد عرفت الدرس واستوعبت". 

تحية للصمود

وأثنى ناشطون على موقف "هدى" وصمودها في شوارع بريطانيا وتفضيلها العيش في هذا الحال عن العودة إلى قمع السلطات الحاكمة، ورأى والي الحاج أن #هدى_العمري "امراءة بمئة ألف سعودي من أتباع أبو منشار ".

ووجهت الناشطة شيماء كلامها لـ"أتباع #محمد_بن_سلمان"، قائلة: "لو وجدت في بلدها خيرا كان ما هربت، روحوا البسوا طرح وغطوا وجهكم . #هدى_العمري أرجل منكم و من البزر الي تدافعوا عنه".

مواقف المعارضة

ودافع ناشطون عن المعارضين السعوديين ممن حاول "الذباب الإلكتروني" تشويه صورتهم وتحميلهم مسؤولية ما وصلت إليه هدى العمري، وقالت الناشطة النور: إن "يحيى عسيري وقف معها مواقف ما فعلها أهلها وأنقذها هي وغيرها كثيرون ويرفض أن ينشروا أو يشكروه". وأضافت أنها لما سألته عن هدى قال: "ساعدوها وأنا مستعد أدفع اللي أقدر".

وتمنى المعارض السعودي خبير العلاقات الدولية حمزة الكناني، ممن يعرف رقم تواصل مع هدى العمري أن يتواصل معه على الخاص، مشيرا إلى أن كثيرا من الصادقين والمخلصين تواصلوا معه على الخاص راغبين في مساعدتها ماليا وإيصالها لمكاتب قانونية واجتماعية معترف بها.