تسيء للأطفال وتدعو للشذوذ.. لماذا يدافع إمام أوغلو عن “روبلوكس”؟

3 months ago

12

طباعة

مشاركة

سارعت المعارضة التركية لإصدار ردود فعل غاضبة تجاه حظر “روبلوكس”، وهي منصة ألعاب فيديو، تتيح لمستخدميها إنشاء ألعابهم الخاصة ونشرها.

وتعد منصة  Roblox أيضا مركزا للاجتماعات عبر الإنترنت لمستخدميها، وغالبا ما يكونون من المراهقين.

وسلطت صحيفة يني شفق التركية الضوء بالخصوص على موقف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو حول هذا الحظر.

وفرضت الحكومة التركية في 8 أغسطس/آب 2024، حظرا على استخدام روبلوكس، وذلك بناء على نتائج تحقيق قضائي أجرته إحدى محاكم البلاد.

وأعلن وزير العدل التركي يلماز تونغ أن بلاده منعت استخدام منصة روبلوكس بسبب مخاوف من محتوى يمكن أن يؤدي إلى انتهاكات بحق الأطفال.

وقال تونغ في منشور عبر إكس: “بلدنا ملزم باتخاذ التدابير اللازمة لضمان حماية أطفالنا، استخدام التكنولوجيا بطريقة سلبية أمر غير مقبول مطلقا”.

ولفت إلى أن محكمة تركية فرضت الحظر استناداً إلى تحقيق أجراه الادعاء العام في ولاية أضنة جنوب البلاد بسبب مخاوف بشأن المحتوى الذي قد يؤدي إلى انتهاكات بحق الأطفال.

مسيئة للأطفال

وفي مقالة بصحيفة يني شفق، أوضح الكاتب التركي “بولانت أوراك أوغلو” أن المنصة هي نظام إنشاء تجارب تم تطويرها بواسطة شركة روبلوكس كوربوريشن من قبل ديفيد بازوكي وإريك كاسيل.

وانطلقت عام 2006 وبدأت في النمو بسرعة في النصف الثاني من 2010 وتسارع هذا النمو بشكل أكبر مع جائحة كورونا.

ويمكن لعب روبلوكس مجاناً، بل وتنفيذ عمليات شراءٍ داخل اللعبة باستخدام عملة افتراضية تسمى "روبوكس". 

ويوجد لدى روبلوكس أكثر من 164 مليون مستخدم نشط شهريا ويجرى لعبها بواسطة أكثر من نصف الأطفال دون سن 16.

وقد أظهرت المشاركات أن المنصة كانت تشجع على إقامة حفلات تروج للشذوذ في غرف افتراضية سرية تحت ذريعة "اللعب". 

ولهذا جرى حظر منصة الألعاب المُفَضّلَة لدى الأطفال في تركيا والتي تمتلك حوالي 15 مليون مستخدم في البلاد، بقرارٍ من المحكمة. 

وأثار الحظر المفروض على روبلوكس بعد حظر تطبيق "إنستغرام" في الثاني من أغسطس لعدة أيام ردود فعل واسعة.

وجاء حظر إنستغرام بعد حذف “ميتا” الشركة المالكة له عددا من منشورات المسؤولين الأتراك التي نعوا فيها رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، وكذلك إزالتها حسابات تطرقت إلى اغتياله.

لكن أعادت السلطات عمل إنستغرام في 8 أغسطس بعد اتفاق مع ميتا على ضرورة الامتثال للقانون التركي وعدم إغلاق الحسابات دون إصدار تحذير.

ويتابع الكاتب: “إغلاق روبلوكس التي تروج للشذوذ والقمار بتهمة إساءة معاملة الأطفال يحمل إشارات واضحة على التهديد الذي يواجه شبابنا”.

ويطلق على لعبة روبلوكس أيضاً "وكر البيدوفيليا" (التحرش الجنسي) ولديها أكثر من 9 ملايين مستخدم في تركيا، يشكلون 4.43 بالمئة من اللاعبين.

وكانت المنصة التي يتجول فيها مستغلو الأطفال تشكل خطراً كبيراً وذلك بسبب تنظيم حفلات افتراضية فيها تشجع على الشذوذ، وفق الكاتب.

وتشمل الدول التي جرى فيها حظر لعبة روبلوكس، الصين وغواتيمالا والأردن وكوريا الشمالية وعمان والإمارات العربية المتحدة. 

قمار غير قانوني

وأوضح وزير العدل يلماز تونغ سبب إغلاق لعبة روبلوكس قائلاً: إن القرار اتخذ بسبب "احتوائها على محتويات تؤدي إلى استغلال الأطفال". 

وذكر وزير العدل أنه في أغسطس 2023 رفع مجموعة من الآباء دعوى قضائية ضد روبلوكس، مدَّعين أنها تتصرف كموقع قمار غير قانوني للأطفال تحت غطاء أنها منصة ألعاب. 

ووفقا للآباء المُشتَكين، كان أطفالهم يستخدمون العملة الافتراضية روبوكس داخل اللعبة للّعب في مواقع القمار غير القانونية. 

وأوضح الآباء أن لعبة روبلوكس كانت تتعاون مع هذه المواقع وأن الشركة كانت على علم بذلك. 

ويُقال إن مواقع القمار كانت تحول العملة الافتراضية داخل لعبة روبلوكس إلى دولارات، وأنها كانت تحصل على نسبة 30 بالمئة من الأرباح. 

وطلبت ثلاثة مواقع قمار غير قانونية مذكورة في الدعوى من الأطفال ربط حساباتهم في روبلوكس للعب.

وكان يمكن استخدام العملة الافتراضية "روبوكس" في جميع ألعاب القمار بسهولة في الكازينو الافتراضي غير القانوني.

وأردف الكاتب: كان الأطفال الذين يلعبون في مواقع القمار قادرين على سحب أموالهم من المنصة باستخدام العملة الافتراضية "روبوكس". 

ووفقًا للدعوى، كانت مواقع القمار تعمل على تسهيل هذه التحويلات. 

وعلى الرغم من حظر منصة روبلوكس بقرار من المحكمة بسبب احتوائها على محتويات تؤدي إلى استغلال الأطفال والدعاية الواضحة للمثليين، إلا أن بعض الأسماء من المعارضة استنكرت هذا القرار لأسباب غير معقولة. 

موقف إمام أوغلو

وأشار الكاتب إلى ما كتبه أكرم إمام أوغلو في هذا الصدد عبر منصة إكس، والذي قال إنه "من غير المفهوم أنه بعد إنستغرام، هناك حظر وصول إلى منصة روبلوكس التي تضم أكثر من 15 مليون مستخدم ويمكن من خلالها تطوير الألعاب". 

وأضاف: "من يتخذ هذه القرارات هم أناس لا يعرفون شيئاً عن العالم الجديد والاقتصاد والتكنولوجيا".

والسؤال هنا الآن هو: لماذا دافع أكرم إمام أوغلو عن روبلوكس على الرغم من الانتقادات التي طالتها على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب اتهامات بإساءة معاملة الأطفال والترويج للشذوذ؟ 

أشار الكاتب التركي إلى أنه لم يكن هناك أي مفاجأة من تصريحات رئيس بلدية إسطنبول الكبرى.

فقد اشتهر إمام أوغلو بشكواه المتكررة عن تركيا في الخارج، كما دافع عن "إنستغرام" وانتقد حظر الوصول إليه خلال بث مباشر على المنصة نفسها.

وأوضح أن إمام أوغلو لديه مواقف مثيرة للجدل، من بينها مشاركته في مسيرة مع الشواذ الذين حاولوا تنفيذ أنشطة تتعارض مع قيم الأسرة التركية. 

وفي مقابلة تلفزيونية حول زواج الشواذ، قال إمام أوغلو: “يقع على عاتقنا مسؤولية حماية نوعية الحياة أو حرية الحياة لمواطنينا المثليين”.

وتابع: "وكما أن الأشخاص الذين شغلوا هذا المنصب في الماضي كانوا مسؤولين، كذلك (سأكون) أنا ورؤساء البلديات من بعدي".

واختتم الكاتب مقاله قائلاً: "إن تصريحات إمام أوغلو لا تليق بإداريين يشغلون مناصب مهمة في الحكومة التركية. نلجأ إلى الله العظيم من شر وظلم هؤلاء الذين خضعوا للغرب!".