مكافأة للاحتلال.. رفض واسع لمحاولات انضمام "إسرائيل" للاتحاد الإفريقي

12

طباعة

مشاركة

قبل ساعات من انعقاد القمة الإفريقية في دورتها الـ36 بمقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في الفترة بين 16 إلى 19 فبراير/شباط 2023، كشفت جهات إعلامية عن ممارسة إسرائيل ضغوطا لقبولها عضوا مراقبا داخل الاتحاد.

ونقلت وسائل إعلام مثل الشروق الجزائرية وبوابة نيوز المصرية عن مصادر داخل الاتحاد الإفريقي، أن "إسرائيل" تساوم الدول بالمال، والمشاريع وأمور أخرى للانضمام إلى الاتحاد.

ويشار إلى أن صفة مراقب هي امتياز تمنحه بعض المنظمات لغير أعضائها، ويترتب عليه منحهم القدرة على المشاركة في أنشطتها، ولكن من دون التصويت أو اقتراح القرارات.

وكان الاتحاد الإفريقي، علق خلال دورته 2022، قراره بقبول "إسرائيل" مراقبا، بعد المعارضة القوية التي قادتها الجزائر وجنوب إفريقيا.

وفي يونيو/حزيران 2021، وافق مفوض الاتحاد الإفريقي موسى فكي، منفردا، على منح إسرائيل صفة مراقب، وهو ما احتجت عليه العديد من دول الاتحاد وخاصة الجزائر وجنوب إفريقيا، قائلة إنه لم يجر التشاور معها حول هذه الخطوة.

ومُنحت إسرائيل سابقا، صفة مراقب في منظمة الوحدة الإفريقية، لكنها فقدت ذلك الوضع عندما جرى حل الهيئة واستبدلت بالاتحاد الإفريقي عام 2002.

وبعد تعليق عضويتها، شكلت لجنة برئاسة الجزائر وجنوب إفريقيا لبحث الملف مجددا، إلا أنه لم يصدر عنها أي جديد منذ ذلك الحين.

وأطلق ناشطون حملة #افريقيا_تطرد_إسرائيلي، أعلنوا خلالها رفضهم القاطع لانضمام الاحتلال الإسرائيلي للاتحاد الإفريقي، وعدّوا ذلك بمثابة إضرار مؤكد بالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، معولين على موقف شعوب الدول الإفريقية في مناهضة تحركات تل أبيب.

وأكدوا أن تطبيع العلاقات مع العدو الإسرائيلي خيانة وخنجر مسموم في خاصرة الشعب الفلسطيني، مذكرين بمعاناة الدول الإفريقية من الاستعمار والمجازر والاستبداد في استدلال ومحاكاة لأنين ومكابدة الفلسطينيين مع الاحتلال.

وحذروا من التداعيات والتأثيرات السلبية لمنح الاحتلال صفة مراقب في الاتحاد، متحدثين عن حقيقة الأطماع الإسرائيلية في القارة الإفريقية والتي دفعت وزير خارجية الاحتلال الأسبق يائير لابيد لوصف حصول تل أبيب على صفة عضو مراقب في 2021 قبل إلغائها بـ"الإنجاز".

رفض الانضمام

وتفاعلا مع الأحداث، أعرب ناشطون عن رفضهم القاطع لانضمام الاحتلال الإسرائيلي إلى الاتحاد الإفريقي، داعين الشعوب الإفريقية إلى نبذ الكيان وعزله عن القارة والإصرار على الممانعة في فرضه عليهم.

وقال الإعلامي يحيى بشير: "لأن التطبيع خيانة عيوننا على الشعب المصري والجزائري وأحرار المغرب العربي، وكلنا أمل أن تغضب شعوب إفريقيا وتقوم بحملات المقاطعة والاستنكار الرقمي فالميادين ومنصات التواصل الاجتماعي لرفض انتساب دولة الاحتلال الإسرائيلي لاتحاد الدول الافريقية."

وحث الصحفي محمود أبو زياد، الشعوب العربية والإسلامية في قارة إفريقيا مثل دولة المغرب والجزائر وتونس ومصر وموريتانيا وكل الأفارقة العرب على رفض وجود (إسرائيل) بينهم، داعيا الشعوب الإفريقية التي قاومت الاستعمار وتحررت من التمييز العنصري ألا تقبل انضمام (إسرائيل) إلى الاتحاد الإفريقي.

وعبر الصحفي أيمن ماجد عن رفضه انضمام المحتل الإسرائيلي إلى الاتحاد الإفريقي من أجل الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال كل يوم، داعيا الشعوب الإفريقية الحرة أن ترفض وجود ما يسمى "إسرائيل" بينها.

وأعرب الصحفي إبراهيم مسلم، عن رفضه منح "إسرائيل" صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي. وكتب أنس أبو عواد: "لا لانضمام إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي".

وأكدت ولاء أحمد، أن الشعوب الإفريقية التي قاومت الاستعمار وتحررت من التمييز العنصري؛ لا تقبل بانضمام إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي.

المعاناة واحدة

وذكر ناشطون بمعاناة إفريقيا من الاستعمار ونظام الفصل العنصري وما تركه من رواسب، في تشابه مع معاناة الشعب الفلسطيني ما يجعل الأفارقة والفلسطينيين شركاء في النضال ضد المستعمر والتمييز العنصري، مشيرين إلى أن انضمام إسرائيلي للاتحاد الإفريقي يخالف ميثاقه.

وأكدت المصورة الفوتوغرافية غدير كمال، أن انضمام "إسرائيل" إلى الاتحاد الإفريقي يسيء إلى تاريخ دول إفريقيا المناهضة للاستعمار.

وحذرت أستاذة في التاريخ الإسلامي الأندلسي ياسمين حمادة، من أن قبول الاحتلال الصهيوني في الاتحاد يعني مكافأته على ممارساته غير القانونية بحق الشعب الفلسطيني.

وأكدت أن انضمام الاحتلال للاتحاد الإفريقي يشكل إساءة لنص وروح ميثاق الاتحاد، قائلة إنه لا ينبغي إطلاقا مكافأة الاحتلال على انتهاكاته ونظام الفصل العنصري الذي تفرضه على الشعب الفلسطيني.

وحث أبو كمال، "الشعوب الإفريقية التي ناصفتنا ويلات الاستعمار والاحتلال، على استخلاص العِبر"، لافتا إلى أن هذا المحتل، هو احتلال توسعي إحلالي يهدف لطمس هوية أصحاب الأرض وتغييبها وإحلال هويته الصهيونية، من أجل استكمال مشروعه الاحتلالي بما يعرف بـ"إسرائيل الكبرى".

وتساءل رائد أبو جراد: "كيف تقبل الدول الإفريقية على نفسها انضمام الكيان الصهيوني لها وهي التي عانت الويلات من الاستعمار والاستبداد الذي مازال الاحتلال يمارسه ضد شعبنا منذ 7 عقود؟"

وأضاف: "ننتظر من إفريقيا موقفا مشرفا يرفض الاستعمار والتمييز العنصري وهذا ينطبق على الاحتلال".

وقال صاحب حساب منارات الوطن، إن إفريقيا التي لفظت الاستعمار بأشكاله المختلفة "الفرنسي والإيطالي والبريطاني والإسباني"، مطالبة اليوم بالوقوف بقوة لمواجهة محاولات انضمام الكيان الصهيوني لاتحادها، فالاستعمار الذي عاث بإفريقيا فسادا وارتكب المجازر البشعة لا يختلف عن (إسرائيل)!

وذكر صاحب حساب قسامنا حر، بأن ميثاق الاتحاد الإفريقي يرفض الاستعمار والإمبريالية والتمييز العنصري، قائلا إن هذا كله ينطبق على الاحتلال الصهيوني، فكيف يكون جزءا منه؟ 

أطماع الاحتلال

وحذر ناشطون من أطماع الاحتلال الإسرائيلي في القارة الإفريقية وسعيه للسيطرة على ثرواتها وسواحلها لتأمين أمنها الإستراتيجي.

وأشار الباحث في الشأن الإقليمي محمد عودة الأغا، إلى أن الاحتلال يتوجه نحو إفريقيا انطلاقا من تطبيع علاقاته مع عدد من الدول العربية، على أمل أن يحصل في نهاية المطاف، على دعم متزايد من دول القارة في المحافل الدولية.

وأكدت نفيسة بهرة، أن الاحـتلال الصهيـوني هو المستفيد الوحيد من الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي.

وكتب الناشط سامي الشاعر: "ليعلم الإخوة الأفارقة أن الكيان المسمى بإسرائيل لا يقدم لهم خدمات ودعم مالي، بل مخطط خبيث للهيمنة على ثروات القارة السوداء، وهي بذلك تؤجج الصراعات وتثير الجدل وتعزز الخلافات، نحن في فلسطين نقول لكم شدوا بعضكم واطردوا الثعبان الصهيوني".

وأوضحت جمان بنت غزة، أن هدف الاحتلال الصهيوني من التحاقه بالاتحاد الإفريقي هو تقسيم القارة.

وأكد صاحب حساب الطوفان الهادر، أن دولة الكيان تلقي نفسها  في الاتحاد الإفريقي، ليس بهدف الموقف السياسي فحسب، فالثروات والمعادن ومنابع الماء وغيرها من الثروات والتفاصيل، هي ما تلهث خلفه.

وأكد أبو هنود، أن وجود الاحتلال ضمن الاتحاد الإفريقي لن يحقق لهم تطورا، بل هذا الاحتلال يسعى دوما للتخريب والإفساد.

جرائم الاحتلال

وعدد ناشطون جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وأسبابهم رفض انضمامه للاتحاد الإفريقي ومنحه صفة مراقب.

وأكدت نجلاء عادل الصفدي، أن الاحتلال الذي ينتهج سياسة التمييز العنصري بحق الفلسطينيين لا يحق له الانضمام إلى الإتحاد الإفريقي، في الوقت الذي تُعاني فيه غالبية الدول الإفريقية من التمييز العنصري والتّهميش. 

وذكر راني العسولي، بارتكاب الاحتلال مجازر بشعة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، داعيا إلى وقف انضمام إسرائيلي للاتحاد الأوروبي، والإفريقي الذي ينص ميثاقه على رفض التمييز العنصري.

وتعجب حساب "بحرينيون ضد التطبيع"، من بجاحة الصهاينة، ورغبتهم الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي، بعد الدمار والقمع في فلسطين، مؤكدا رفض القبول بالشعب القذر لأن التطبيع خيانة.

وقال حساب "مصريون ضد التطبيع"، إن ما يفعله الاتحاد الإفريقي من التطبيع مع الكيان الصهيوني أمر مرفوض خصوصا وأن ما تفعله إسرائيل في إفريقيا يزيد الصراع فيها، وجميعنا نعلم جيدا أن من يقف خلف سد النهضة وحث إثيوبيا على بنائه كان الكيان الصهيوني للتأثير على مصر.